Chapter : 20

736 34 13
                                    

مسدس على الارض ... لا جثة و لا حتى شعور برغبة بالقتل

تسبح اربعة رصاصات في واحة دماء ذات لون غامق

و انعكاس اشخاص يركضون يتحركون على سطحها

اصوات ضحك تتداخل ببعضها ، يليها اصوات بكاء ... بكاء على ذلك الضحك و ضحك على ذلك البكاء

اخترقت تلك الظلال الراكضة ظل واقف ، ظهرت ملامحه على السطح الهاديء

وجه اليان الشاحب ... شعره ابيض ، عيناه بالكاد مفتوحتان ، و العمر قد اخذ من جلده ميزة الثبات و من صفاته ميزة الصمود

نزل بجسده المهتريء نحو الرصاصات ، انحنى كما جذع شجرة عجوز يهوي على الارض

التقط الرصاصات الاربعة ... وضعها امام فمه و ابتلعها قسرا ، مجبرا ، غير راغب لذلك كان كاره !

ما ان ابتلعها حتى هم بالاستلقاء على بقعة الدماء فاتحا ذراعيه
مغمضا عينيه ، قلبه اصبح يتحرك كالجنين في صدره

الى ان ابتلعته الدماء و راح يغرق بها ، و اصوات الضجيج لا تمل من الاستمرار

راح العجوز يحلم ...

فتح عينيه و اذا به على بقعة الدماء نفسها لكنه اصغر عمرا

نهض ليقف و الدماء مستلقية على ظهره

و اصوات الضحك الممتزجة مع البكاء اصبحت اعلى و اوضح

لدرجة انه ظن انه هو من يقوم بها !

فجأة من العدم ، اربعة ايدي اخترقت الظلام و الاصوات لترمي له اربعة رصاصات و تدحرج باتجاهه

ثم عادت الايدي ادراجها

اتسعت عيناه و سارع بأخذ الرصاصات لتتسارع الاصوات بالارتفاع ايضا

فابتلعها كما لو انه يؤمن ان بلعه لها سيوقف الاصوات عن الركض في اذنه

ما ان فعل حتى اغلق عيناه و راح يحلم !

في نفس المكان ...

اليان أصغر سنا ، في بداية مراهقته

لكن الاصوات ليست فقط مرتفعة بل صاخبة ، الفراغ يكاد يفقد صوابه بسببها

وضع اليان الصغير يديه على اذنيه و راح يبكي ، و هو يشعر ان اطرافه تهتز بسبب الصخب

حتى بدأ الضجيج يقترب منه اكثر و اكثر ... اكثر و اكثر ...

الى ان رفع عينيه ليرى اربعة اشخاص يرتدون عباءات سوداء و يغطون وجوههم و الشيء الوحيد الظاهر منه هو افواههم

افواههم التي كانت مصدر الصوت !

بعضهم يبكي ... بعضهم يضحك ...

راحت دموع الفتى تهتز على خده ، كما اهتزت صورهم في عينيه

اظهروا ايديهم ، ليرى ان كل واحد فيهم يحمل رصاصة

Love behind the scenesWhere stories live. Discover now