نظر نوا الى نفسه في المرآة
كان يرتدي بلوزة خضراء يتوسطها رسمة نسر
بنطال جينز غامق
و ساعة يد
" هممم ، ابدو ... جيد " قال بينما يتفحص نفسه
الى ان سمع رنة هاتفه المحمول
رفعه عن السرير و اذا به اليان ! ، سرعان ما قطب وجهه و شعر بنفس دغدغات البطن التي بدأ يكرهها الا انه لا يستطيع انكارها
بلع ريقه و اجاب : اهلا اليان
" اهلا نوا ، هل انت جاهز ؟ " سأله فورا
عقد حاجبيه متعجبا من سؤاله و قال : اممم ، نعم
" جيد ، انا اتٍ لاصطحابك " قال اليان
رفع حاجبيه و سكت ....
لم يفكر ابدا بهذا ، لم يخطر بباله ان يتصل اليان به لهذا السبب
و ايضا لم يستبعد ان يكون هناك دافع وراء هذا الطلب لذا بقي صامتا مجبرا اليان على قول ما يريده حقا
" اريد ان تحصل بيننا محادثة مهمة اثناء الطريق ، لذا حضر بعض الجمل " شرح اليان
و كما توقع نوا ، الذي قهقه و قال : لا مانع لدياخبره بموقع شقته و اغلقا الخط
عض نوا شفته و ابتسم بعدم تصديق
" محادثة مهمة ؟ ، حضر بعض الجمل ؟ " تساءل بينه و بين نفسه
" الا يمكنه ان يكون واضح ابدا " ثم تذمرنزل نوا من شقته خارجا من المدخل
و اول شيء وقعت عليه عيناه هو سيارة اليان الفاخرة التي كانت الوحيدة من نوعها في الحي
فتح الباب و دخل قائلا : مساء الخير
" اهلا نوا " اجاب اليان الذي كان خلف المقود
يرتدي بلوزة رمادية مرسوم عليها خطين بلون اسود من الجلد على منطقة الكوع
و بنطال اسود مليء بالسحاحيب
يلف اصبعه الخنصر خاتم الماس في يده اليسرى
و رسغه ساعة لماعة ايضا
بينما السيارة معتقة برائحة عطره المميزةحرك المقود و انطلق
لم يكن الطريق مهما لنوا بقدر اهتمامه بكتلة الاناقة و الجمال التي تجلس بجانبه
و لم تكن رائحة العطر من تخنقه ، بل رائحة الاعجاب و قد شكر الرب انها غير قابلة للشم !
" لعلك متفاجيء من عرضي هذا ، لكنني الومك فنحن اصدقاء و هذا شيء طبيعي بين الاصدقاء " بدأ اليان الحديث
فابتسم نوا الذي شعر و كأنه معزول عن العالم و محبوس في هذه السيارة
" نعم تماما ، لكن لدي الحق ان اتفاجأ ... فنحن لسنا اصدقاء مقربين " اجاب محاولا التماسك بقدر المستطاع
ليضحك اليان
" هذا بالضبط ما اردت التحدث عنه ، صداقتنا " قال اليان بينما ينظر الى الطريق
" ما خطبها ؟ " سأل نوا ناظرا اليه مقطبا حاجبيه
" لا اعتقد ان يكون هناك خطب بها ان كانت موجودة ! " اجاب اليان
فضل نوا السكوت و الاستماع لما يحاول قوله
" اعني ... لقد كنت عدائيا اتجاهي اليوم قبل التصوير ، فأنت من بدأ الامر كما تعلم ، و كان واضحا من ردة فعلك انك لا تزال تلعب معي دور المنافس و ليس الصديق " قال اليان جاعلا من نوا يشعر بالاحراج مما فعله مؤخرا ! ، لانه تفاجأ كليا من كلام اليان
فهو اعتقد انه فاز جولة الا انه بحسب اقوال اليان لم تكن هناك جولة اصلا ! ، و على ما يبدو انه هو خلقها بالتالي هو الشخص السيء هنا !
الامر الذي جعله يبلع ريقه حائرا من الجواب
و كونه عاجز عن التعامل مع الموقف جعله يغضب من نفسه و بالتالي دفع نفسه رغما عنها على التحدث
" انا فقط تفاجأت من تغير لوكا ، فقد كان خائفا منا و الان هو هاديء جدا حيال الامر ... " اجاب نوا و هو مقتنع كليا ان جوابه كان رديئا جدا
و ما كان ليجاوب بهذه الطريقة لو انه لا يشعر بالتوتر
حتى وصل الى تفسير مطابقا لما يفكر به و هو ان
اليان يتعمد جعله متوتر ! لكي يضغط عليه و يضعفه اكثر ، هذا ما زاد اصرار نوا على التماسك اكثر
" و انت عندما تتفاجأ تصبح عدائي اتجاه صاحب المفاجأة ؟ " سأل اليان رافعا حاجبيه
" لم اكن عدائيا معك ، لقد كنت اقول الحقيقة و حسب و لا ادري ان كنت تعتبر هذه عدائية " استعاد نوا قوته و اجاب بكل ثقة
" الصراحة بين الاصدقاء ليست عدائية ، هل تعتقد انني هذا النوع من الاشخاص؟ " سأل اليان
" هل انت كذلك؟ " اجابه نوا بسؤال ذكي
فابتسم اليان لاعقا شفتيه ، لانه استطاع الاحساس بنهوض نوا من الحفرة التي كان يحفرها له
" كلا لست كذلك ، شكرا على اهتمامك بمعرفة الجواب مني شخصيا " اجاب اليان بحيث جعل نوا يبتسم و يشيح ناظريه عن اليان الذي كان لا يزال باردا
" نحن اصدقاء يا اليان ، و انا مسرور جدا بصداقتك في الواقع " قال نوا مع ابتسامة خبيثة
بحيث كانت واضحة ل اليان انها مصطنعة اكثر مما يظن نوا
" هل انت كذلك ؟ " سأل اليان حاكا ذقنه
" نعم ، هل انت كذلك ؟ " سأل نوا معتقدا انه على وشك فوز هذا الحديث لكنه كان مخطئا جدا
" سأكون كذلك ان كنت صادقا بما قلته للتو " اجاب الاخير
ليعود نوا مئات الخطوات الى الوراء لدى سماعه جواب اليان ، الى وقوفه عند حافة البداية بعد ان كان قريبا جدا من الانتصار
شعر بحاجة ملحة لاثبات هذه الصداقة الوهمية التي افترضها اليان
و ها هو مرة اخرى محبوس في نفس الزنزانة و معه المفتاح ، و لا يستطيع الخروج
" لقد وصلنا " قال اليان متصنعا ابتسامة ، معطيا اشارة للاخر انه متضايق منه لانه يكذب عليه
بينما هو يعلم في اعماقه ان هذه الصداقة كاذبة من الاصل ! ما جعله مكبل اكثر
نزلا من السيارة التي ركنها اليان بجانب مطعم دومينوز بيتزا
اتجها الى الداخل حيث كان هناك عدد كبير من الناس يأكلون
فلمحا لوكا يلوح لهما بيده
اتجها اليه بدون اي كلمة ... اليان يترقب ما سيفعله نوا حيال الخطة التي رسمها له ، و نوا يفكر بكيفية تنفيذه لها بدون معرفته انها خطة
جلسا بجانب بعضيهما امام لوكا الذي كان سعيد جدا برؤيتهما
YOU ARE READING
Love behind the scenes
Romanceيضيع بين التمثيل في الواقع و التمثيل وراء الكاميرات .. اي نص سيبدو حقيقياً اكثر؟!