الفصل الثامن والعشرون
ـ I love you Hassan...
فاجأته.. بل صدمته.. فقد أدخلت قلبها في المعادلة.. وهذا ما لم يضعه في حسبانه..
التفت لها بحدة وقد ظهرت بعينيه نظرات غاضبة.. لا يريدها أن تحبه, بل لا يريد أن يسمع كلمة حب من الأساس.. أنه لم يتزوجها من أجل الحب وهمسات القلب, بل ليقتل ذلك القلب.. يدفنه كما دُفِنت حبيبته..
سحب سيجارة أخرى ونفث دخانها ببطء وأخذ يتأمل لورا قليلاً.. ثم همس ببرود:
" you are really pretty!"
كانت جميلة بالفعل وكأنها أخذت خلاصة الفتنة الإنجليزية والعربية.. فخصلاتها شقراء فاتحة تكاد تكون بلاتينية.. بشرة ناعمة برونزية لامعة وليست شاحبة كعادة الانجليز.. عيون رمادية خضراء كعيون القطط..
كانت لورا ستيفنز قطعة فنية راقية.. وهو ما صرح به للتو.. فهو لم يتخيلها بهذا الجمال.. بل لم يكن يرها من الأساس!
من يصدق أنه قضى ثلاث ليال بين أحضان امرأة أدرك لتوه لون عينيها!..
ارتسمت بسمة ساخرة على شفتيه دفعت لورا لسؤاله عما يضحكه.. فعاد يتأملها لثوانٍ قبل أن يسألها:
ـ أنتِ لم تخبريني بقصتك بعد.. أعني أنه من الواضح أنه كان بحياتك رجل ما..
كتفت ذراعيها وهي تتأمله بدورها تحاول معرفة سبب تغييره للموضوع وتجنبه تماماً الحديث عن تصريحها بالحب.. فأجابته وهي تهز كتفيها:
ـ هل هو الفضول أم هي مجرد أفكار شرقية عتيقة!
حرك يديه أمام وجهه وكأنه يدفع تهمة ما:
ـ أنا لا أحكم عليكِ..
قاطعته ببرود:
ـ وليس من حقك الحكم علي..
أغضبه برودها.. فكرر سؤاله مرة أخرى:
ـ أعتقد أنه من حقي أن أعلم إذا ما كان هناك زوج خفي في ماضيكِ!
ابتسمت بمرارة:
ـ تريد أن تسمع قصة وجعي.. أم تريد الهروب من وجعك أنت؟
هز رأسه بمرارة وهو ينهي سيجارته ليبدأ واحدة جديدة وغمغم بصوت خافت:
"هروب!.. نعم.. هروب"..
ورفع صوته وعينيه إليها ليعاود السؤال بهدوء.. فتحركت ببطء لتجلس بجواره على الفراش.. وتسند ظهرها إلى إحدى الوسائد.. وتغمض عينيها لتقص عليه حكايتها:
ـ كان والديّ مدمنا مغامرات مجنونة.. تسلق جبال.. رحلات سفاري.. زيارات مختلفة لغابات أفريقية.. كان يستهلكان كل ذرة سعادة يستطيعا الحصول عليها.. حتى.. كانت مغامراتهما الأخيرة.. قفزا معاً من إحدى الطائرات..
مطت شفتيها بأسى قبل أن تحاول ابتلاع ريقها وتهمس بخفوت:
ـ لم تفتح المظلة.. ولم يضع أي منهما المظلة الإضافية..