•مَفهوم جديد•

585 70 12
                                    


أمالت إيلورا رأسها لتنظر نحو أسفل السرير و تلتقط دُبّها المحشو .
- أخيراً وجدتكَ ! ".
أحتضنت الدُبّ المحشو و أخذت تحرّك خدّها قرب جسده الزغب الطريّ ، فهي لطالما أحبّت ملمسه .

- أنتِ لطيفة ".
همسَ هاري ثم مرر يده على شعرها باهتمام .

- هذا الدُبُّ أخذ قُبلتي الأولى ! أُحبّهُ للغاية ".
همست ثم أبعدت وجهها عن خاصّة الدمية و هي تذكر تصرّفاتها الغبية عندما كانت تُدخلُ شفتيها و تطبع قُبلاً على شفاهه المصنوعة من قماش ، لم تكن تشعرُ بشيء سوى ببقايا الخيوط العالقة على لسانها .

أصدرَ هاري صوت قهقهة عندما قالت جُملتها لتلتفت نحوه و تبتسم له .

- ييدو أنهُ غالٍ للغاية لتعطيه إيلورا اللطيفة قُبلتها الأولى ".
كانت تشعرُ ببعض الغرابة ، فهي غير مُعتادة على أن تُعامل بطريقة لطيفة من قِبل الآخرين .

- في الحقيقة ، هو هديةٌ من ماكس ".
أردفت بينما شدّت عناقها على الدُّبّ المحشو .
كان يودُّ سؤالها عن هوية ماكس لكنه تذكّر أنها تظن أنه ذات الشخص الّذي كانت تحادثه في خيالها لذا لم يفعل تجنُباً للإحراج .

- أوه ، لهذه السبب هو غالٍ للغاية ".
هو يعتقد أن ماكس ذلك حبيبها السابق أو لربما أخيها ، لكنه يبدو شخصاً مهماً بالنسبة إليها .

- لا ، ليس الأمرُ كذلك لكنه كان معي دائماً ، هذا الدُبُّ كان حاضراً في كلِّ مرةٍ تألمتُ فيها و هو شاهدٌ على كل دمعة تسللت من عيناي ، هو من أحتضنت و أفرغت حُزني فيه ".
لاحظ لمعان عينيها أثناء الحديث ، حقيقةً عيناها دائماً ما تلمعان ليس فقط بسبب سوادهما الكاحل لكنهما دائماً ما تكونا رطبتان بسبب الدموع .

وضعت الدُبّ المحشو على سريرها ثم قامت بتغطيته و هي تضحك .

- أنظري المطر في الخارج ، ألا تشعرين برغبة بالمشي تحته ؟ ".
سألها بحماس بينما عيناه تراقبان مسير القطرات خارجاً  .

المطر هو تلك المعزوفة الجميلة الّتي يُنصتُ لها الجميع في كلّ مرةٍ يزور بها الأرض و كأنها المرة الأولى الّتي يستمعون فيها إليها .
معزوفةٌ تُدخلُ الفرح و الأمل في قلبِ كُلّ من يستمعُ إليها .

لكن مفهوم المطر كان مُختلفاً بالنسبة إليها ، فهو لم يجلب لها سوى الحُمّى و البرد .

- أبغضُ المطر و أكرههُ بشدّة ".
همست و هي تذكرُ كل اللحظات الممطرة الّتي قضتها خلال الثلاث سنين الماضية .
إحداها كانت ليلة مَرض و الأُخرى ليلة ذكريات و لا تستطيعُ نسيان اللحظات المؤلمة الّتي قضتها أثناء هطول المطر .

- لِمَ ؟ ألا يُفترضُ أنهُ جالبٌ للخير ؟ ".
بادرها سائلاً باستغراب ثم أقترب ليجلس قربها على السرير .
- رُبما بالنسبة لكَ أو بالنسبة للجميع عداي ، لكنه لم يجلب لي سوى الألم و المتاعب ".

رجلٌ من حبر | H.S حيث تعيش القصص. اكتشف الآن