اليان جالس على كرسي خشبية ذات طابع ملكي قديم امام مائدة طعام في غرفة عاتمة
يرتدي بلوزة رمادية
تنير الثرية المعلقة في السقف بعضا من تفاصيل الطاولة التي امامه
طاولة خمرية طويلة ، وضع عليها شموع في منتصفها و صحن طعام لونه ابيض امام الاخير
لا شبابيك ... لا اصوات
فقط وجه اليان الذي كان لا يتحرك ، و لا حتى عيناه كما لو انه ميت و فضل الجلوس في هذه الغرفة لبقية حياته ما بعد الموتو فجأة تحركت بؤبؤته و نزلت ببطء تنظر الى الطاولة
التي ظهر عليها اربعة صحون في الطرف المقابل ، امامهم اربعة اشخاص يرتدون نفس البلوزة ، يلقون برؤوسهم على الصحون كما لو انهم يأخذون قيلولة وسط زحمة الصمت
يوجهون وجوههم بنفس الاتجاهظهر نوا من خلف اليان ، من بين العتمة
خائف و ضائع ...
اقترب منه بخطوات ميتة
كان رأس اليان قد اختفى بين كتفيه لانه كان مخفضا اياه لانشغاله بالتهام شيء ما لم يكن واضحا على نوا
لذا اضطر الى الاقتراب اكثر ...
اقترب حتى وقف خلفه تماما ، ووقعت عيناه فورا على انعكاس وجهه على الصحن ... ليكتشف ان اليان لا يملك واحداو ان وجهه ، ملامحه ، افكاره ، كيانه
حلت محل اليان !!فتح نوا عينيه مذعورا ، ناهضا عن الاريكة التي كان نائما عليها
يتنفس بسرعة و قلبه يكاد يخرج راكضا من صدره لشدة قرعه السريعتفحص المكان ليتأكد انه لا يزال في شقة غابرييل
مسح وجهه بيداه و توسعت عيناه عندما عادت احداث الكابوس الى عقله
هلع الى الحمام و نظر الى نفسه بالمرآة ، راح يلمس وجهه ليتفقد ما اذا كان لا يزال يحمل ملامحه هو !
" اللعنة " همس موسعا عيناه بخوف
و اسند خصره على المغسلة يفرك وجهه بعنف ، فتبللت يداه عرق ... نظر الى اصابعه و نفخ حانيا ظهره و ممسكا بركبتيه
خرج من الشقة متفقدا هاتفه الذي اخبره ان الساعة السادسة الا ربع
ركب سيارته و انطلق بها بملامح شبه واعية للعالم الخارجي ، و مركزة فقط على ما رآه في حلمه
اخرج هاتفه و ارسل رسالة لغابرييل يخبرها فيها انه عاد الى منزله و سيتصل بها عندما يعود من التصوير
-
فتح اليان عينيه ليستقبل منظر السقف اولا ... بقي محدقا به لعدة دقائق ، يرمش عينيه ببطء حتى بلع ريقه و قرر النهوض
شغل اغنية Oceans للمغني الاسترالي الوسيم Jacob Lee
و انتقل الى الحمام ليفرشي اسنانه و يغسل وجهه
خرج و هو يغني معه
Looking in the mirror like
Maybe I will find myself tonight
YOU ARE READING
Love behind the scenes
Romanceيضيع بين التمثيل في الواقع و التمثيل وراء الكاميرات .. اي نص سيبدو حقيقياً اكثر؟!