•على طريقة هاري•

599 67 15
                                    

رفعت نظراتها الطبيّة لتنظر نحوه بطرف عينيها ، أبعدت أصابعها عن لوحة المفاتيح الخاصّة بالحاسوب و شابكت ذراعيها ناظرةً نحوه .

- تودُّ قول شيء ؟ ".
هي تشعر أن لديه كلاماً ليقوله .

- حسناً .. أخبريني المزيد عن ماكس ، هو حبيبكِ صحيح ؟ ".
سأل بتردد لتُبعد كرسي المكتب المتحرّك و تقترب منه .
وضعت ساقاً فوق الأُخرى ثم شرعت تخبرهِ قصتها :

- أنا و ماكس لم نكن في علاقة حقيقية ، أعني هو لطالما أحبّني لكنني لم أكن أُعطيه بالاً و في إحدى المرّات كسر كبريائه و جاء يسألني إذا كنتُ سأوافق على مواعدته ، أخبرته أنني بحاجة وقت و فعلاً بعد أسبوع وافقتُ على خوض هذه التجربة برفقته علّها تُحرّكُ مشاعري نحوه ".
ابتسمت و هي تتذكرُ أوقاتهما معاً ، لازلت تعتقدُ أنهُ أحبّها للغاية .

- ماذا حصل بعدها ؟ لمَ انفصلتما ؟ ".
سأل باهتمام لتُكمل السرد :
- لطالما كان لطيفاً و مُحبّاً معي لم يُرغمني على فعل شيء قط لذا فعلياً بعد مدّة تحرّكت مشاعري نحوه ".
تناولت كوب القهوة الموضوع قرب الحاسوب لترتشف منه .

- و بعد جدالٍ و صراعٍ نفسيٍّ طويل قررتُ مصارحته ... ذهبتُ لمنزله يومها و أنا أتخيلُ سعادته وقتها ، لكنني و قبل أن أدخل لمحتُ خياله من النافذة و سرعان ما لمحتُ خيالاً آخر يقتربُ منهُ و يحتضنهُ بقوّة ، كذّبتُ تخيلاتي و أوهامي لأطرق الباب بقلق لكن للأسف خاب أملي و صدقت توقعاتي عندما فتحت هي لي الباب ، كانت ترتدي أحد قمصانه و يكاد يصل لمنتصف فخذيها بينما هو يقفُ وراءها معانقاً إياها من الخلف ".
تنهدت و أرجعت رأسها للوراء ليبادرها سائلاً :

- و ما الّذي فعلته حينها ؟ ".
- أخبرتهُ أنني أُحبّهُ ، فعلتُ رغم أنني رأيته يخونني ... لم يتجرّأ على الكلام لأستدير و أغادر ... كان ذلك لقائنا الأخير ".

مرر يده ليلتقط خاصّتها و يحرّك أصابعه عليها بحنو .
- هو لا يستحقكِ ، أنتِ تستحقين الأفضل و هو جبان مخادع ".

- لا هاري .. أنا المُخطِئة ، لم أكن كافيةً له ، لم أعطيه الحُبّ الّذي يستحقهُ .. إن كانت حبيبتكَ جامدة المشاعر و لا تبادلكَ الحُبّ أكنتَ لتبقى برفقتها ؟ ".
سألته ليجيبها سريعاً :
- الحُبُّ ثمين يا إيلورا .. ما كنتُ لأفرّط بمن أُحبُّ ".
همس راسماً ابتسامةً على وجهه .

تركت يده و أعادت أصابعها نحو لوحة المفاتيح لتُكمل الكتابة .
- ما مضمون مقالكِ الجديد ؟".

- في المرة الماضية لاقى مقالي إعجاباً لذا قررتُ إتخاذ السعادة أساساً أكتب عنه ، فكما قلت الناسُ بحاجة للقراءة عمّا يعطيهم طاقةً إيجابيةً في الصباح ".

صفقَ مبتسم لتنظن أنه يحاول السخرية منها .
- لا تسخر حسناً ؟ أنتَ مجرّد خيال غدا حقيقياً بفضلي ".

رجلٌ من حبر | H.S حيث تعيش القصص. اكتشف الآن