الفصل السادس

16.2K 281 2
                                    

صوت طرقات عاليه علي باب الغرفه اجفلها من نومها واستيقظت لترى نفسها بغرفه غير غرفتها نظرت جانبها فلم تجده ، تنهدت بتعب، نهضت مسرعه وهي تتألم بشده بعد ليلتها تلك.
تزكرت كل ما حدث وهطلت دموعها بغرزاره لتبلل صفحات وجهها.
نظرت لثوب زفافها الذي قد افسد بعد ما حدث ، ونظرت لوجهها فوجدته ملطخاً من اثار الكحل الممتزج بدموعها اسرعت للتوجه خلف الباب وهي تقول بصوت ضعيف: ايوووه
لتجيبها امرأه وهي تقول بصوت جامد: اخلصي وافتحى .
لتجيبها وهي تتجه لحمامها طيب ثوانى وهفتح
اتجهت ونثرت بعض قطرات الماء علي وجهها لتزيل اثار زينتها وجففت وجهها سريعاً وذهب لتفتح الدولاب لتبحث عن ثياب ترتديها لم تجد غيرثياب للنوم فقط حملقت هي بدهشه ، وتوترت ماذا ستفعل اخذت بالبحث مراراً وتكراراً والوقفه علي الباب لم تهداء بعد
لتأخذ هي غطاء للسرير وتضعه علي جسدها علها تدارى ثوب زفافها المهترى.
لتفتح الباب وهى تطل برأسها
لتجد اربعه نسوى ثلاث رائتهم هي بالامس وواحده لم ترها بعد
قالت بحرج علي منظرها: صباح الخير
اربعه ازواج من العيون مسلطين عليها يتفحصنها بعنايه.
لتبتسم هي ببلاهه وهي واقفه مستنده علي الباب ، لتقول الجده نوال: مش هتدخلينا ولا ايه
لتعتذر هي بحرج وتفتح الباب لتدخلهم .
لترى تلك الفتاه التي علمت انها الخادمه تعطي لها ثوباً ازرق اللون امسكته هي وابتسمت لها بشكر لتومي هي براسها وتتجه نحو الفراش لترتبه وتغير الاغطيه
لتقول نوال: صباحيه مباركه يا عروسه
لتبتسم هي بتهكم وتصمت....
لتقول حماتها وهي تتفحصها : امممم ، سوفايفه وكمان قصيره، ونحيفه، لا لازم تاكلي عشان تربربى وجوزك ميبصش بره
لتتلقي هى الأحديث بصمت كعادتها وماذا ستقول ...
ثم تقول سلفتها بنبره ضاحكه: الا هو استاذ رافت مسلمش عليكي قبل ما ينزل، ده يا عيني كان تعبان وباين عليه التعب، مهو كبر بقي، بس انتى اللي هترجعيله شبابه
لتنظر هي لها بإحراج وتصمت
لتقول نوال وهي ترمق زوجه حفيدها بصرامه: الرجاله مبتكبرش يا حنان الحريم بس اللي بيكبروا ، وبيتبدلوا كمان...
لتصمت هي وتقول بضحك: هو انتى هتقوليلي يا حاجه ما كله شيفاه بعنيا
وتنظر لفرحه بخبث، لتتلقي هي نظراتها بتوتر
لتقول حماتها وهي تنهض منهيه الحديث: احنا هنقوم ونستناكي تحت عشر دقايق تتشطفي وتحصلينا.
لتومئ هي براسها ، وتتجه نحو المرحاض تتنهد بقله حيله بعد ذهابهم لتجد الخادمه تنظر لها بحزن وهي تقول: يا عيني عليكي يا بنتى.
لتبتسم فرحه بإنكسار وتذهب للمرحاض
فتحت صنبور الماء لينهمر الماء علي جسدها عله يطفئ نيران قلبها، بكت وهي تنظر لجسدها واثار الكدمات عليه ، بكت بشده ثم مسحت دموعها واغلقت الصنبور ولفت المنشفه حول جسدها لتدلف لغرفتها
خرجت لتجده امامها كادت ان تسقط فاقده للوعي من هول صدمتها لينظر هو لها بإبتسامه ويقترب منها لتمسك هي منشفتها بشده وهي تقول بخجل طفله: انا معرفش .....
بترت كلماتها علي اثر سحبه له لتقول هي ببضعف : الحاجه وحماتي تحت وعاوزينى
ليبتسم هو وهو يقول : وانا كمان جوزك .
.......لتبتر كلماتها التي كانت ستنطقها رافضه وتسقط الدموع .........
.....................................................
خرجت من بيتها باكيه فها هو والدها قد تزوج واحده اخرى غير والدتها، وتلك المدعوه زوجته، تتفنن في اغاظتها بشتى الطرق.
ذهبت هائمه علي وجهها لاتدرى لأين تذهب سارت وهي تركل الحصي الموجوده علي الأرض بشرود وتزكرت نبذ الفتيات لها، وابتعاد الشباب عنها، فهي تلك السمراء صاحبه الشعر المجعد والملامح الغير جميله علي الأطلاق، تنهدت بغضب وركلت احدى الحصوات بقوه لتسمع صوت تأوه امامها وصراخ، رفعت رأسها بتوجس وهي تلعن فعلتها الرعناء تلك لتجد زوج من العيون التي تحفظها عن ظهر قلب يحدق فيها بغضب
لتقول هى بدهشه . رائد ......
لينظر لها رائد وهو يقول بنبره غاضبه، ايوه رائد، مش مكفيكي اللي عملتيه امبارح لا جايه تكملي عليا ثم جلس يحك رأسه بقوه مخففاً من الم اصطدام الحصي به.
لتقول هى بنبره اتقنتها: تستاهل، وادى ربنا بيخلص منك اللي عملته في الغلبانه
ليقول هو وهو مصر علي عدم الأعتراف بذنبه: انا رديت ليها جزء من اللي عملته بس ، وعلي فكره دورك انتى كمان جاى .
لتضحك هي بقوه حتي ادمعت عيناها وهى تقول: ليه انت فاكرنى فرحه ، هكش واخاف، ولا امشي جنب الحيط، ولا اقولك ارجوك سامحني ابويا هيموتنى، لا يابا انت اعقل وحط عقلك براسك انا معنديش حاجه اخسرها علي فكره ولا عندى حاجه اخاف منها ثم رمقته بسخريه ،ليقول هو بهدوء عكس ما يجيش بصدره من لهيب وحقد: بكره بينى وبينك يا راندا، ثم رمقها بنظرات ساخره وهو يقول: اللوك الجديد حلو برده تصدقي مكنتش هعرفك لولا صوتك ،
لتفرح هي من داخلها بشده اذاً فشكلها يجذب الشباب مثلها مثل اى فتاه، ليست مكروهه الآن ولا منبوذه
ليتابع هو وهو يقول بنبره رخيمه: بس القديم كان البق لك.
ثم تركها واتصرف، وهي تائهه تنظر في أثره بشرود...
.....................
كانت تجلس بجوار والدتها يبكون جميعاً ، فبعد ما حدث خرج والدهم ولم يعد الا بصباح اليوم التالي ، والقي بقنابله في وجههم وهو يقول انه قد تزوج منذ عام بفتاه من البندر وسيجلبها لتعيش هي هنا ، لانه لن يحتمل ان يتشتت بين منزلين
وحينما عارض عمار قام بصفعه قلماً وقال انه ليس له محل بمنزله فقد كَبُر وعليه ان يخرج بحثاً عن عمل من اليوم ، وحينما عارضت زوجته وبكت وصرخت قال بانه سيجلبها لتحيا هنا والا فليذهبوا هم لبيت المزرعه .
بكت هي وقالت انها لن تحتمل ان تحيا مع ضره لها بمنزل واحد واخبرته ان يذهب هو للمزرعه وهي لن تترك بيتها
رفض رفضاً قاطعاً وكان ردها ان تريد الطلاق اولاً وستترك له البيت كاملاً واطفالها جميعاً سيكونون معها كما كانوا بالسابق..
وهو وافق دون ادنى اعتراض
صدم الجميع بما فيهم نفين التى بكت بأحضان وعد بشده ومراد ذلك الطفل الذي لايدرى ماذا يحدث وقرر ان يختبئ اسفل الطاوله بسبب صوت الصراخ الحاد .
قررت هي وانتهي الأمر ان اليوم سينتقلون لمنزل المزرعه،قاموا بجمع حقائبهم وعمار يصرخ بانه لا يمكن ان يكون اباً قبل ان يكون زوج يتزكر السنون الماضيه يتزكر معاملته الجافه معهم ويتزكر حكمه جدته الراحله" البعاد بيعلم الجفا " وصدقت هي فيما قالته.
بعد عناء قاموا بجمع متعلقاتهم الشخصيه وبقي الكثير والكثير بعد وهو قال ان امامهم يوماً واحد اصرت والدتهم انها لن تترك ابره من اثاثها لها كزوجها هو ارد ان يتخلي ويبيع وفرط بهم، وهي لن تفرط بأثاثها او اولادها فالاولي كل قطعه منه كانت لها زكراها الخاصه بقلبها والثانى هم من انجبتهم هم قلبها وروحها ولن تتركهم ما دامت علي قيد الحياه.
فوجئوا بالأمس بوالدهم يدق الباب ويامرهم بان يذهبوا فزوجته الجديده ستأتى غداً
والاجابه كانت من نبيله وهي تقول انها لن تترك المنزل الا بعد ان تجمع متعلقاتها
ارتفع صوت النقاش فتدخل عمار واقفاً امام والده وحامياً لوالدته من بطش والده .والاجابه اشتعال الشجار من جديد وتدخلت وعد التي تلقت صفعه قويه عقبها صفعه اخرى لعمار .
وهم قرروا ان يحاربوا، وقررت والدتهم انها لن تترك بيتها وان اراد هو فليذهب لبيت المزرعه
...كان الناس يصلون بالمسجد فريضه الفجر والبعض نيام غافلين عنها وعن اجرها، والرابحون هم من اشتكوا لربهم وبكواعلي سجاده صلاتهم ، ليفاجأوا بطرقات علي الباب عاليه كادت ان تخلعه من مكانه
اجتمع الجيران واستيقظ النيام امام منازلهم ليروا بأم اعينهم ما لم يصدقوا ان يروه يحدث مع تلك السيده الطيبه واولادها.
ارتدت وعد ثيابها علي عجاله من امرها وفعلت المثل نيفين ووالدتها ونهض عمار من علي فراشه مسرعاً ليفتح الباب وبأثره والدته وخلفهم وعد ونيفين ومراد المتعلق بأحضان اخته نيفين.
فتح الباب ليرى الشرطه تملئ المكان قال عمار بقلق محدثاً الضابط الواقف امامه: خير هو حضرتكم عاوزين مين
ليقول الضابط بنزق: في دعوه مرفوعه عليكم من الاستاذ جمال انكم قاعدين في بيته ومش عاوزين تطلعوا مع انه اداكم مهله
التقت عيناها بتلك العينان التي رائتهما كثيراً بتلك الفتره لينظر هو لها بإستغراب وهي تبتسم بتهكم وتقول بسرها، حضره الظابط هشام، شكل هشوفه كتير الايام الجايه
لتقطع نبيله تلك النظرات وهي تقولبحزن ومراره وهوان : جمال يبقي جوزى والبيت ده قضيت فيه سنين عمرى كلها ثم تشير علي جيرانها المترقبين بين حزن وشماته واسئل الجيران كلها، ان لا عمرى كنت بتاعه مشاكل ودايماً قاعده في حالي، عاوز يطلعني من بيتى وبيت عيالى عشان مراته الجديده،
ليقول هشام بنبره رسميه متجاهلاً وعد : انا جيلي بلاغ والمفروض تفضوا البيت دلوقتي حالاً
ليظهر جمال من خلف ظابط الشرطه ، لترمقه وعد بكره لم تعتده هي من قبل وعمار ، ينظر اليه بألم وكره تعدى مراحله الأخيره
ليقول جمال بنبره بارده خاليه من المشاعر: البيت يفضي قدامكم ساعه والشرطه هتفضل واقفه لحد.ما تطلعوا منه
لتقول نيفين بصوت مترجى عل قلبه الحديدى الصداء ان يلين وهي حامله لأخيها المتشبث بها بخوف: بابا من فضلك عشان خاطرى متعملش فينا كده
والاجابه صادمه محطمه لأقصي حد
خليكي انتى يا نيفين انتى ومراد وعيشوا معايا بينما هي وعيالها اللي استقووا بيها فمش هقعدهم اكتر من كده
دمعه الم هبطت من عيني نبيله وخلفها دمعه حسره على سنون عمرها التي امضتها في محاوله ارضائه وتلبيه رغباته
بينما وعد فهطلت دموعها بغزاره وهي تصيح به: انت مش معقول تكون اب ابدا
ونظرات هشام كانت متعلقه بها وهو يرمقها بنظرات مواسيه، لولم يكن ظابطاً لربما تعاون معهم وساعدهم ولكنه القانون وهو ليس بإمكانه مخالفته
لتقول نيفين بنبره حزينه بائسه وهي تمسك بكف والدتها: وانا مش هقدر اسيب امى يا .... بابا
ليقاطع عمار بصوت صارخ ارتجف له قلب مراد ونبيله ونيفين ووعد والتفت له جميع الجيران بعد صمتهم علي حديث نيفين ليقول بصوت متوجع ، صوت ارهق طوال اعوام واصبح كالبركان الهائج الثائر: انت عارف من سبع سنين ثم يشمر زراعه امام الملاء لتغطي نيفين وجه اخيها وتأخذه للداخل فهي تعلم ماذا سيحدث ولاتريد لأخيها ذاك الذي تعتبره رفيق روحها ان يتاثر بتلك السلبيات امامه اغلقت باب الغرفه واخذت في محاوله لإشغاله وهي تسمع صياح اخيها المتألم الذى تقشعر له الأبدان ليتابع وهوويشير علي زراعه المحروق جزء منه، عارف ده فاكره ولا لا، ده كان اول ألم اشوفه واشد الم احس بيه في حياتى ، عارف يعني ايه طفل غلط وراح بستان وسرق مانجايه من الشجره والجنايني مسكه ووداه لأبوه ،وعقابك كان ايه مسكت خشبه وولعت فيها النار وانت بتقولي، اللي بيسرق بيروح النار، ونار الدنيا تفكرك انك متعملش كده تانى، وحرقتلي زراعي فاكر صراخى فاكر صراخ اخواتى وماما، فاكر ولا مش فاكر، ولا فاكر يوم علقه وعد عشان الجزمه اتقطعت واتاخرت في المدرسه عشان تصلحها ، فاكر انت عملت ايه مسكت خرزانه ونزلت بيها علي جسمها، عشان بتتهمها انها بتتسرمح بره مع البنات، فاكر ولا مش فاكر، اللي بتعمله دلوقتي ده متوقع منك ، برافو عليك انت كده خلتني اكرهك بجد ومقدرش انسي اى حاجه انت عملتها
لتقاطعه والدته وهي تبكي وتحتضنه لتخفف عنه ووعد ترمق والدها بنظرات حارقه باكيه والضباط يسمعون ويصمتون بين متأثر ومن لايبدى اى ردت فعل. .
ليقول ظابطاً اخر غير هشام الذي وقف صامتاً مصدوماً مما سمعه فاضطر الأخر للتدخل منهياً الحوار اتفضلوا يلا اطلعوا من البيت وهو هيبعتلكم حجاتكم كلها ، لو سمحت اتفضلوا بهدوء ومن غير شوشره
لتومئ والدته براسها وتصمت
...........
كانت راندا تجوب الشوارع ليلابعد ان قررت ان تجلس بمنزل قريب من بيت وعد اشتراه والدها منذ فتره فقررت الذهاب لوعد لتجلس معها قليلا وتخبرها بالخبر السعيد فوالدها وافق علي ان تجلس بمفردها اخيراً وحينما اقتربت من شارعها فوجئت بما تراه امام اعينها فالشرطه امام منزلهم ووعد واخاها ووالدتها واقفون والجيران مجتمعون ويتهامسون بين ندب لحظهم وبين التحدث بعرضهم .
ذهبت هي مسرعه لترى ما يحدث فعلمت من احدى الجارت ان والدهم يريد ان يخرجهم من بيتهم ليحضر زوجته الثانيه، انصدمت وحزنت وادمعت عيناها وذهبت لتقف بجوار رفيقتها وتساندها .
كانت نبيله تنظر لزوجها بندم وقالت كلمتها الأخيره: بكره ورقه طلاقي تجيلي مع.... ثم بترت كلمتها لتقول ، حتي حجاتى اللي من ريحتك انت انا مش عوزاها اشبع بيها
ثم دلفت للداخل لتحضر نيفين ومراد وتاخذ معاطف لهم تقيهم من بردهم ، ذهبت راندا بإتجاه وعد التي ما ان وجدت صديقتها امامها حتي ركضت تحتضنها وتبكي بشده وكلاهما تبكيان علي ما يرونه من ايام حالكه.
دلف عمار مخبراً انه سيحضر شيئاً له ودلف خلفه جمال والده ، واخذت نبيله نيفين التي هطلت دموعها عقب رؤيتها لوالدتها تبكي بصمت احتضنت والدتها وشدتت الأخرى احتضانها، واخذتها وحملت مراد الذي قال ببرأه طفل: ماما هو بابا مش عاوزنا عشان احنا وحشين وجاب عروسه تانيه احلي ويجيب عيال احلي مننا.
لتبكي والدته وهى تحتضنه وتخبره انهم ليسوا سيئون يا طفلي بل عيون البشر هي السيئه...
اخذتهم وخرجت لتفاجئ بأغلاق الباب بشده عقب خروجها التفتت هي للباب والتفت الجميع ليقول الضابط الولد وابوه جوه خبط عليهم يا عسكرى.
ليطرق العسكرى الباب بشده ولا من مجيب
ما لبثوا ان سمعوا صوت صراخ بالدور الثانى من المنزل بين عمار ووالده.
...ما قبل خمسه دقائق...
دلف عمار ليرى والدته تحتضن نيفين وهي تقول انها لاتريد اى شيئ منه ولا تريد ان تحيا مع اى شيئ من اثره دونهم هم.
صعد هو للأعلي فوجد والده يدلف خلفه اختلف خلف الدرج وبعد ما سمع صوت خروج والدته قرر الهبوط سريعاً واغلق الباب بالمفتاح وتوجه ناحيه المطبخ ليخرج دلواً احمر وعلبه كبريت
قام بسكب قطرات من الدلو طوال طريقه ليصعد للأعلي ويجد والده يهم بالنزول ليقول هو بإبتسامه شامته: رايح علي فين يا جمال بيه.
لينظر له جمال ولما يحمله بيده وهو يقول بنبره قلقه وهو يشتم تلك الرائحه المعروف، رائحه بنزين الدرجات ، ليقول في محاوله للهدوء: ارمى اللي في ايدك يا عمار ومتتهورش
ليضحك عمار وهو يقول بنبره كمن فقد عقله: دلوقتي بقي اسمي عمار مش كده ، زمان كنت زفت وهباب وبلوى ومصيبه، وغييييره ولا اعد يا جمال بيه، حتي كلمه بابا مش خايله عليك، هو انت ازاى كنت اب
ثم يضحك وهو يقول بصراخ: هو انت كنت زوج اصلاً عشان تكون اب انت عارف الناس اللي زيك كده قلتهم في الحياه احسن اه والله، اديني هريح ماما واخواتى منك، اهو لقب ارمله احسن من مطلقه ولا انت رائيك ايه ،ثم قام بسكب المزيد من البنزين وهو يضحك
ليقول والده بمحاوله لجعل ابنه يتوقف وهو يقترب منه ببطء : عمار مضيعش حياتك انت لسه شاب وصغير اياك تعمل كده
ليقول عمار وهو يرمقه بنظرات غريبه: شاب، الشاب ده شاب بالعمر بس ، انا بالاسم شاب والروح شاخت وعجزت .
ليقول وهو يلتقط عود الثقاب وهو يضحك : اضحك بقي يا جمال بيه، عشان دى هتبقي ضحكتك الأخيره، قبل نهايتك البشعه وعذاب ربنا اللي هتشوفوه بسبب اللي عملته واللي عاوز تعمله فينا ثم قام بإشعال عود الثقاب وسط صراخ والده بأن لا يفعل وتحذيره وخوفه.
......
بالخارج سمعوا صوت صراخ عمار ومن ثم هدوء ثم صوت صراخ جمال مهدئاً ابنه بان لا يفعل .
قلق الجميع وقررت الشرطه التدخل وكسر الباب جلسوا في محاوله لكسره لتترك نيفين مراد وتركض للتعلق بأحدى المواسير المثبته ىتوصيل المياه بالجدران الخارجيه للمنزل لترى عن كثب ما يحدث بالداخل تسلقت وسط صياح والدتها ووعد ورجال الشرطه ورجال الحاره يأمرونها ان تهبط والا كسر عنقها وهي جامحه لابعد حد وخائفه وعليها ان تتصرف
صعدت وصعدت حتي وجدت تلك الشرفه رأت عمار وهو يمسك عود الثقاب ووالده يأمره بان يطفأئه وهو يصرخ بهستريه ضاحكاً بانها نهايته هنا.قامت هي بالتمسك بسور الشرفه وسط دموع وعد وصراخ نبيله ومواسه راندا وخوفها علي نيفين وعمار، ومراد التقطته احدى الجارت لتدخله بمنزلها حتي لايشاهد تلك الأحداث.
امسكت نيفين بسور الشرفه ووقفت علي اصابعها لتقترب اكثر وتستطيع الدلف للداخل فجسدها الهزيل والصغير يساعدها علي ذلك، القت بنفسها علي الشرفه
وصعدت الصرخاااااااات والعويل تشق عنان السماء من جديد
ليدون هذا اليوم زكرى قاسيه في زاكره الجميع لن ينسوها ما حيوا ....

إنتقام بين نيران العشق - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن