•علاقة غريبة•

476 64 6
                                    

*منظور إيلورا*

السُحبُ تتضاربُ في الخارج و تُرسلُ صواعقاً و أصواتاً مُخيفةً ، أشعرُ أن المنزل سينهدمُ علينا في أيّ لحظة .
و لأكون صريحة أنا أشعر بالخوف ، لطالما أرعبتني الغيوم الغاضبة .

كم أودُّ أن يكون هاري معي في هذا الوقت ، أن أضمّه و أحتمي بين عضلات صدره .. أن يَطبع قُبلاً لطيفةً على فروة رأسي و يخبرني أنه يُحبّني و أنه سيكون هُنا لأجلي.

نظرتُ نحو سرير تايلور لأجدها مُختبئة تحت الأغطية و أعتقدُ أنها نائمة ، غريب كيف تستطيع النوم في جوٍّ كهذا؟ .

ألتقطتُ هاتفي و حاولت إلهاء نفسي بمحادثة بِيّا ، هي لطيفةٌ للغاية و على ما يبدو دائماً ما تقضي الليل مستيقظة.
بيّا علّمتني أن دور المعجبة ليس بالسهل أبداً بالأخصّ بالنسبة لها ..
من خلال حديثها عنه أستطعتُ تمييز مقدار حُبّها له .. أنه حتّى أكثر من حُبّي لهاري .
لابد أنها تتألم دائماً بسبب ذلك .
أغلقتُ الهاتف بعد أن تمنتْ لي ليلة جيّدة فعلى ما يبدو تريد النوم و أنا لن أزعجها أكثر .

بعد مناوشات و اشتباكات الأفكار في رأسي قررتُ النهوض و التوجّه لغرفة هاري .
أغلقتُ الباب بهدوء كي لا أوقظ تايلور.
مشيتُ عدّة خطواتٍ و طرقتُ الباب عدّة مرات بتوتر و تردد لكنه لم يفتح لذا فتحتُ الباب بنفسي.
أنا فقط أستغرب من كونهم يستطيعون النوم في جوٍّ كهذا ؟ الأصوات في الخارج كالحرب .
أقتربت من سريره ناويةً إيقاظه بهدوء لكن صوت الرعد القوي أرعبني و جعلني أصرخ ليستيقظ هاري مذعوراً .

- م-ما الأمر ؟ أنتِ بخير؟ ما الّذي حصل؟ ".
سألني سريعاً و لا شعورياً رميتُ جسدي بين ذراعيه .. حقاً كنتُ خائفة.

- لورا ، حَبيبتي أنتِ على ما يرام ؟".
لم أندهش من لهفته عليّ بقدر ما أندهشت من نعته لي بحَبيبتي .. هذا غريب غريب للغاية.
لكنني تغاضيتُ عن ذلك ، لأنه أعجبني نوعاً ما .. و لسببٍ ما هو يُشعرني أنه هاري الّذي أحببته.

- أنا أخافُ البرق و الرعد .. أخافُ العواصف ".

أحاطني بذراعيه و طبعَ قبلةً لطيفة على فروة رأسي.
- لا بأس ".

- بإمكاني النوم هُنا ؟ أنا أشعر بالخوف و أنتَ مكاني الآمن و منزلي ".
أنا حتى لا أعرف كيف قلت ذلك !
ربما قصدت هاري الّذي أحببته.

مرر يده بين خصلات شعري و ضمّني قائلاً:
- بالطبع يمكنكِ حُلوتي ".
جعلني أستلقي بقربه ثم قام بتغطيتي و تقبيل إحدى وجنتاي .
- إياكِ أن تخافي ، سأُحاربُ العالم لأُبقيكِ آمنة ".
ألتقط يدي و بعد دقائق كان قد غفا لأضع يده مكان قلبي ثم أغفو .
.
.
.
.
.
.
- لورا .. لورا ".
جاءني صوت أحدهم و هو يقوم بهزّي .
فتحتُ عيناي لأجد تايلور .. حسناً توقعتُ أن يكون هاري.

- هيا انهضي .. لدينا خُطط كبيرة اليوم ".
أمسكت بيدي و ساعدتني على النهوض .
- صباح الخير ".
- صباح الخير لكِ أيضاً ".

رجلٌ من حبر | H.S حيث تعيش القصص. اكتشف الآن