الفصل العاشر

36.7K 505 12
                                    

الفصل العاشر

أوقف مازن سيارته في إحدى البقع الهادئة أمام كورنيش المعادي.. والتفت إلى نيرة التي ظلت على حالة الصمت التي تلبستها بعد ما تلقت تلك القبلة المجنونة منه.. وكأن تلك القبلة كانت بمثابة مخدر لها فانساقت خلفه بهدوء وهو يسحبها خارج القاعة ويضعها بسيارته.. وكلما اقترب من منزلها.. تهز رأسها رافضة.. وتطلب منه أن يستمر في تحريك السيارة...

لقد منحه القدر الليلة فرصة لا تعوض ليكون مع حبيبته أخيراً.. بعد ما كان يفكر في أي طريقة ليتمكن من الاقتراب منها بعد انهاء شقيقه تلك الخطبة البائسة, وكان كل مرة يجد خطأ ما.. يجعله يعيد النظر مرة أخرى.. حتى قدمت هي له الطريقة المثلى ليكون معها.. بدون أن يكون في موقف ضعف أمامها والأهم أنه لن يجرح شقيقه..

فقط عليه التعامل معها حالياً بهدوء شديد حتى يمتص غضبها ويحجم من كل الأفكار السوداء التي تموج في عقلها الآن وأغلبها تتمحور حول شقيقه مذبوحاً.. أو مشنوقاً...

أخيراً التفت لها يتأمل وجهها الفاتن الذي يعشق به ملامح الكبرياء التي تحاول أن تستدعها الآن بكل قوتها..

سقطت نظراته على شفتيها, تلك التي تذوقها لأول مرة منذ قليل.. ليجد أن طلاء شفتيها يلطخ تلك المنطقة الرقيقة حولهما.. فسحب المنديل من جيب بذلته وقدمه لها بهدوء..

نظرت نيرة إلى المنديل بتعجب.. ثم لمحت اتجاه نظرات مازن.. فانطلق كل غضبها وحقدها المكبوت منذ اللحظة التي واجهها حسن بحقيقة الحفل الذي أقامه لها وحتى سحبها مازن كالشاه العاجزة بلا حول ولا قوة.. وتمثلت مشاعرها كلها في قبضتي يديها اللتين انطلقتا نحو مازن كالقنابل وهي تصرخ به:

ـ أنت خدعتني.. استغلتني.. خدعتني.. وخلتوني نكتة بين الناس..

تنهد ببرود:

ـ أنتِ قلتِ خدعتني مرتين على فكرة..

كادت أن تصرخ من جديد فعاد يخبرها بهدوء:

ـ وبيتهيألي أني لا خدعتك.. ولا ضحكت عليكِ.. بالعكس.. أنا..

صرخت مقاطعة:

ـ أنت بوستني!!..

هز كتفيه بلامبالاة:

ـ بيتهيألي برضوه أنك ما كنتيش ممانعة..

كتفت ذراعيها تسأله بغضب:

ـ والحل؟..

أعاد كلمتها باستفزاز:

ـ الحل!!

صرخت به بجنون:

ـ مازن.. أنت ناوي تجنني.. هنعمل إيه في الورطة دي؟

أخذ يتأملها لوهلة وعادت عينيه تتجه إلى طلاء شفتيها الملطخ فأمرها بحسم:

ـ نضفي الروج من على شفايفك..

متاهة مشاعر ( للكاتبة نهى طلبة مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن