مسدس على الارض ... لا جثة و لا حتى شعور برغبة بالقتل
تسبح اربعة رصاصات في واحة دماء ذات لون غامق
و انعكاس اشخاص يركضون يتحركون على سطحها
اصوات ضحك تتداخل ببعضها ، يليها اصوات بكاء ... بكاء على ذلك الضحك و ضحك على ذلك البكاء
اخترقت تلك الظلال الراكضة ظل واقف ، ظهرت ملامحه على السطح الهاديء
وجه اليان الشاحب ... شعره ابيض ، عيناه بالكاد مفتوحتان ، و العمر قد اخذ من جلده ميزة الثبات و من صفاته ميزة الصمود
نزل بجسده المهتريء نحو الرصاصات ، انحنى كما جذع شجرة عجوز يهوي على الارض
التقط الرصاصات الاربعة ... وضعها امام فمه و ابتلعها قسرا ، مجبرا ، غير راغب لذلك كان كاره !
ما ان ابتلعها حتى هم بالاستلقاء على بقعة الدماء فاتحا ذراعيه
مغمضا عينيه ، قلبه اصبح يتحرك كالجنين في صدرهالى ان ابتلعته الدماء و راح يغرق بها ، و اصوات الضجيج لا تمل من الاستمرار
راح العجوز يحلم ...
فتح عينيه و اذا به على بقعة الدماء نفسها لكنه اصغر عمرا
نهض ليقف و الدماء مستلقية على ظهره
و اصوات الضحك الممتزجة مع البكاء اصبحت اعلى و اوضح
لدرجة انه ظن انه هو من يقوم بها !
فجأة من العدم ، اربعة ايدي اخترقت الظلام و الاصوات لترمي له اربعة رصاصات و تدحرج باتجاهه
ثم عادت الايدي ادراجها
اتسعت عيناه و سارع بأخذ الرصاصات لتتسارع الاصوات بالارتفاع ايضا
فابتلعها كما لو انه يؤمن ان بلعه لها سيوقف الاصوات عن الركض في اذنه
ما ان فعل حتى اغلق عيناه و راح يحلم !
في نفس المكان ...
اليان أصغر سنا ، في بداية مراهقته
لكن الاصوات ليست فقط مرتفعة بل صاخبة ، الفراغ يكاد يفقد صوابه بسببها
وضع اليان الصغير يديه على اذنيه و راح يبكي ، و هو يشعر ان اطرافه تهتز بسبب الصخب
حتى بدأ الضجيج يقترب منه اكثر و اكثر ... اكثر و اكثر ...
الى ان رفع عينيه ليرى اربعة اشخاص يرتدون عباءات سوداء و يغطون وجوههم و الشيء الوحيد الظاهر منه هو افواههم
افواههم التي كانت مصدر الصوت !
بعضهم يبكي ... بعضهم يضحك ...
راحت دموع الفتى تهتز على خده ، كما اهتزت صورهم في عينيه
اظهروا ايديهم ، ليرى ان كل واحد فيهم يحمل رصاصة
YOU ARE READING
Love behind the scenes
Romanceيضيع بين التمثيل في الواقع و التمثيل وراء الكاميرات .. اي نص سيبدو حقيقياً اكثر؟!