الفصل الرابع والعشرين

444 21 1
                                    

مريم ببكاء شديد تمسك ذراعيه متوسله له : سيبني ياحسام انا عاوزه اشوفه سيبني ارجوك
ثم تفقد وعيها من جديد
يقف حسام ويتنهد بثقل شديد وهو غير قادر علي الحركه قائلا :انا مش قادر مش قادر اشوفها كده انا قلبي بيتقطع علشانها مش قادر اعملها حاجه واقف عاجز هعمل ايه عمل ايه قولي
لم يجد حاتم الواقف أمامه إلا أن يذهب إليه ويربت علي كتفه قائلا: دا اكتر وقت هي هتحتاجك فيه لازم تفضل معاها موت خالد مش هيعدي عليها بسهولة ودورك انك تخرجها منه وصدقتي انا عارف انك تقدر
الصق حسام ظهره بالجدار واراح قدميه حتي بدأ في النزول علي الارض تدريجيا قائلا بألم:موت خالد مش سهل مش سهل ولا هتعديه بسرعه زي ماقولت وانا خايف عليها جدا
اتكئ حاتم علي ركبتيه وقام باحتضانه واخبره انهم معا يستطيعون أن يتخطوها
__________________________
تفيق مريم مجددا لتجد حمزه موجود  هو الآخر
(فتعلم ان خالد بنفس المشفي ايضا)
عندما تراه تسرع إليه وتحتضنه وتظل تبكي
قائله: مش راضيين يخلوني اشوف خالد مش راضين وانت كمان متقوليش لا
يضمها حمزه اليه اكثر وهو يبكي ولا يتحدث
تقوم مريم بدفعه وتخرج كما المجانين تبحث عن أخيها
يسرع خلفها حسام
يجلس حمزه علي الارض في الغرفه غير قادر علي الحركه أو الكلام وغير قادر أيضا أن يري اخته هكذا ويشير الي حاتم أن يتبعها ايضا

يحاولان حاتم وحسام منع مريم من الوصول لكن يفشلان
عندما تصل مريم تجد العائله موجوده
يحاول سليم وكمال أبعاد مريم لكن مصطفي يأمرهم بأن يتركوها قائلا كل كلمه  بألم : سيبوها مش هتقدرو سيبوها تشوفه لآخر مره
تدخل مريم لتجد أخيها مغطي تقترب منه وهي خائفة للغايه وجسدها كله يرتعش وكاد نبض قلبها أن يتوقف لا عيب عليها لأنهُ  أخيها وهو جثه هامدة
ترفع الغطاء من وجهه وتدقق في ملامحه تنظر لاخيها ذو الشعر البني والاعين الخضراء تنظر إلي حبيبها وصديقها الوفي قبل ان يكون أخيها تنظر إليه تتزكر كل شئ حدث بينهم
تقوم بالامساك بجسده محدثاه بنبرات مختلفة: ليه سبتني ليه، مشيت ليه، هعيش ازاي من غيرك رد عليا هعيش ازاي وتقوم بتحريك جسده كليا رد رد هعيش ازاي وتنهمر دموعها في البكاء قولتلك ملكش دعوه بيهم مش هيسكتو قولتلك بلاااش ثم يزداد صراخها متسبنيييييش
لم يجد حسام الواقف خلفها دون علمها غير أن  يقترب منها  ويسحبها من يدها حتي تعدل وجهتهه  له ويأخذها بين احضانه  ويحاول تهدئتها  تستسلم له مريم قائله:خالد سابني ياحسام كسر وعده ليا سبني من غير مايودعني حتي 
ثم تنزل تدريجيا الي الارض وحسام معها حتي يجلسان علي الارض
تطلق مريم صيحه عاليه للغايه  اااااه ياخالد قولتيلي متخافيش هفضل معاكي للآخر ومفضلتش ثم تترك حسام وتسرع لها مره اخري : كل السنين راحت ببلاش ياحبيبي كل حاجه حلوه كانت معاك جرحك هيسيب علامه ومش هيتمسح
ثم تسرع مره اخري الي حسام لترتمي باحضانه مجددا
حسام الذي كاد أن ينفجر من البكاء معها  لكن تمالك نفسه أمامها
لم تتحمل مريم اكثر فذهبت في فقدان وعي طويل ظلت علي أثره ايام بالمشفي
وكل يوم يأتي إليها أحد من عائلتها للاطمئنان عليها وتظل معها والده حسام وحسام قام بحضور العزاء ومكث يوماً، مع حمزه ثم عاد وظل بجوار مريم حتي أفاقت
عند افاقتها تنتظر بالمشفي لمده يوم ويأتي سامر  ليأخذها الي بلدتها وحسام معها ايضا
فلقد اقلم حسام نفسه أنه سيترك كل شئ حتي تعود مريم الي حالتها الطبيعية مجددا
ذهبو الي هناك وكانو الكل يحاولون محادثاتها لكن لافائده هي فقط تبكي تصعد الي غرفتها دون كلام ظلت بغرفتها ايام لاتاكل ولا تشرب حتي تبدل حالها تماما يأتيها حسام من حين الي اخر ويحدثها عسي أن تتفوه بكلمه لكن لا أمل
بعد مرور أيام كثيره يستطيع حسام أن يتحدث معها بعدما طلب منه كل العائله هذا
حسام: عامله ايه
مريم لا تجيب
حسام  بحنان ممزوج بغضب: اللي انتي بتعمليه دا غلط هتدمري نفسك
مريم مازالت صامته وحسام لا يصمت
حسام: مريم فوقي من اللي انتي فيه الدنيا مش هتقف
تتحدث مريم لاول مره منذ مده طويله: لا بالنسبالي وقفت الدنيا مش هاتمشي طول مااخالد مش معايا
واخذت تبكي كثيرا وقامت باحتضانه
ربط حسام علي رأسها مهدئا لها
ثم قالت مريم فجاءه : احنا لازم نسيب بعض
ابعدها حسام عنه قائلا:انتي اتجننتي، ليه
مريم بدموع: انا مبقاش فيا امل
حسام: بس انا بحبك
مريم : وانا كمان بس مش عاوزه اظلمك معايا
حسام: انا عاوزك تظلميني انا راضي
مريم: حرام انك تعيش أو تكمل مع شخص باع الدنيا واللي فيها أنا أعتبر شخص ميت
حسام: متقوليش كده واقفلي علي الموضوع دا ،بس قبل ماتقفلي عليه عاوزك تعرفي اني مش هسيبك ابدا وهكمل معاكي
ترجع مريم لحاله صمتها من جديد
حسام: لازم تاكل انتي بقالك كتير مأكلتيش وجسمك ضعف
مريم: لو فعلا بتحبني سيبني  دلوقتي ومتقوليش كلي تاني
خرج حسام لرغبتها وأخبر من بالمنزل انها تستطيع التحدث الان لكن لا أحد يقترب منها الان لأنها لا تريد هذا
مر قرابه الشهر وحسام أصبح يعود ليري اهله قليلا ثم يرجع ثانية ٍ وبدأ في إطعام مريم القليل
بدئت حالتها تتحسن لكن لا يفارقها البكاء
بعد شهرين أصبح يجب أن تعود مريم لحياتها مره  اخري حتي لو رغم عنها
______
حسام: انتي جاهزه
مريم بحزن: ايوه
حسام: يلا بينا طيب
مريم بكسره: حاضر
تذهب معه وتمر امام غرفه خالد بنظره وداع وكانت تتمني أن يفتح الباب مره اخري  ويخرج منه خالد مودعها بابتسامة المعتادة لكن لا لقد فارق دنيانا ولا أثر بابتسامته غير في مخيلتهم فقط
تنزل إلي الأسفل وتجد العائلة كامله بانتظارها يتحدثون معها ومريم في مكان اخري لا تشعر بما يقولون فقط تقوم بهز رأسها
حسام: بعد اذنكم ياجماعه
مريم بسرعه: لا مش همشي دلوقتي في مكان لازم اروحه الاول
الجميع متسائلين 
مريم: لازم اروحه قبل مااامشي
ثم ذهبت مسرعه وحدها
اراد مصطفي وسليم أن يلحقوها لكن اخبرهم حمزه بتركها فهو علم اين ستذهب واذا تأخرت سيحضرها هو
ذهبت مريم وذهب خلفها حسام دون أن تعلم أيضا

احببتك منذ البدايه (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن