وها هي العادات والتقاليد ، كما يحدث بالكثير من الريف، يلقون الفتاه لأقرب مشترى، يهينون انوثتها، ويذبحون طفولتها، ويهدمون برائتها، ويزوجونها بسن ليس بقانونى، ويجبرونهم علي فعل ذلك والا
وما ادراك من الا وما بعدها
تساق الفتاه كالشاه لذبحها ، وكل شيئ يمر امام ناظريها وتراه بعينها، ما اصعبه من شعور واقساه، ان تهدم طموحك والأمك واحلامك،ان تأخذى من احضان والدتك لتذهبي لبيت اخر تصبحين فيه زوجه وانتى مازالتى طفله ، ان تغتال طفولتك وتقتل احلامك، وكله بعنوان دفن العار ، فالفتيات عند اغلب هؤلاء الجاهلين عار ويجب التخلص منه بأسرع ما يكون
تخلصنا من قرون الجاهليه بوائد البنات ودفنهم احياء، ليأتوا هم ويدفنون الفتيات بزواج يحكم عليهم بالسمع والطاعه ما حييوا ، وتستمر الدائره ويستمر المسلسل القائم والكثير منا متفرج ومشاهد فقط
................................
وقع الكلمه كان كالزلزال الذي زلزل كيانها،
وهدم حصونها، واخرس صوت قلبها ودفن احلامها ، لتصرخ هي طالبه بحقوقها كأنثي، كبنت لحواء وابنه لادام، طالبه بحقها في الاختيار ، طالبه منهم ان يسمعوها ولو لمره، هي لم تخطئ والأجابه كانت كسابقتها كف تلاه اخر ثم اخر ،وسلسه لاتنهتى من الأهانه والسب واللعن حتي تدمرت واصبحت حطاماً
ووالدتها تبكي وتشهق وتلطم وتطالب بحق الحياه لطفلتها، لتاتيها الاجابه كف مدوى لتصمت وتخرس وترى ما يحدث امام ناظريها بصمت
................. ............... ................ ..
في الصباح
بالمدرسه الإعدايه دلفت وعد وسمعت الاقاويل التى قد قيلت عن رفيقه دربها
لتجد رائد واقفاً شامخاً يتباهي بفعلته انه قد رد له ثمن القلم اضعافاً مضاعفه
سمعته راندا التي قد تغير منظرها واختلف ١٨٠ درجه فها هو شعرها المجعد اصبح جميلاً طويلاً ولكنه لم يليق عليها علي الاطلاق وحواجبها الكثه اختفت واصبحت خيطاً رفيعاً متجاهله بأمر ربها ودينها،
سمعت هي الحديث لتجد وعد متقدمه وتخرج لهيباً من عينيها وتتجه ناحيه رائد ورفاقه لتذهب هي مسرعه في محاوله منها للحاق برفيقتها ولكن وعد كانت كصروخ من اللهب المشتعل من يوقفه سيحترق
توجهت ناحيه رائد ووقفت امامه وهي تحترق من خوفها علي رفيقتها
وتصيح بأسمه ليلتفت هو لها ويصمت جميع الطلاب مراقبين ما يحدث عن كثب؛لتقول هى بغيظ: انت إللي عملت كده في فرحه، انت اللي دمرتها ، انت فاكر انك بتلعب لعبه وهتخلص، انت فاكر ان فرحه هتتعاقب عقاب صغير وحياتها هترجع زى ما كانت، ممكن تفهمنى انت فاكر ايه ، وليه عملت كده
والاجابه كانت بارده كالثلج مثل صاحبها ليقول هو بنزق وبرود: انا دفعتها ثمن القلم اضعاف، واديها عبره ليكم كلكم،ثم يضحك ببرود وهو يقول: عشان تعرفوا بس مين رائد
لتصرخ هى وهي تلطم وجهه بقوه وتقول بحرقه وبكاء وتعيد القلم اثنان حتي اصبحوا ثلاث وكل من بالمدرسه مصعوق من رده فعلها، حتي لجنه التدريس الذي اتوا علي صوت صراخها لتهتف هي : وادى قلم واتنين وتلاته وورينى هتعمل ايه يا رائد ، ورينى شطارتك،انت فاكر ان حياه البنات لعبه في ايدك ثم تصرخ بحرقه لتاتى راندا وتمسك بكفها في محاوله لتخفيف انفعال صديقتها ولكن هيهات فوعد توعدت له وتنفذ ما تراه صحيحاً وتقول: اقسم بربى يا رائد لادفعك ثمن اللي عملته في فرحه وثمن اللي عملته في غيرها واقسم بربى لادفعك الثمن ثم تبكي بشده لتحتضنها راندا وتبكيان ، والصدمه كانت مطبقه علي كل الحضور حتي رائد نفسه تلك الاقلام وتلك الكلمات هزت كيأنه وكانه افاق انه قد دمر حياه فتاه بفعلته ولكن بعد فوات الآوان
لتأتى المديره متدخله لتأمرها ان تاتى لغرفتها هى وذلك الشاب
بينما هادى ذلك المعلم كان يراقب ما يحدث عن كثب من اول الحوار حتي اخره، وقرر ان يترك الفتاه ، تلك الرفيقه الوفيه ان تتصرف كما يحلو لها ، فهو بعد ما سمعه من طلابه، وسمع بذلك الخبر المؤسف، هو لم يرى تلك الفتاه المدعوه فرحه سوى مره واحده ولكن لم ينساها فهي كانت مجتهده وابتسامتها تلك كانت كحياه من نوع اخر تعيد الحياه لمن سلبت منه،قرر ان يذهب في اثر المديره وتلك الفتاه المشتعله وذلك الشاب المستهتر
جلست الناظره علي مقعدها الدوار ورفعت نظارتها للأعلي وهى تنظر للفتاه والشاب من خلف عدسات نظاراها السميكه وتقول: انتوا الاتنين ، عملتكم دى مش هتعدى بسهوله ، وانا مش هسيبكم غير لما تفهمونى اللي حصل
لتقول وعد بإندفاع : ده قليل الادب وحيوان
لتنظر لها المديره بقوه وهي تقول: بنت احترمى انك بمدرسه وقاعده ادام مديرتك الالفاظ دى تتقال بره انتى فاهمه
لتنظر لها وعد بغضب وهي تقول: الانسان ده دمر حياه صحبتى واختي عوزانى اقول عليه ايه
لتنظر المديره لرائد ليقول هو ببرود مخفياً ما يعتمل صدره: انا اتهنت واضربت يا حضره المديره من غير ما اعمل اي تصرف جوه المدرسه، وعاوز حقي
لتقول راندا الواقفه علي الباب بغيظ هي ووعد: كسر حقك
لتنظر لهما المدير وتهتف براندا بنت روحى علي فصلك
لتقول راندا وهى تدلف للمكتب وتقف بجانب وعد وهي تقول: انا مش همشي غيرووعد معايا ولو حضرتك هتاخدى ضدها اي اجراء فاعتبرينى انى انا كمان ضربته ولو عاوزه عملي، ثم تقدمت ناحيه رائد الناظر لها ببلاهه لتهبط هي لمستواه وكل ما يحدث امام مرئ ومسمع الناظره اولاً وطاقم التدريس ثانياً وبعض الطلاب الذي يختلسون النظر من وراء الشبابيك الزجاجيه هبطت هى لمستوى رائد فنهضت المديره وهى تشير بسبابتهم محذره لها من اى عمل متهور والا ستضر لفصلها نهائياً من المدرسه لتقول راندا بوجه رائدا الذي تراجع للوراء بكرسييه : انت فاكر انك حاجه قوى وكل البنات هتجرى وراك، فاك. عشان فلوسك وشكل انك تقدر تدمر حياه بنت، وتأذي بنت تانيه وتهينها بسبب شكلها، يبقي متعرفس اللي فيها يا ... بص حتي الاسم خساره فيك، والقلم اللي كنت هتدهولك خساره انى اوسخ ايدى ببنى ادام زيك
ثم تنظر للمديره وتقول: اوعى تفتكرى انى خايفه من الفصل من المدرسه لا وعشان اثبتلك قامت بالبثق علي وجه رائد
وانطلقت الصافرت من خارج الغرفه من بعض الفتيات والشباب الكارهين لأسلوب رائد وطريقته نظرت وعد لها بدموع ثم احتضنتها لتصرخ المديره بهما وهى تقول انها ستعطيهما جواب رفد واستدعاء لولي الأمر
ذهبت المديره نتحيه رائد الذي جلس يسب ويلعن وقامت بإعطائه منديلاً ليمسح بثق راندا وقامت بطلب ان يترك المكتب حتي تعاقب هي الفتاتان علي فعلتهما
غادر رائد وسط تمتماته ووعيده لراند ووعد معاً, ودلف الاستاذ هادى واغلق الباب خلفه
لتنظر له المديره بإستعجاب ليقول هادى: انا كنت جاى عشان اشوف الأجراء اللي المدرسه هتاخده ضد الطالبتين دول، واشار عليهما ثم قال بنبره هادئه : عاوز حضرتك تحطي في الاعتبار ان الطالب اللي طلع من شويه بتاع مشاكل ومش محترم في حين ان البنتين دول مجاتء منهم شكوى قبل كده، انا بقول نخلي الرفد علي جنب وكفايه قوى عقاب ليهم استدعاء ولي امر وانذر
لتنظر له المديره وهى تقول بحنق: الهانم وتشير علي راندا معملتش احترام للمكان ولا للانسانه الاكبر منها اللي واقفه جنبها وعملت اللي في دماغها علي رغم تحذيراتى ليها.
لينظر الاستاذ لراندا ان تتقدم وتعتذر من المديره فتتقدم راندا ناحيه المديره وهي تقول: انا عملت الصح
لتنظر لها المديره بغضب فتتقدم وعد وهي ترمق المديره بنظرات حزينه وتقول : اتتى عارفه هو عمل ايه، عارفه انه دمر حياه بنت بريئه عارفه فرحه دى كانت ايه بالنسبه ليا وبالنسبه لكل اللي في المدرسه، عارفه فرحه دى كانت فرحه لكل مكان بتزوره ، وهو هدم حياتها ثم بكت بشده لترمقها المديره بنظرات عطوفه فهي امٌ قبل اى شيئ لتقول وهى تحاول مداره حنانها: انتوا الاتنين هعملكم استدعاء واى شكوى او اسلوب مش كويس اقسم بالله لاطردكم طرد نهائى، لولا استاذ هادى مكنتش سامحتكم يلا اتفضلوا علي فصولكم وبكره متجوش من غير اهلكم.
لتذهب الفتاتان بينما هادى يبتسم للمديره وهو يقول: معلش هما في مرحله مرهقه وحساسين زياده عن اللزوم وانا بحييكى علي قرارك ، ثم تركها وانصرف
ليلحق بالفتاتان الطائشتان، ليصيح بألاسم الذي سمعه راندا
لتلتفت راندا اليه ووعد ايضاً ليقول تعالوا انتوا الاتنين،لتهبط الفتاتان درجات السلم التى صعدنها
وتقول راندا بنبر ه غاضبه: اوعي يا مستر تفتكر ان عشان حضرتك قولت للمديره انها تخفف العقاب اننا هنعترف بغلطنا ولا نعتذر لو علي كده انا هروح للمديره بنفسي واقولها ترفدنى احسن .
لينظر لها هادى بإندهاش من حديثها العدائي ويقول بإبتسامه: ابدا. يا راندا وياريت بعدين تبقي تسمعي قبل ما تحكى كل اللي هقولهولك انكوا عملتوا الصح ، برافو عليكوا، بس مره تانيه متتمادوش عشان متضمنوش رده فعل اللي قدامكوا ازاى ، وروحوا يلا الحصه بداءت من ربع ساعه
ثم يغادر تاركاً اياهما منصدمتنا من حديثه لتقول وعد ببعض المرح: يلا يا باشا علين حصه وبعدين يبقي ندور علي الواد رائد ده ونعلم عليه تانى
لتضحك راندا لتنظر وعد لها وقد انتبهت لمنظر رفيقتها الذى قد تبدل ١٨٠درجه وفقد طفوليته وبرايته وهي تقول: ايه اللي عملتيه في نفسك ده، علي فكره شكلك الأول احسن
لتقول راندا لها بنفي: لا عشان انتى اتعودتي علي الاول فمتنيألك كده اما تتعودى علي ده هتحبينى فيه اكتر
لتنظر وعد لها وتصمت فتي لن تستطيع ان تغير ما برأس رفيقتها صاحبه الرأس العنيد.
دلفوا لصفهم ليتابعوا دروسهم وسط نظرات رائد الحانقه والمتوعده، ونظرات رفيقاتهم السعيده وبعضها الكارهه ايضاً.
............................. ........................
بمنزل فرحه
....
كان المنزل علي قدم وساق استعداد لزفافها، لم ترى ذلك المدعو زوجها بعد، ولا تريد ان تراه، هي تعلم انها بيعت والثمن قبضه اخاها بمال وفير الذي ظهر اثره عليه متأخراً فها هو يبنى الطابق العلوى ليجهز منزلاً ليتزوج به والثمن كان هى
ابتسمت هى علي نفسها بسخريه وهي تسئل هل ستفرق معيشتها هنا عن معيشتها مع زوج، بالتأكيد ستجد هناك حياه كريمه وادميه لم ترها هى هنا مع اهلها
دلفت والدتها وهي تبتسم حامله لثوب ابيض وبعض المصوغات الذهبيه وهى تبتسم لطفلتها بحزن وتقول في محاوله للتأقلم: فستانك اهو يا حبيبتى العريس بعتوه مع السواق وشبكتك اهي، واللي بتزين البنات جايه في الطريق، العريس وصي علي واحده شاطره قوى وهيجبهالك ، قومى بقي يا عروسه عشان تاخدى دش وتتشطفي عقبال ما اللي بتزوق تيجي
لتنظر فرحه لها بإنكسار ثم تبتسم بسخريه وهو انتى صدقتى انى عروسه بحق وحقيقى ياما
لتحتضنها والدتها وهى تقول لها: معلش يا بنتى قدرنا ونصيبنا ، ارضي بقدرك يا بنتى، ربنا كاتبلك حاجه هتشوفيها
لتبتسم فرحه بحزن وهي تنظر لأثر الضرب علي جسدها وتقول بمزاح منكسر حتي لاتحمل والدتها هماً فوق همومها: طيب العريس يشوف الضرب ده يقول واخد البت معيوبه
لتضحك والدتها وهي تقول: مش هياخد باله وهديكي كريم تدهنيه ومش هيبين اى حاجه يا بنتى
لتنهض فرحه متثاقله وهى تقول: هى وعد وراندا مش هييجوا مش كده
ما لبثت ان نطقت تلك الكلمه حتي سمعت صوت طرقات الباب ودلوف وعد تتبعها راندا وهما يضحكان ويقولان بصوت واحد_ مبرووووووك يا عروسه
لتركض فرحه الي احضانهما وتحتضنهما بشوق وهى تبكى وهما يبكيان معها، لتقول والدتها : ايه يا بنات وانا اللي قولت انتوا اللي هتفرفشوها
لتضحك كلتاهما وتمسحان دموعهما مسرعتين وهما تقولان: شوفتي جبنالك ايه
لتنظر فرحه لما تحملانه فتجد الكثير والكثير من الأكياس
لتقول راندا الاكياس دى من بنات المدرسه كلهم ، كانوا عييجوا بس قالوا ان الفرح علي الضيق ومش هينفع ونروح احنا بدالهم ، وشوفي كتبنلك ايه ، لتريها الكثير والكثير من الرسائل من رفيقاتها اللواتى يباركن لها ويتمنين لها حياه افضل من حياتها وسعاده تمنحها الأمل لكي تحيا.
كانت الهدايا عباره عن فساتين وبعض الاكسسوارت والالعاب كالدمى وغيرها
وهديه راندا كانت جهاز استشوار للشعر
بينما وعد فكانت فستان انيق وعلبه للمكياج
فرحت فرحه لمرئ تلك الهدايا وسعدت بوجود صديقات عمرها بجانبها ، شجعتها الفتيات علي الدلوف للحمام لتستحم
بعد عشر دقائق خرجت وارتدت فستانها واتت الكوافيره لتضع لمساتها وهي تتزكر كلام العريس بان تجعل الميك اب يمنحها مظهراً انثوياً ويعطيها عمراً اكبر
بذلت هي قصارى جهدها، حتي نظرت لنفسها بالمرأه فرأت فتاه ليست بهي دلفت رفيقتيها وامها لينظروا اليها
لتقول راندا بمزاح: وديتي فين فرحه لاااااا المكياج ده بيعمل بلاوى من حق الرجاله تخاف لتتغش كده
لتضحك الفتيات وتنهض فرحه لتحتضنهما قطع احتضانها لرفيقتيها صوت الطبول والزمر بالأسفل تمسكت بهما بشده وكأنها تودعهما للأبد....
ووعد وراندا تنظران بعضهما لبعض في حزن علي حاله صديقتهم الوحيده.
ثم تركتهما لتحتضن والدتها وهي تقول: يعني مش هشوف منه اختي فى فرحى ياما
لتقول والدتها بحزن: منه قالت انها جايه معرفش اتأخرت ليه
ليسمعوا طرقات علي الباب لتفتحه راندا ليجدوا تلك الفتاه التى كانت العروس بإنتظارهم ..... منه........
ركضت الفتاه وتشبثت بأحضان اختها واختها تضدمها وتبتسم لها وتخبرها انها ستحي افضل من حياتها تلك
وهي تتمنى ان يكون كلام اختها صحيحاً.
أنت تقرأ
إنتقام بين نيران العشق - الكاتبه تنسيم القاضي
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه تنسيم القاضي صفحه الفيس بوك الخاصه بالكاتبه بأسم (رواياتى& تسنيم القاضي) **ملخص** حينما يشتد الظلم ويختفي النور وتضيع الحقوق ويموت الضعيف قهراً، حينما تتأخر العداله وتهضم الحقوق وتصبح السلطه لأصحاب النفوذ،حينما تموت الإ...