•مزّقتني الوحدة•

1.7K 111 14
                                    


هبّت نسمة خفيفة جعلتها تغلقُ النافذة مبتعدةً عن تلك الشجرة المزينة الّتي تتوسط غرفتها .

جلست في إحدى الزوايا العاتمة و وجّهت ناظريها لقطع الثلج الّتي تتراقص على النافذة مع أنغام موسيقا عيد الميلاد .

في الخارج الجميع يحتفلون و يقدّمون الهدايا لبعضهم بينما هي تجلسُ على أرضية غرفتها الباردة محتضنةً وسادتها محاولةً كبح دموعها .

- هل ستقضين عيد الميلاد باكيةً هذه الليلة أيضاً ؟ ".
جائها صوتٌ ساخرٌ لترفع عينيها و تنظرُ لذلك الخيال الجالس على سريرها .

- الوحدة تُمزّقني ، تغرس مخالبها داخل قلبي ليصل سُمُّ أنيابها و يبثّ الألم في داخلي ".
قطراتٌ دافئةٌ شرعت تتسابق على خديها .

- ستبقين وحيدة طالما أنتِ هُنا ".
ردّ ذلك الصوت مجدداً لتنهض من على الأرض متجهةً لسريرها .

- و إلى أين عساي أذهب ؟ أنا و الألم صديقان ، تربينا سويّاً منذُ الصِغَر ".
بررت موقفها ثم حاولت إحاطته بذراعيها لكنه سرعان ما أختفى و تحول إلى مجرد وهم لتدرك أنه كان سراب .

- لا بأس... ".
أطفأت ضوء غرفتها و ضمّت ساقيها نحو صدرها .

- لا بأس ...
فأنا أعتدتُ أن أرافق الألم في ليالٍ كهذه ، أعتدتُ أن أحتضن وسادتي و أملأها بالدموع ، أعتدتُ البكاء بصمتٍ ، أعتدتُ على أن أكون وحيدة ".

---------------------------------------------❤----❤-----------------------------------

لمحة سريعة❤
Enjoy reading❤

رجلٌ من حبر | H.S حيث تعيش القصص. اكتشف الآن