-أشعةٌ الشمس الحارقه تتمايل في السماءِ لتنشرَ الحرّ تحتها فيحتمي كلُّ ما تحتها بظلال الأشجارِ التي تأبئ الهروب لتبقى شامخةً هناك ، كان العرقُ يتصبب على جبهاتنا معلناً انهاكنا الذي نجابهه لنجمع أكثر ما استطعنا من المحصول ، لم أكن أعي سابقاً كل هذا الجهد لكن رغم ما يحمله من ارهاق إلاّ أن متعته أستشعرها الآن.
كان منهمكاً ببذل جهده رغم ما به من تعب لم تبرحه تلك الابتسامة جلسَ تحت شجرةٍ وهو يمسح جبهته وقفت ساتو بجانبه لتعطيه الماء وهي تراقبه :
-أنتَ بخير ؟
-آه نعم ، لكن حقاً الحرارة اليوم أشد مما تصورت.
ابتسمت وجلست بجانبه :
-لم أتصور أن تتأقلم منذ اليوم الأول.
اقترب منها ووضع يده على يدها :
-قلتُ لك سأثبتُ نفسي لك ولجدك.
ابتسمت ساتو وهي محمرة ،بينما هو كذلك ظهر الجد وهو يحمل على ظهره سلالاً نهض ريو بسرعة وأمسك السلال رغم صراخ الجد على فعله ذلك ورفضه للمساعده حملها عنه بسعادة وهو يقول ساخراً:
-ألن تعترف أنك أصبحت عجوز يا جدي؟
صرخ الجد غاضباً :
-انا لست عجوز اصمت.ضحك ريو وأسرع مبتعداً ليضعَ السلال بالشاحنة كانت ساتو تتابعه وهي تضع يدها على خدها تستذكر هانزو وهو يساعد الجد بسعادةٍ لتبتسمَ وتنهض ، دخلت للحقل وبدأت تتراقص وتدور بابتسامة وهي تتذكر موقفاً مشابها حيث كانت تفعل ذلك مع أخيها بسعادة ، كانت تبتسم ودموعها تتطاير لتلامس خصلات شعرها الطويل ،وقف ريو مشدوهاً ثم بدت على وجهه الابتسامةِ ليحدق بها وهو يضع يديه بجيبه ،تلك كانت مرته الاولى يراها تتراقص كالأطفال ارتسمت على ملامحها ابتسامةً لم يعهدها لها ،كانت تماماً كطفلةً عفوية الابتسام،
تابع الجد ذلك ايضاً مدهوشاًليكمل ريو مساعدة الجد
وبعد انتهائه اتجه حيث ساتو تجلس تنظر للحقول :
-ابتسامتك اليوم مشرقه.
-أتعلمْ لم أكن واثقةً من عودتي لهنا بعد رحيل هانزو ، أظن أنني كنت خائفةً من كل تلك الذكريات خائفة من زيارة المكان الذي أحبه أخي كثيرا ،(تنظر للحقول ودموعها تنساب ) لكن كنت مخطئه أنا أشعر بسعادةِ أشعر أن هانزو في كل مكان هنا.نظرت له بابتسامة مغمورة بالدموع ليضع يديه على دموعها ويمسحها برفق :
- جيد أنكِ أتيت اذا.
لم يكن الجد مغفلاً كل ذلك كان يرى ابتسامة حفيدته ذاتها التي رافقتها بوجود حفيده نظر لريو طويلاً ثم أكمل طريقه للشاحنة منهياً عمله مع غروب الشمس ،نهضَ ريو وساتو عائدين بعد يومٍ طويل من العمل متجهين للبيت سيراً على الأقدام بطلب من ريو ليرى المكان الذي قضت ساتو به جزء من طفولتها وكوّنت به أجمل الذكريات.
تسير ساتو وهي تنظر لكل زاويةٍ سارت بها لتتذكر سيرها مع أخيها ذات يوم مما مضى ، ضحكاتهما سوياً تحت أشجار الكرز ،مرحهما وملاعبتها كلما ذهبا للبلدة ،عيناها غمرت بالكثير من تلك الصور الجميله لتوقفها عجوز وتعطيها تفاح من محصولها، يقفها آخرون يتحدثون لها والابتسامةُ ترافقها :
-لقد اشتقنا لك يا ابنتي .
-أتعلمين افتقدنا وجودك وهانزو كل صيف هنا كنا نسأل عن أحوالك من جدك العجوز.
انزلت ساتو رأسها :
-وأنا افتقدتكم لكن كان صعباً العودة بعد رحيل هانزو.
أنت تقرأ
The Tear Becoming ,a Smile. (مكتملة)
Romanceساتو فتاة في 17 من عمرها ..فقدت شقيقها بحادث مؤلم حين قام بحمايتها من حادث سير ....بعد ذلك تغيرت حياتها و سكن الحزن والالم قلبها ..لم تعد تلك الفتاة التي تبتسم ..بل كان لها في كل لحظة ذكرى من الماضي تترك خلفها دمعه ..إلى أن ...التقت صدفة بذاك الشا...