رمق الساعة ببطءتشير العقارب الى السابعة صباحا
لم ينم ، لم يأكل ، لم يشرب ، لم يدخن
نسي ان يعيش !
قبل ساعات قليلة نسي انه انسان ، نسي طبيعته تماما
ظن نفسه حيوان مفترس ، جائع لكنه يعرف انه لن يشبعيقود نوا السيارة و عيناه متورمتان
فهو لم يعطي ابسط الحقوق لجسده
انهكه عقله ، فأتعب كل شيء فيه
حتى التعب اتكأ على نفسه و راح يتنهد بصعوبة
تمنى لو يلفظ انفاسه الاخيرة ، لكن على ما يبدو ان انفاسه هي الاخيرة كل يوم !
قطب حاجبيه يتفحص شاب يقف على جانب الطريق ينظر يمينا و يسارا
بدا له انه ينتظر تكسي او باص نقل
اقترب منه فابتسم حين تعرف على ملامحه
بلع ريقه و ركن السيارة امامه
نظر اليه الشاب ذو العينان السوداوتان ، و الشعر الاشقر الثلجي ، بشرته بيضاء ناعمة جدا تكاد تتمزق لشدة رقتها
يرتدي قميص خمري اللون و بنطال جينز
جسده نحيل ، لكن ذراعيه تتخللها بعض العضلات
تجاهله في بداية الامر
لكن نوا انزل زجاج النافذة و تحدث فورا : هل تحتاج توصيلة ؟
" لا شكرا هذا لطف منك ، الباص سيأتي قريبا " اجاب الشاب متجاهلا النظر بعيني الاخير
عض نوا شفته يرمق الارض
ثم رفع رأسه و قال بثقة : ايها القس جايكوب ، تفضل دعني اوصلك ، لعل الرب يعيد النظر بشأني
رفع الاخير حاجبيه بصدمة و قال بذات النبرة متفاجئاً : هل تعرفني ؟
" نعم ، و انت كذلك تعرفني ، لذا هيا فلنذهب " قال نوا ليثير الفضول بالقس و يتجه الى السيارة
فتح الباب و جلس
" هل اعرفك ؟ " سأله جايكوب حالما انطلق نوا
" كنسية القديس الياس اليس كذلك ؟ " سأله نوا فورا
فقطب جايكوب حاجبيه و قال مستنكرا : من فضلك قل من انت بدلا من التفوه بهذه الالغاز
YOU ARE READING
Love behind the scenes
Romanceيضيع بين التمثيل في الواقع و التمثيل وراء الكاميرات .. اي نص سيبدو حقيقياً اكثر؟!