•أنتِ جميلة كفاية بالنسبة لي•

566 65 3
                                    

أفكارها تتشت و تتداخل ، تراقبه و هو نائم ليومين متتالين بينما الخوف يكادُ يأكلها حيّة .
كانت قد فقدت كل شيء سابقاً و قد كُسرت في العديد من المرات ، أصبحت كغصنٍ يابسٍ كُسر و كُسر حتّى أصبحَ يطير من أقلّ نفخة .
هو كان يعمل على إزهار الغصن بداخلها و بدونه سيغدو بستانها صحراءً خاليةً من الحُب.

- أرجوكَ ، استيقظ ".
همستْ بضعف للمرة المئة على التوالي .
أصابعها تتحرك بخفّة بين ملامح وجهه الذابلة ، فيومان من المرض كانا كفيلان بسلبه ابتسامته و ملامحه الفاتنة .

- أشعر بفقدان من دونكَ ،أدركتُ لتوّي أنني بحاجة إليكَ أكثر من احتياجي لأي شيءٍ آخر ".
رسمت ابتسامته بأصابعها لتبتسم بدورها ، لكنها في داخلها تتمنى لو أنه يبتسمُ فعليّاً .

- تعالى أنتشلني من أفكاري ، أنا ضائِعة ".

لازالت تردد في إحضار طبيبٍ لهُ ، فكونه يمتلكُ دماءً من حِبر فهذا أمرٌ غريب لأيّ شخصٍ عادي.

أمالت جسدها لتضع رأسها بقرب جسده المُستلقي على السرير دون حراك .
لم تستطع بعدها من كبح ذلك السائل الساخن الّذي نبعَ من عينيها و صُبَّ على قميصه .

بينما كانت تدفنُ رأسه في صدره أكثر شعرت به يضع يده على شعرها .

- لورا .. لا تبكِ حبيبتي ".
نظرت نحوه بعيونها الرطِبة جرّاء بكاءها بكثرة ، ليُقبّل رأسها بهدوء .

- ما الّذي أبكاكِ حُلوتي ؟ ".
سألها بلطف ثم حرّك إبهامه ليمسح بهِ قطراتها النقيّة .

- هل أنتَ بخير ؟ ".
أجابته سائلةً إياه عن حالته بدل أن تجيبه ليبتسم و يومئ لها .

- لازالَ رأسي يؤلمني ، لكنني أفضلُ حالاً من قبل ".

- خفتُ أن أفقدكَ ، الخوف شعورٌ سيءٌ للغاية ، و الفقدان مؤلم للغاية .... أنتَ أعدت بناء جدار الفرح بداخلي لتصدّ بهِ كل محاولات الحزن في تحطيمي ، و بفقدانكَ جداري ينهدمُ سريعاً ".
وضعَ يده على رأسها ليُقبّله مجدداً ضامّاً إياها نحوه أكثر .

- أنا آسف لأنني جعلتكِ تشعرين بذلك ".

- ابتسم و عوضني عن ذلك الشعور ، فابتسامتكَ الجميلة تردُّ روحي ، هي كالسمِّ و أنتَ كألافعى تنفثُ سمّكَ بداخلي ، لكن الفارق أنّ سمّكَ لذيذٌ ".
ابتسم تلقائياً على طريقة حديثها اللطيفة الّتي تنسيه ألمه و تردُ الفرح في داخله.

قبل أن يخوض هذه التجربة برفقتها كان هو من أراد مساعدتها و إسعادها لكنه أكتشف أنها من ساعدته و أسعدته بلطافتها ، فحتّى سؤالها عن أحواله يُشعرهُ بالفرح .

- هيا انهض ، أفتقدُ قضاء الوقت برفقتكَ ، لقد تركتتي ليومين متتالين ".
قاطع أفكاره صوتها المُنزعج .

-  لو كان الأمرُ بيدي لما تركتكِ لبضع ثوان ".
أمسكت بيده ساحبةً إياه لينهض .

نهض مُتّجهاً نحو دورة المياه بينما أتجهت هي لتربط شعرها و تُشعل الاراديو مُقلّبةً القنوات باحثةً عن أغنية تُعجبها .

رجلٌ من حبر | H.S حيث تعيش القصص. اكتشف الآن