•نافذة الحقيقة•

503 68 43
                                    


- لم تري هاري منذ زمن ، ألا تفتقدينه؟ ".
تسائلت بِيّا بينما كانت تُساعد إيلورا في ترتيب خزانتها و أشيائها القديمة .

- بلى أفعل ، لكنه يراني مُجرّد مُزعجة قام بالاهتمام بها و إضاعة وقته ، أذهب إليه لأُهين نفسي أكثر ؟ لا ".
أجابتها من داخل الخزانة حيث كانت تجلس و تُخرج الملابس .

- بحق السماء أتنتظرينه ليتصل بكِ ؟ ، لو كنتِ تُحبينه كما أخبرتني لبادرتِ و اتصلتِ أنتِ ".
خرجت إيلورا من خزانتها لتوضح وجهة نظرها لصديقتها :
- في كلّ علاقة هُناك جهتان و أنا الفتاة في هذه العلاقة لذا هو من عليه أن يُبادر و يزيح القليل من كبرياءه ".
- من ذكر أنه على الرجل دائماً المُبادرة و التقرّب ، أعني هذا ما هو معروف لكن أنتِ لم تمشي يوماً على ما هو معروف ".

تركت إيلورا ما كان في يدها لتنظر نحو بيّا ، وجدتَ أن كلامها منطقياً نوعاً ما.

- أنتِ تعلمين أنه لم يقصد إزعاجكِ ".
- لِمَ صاح بي و قال إنني أزعجه إذاً ؟ ".
- لأنه شعرَ بالغيرة من وجود ماكس حولك ، هذا واضح ".
- لِمَ سيشعر بالغيرة ؟ ".
- لنقل أنه يُحبّك أو أنه مُعجبٌ بكِ ".

عادت إيلورا لطيّ ملابسها ثم حاولت تغيير الموضوع بسؤالها عن زين :
- دعكِ من الأحمق ، كيف هو فارس أحلامك ؟ ".

لم ترغب بيّا بالحديث عن زين بتاتاً فذلك يَجرحها .. كانت تتمنى لو أنها لم تراه أو انها لم تقابله لأن قربه يؤلمها أكثر من بُعده .

- تَقصدين فارس آلامي ؟ ".
أقترب إيلورا و عانقت صديقتها لتهمس محاولةً التخفيف عنها :
- أوه بياتريسا ، زين ليس آخر شابّ في الكرة الأرضية و أنتِ لستِ أول فتاة تقعُ في حبّ من طرف واحد ".
- أنتِ لا تفهمين .. أنا أحبّه ، أحبّه حقّاً .. و الحبّ الحقيقي لا يُمكن أن يُستبدل بأيّ حبٍّ آخر ".

أرادت إيلورا السخرية و الضحك من كلامها أملاً في تغيير مزاجها لكنها لم تجد أن ذلك سيجدي نفعاً لان بيّا تحبّه و إيلورا تعلم تماماً ما يعنيه الحُبّ لذا أكتفت بمعانقتها بقوّة و طبعَ قُبلة على فروة رأسها .

- لا بأس يا حُلوتي ، سيزول حُبّه منكِ يوماً ما و يحررك من قفصه ".
- لا أريد أن يزول لورا ، أن أستمتع به أستمتع بذلك الألم الّذي يتركه بداخلي .. لا أريد التوقف عن حبّه أبداً برغم أنه لا يزدني إلا جروحاً و بؤساً ، سأحبّه دائماً ".
وضعت إيلورا يدها على يد صديقتها و يدها الأخرى على كتفها .
- أتعلمين لورا ... لطالما تمنيت أن ألتقي بزين ، لطالما تمنيت أن أحادثه و كان من أحد أحلامي أن أكون أنا و هو قريبين أو أن أكون إحدى صديقاته ، الآن أنا قريبة منه لديّ رقم هاتفه حتى .. لكنني أشعر بتعاسة تفوق تلك التعاسة الّتي كنت أشعر بها .. قربه يؤلمني أكثر من بعده ، أتمنى فقط لو أستطعنا أن نبقى بعيدين ، كان ذلك ليكون أفضل ".

رجلٌ من حبر | H.S حيث تعيش القصص. اكتشف الآن