الفصل الرابع و الثلاثون

26.1K 390 7
                                    

الفصل الرابع والثلاثون

 استند يزيد بظهره على باب الغرفة المغلق وقد كتف ذراعيه ليراقب صورة علياء المنعكسة في المرآة.. تبدو فاتنة تلك الليلة.. وقد ابتعدت قليلاً عن طبيعتها الخجول لترتدي غلالة جريئة بلون السماء الصافية.. ووضعت بعض الزينة الخفيفة على وجهها.. وأطلقت خصلاتها التي تعدى طولها خصرها الرقيق رغم ولادتها لخمس أطفال..

كاد أن يطلق ضحكة عالية وهو يراها تتأمل صورتها لثوانٍ ثم لسبب ما قررت ارتداء مئزر محتشم ليخفي الكثير مما كشفته غلالتها..

ابتسمت برقة عندما لمحت وقفته يتأملها ثم تحرك بخفة ليحيطها بذراعيه ويطبع قبلة خفيفة على شعرها هامساً بتأثر:

ـ الجمال ده كله ملكي..

ثم مرر كفيه على ذراعيها فارتعشت تأثراً وأسبلت أهدابها بخجل لتسمعه يهمس بأذنها:

ـ افتحي عينيكِ يا علياء..

لفها لتواجهه وهو يرفع ذقنها بأنامله يتأمل ملامحها المتوردة ولكنها مع ذلك تحمل لمحة غامضة دفعته ليتساءل:

ـ في ايه؟.. أنتِ مش طبيعية؟..

هزت رأسها فتراقصت خصلاتها حولها ولم تجبه بشيء فعاد يكرر سؤاله:

ـ في ايه؟.. هو اللي حصل النهارده في مطعم حسن ضايقك؟.. أنتِ مش طبيعية من وقتها!..

بسمة غامضة ارتسمت على شفتيها وهي تهمس:

ـ أول مرة أحس أنك بتغيير عليَّ حقيقي.. وأن..

قاطعها بذهول:

ـ أول مرررررة!!..

 غمغمت بارتباك:

ـ يعني الغيرة من الولاد.. و..

قاطعها ثانية وهو يقربها منه ويهمس بحرقة:

ـ أنا بغير من ولادك.. من نيرة.. من صبا.. حتى من أم علي.. من الهوا اللي بيلمسك.. أوعي يكون عندك شك أني كان ممكن أقتل اللي اسمه إياد ده النهارده لو كان اتجرأ ولمسك فعلاً..

شهقت بنعومة وهو يغيبها معه بقبلة مجنونة ليهمس بعدها:

ـ حبيبتي..

ابتسمت برقة مرتبكة وأنامله تداعب وجنتيها لتزحف نحو عنقها ثم كتفيها محاولاً نزع المئزر من فوقهما ولكنها تملصت منه بلطف وابتعدت قليلاً وهي تفرك يديها بتوتر جعله يقترب ليقربها منه ويسألها بقلق:

ـ ليه التوتر ده بس؟..

رفعت نظراتها إليه وهي تخشى أن تخبره بما يوترها فعلاً.. ولكن هتافه النافذ الصبر باسمها جعلها تبوح بما لديها على الفور:

ـ مدام فريدة.. مدام فريدة..

هتف بها:

ـ مالها؟.. في ايه؟..

متاهة مشاعر ( للكاتبة نهى طلبة مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن