الفصل الأول

66.8K 674 7
                                    

حينما يشتد الظلم ويختفي النور وتضيع الحقوق ويموت الضعيف قهراً، حينما تتأخر العداله وتهضم الحقوق وتصبح السلطه لأصحاب النفوذ،حينما تموت الإنسانيه بقلوب البشر ويصبح الجميع ذئاباً ويتحول المجتمع لغاب ويصبح البقاء للأقوى
حينما تكن العادات والتقاليد هي سبب من اسباب دمارك ونهايتك وتحطيم احلامك حينما يصبح الجميع قاضياً وانت هو المذنب والمحكوم عليه بالاعدام
هنا فقد لأبد من التغيير
لابد من المقاومه
لابد من الحرب
وانتم من اشعلتم نيرانها ___ فلا تحاولوا إخمادها والا احرقتكم بلهيبها.
.....................................................
كانت تمسك السكين بيدها وهى عازمه علي الخلاص من حياتها لتمسك معصم يدها اليسرى وتقول بصوت همهمات : انا خلاص هرتاح، من كل الظلم ده وكل القهر اللي عيشته، هرتاح واروح لربى اللي هيرحمنى من عذابي،
ثم تشدد من امساكها للسكين حينما تسمع صوت دقات وطرقات علي الباب بعنف من الخارج صائحين بإسمها وهي تضحك ببلاهه وتقول وهي تضع السكين علي معصمها: ما تحولوش مش هتقدروا تأذونى تانى انا هرتاح خلاص
ثم قامت بتنفيذ ما عزمت عليه وقطعت شريانها، لتنظر هي للباب الذي قد كسر علي فور فعلتها وهى تبتسم للواقفين بشماته حتي انعدمت الرؤيه وسقطت علي الأرض غارقه بدمائها...
......
منذ عام ....
في احد البيوت الريفيه ذات الطابع البسيط، في ليله من ليالي الشتاء
كانت تجلس بغرفتها وتمسك بكتاب لها تستزكر دروسها وهى تشرب مشروب اليانسون بالنعناع حتي يمدها بالدفئ الذي تحتاجه في ليله سقيعه كتلك جلست تفرك كفيها حتي تحصل علي القليل من الدفئ لتفاجئ بإقتحام اخيها لغرفتها كالاعصار وهو يصيح بها : انتى يا زفته هو انا مش بنده عليكي
لتقول هي مبرره بخوف وقد انكمشت علي نفسها بمكانها: والله يا ابيه مسمعتك
لينظر اخاها الي الكتب الموضوعه حولها ويقول بغل: مهو انتى هتسمعيني ازاى وانتى ماسكه الكتب، علي اساس انك هتفلحي يعني ، ثم نظر للكتب بغل وقام بجمعهم بيده وهي تستسمحه ان يترك لها كتبها لتأتى والدتها وهي تقول لأخاها: في ايه يا عماد يا ابنى اهدى كده ، حرام اللي بتعمله في البت دى ميرضيش ربنا.
لينظر هو اليها بحقد وكأن كلماتها كالزيت الذي اشعل البنزين ويزيح والدته لتقع هي مرتطمه بالأرض لتركض فرحه اليها لتنهض والدتها وهي تقول : الحقي كتب ليرميهم يا فرحه ، ثم تنهض متثاقله وتسندها فرحه وهي تقول: المهم انتى ياما مش مهم الكتب
لتقول والدتها وهي تهرع للخارج لا كتبك مهمه امال هتزاكرى في ايه

لتخرجا مسرعتين فتجدا مشهداً لن تنساه فرحه ما حيت ، فأخاها ممسكا ببرميل من صفيح كانوا يشعلون به الحطب وممسك بكتبها ويشعل فيها النيران
اخذت فرحه بالبكاء فها هى كتبها واملها الوحيد لكى تستزكر دروسها قد ذهب في مهب الريح بكت بشده وتعلقت بوالدتها لتحتضنها وتبثها حنانها ودفئها
ليقول اخاها بغيظ هتنزلي تروحى للدكتوره نهاد وتوصلي ليها الهدوم المكويه وتجيبي الفلوس بتاع المره دى والمره اللي فاتت
لتومئ هي برأسها وتذهب ودموعها علي خدها
سارت مسرعه قاصده بيت طبيبه قريتهم حتي وصلت لمرادها
طرقات علي الباب ايقظت ساكني ذلك المنزل القديم المتهالك .
لتفتح امرأه الباب وهى ترمق الواقفه بحزن وتقول : ايه اللي جابك في الوقت ده يا بنتى دى الدنيا ضلمت
لتجيبها فرحه بإبتسامه: معلش يا دكتوره، والله عماد اللي بعتنى عشان اوديلكم الهدوم اللي اتكوت واخد الحساب
لتبتسم لها المرأه بحنان وهى تقول : ماشي يا حبيبتى تعالي ادخلي عقبال ما اجيبلك الفلوس
لتدلف فرحه وتجلس علي الاريكه بخجل لتحضر لها الطبيبه المال وقالت بإبتسامه: خلي بالك من نفسك يا فرحه ، وشدى حيلك في الدراسه عاوزاكى تبقي الاولي زى كل سنه
لتبتسم فرحه وتحتضنها ثم سارت مودعه الطبيبه علي وعد بلقاء اخر قريباً
اغلقت الطبيبه الباب وهى تتنهد بحزن ، ليقول زوجها : فرحه مش كده
فتقول هى بنبره متألمه: اه فرحه يا عامر ، صعبانه عليا هى وكل البنات اللي زيها كده، معقول بعد التطور اللي العالم وصله لسه في ناس بالتخلف والرجعيه دى ، انا مش مصدقه غير لما شوفت بعيني، عارف يا عامر يمكن سبب نقلنا للقريه دى عشان يمكن اخفف عن فرحه واللي زيها.
ايبتسم زوجها وهو يحتضنها مربتاً علي ظهرها وهو يقول: انتى طيبه قوى يا نهاد .
.....
وصلت لمنزلها وطرقت الباب لتفحه والدتها وهي تبتسم لها وتخبرها ان تدلف مسرعه، دلفت هي واستراحت علي الاريكه ثم استئذنت والدتها لتذهب للنومفغداً ميعادها الاسبوعى للذهاب لمدرستها فوالدها لا يسمح لها بالذهاب سوى يومان فقط وان عارضت او رفضت فستضطر للتوقف عن الدراسه وللأبد
..............
في منزل اخر علي ناصيه شارع مجاور لمنزل فرحه خرجت فتاه بعمر الخمسه عشر عاماً وهي تقول انها ستحضر الدواء سريعاً
فاخاها الكبير مريضاً لذلك ذهبت هي لإحضار دواءٍ للبرد ، اخذت مفاتيح دراجه اخاها الناريه وقادتها علي عجل حتي وصلت للصيدليه طلبت الدواء واحضرته وذهبت سريعاً لمنزلها وهي تقود الدراجه الناريه، وصلت للبيت واعطت والدتها الدواء ثم تزكرت انها نسيت هاتفها بالصيدليه عادت من جديد راكبه الدراجه تشق طريقها سريعاً حتي وصلت لمرادها دلفت للصيدليه واخذت هاتفها وشكرت الطبيبه وركبت دراجتها عائده لمنزلها ، داست علي البنزين لتزيد سرعتها ليخبطها الهواء من كل جانب وهى تشعر وكأنها تطير لتغمض عينيها ويالها من بلهاء لتجد فجأه انها قد طارت من علي الدراجه اثر اصطدامها بأحد الأشخاص
نهضت هي متألمه لتجد الشخص ملقياً علي الأرض لتذهب هي بإتجاه خائفه وهي تلعن غبائها وتهورها
لتقول : انت يااا اسمك ايه انت مت
لتجد عينان تنظران لها لتبتسم هي وتطلق تنهيده طويله وهي تقول: هوووف انت كويس يعني ، طيب انا ماشيه
لتجده يمسك يدها ويمنعها من الذهاب وهو يقول بغضب: يعني خابطه فيا ووقعتيني، لا وكمان طفله وسايقه موتسيكل في نص الليل وتمشي كده، لاااا انتى فاكره الدنيا سايبه
لتجيبه هي بسخط وهي تسحب يدها بقوه: يعني انت اللي كنت اعمي ومش شايف وماشي في نص الطريق وجايب العيب عليا لا وتقولي طفله كمان، انا بقول اوديك قسم الشرطه وهما يتصرفوا معاك
ليقهقه هو علي حديثها وكأنها قالت نكته ما ليقول : وانا بقول برده تعالي معايا مركز الشرطه وهما هيورونا مين الغلطان
لتقول هي بتوتر: انت صدقت ولا ايه يا اسمك ايه انت ، طب فين الرجوله وجدعنه ولاد البلد ، تدخل بنت قسم في نص الليل
ليقول هو بسخريه: ليه وهو انتى بنت ولا يتبصلك ده انتى اخرك عيله في تالته ابتدائى
لتقول هى بغضب: ما تحترم نفسك، اما انك انسان قليل الادب صحيك ومعندكش زوق
ليقول هو بغضب وهو يمسكها من يدها ويسحبها خلفه كالشاه وهى تصرخ به ان يتركها ، ليقول القسم علي ناصيه الشارع اهو ، انا بقول نحل مشاكلنا هناك
وهي تصرخ تاره وتتوسل تاره اخرى وتسب وتعود لتتوسل من جديد
دلف هو لقسم الشرطه بصحبه الصغيره الصدمزعجه كما سماها هو
لترى هي جميع من بالقسم يؤدون التحيه له، لتنظر هي له بتوجس ليقول هو وهو يحذفها علي المقعد: انا بقي الظابط هشام يا عسل
لتصمت هى وتستقبل الصدمه بصمت ليقول هو منادياً للعسكرى، لياتى العسكرى ملبياً النداء ليقول : البت دى عاوزها تتظبط،وتتصلولي علي اهلها ييجوا يشوفوا المحروسه بنتهم
لتقول هي بخوف حاوله اخفائه: والله لو امى عرفت لتوديكوا في داهيه
ليضحك هو بشده وهو يشير للعسكرى بأن يأخذها من امامه
تلقت هي احتفالا لم ترى مصله في حياتها فلقد تلقت العديد من الصفعات من السجينات وكانت تصرخ بهم ان ينجدوها الى ان اتى العسكرى وانتشلها بصعوبه من وسطهم لتقول هي ببكاء منك لله يا اللي اسمك ايه انت
لتراه امامها وهو يقول: لسه لسانك طويل انا بقول ارجعك التخشيبه من تانى وتكملي الحفله، انا بقول تعتذرى احسن وانا اشوف اسامحك ولا لا
لتقول هى له بكبرياء: انت فاكر انى هعتذرلك دى بقي عند ام ترتر عارفها ولا اقولك عنوانها
ليرفع هو كفه وكاد ان يهويه علي صفحه وجهها الا انه رأى انكماشها علي نفسها وخوفها ودموعها اللؤلؤيه بعينيها تنتظر اذناً ان تهبط ليقول وهو يعيد يديه الي جانبيه اتنيلي اقعدى هنا ومتتكلميش لحد ما اهلك ييجوا يشوفوا النيله اللي نيلتيها
لتصمت هى ودموعها ابت ان تهطل من عيونها مازالت تقاوم هطولها
لتأتى والدتها وهي تصرخ بأسمها ووووووعد
لترتمى وعد بأحضان والدتها وتحتمى بها
، لتعتذر والدتها بالنيابه عن ابنتها بعد ان قص الشرطى ما حدث بالطريق فقط.لتوعد الفتاه ووالدتها لمنزلهم بعد ان طلبوا من احد ابناء الجيران ان يأخذوا الدراجه للصيانه
.................
بسطت الشمس اشعتها الذهبيه علي الحقول الخضراء ، لتدلف اشعه الشمس لغرفتها فتنهض متثاقله من فراشها فتجدها السادسه صباحاً توجهت مسرعه نحو المرحاض واغتسلت وارتدت ثيابها علي عجل، وخرجت لتجد الجميع نيام حمدت ربها واسرعت بفتح الباب لتذهب لمدرستها
سارت في طريقها لتجد من يصيح بإسمها لتلتفت لمصدر الصوت وهى تبتسم، انها رفيقه دربها وعد اخذا يتمازحان لتقول وعد بسعاده: اخيرا شوفتك واخدتى افراج ده العيال في المدرسه هيحتفلوا بيكى
لتضحك فرحه وتقول: مهو انتى عارفه بابا وعماد ، ومش هيخلونى اروح اكتر من يوم عشان الشغل اللي في الغيط والشغل مع عماد.
لتنظر وعد لصديقتها بحزن وهى تقول: عارفه يا فرحه، اللي يشوفك يحسدك، بنت جميله قوى وعيونك لون الزرع وحلوه وقلبك احلي، بس محدش يعرف ان عيشتك دى سوده ياريت كان حظك زى شكلك كده
لتقول فرحه بسعاده : ياستى محدش بياخد غير نصيبه يلا ، هو احنا هنمشي كتير رجلي وجعتني قوى
لتضحك وعد وهى تقول: مهو الغياب نساكى ان مدرستنا في بلد غير بلدنا وبنمشي عشان مفيش موصلات، امشي يا فرحه ده لسه قدامنا كتير
سارت الفتاتان وسط ضحكات ومزاح وصخب من كلتاهما لتنسي كل منهما واقعها وتعيش بعالم وردى ليحققا فيه احلامهما.
....
وصلا لباب المدرسه فاجتمعت الفتيات فور ان رأوا فرحه قادمه
واخذوا بالسلام عليها واحتضانها وبثها حنان وشوق لغيابها.
ليصدح جرس المدرسه معلناً عن بداء الحصه الأولي
دلفت الفتيات والفتيان كلا الي صفه
لتدلف فرحه بصحبه وعد ورفيقتهم الثالثه رندا الي فصلهما واثناء دلوفها فوجئت بزميل لها بالصف يهتف بإسمها ، لتنظر له فرحه بإستغراب وهى تقول: نعم
ليقول رائد : ايه الغيبه دى يا فرحه
لتقاطعه وعد بحزم وهي تقول: وانت مالك يا رائد ومن امتى يعني وانت بتتكلم مع فرحه
ليجيب رائد وهو لازال معلقاً ابصاره بفرحه: انا غلطان انى بسئل وبطمن عليها.
لتنظر له فرحه وتقول بتلعثم : انااا هقعد بعد اذنكم ،ثم تركته لتغادر الي مقعدها لينظر رائد لفرحه بنظرات لئيمه ، لتقول وعد بغضب: ابعد عن فرحه هي مش قدك، ومش من طريقك وريحنا بقي ...
وتتركه لتنصرف منضمه لرفيقتيها
لتقول راندا بضحك : الواد هيتجنن عليكي يا فروحه، بلى ريقه بقي
لتقول فرحه بغضب : وانا مالي بيه ده بنى ادام تبت كام مره مردش عليه واسيبه وكل مره بيلزق اكتر
لتقول وعد: المشكله انه لما بيحط حد في دماغه مش بيسيبه ربنا يستر عليكي يا بنتى ، وخلي بالك منه.
لتقول فرحه بنفاذ صبر: ربنا يستر انا مش حمل مصايب
لتدلف المعلمه في تلك اللحظه وينتبه الطلاب لها ، لتقوم هى بشرح درسها وانهت درسها لياتى ميعاد الحصه التاليه.
تنهد الجميع بعد خروجها ومن ثم توجه رائد بصحبه اربع من رفاقه بإتجاه فرحه ورفيقتيها.
وكان جميع من بالصف يراقبون ما يحدث وسط بعض الهمهات والضحكات من الفتيات .
كانت تتحدث بمرح مع راندا ووعد الا ان قاطع حديثهم الصمت الذي لاحظوه من حولهم ليرون رائد يتقدم هو ورفقائه
لتقول راندا بمرح: اشطااا الدنيا هتولع، سيبولي انا بقي الدخله دى
ليأتى رائد وهو يقول بغرور ويسحب كرسياً لينضم للفتيات: ممكن اقعد
لتقول راندا بخبث: وماله يا .... الا انا نسيت اسمك ، ما علينا اقعد يا باشا واحنا سيبنلك المكان باللي فيه
ليقول رائد بسخريه: انا مكلمتكيش انتى انا بكلم فرحه
لتقول راندا بغيظ : وفرحه مش عاوزه تكلمك، وبتقولك امشي بالزوق ولا انت لازق بغره، يا اخى حس علي دمك ، ده انت وشك بقي في الارض، مهو مش عشان البت طيبه وبتسكت هتركبنا لاااا فوق
لتضحك فرحه ووعد علي حديث راندا
بينما رائد يقول بسخريه: هو انتى قبل ما تتكلمى مبتبصيش لنفسك بالمرايه، بشعرك المجعد ده، ولا انتى عشان متغاظه من فرحه وان انا عاوز اكلمها بتبعدينا عن بعض
لتصمت راندا ،ويهداء صوت الجميع
الا من صوت صفع فرحه له ....

إنتقام بين نيران العشق - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن