الفصل الثانى والعشرون

12.5K 268 2
                                    

تتوالي الصدمات تباعاً وتنكشف المزيد من الاسرار ، تنقلب الدنيا رأساً علي عقب وتتحطم الاحلام وكل ما يتبقي لنا هو مجرد ذكرى صغيره لها ، قد تكون تلك الذكرى قاسيه ولكننا نتعايش معها ولا نستطيع الهروب من واقعنا ما حيينا فقد علينا تقبل الامر ومداوه جراحنا والنسيان ، قد يكون مستحيلا لكن لابأس بالمحاوله.
كانت جالسه بإعياء وتعب منتظره جلستها القادمه بعد ساعه بخوف ورفض واضح واصبحت فاقده للأمل والحياه، فاصبحت الزهره اليانعه كزهره زابلة منع عنها الضوء والماء ، وكم اصبحت تكره حياتها تلك وتكره نظرات العطف والشفقه التى يرميها بها كل من يراها ، علمت ان كل ماحدث لها ليس له الا سبب واحد فقط تكفيراً عن اخطائها التى لاتعلم ما هيتها.....
فوجئت بالباب يفتح ويطل منه زوجها، ذاك الذي لم يتركها ابداً وحدها ، بل اكمل معها مشوارها الطويل الذي ليس له اى نهايه واضحه وبعد ان كاد ان يتركها ، كان مرضها هو سبب اجتماعهما من جديد، تبسمت له بألم ، فهو لم يدخر اى جهداً بإسعادها بعد معرفته بمرضها، واهتمامه بها لم يقل ابداً بل زاد لأضعاف مضاعفه، اشارت له بيدها ان يتقدم منها ليتقدم هو بإبتسامه مشرقه كعادته وهو يقول بنبره سعيده للغايه: اخبارك ايه ياروحى النهارده.
لتنظر هى له بألم وتقول: زى العاده خايفه قوى يا هادى من الجلسه اللي جايه.
ليمسك هو يدها ويرفعها لفمه ويلثمه بقبلته الحانيه وهو يقول: متخافيش يا روحى كلنا معاكى، ثم اردف وهو يتنهد بسعاده: في الحقيقه معايا مفأجاه بره ليكي اسيبها تدخل ولا امشيها.
لتنظر هى له بغموض وتبتسم وتقول: مفأجاه ايه يا هادى انا بتعب من مفأجاتك اللي مبتخلصش دى .
ليبتسم هو ثم يقول: مفأجاه المره دى غير ووتثق انك هتبقي زى الفل بعدها .
لتنظر هى له بعدم فهم وتقول : طيب تظيني مستنيه.
ليتنحنح هو وهو يقول: اتفضل يلى بره.
ليظهر أحد الأشخاص ممسكاً بباقه من الظهور واضعاً اياها امام وجهه .
لتنظر هى له بغموض محاوله معرفة من هو،ولكنها فشلت بالمحاوله فالشخص الذي يقف امامها مرتدياً بنطال من الجينز وقميص اسود وجاكت بلون كحلي ، الوان قاتمه لم ترى اى احد من اقربائها يرتديها.
نظرت لهادى الذي كان يراقب حركات وجهها لتقول: مين يا هادى.
لتزاح باقه الورد، وتسمع صوت طالماً اشتاقت له كثيراً وودت لو ارتوت من ذاك الصوت ، ودت لو تعلم كيف يحيا ، ولكنه الآن امامها ، جالت عيناها علي الواقفه امامها وتفحصتها بعنايه ، لتقترب الأخرى بخجل ناظره لرفيقتها بإنكسار وهى تقول: وحشتيني قوى يا وعد ثم وضعت باقه الزهور علي الكومودينو الموضع بجانب سريرها وجلست بجانب رفيقتها تستئذنها بعينها ان تسامحها .
لتنظر وعد لها بصدمه وهى تقول: راااااندا مش معقول، ثم جذبتها من يدها واحتضنتها بشده والاخرى بادلتها العانق الحار بعناق ساحق وبكي الاثنتان معاً كل منهما ترسي الأخرى وتود لو ان تقول لها ماذا فعل بك الزمن يا رفيقتي.
بعد عدة دقائق من العناق والبكاء المتواصل ابتعدت كلاً منهما عن الأخرى ومسحت كلاهما دموع الاخرى لتبتسمان بحزن من وسط بكائهما ، لتفتش وعد بعينيها علي زوجها فلم تجده ، تبسمت بهدوء فعلمت انه تركها هى ورفيقتها حتي تفضي كلاً منهما للأخرى.
ابتدئت راندا الحديث وهى تقول: هو ايه اللي جرالك يا وعد انا مصدقتش لما روحت عند مامتك وسئلتها عليكي وقالتلي الكلام اللي صدمنى ، انا مش مصدقه اللي حصل ده.
لتبتسم وعد بألم وحزن كبيران وهى تقول: اللي حصلي في الشهرين دول اكبر من ان اى بنى أدام عادى يصدقه، بس يمكن ده كله يحصل عشان هادى ميبعدش ويسيبنى.
لتشهق راندا بقوه وهي تقول محدقه بصديقتها بدهشه وتقول: هادى يسيبك ازااااى.
لتتابع وعد بألم وهى تبتسم وتقول: بعد ما مشينا من الكوافير عندك روحت البيت منهاره وهادى كمان مقدرش يستحمل الكلام اللي قولته يوميها، واجهني انى قدرت اتخلي عنه، وانى كان عندى استعداد انى اسيبه كأن ده هو الحل الوحيد، هادى واجهني بأنى لسه طفله مهما كبرت تفكيرى ضيق جداً وعشان اطلع من مشكله ادخل في تانيه اكبر منها، ثم تابعت بنبره متألمه وهى تقول: وقتها انا اتعصبت وقولتله انه اللي فرق بيني وبينك، هو السبب في اللي حصل لو مكنش هو موجود بحياتى كان زمانك انتى معايا، وقتها اخدت تالته صدمه بعمرى بعد جواز فرحه وجوازك وجواز بابا وطرده لينا كانت الصدمه اللي فوقتني للي بقوله ، هادى قالي انه هيعفيني من وجوده وهيطلقني ويسيبلي البيت ده اقعد فيه وقتها الصدمه شلت لسانى مكنتش متخيله ان ممكن هادى يتخلي عنى، حسيت ان روحى بتتسحب منى بالبطيئ وفجأه الدنيا بدائت تسود ادامى ووقعت من طولي..
لتنظر لها راندا بصدمه ودهشه، للتابع وعد بحزن وهى تقول: لما فوقت لقيت نفسي بالمستشفي ودكاتره كتير حواليا وهادى واقف معايا وماسك ايدى، حسيت ان روحى رجعتلي هادى مسبنيش لسه، هادى واقف جنبي وماسك ايدى ، بصتله وابتسمت لقيته بيبصلي بلهفه وخوف ، نظرات مشوفتهاش غير بعنين ماما وبس، لقيت الدكاتره بيقولولي حمدلله علي سلامتك يا مدام.
مفهمتش هما بيقولولي كده ليه وانا موجوده بالمستشفي ليه،دى مجرد دوخ وشويه دم بينزول من مناخيرى كنت بقول ان ضغطي بيوطى فعشان كده ده بيحصلي بس طلعت ابشع احساس موجود بالكون، ربنا ابتلانى بمرض في وقت كان قدامى خيارين يا هادى يسيبنى خالص واموت نفسي لانى مش هقدر اعيش بعده.
ثم نظرت لصديقتها بالم وهي تقول : اسفه يا راندا انى بقولك علي اللي جوايا من غير ما احاسب علي كلامى، لتبتسم راندا بألم وتقول: كملي يا وعد كملي عشان خطرى وقولي كل حاجه.
لتتابع وعد بنبره مكسوره وتقول :هادى وقتها بصلي بصه عمرى ما اعرفها، بصه اول مره اشوفها ولقيت عنيه بتدمع وشوفت دموعه اللي نزلت علي خدوده ولقيت الدكاتره متجمعين حواليا وبيسئلونى مليون سؤال وسؤال وانا مش فاهمه هما بيسئلوا الاسئله دى ليه، لما خلصوا وكنت انا كمام تعبت جداً من كتر اسئلتهم دى وقولت لهادى يمشيني والاجابه رفض من هادى ومن الدكاتره ولما سئلت عن السبب كان الرد اللي عمرى ما كنت اتوقعه، انا مريضه بمرض فشل كلوى يا راندا، انا خلاص نص عايشه ونص ميته، كل يوم والتاني ميعاد غسيل وجلسه بقعد للميعاد التانى تعبانه بالسرير ومبقدرش اتحرك من مكانى ، حياتى طول الشهرين دول هنا في المستشفي، ثم قالت بألم: شوفتي حصلي ايه يا راندا.
فغرت راندا فاهها وهى تبكي اقبلت علي صديقتها تحتضنها بشده وليعيدان وصله البكاء من جديد ، لتقول وعد بنبره مستفهمه: وغدانتى ايه اللي حصلك هشام طلع زى ما قولتلك ولا لا ، ولا ايه اللي حصل وايه اللي غيرك وغير شكلك كده انتى بقيتي واحده تانيه غير راندا اللي اعرفها.
لتنظر لها راندا بألم وتقول: انا اتعاقبت ابشع عقاب تتخيليه، ربنا خلص حقك منى يا وعد ، زى ما افتريت عليكي وظلمت وكنت عاوزه انتقم منك، ربنا سلط عليا اللي ياخد بحقك منى.
لتقاطعها وعد رافضه لحديثها ذاك وهى تقول: اوعي تقولى كده انتى ملكيش ذنب هو اللي منه لله مطرح ما راح.
لتتابع راندا ذاك الحديث وهى تقص علي رفيقتها ما حدث بليله عرسها.
لتشهق وعد بقوه وتهز رأسها نافيه وتقول بالم: الحيوان ازاى يعمل فيكي كده ، وربي لأفتله.
لتبتسم راندا بتهكم وتتابع سردها للحوار الي ان توقفت عند لحظه امساكها للمسدس وهى تقول بإنكسار: انا قتلت هشام يا وعد.
لتحدق وعد بها بصدمه وتنظر لها فارغه فاهها وتهز رأسها عدة مرات علها تستوعب كميه المصائب التى قصتها رفيقتها علي اسماعهالتقول : معقووول.
لتضحك راندا وهى تقول: ربنا يكفيك شر الكسرة والزل يا وعد ، انا ياما كنت بسمع عن حوادث اغتصاب ومكنتش اعرف شعور البنات دول ازاى اخرى اقول ربنا معاهم دول مساكين قوى، بس الشعور اللي هما فيه ده اسوء شعور تتخيليه، تحسي ان روحك طلعت منك، تحسي ان نفسك اتكسرت وحياتك اتمحت وبقيتى جسم من غير روح، انا اذبحت يا وعد وموت من يومها واللي قدامك دى مجرد واحده بتعافر عشان اكمل حياتى واصحح اغلاطى يمكن ربنا يغفرلي اللي عملته كله.
لتنظر لها وعد وتقول: طيب والشرطه معرفتش اللي انتى عملتيه يا راندا.
لتضحك راندا بسخريه وتقول: لا عرفوا طبعاً امال ايه وقعدت بالسجن اسود ثلاث ايام بحياتى لحتي ما جه دليل برائتي
لتطلق تنهيده قويه وهى تقول: اكتشفوا ان كلامى صح ، وانه حيوان واغتضبني وحبسنى في البيت عشان ما اقولش لحد ولا اهرب منه، والدليل كان صوت وصوره ،اينعم وقتها اتكسرت قوى بس طلعت براه في ثوانى.
لتنظر وعد بصدمه لم تقل عن صدماتها السابقه، فيديو صوت وصوره، اكان يصور افعاله المشينه تلك، كيييييف لإنسان ان يفعل كل تلك الافعال الشيطانيه ، من اجل شهوات دنيويه، متخفياً من الناس، ولا يعلم انه مهما تخفي فهناك الحي القيوم الذي لا يخفي عليه شيئ.
لتحتضن وعد رفيقتها وتقول بالم: وانا اللي بقول انى بتعذب عذاب محدش حاسه الواضح اننا كلنا بنتعذب باسباب ملناش اى ايد فيها، بس اللي واثقه منه ان ربنا ليه حكمه في ده كله.
لتبتسم وعد وتعدل من وضعيه ثيابها وهي تقول: ننسي اللي فات كله ونبداء صفحه جديده يا وعد، مش هقولك سامحيني بس حاولي ولو شويه.
لتلكزها وعد ببطنها لتتاوه راندا وتتابع وعد متصنعه الغضب: انا عمرى ما كرهتك ولا زعلت منك يا راندا، كنت عارفه انك نظيفه جداً واللي عملتيه مش بإيدك، كنت عارفه انك هتكتشفي الحقيقه قريب قوى، وربنا اراد انك تعرفيها كلها دلوقتي.
لتبتسم راندا وهي تقول بالم: اسفه قوى يا وعد، اسفه علي كل حاجه وعلي كلامى الجارح اللي قولتهولك، اسفه علي تمسكي بهادى مع انى عارفه انه بيحبك انتى، انا كنت عارفه انه مبيحبنيش بس شعورى بالغيره سيطر عليا وعمالي عقلي ومخلنيش افكر ولو شويه ، اسفه جداً
لتربت وعد علي ظهرها وهى تقول: احنا هننسي كل اللي راح ونبداء صفحه جديده، انا عوزاكى جنبي يا راندا ، اياكى تسبيني انا محتجالك قوى.
لتحتضنها راندا وهى تقول بتصميم: انا مش هسيبك يا وعد وهفضل جنبك لحد اخر نفس بحياتى، هفضل معاكي هنا لحد ما ترجعيلي وعد القديمه وتقفي علي رجلك زى زمان يلا ارجعي عشان نرجع المدرسه مع بعض، علي السنه الجايه لأن السنه دى خلاص ضاعت علينا....
لتبتسم وعد وتقول بإشتياق: تصدقي المدرسه وحشتني وفرحه كمان، نفسي اعرف هي حصلها ايه ، ياترى لسه عايشه بعد كل اللي سمعناه عنها ولاااا..
لتقاطعها راندا بتصميم وهي تقول: فرحه هتفضل عايشه وانا وانتى هندور عليها لما تخفي يا وعد ، خفي بسرعه بقي عشان نلاقي فرحه مع بعض ونرجع ايامنا بتاع زمان، ثم قالت بتصميم هادى قالي انه بيدور علي متبرع بالكلي وبيشوفوا تطابق الانسجه وهتلاقى ان شاء الله وهتخفي بسرعه.
بعد عدة ثوانى طرقات علي الباب جعلتهما تصمتان منهيان الحوار الدائر بينهما لتدلف احدى الممرضات وبصحبتها احد الكراسي المتحركه وخلفها دلف هادى.
لتبتسم وعد بالم لتربت راندا علي ظهرها وهي تقول: هتخفي يا صحبتى قريب قوى متقلقيش واستحملي.
ليتقدم منهما هادى ويمنحهما ابتسامه هادئه كهدوئه والتقط كف ةعد ثم حملها بخفه ووضعها علي الكرسي المتحرك لتصمم راندا انها هى من ستقوده لغرفه غسيل الكلي...
......................
كانت جالسه صامته لم تتحدث بأى حرف بعد ان سمعت ان ذاك الطفل هو ابنها، رمقته بنظرات غريبه لم تعتدها هى نظرات خوف من القادم، نظرات خيبه ورجاء نظرات حزن وفرح، وعند تناقض المشاعر نتيه نحن وندخل بدوامه جارفه ، نظرت له بألم وصمتت، فنظر رائد لريان بصمت.
ليقول ريان بهدوء وهو يقترب منها: مش هتشيليه .
لتنظر هى له بصمت وتقول : انا مش عاوزه اشيله .
لينظر لها كليهما بصدمه وألم، لتتابع هى بضعف وخواء: لو شلته هتعلق بيه وهحبه، وفي الأخر ايه اللي هيحصله هيلاقي مصير اسود زي مصيرى ده، انا نحس وهنقل المرض ده، خليه بعيد عنى يمكن يرتاح، ثم نظرت لريان وتعلقت نظراتها به وهي تقول برجاء: او خده انت، لو هو بقي معايا حياته هتبقي بالنازل ومش بعيد يموت.
ليقاطعها تلك المره ريان بصرامه وهو يقول:ابنك مش عيربيه غيرك ، متكرريش اخطاء ناس جهله كانوا قبلك، انتى احق واحهده بإبنك يا فرحه.
ثم اعطاها اياه لتلتقطه هى بضعف ونظرت بعينيه لتجده يبتسم لها ويمسك اصبعها بكفه الصغير، جالت بنظرها وتفحصته بعنايه جسده الصغير وعينيه بلون الزرع وبشرته البيضاء، حمدت ربها انه لم يرث منهم اى من ملامحهم، ومن الاكيد انه لن ينال اى صفه من صفاتهم.
احتضنته وضمته لصدرها واستنشقت رائحته العبقه واخذت بتقبيله بحنان وسعاده، وكل ذلك تحت انظار ريان ورائد المبتسمه، رفعت نظرها اليهم لتقول فرحه لريان: انت سميته ايه.
ليبتسم ريان وينظر لرائد لينفجر كلاهما بالضحك.
ليقول ريان، في الحقيقه كده يعني انا قولت هسميه رائد، بس اللي حصل غير كده، تانى يوم رائد فاق من الغيبوبه ورفض اننا نسميه بإسمه واخترت انا وهو اسمه سواء.
لتنظر هى لهما بحماس شديد ليقول ريان ورائد معاً في الحقيقه احنا سميناه فارس يا فرحه.
لتنظر فرحه لصغيرها بحنان وتنطق اسمه من بين شفتاها بإشتهاء وتبتسم ثم لفت انتباهها امرا. ما فقالت: انا كنت حامل في توائم في البنت.
لينظر رائد لريان بحزن ليقول ريان: ربنا يرحمها.
نظرت هي له بألم وحزن شديدان ثم قالت يعني ماتت خلاص....
ليصمت كليهما، ثم استئذن ريان للمغادره متوجهاً لعمله امراً اياها ان لا تجهد نفسها في بفتره نقاهة.
اغلق الباب لينظر رائد لفرحه الحزينه ويقول: متزعليش يا فرحه ربنا عطالك هديتين واخد منهم واحده يبقي نحمده ونشكره وبس.
لتبتسم فرحه بحزن.
لينظر رائد لها بصرامه ويحاول استجماع طاقته ويقول: انتى ناويه علي ايه يا فرحه، الشرطه هييجوا ياخدوا اقوالك اكيد بعد شويه هتقوللهم علي مين اللي عمل كده ولا ايه.
لتنظر فرحه له بصمت ، وطال صمتها لعدة دقائق ثم قالت بألم وهى تنظر لرائد: اللي غلط لازم يتعاقب يا رائد وهو طول عمره بياذيني والمره دى اذيته اتعدتنى بكتير واذاك انت كمان، لو عليا فأنا مسمحاه.
ليقول رائد بغضب: مفيش حاجه اسمها مسامحه، انتى هتفضلي تسامحى لحد امتى، هتفضلي بالضعف ده كتير يا فرحه، وفي الاخر الدنيا هتيجي عليكي والناس برده هيظلموكى.
ثم نظر لها بتصميم وهو يقول: اخوكى لو شم خبر انك عايشه وربنا ليقتلك اوعي تفكرى انه سايبك كده لا هو عارف انك هنا بالمستشفي وعارف كمان انك بغيبوبه ومحدش لسه يعرف انك فوقتي منها ...
ثم قال بصرامه: اتغدى بيهم قبل ما يتعشوا بيكي يا فرحه، وهم ظلموكى كتير وجه الوقت اللي تحاسبيهم علي ظلمهم ده ، جه الوقت اللي تنتقمي منهم كلهم ، جه الوقت اللي تقررى تعيشي حياتك وانتى مش خايفه من حد، الضعف في العالم ده مرض ولازم يتقتل وانتى بضعفك وخنوعك ده هتموتى يا فرحه وهتموتى ابنك معاكى، لازم ترجعي يا فرحه وبقوه، ارجعي بفرحه جديده ، انتقمي منهم يا فرحه.
لتنظر فرحه له بصمت وطال صمتها طويلاً ثم نظرت لطفلها الذي يتحرك بداخل احضانها ورمقته بنظرات جانيه وهى تقول: قولي اعمل ايه يا رائد ، انا خلاص زهقت من ضعفي وهوانى... انا هنتقم منهم كلهم بس قولي اعمل ايه يا رائد.
ليبتسم رائد علي حديثها ويتابع كلامه مرشداً اياها عن خطواتهم نحو الانتقام
..........

إنتقام بين نيران العشق - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن