في مقهى هاديء ، ذو طاولات خشبية و مقاعد خشبية ايضا .... يحوي اطارات بدون لوحات بداخلها معلقة على الجدران ليعطي ديكورا غريبا و عميقا للمكان
يجلس اليان على احدى الطاولات ، معه غابرييل
التي كانت تحتسي قهوتها الساخنة بينما هو كان يشرب النسكافيه الذي كان يضع عليه ملعقة السكر الرابعة ، جاعلا غابرييل تنظر اليه بدهشة
" تحب الطعم الحلو " قالت غابرييل مبتسمة
حرك اليان النسكافيه ناظرا الى انعكاسه على السطح
" نعم افضله في الصباح كثيرا " اجاب و نظر اليها
فانتبه الى قرطها برتقالي المطابق للون بلوزتها و كعبها
" برتقالي ... اعتادت امي على محبته كثيرا ، لدرجة انه كل صور طفولتي كنت ارتدي فيها هذا اللون " قال اليان لتضحك الاخيرة
" في الواقع ليس لوني المفضل ، لكنني احبه " قالت غابرييل
" انه يليق بك " اضاف اليان و ارتشف من كوبه جاعلا من الاخيرة مرتاحة
" شكرا لك " قالت بابتسامة خجولة
و هذا ما كان يحاول القيام به ، ان يجعلها تثق به عن طريق بعض المجاملات الممزوجة مع ذكريات الطفولة ليصبح الوضع بينهما حميميا اكثر
لانها كانت تبدو له انها على وشك مهاجمته بالكلام و كان واضحا ان السبب يعود لما حصل تلك الليلة في الحانة
و بالفعل كانت غابرييل تريد الهجوم لهذا السبب لكن نبرته و طريقة كلامه الانيقة نسفت لها كل تلك الافكار بل و حاولت نسيان الامر تماما
" لقد سعدت كثيرا باتصالك بي ، بالاخص انه ليس لدينا تصوير اليوم في الصباح ، لا بد و ان نوا اخبرك بهذا " قال اليان
" نعم ، و لهذا هو نائم الان ... ففكرت باستغلال هذه المعلومة لكي نتقابل و ... كما تعلم ، اعرف اكثر عما يدور في عقلك بشأن نوا " قالت غابرييل و ارتشفت من القهوة
" علي ضمان السرية بيننا اولا ، فكما تعلمين انت تساعدينني هنا بقدر مساعدتي لكي ، و لا يمكننا اخراج هذا التعاون خارج حدودنا انا و انت لكي تكون شراكتنا اقوى ، باعتبار عامل الثقة سيلعب الدور الرئيسي بيننا " قال بشكل مراوغ جدا بحيث وقعت غابرييل بشباك كلماته و أومأت مقتنعة تماما بما قاله
" جيد ... هذا جيد جدا " همس اليان مبتسما ثم تابع: لا بد و ان حديثك مع نوا امس كان مثيرا للاهتمام ان لم اكن مخطئاقطبت حاجبيها و فتحت شفتيها لصدمتها الخفيفة
" في الواقع ... نعم ، كيف يمكنك معرفة ذلك ؟ " سألته باهتمام
" ماذا اقول ؟ ، انا فقط اعرف كيف يتأثر الناس من الجلوس معي لاكثر من ساعة " اجاب بكل براءة
براءته جعلت غابرييل تشعر بالقليل من الغرابة لكن ليس عدم الراحة ، كانت و كأنها ترغم نفسها على الشعور بالراحة !
" وااو ، هل كان هذا اطراء ام ... انك تحاول اخافتي؟ " قالت غابرييل
فضحك اليان و قال: اخافتك ؟! ، لا تبدين لي من النوع الذي يخاف من كلام الناس ،ان كان عنهم او عنك .. انت شخص قوي جدا وواثق من نفسه ، لا اعتقد انني اشكل لك تهديدا و لو كنت احمل مسدسا و اوجهه نحو رأسكتحليل اليان كان من شأنه جعلها ترتاح له اكثر و رغبتها بالحديث معه اكثر باعتبار المدح هو اقوى مسببات اخضاع الطرف الاخر لكل ما تريده !
و هذا بالفعل ما حصل ، فقد ابتسمت غابرييل ابتسامة فخر جعلت اليان فخورا اكثر لرؤية خطته تنجح فورا امامه
" شكرا لك ، هذا لطف منك " قالت الاخيرة بحرج
" لا داعي للشكر بين الاصدقاء" قال اليان بلباقة
فابتسمت غابرييل و قالت بعفوية: افهم الان سبب اهتمام نوا بك
" حقا ؟ و لماذا ؟ " سأل اليان بحذر لانه كان على وشك الغوص بخطوته التالية بعد رؤيته لشرارة الحرب تنطفيء كليا على ملامحها
" لانك شخص لطيف و صادق ... تصف كل شيء كما هو بلا مبالغة او تصغير " اجابته
" هل انا كذلك؟ " سأل اليان
" نعم بالطبع " اجابت غابرييل و هي متأكدة
" نوا قال هذا عني امس ؟ " قال اليان متظاهرا بالمزاح لكن نيته كانت اعمق ، و هي ان يفتح الباب لمرور خطته بسهولة
ضحكت غابرييل و قالت: كلا ... هذا ما اقوله عنك انت الان ، تفسيرات نوا فيما يتعلق بك امر مختلف تماما"
" فعلا ؟ كيف هذا ؟ " سألها و هو يبتسم داخليا
فقط اصطادت السمكة الطعم
" حسنا ... تريد ان تعرف كيف ، في الواقع ليلة امس عندما عاد نوا من لقاءكما كما قال ، كان يبدو تائها ، حتى انني طلبت منه بعض التفاصيل و لم يخبرني ، كان يقول انه لا يوجد وقت مناسب " قالت غابرييل و فصلت كلامها بشربها من فنجانها ثم تابعت: لكنه كان يحادث نفسه لدقيقة ثم يحادثني و ما استطعت فهمه منه هو وصفه لك كمتلاعب محترف لانك استطعت تحويل المنافسة الخفية بينكما الى صداقة علنية ، و انك شخص مثير للفضول لانك واضح و ليس عندك شيء لتخبؤه كما سيعتقد اي شخص قد يتعرف اليك
YOU ARE READING
Love behind the scenes
Romanceيضيع بين التمثيل في الواقع و التمثيل وراء الكاميرات .. اي نص سيبدو حقيقياً اكثر؟!