الفصل الرابع و العشرون

31.4K 418 100
                                    

الفصل الرابع والعشرون

"الحب صبور دائماً وليس غيوراً أبداً, الحب أبداً ليس متبجّح ولا مغرور, وهو ليس وقح أو أناني أبداً ولا يعاتب ولا يستاء, الحبُ لا يسعد بذنوبِ الناسِ الآخرين.. لكن المسرات في الحقيقة..
هو جاهز دائماً للإعتذار للإئِتمان, للتَمنّي.. وللتَحَمُل, مَهما يحدث.."

A walk to remember

انهمكت منى في تنسيق ورودها التي بدأت بالتفتح.. ومراعاة براعم أخرى على وشك التفتح.. أنها حديقتها التي طالما حلمت بها.. وقدمها حسن لها مع منزلهما الرائع هذا.. لقد أعدها حتى قبل أن يعد المنزل من الداخل..

مسحت على جبهتها بإنهاك وقد تساقطت منها قطرات العرق البارد.. يبدو أن نزلة البرد الأخيرة تصر على مصاحبتها لفترة طويلة.. ذلك الشعور بالإرهاق المستمر لا يفارقها في الآونة الأخيرة.. وحسن يتوسلها الذهاب إلى طبيب.. وهي تعاند.. لا تريد إزعاجه ولا إثارة قلقه.. وبداخلها أمل خفي أن يكون ذلك الإرهاق سببه بذرة حبهما تنمو في أحشائها أخيراً.. فقد تأخر حملها كثيراً.. وكلما فاتحت حسن في الموضوع يخبرها أن كل شيء بأمر الله.. وهو لا يريد من يشاركه اهتمامها وحبها.. كانت ترضى بذلك في البداية مدركة أن السبب الرئيسي هو الظروف المادية المتعثرة.. ولكن الآن بعد مرور ثلاث سنوات قضياها بدبي.. وتحسن أحوالهما المادية بصورة فاقت كل توقعاتها.. أصبح تأخر حملها هاجس يرافقها طوال الوقت.. بينما حسن يصب اهتمامه الدائم على عمله والنجاح به.. حتى أن اسمه بدأ يتردد بقوة بين رجال الأعمال.. ويتهافت الجميع للتعاقد مع شركة الغمراوي حتى يقوم البشمهندس حسن العدوي بتصميم فيلا.. أو شاليه.. أو.. أو...

تحمد الله على كل هذا النجاح.. ولكنها تفتقد حسن العاشق الذي يبحث عن أمانه معها.. تغير حسن.. ليس كالتغير السابق.. حمداً لله.. لكن المادة أصبحت تشكل جانب هام من حياته.. طموحه أصبح بلا حدود.. بحثه عن النجاح لا يهدأ.. ولولا بقايا حسن القديم الذي يدين بولاء لا ينضب لعصام الغمراوي, لكان بدأ في تأسيس شركة خاصة به.. وهو قد كون من العملاء ما يكفي لانطلاقه ناجحة.. ولكن حسن القديم مازالت له القليل من السطوة في هذا الأمر.. ولا تعتقد منى أن تلك السطوة ستستمر طويلاً..

أمسكت رأسها بإنهاك.. فقد هاجمها دواراً آخر جعلها تترنح بقوة.. ولسوء حظها تزامن ذلك مع وصول حسن الذي سارع ليتلقاها بين ذراعيه قبل أن تلامس أرض حديقتها الغالية التي طالما حلمت بها..

وضعها على فراشها برقة.. نادى اسمها عدة مرات.. ودعك وجنتيها وجبهتها بقوة قبل أن تفتح عينيها بإجهاد هامسة:

ـ آه.. هو إيه اللي جرى!

هتف حسن:

ـ اللي جرى أنه أغمى عليكِ.. اللي جرى أن عِندك مالوش آخر.. مش عارف منشفة دماغك ليه؟..

متاهة مشاعر ( للكاتبة نهى طلبة مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن