الفصل الخامس عشر

12.5K 264 2
                                    

بعد مرور يومان...
كانت تجلس بغرفتها متوجسه تنهض احياناً لتطل علي الشرفه وتراقب الطريق ثم تعود لمكانها من جديد وتتنهد بقله حيله، فوجئت بالباب يفتح لترى رافت يتقدم منها بعد غياب طال ثلاثه ايام بعمله نظرت له بتوترلينظر هو لها ويقترب ويقول: امممم، النهارده هنروح للدكتوره وهشوف بعدها هعمل فيكي ايه..
لتنظر له ببرود واستجمعت شجاعتها لتقول: اممممم، طيب، اما نشوف .
ليرفع هو حاجبيه ويسحبها من زراعها وهو يقول: ايه الأسلوب الجديد ده، هو عشان غيبت يومين، طلعلك حس، لاااا الواضح انك محتاجه تربيه من اول وجديد
لتنظر هى له بعدم مباله
ليسحبها هومن زراعها ويلقيها علي الفراش لتتأوه هي بتعب ويقترب منها بشده
ولكن قطع ما كان يريد ان يفعله صوت طرق علي الباب نهض بتأفأف وتوجه ناحيته ليفتحه فيجدهند امامه ليقول بنفاذ صبر: عاوزه ايه يا هند.
لتقول هى بإرتباك: الحجه بتنادى عليكي .
ليلتفت هو وينظر لفرحه بمعني اننى عائد من جديد لتتنهد فرحه بإرتياح ويذهب هو مسرعاً نحو جدته
دلفت هند سريعاً وقالت لفرحه: تعالي معايا بسرعه.
لتنظر لها فرحه بعدم فهم ، فسحبتها الأخرى من يدها وهبطت الدرج واختبئتا لتقول هند بتنهيده مفيش حد يلا ورايا، لتسحب فرحه من يدها ويسيران نحو الباب ، ليلتفتا علي صوت صدح بإسمهما
لتنظر كلا منهما للأخرى بإرتباك
لتقول هند: حامد ، في ايه
ليقول هو وهو يرمقهما بنظرات متفحصه:رايحين فين
لتقول هند بإرتياح: هقعد بره في الجنينه ، والبت تعبانه وكانت هتطلع هي كمان قولت اخذها بطريقي
لينظر هو لها بعدم تصديق ثم يقول بنبره ماكره :طيب وانا هطلع اقعد بره في الجنينه ورافت كمان اكيد هيبقي عاوز يقعد معانا .
لتبتسم هند بسخريه وتقول: تنوروا دى حتي القعده هتحلو.
ثم فتحت الباب لتخرج وتتبعها فرحه بخطوات بطيئه.
لتقول لها فرحه بصوت هامس: ممكن اعرف انتى بتعملي ايه
لتقول لها هند بإبتسامه: اصبرى علي رزقك، ثم اخرجت ورقه ودستها بجيب عبائه فرحه وهي تقول: دى افتحيها في وقتها ، وهتعرفي كل حاجه .
لتصمت فرحه وتنظر لها بتعجب
بعد عده لحظات خرج رافت بصحبه حامد وهو يقول بسخريه: ايه اللمه الحلوه دى
لتقول فرحه بسخريه مماثله بعد ان سمعت صوت ضوضاء بالخارج: دى بس لمه وداع يا رأفت ....
نظر هو لها بعدم استفهام واستغراب فها هى تنطق اسمه للمره الأولي وبنبره ساخره غريبه عليها ، اسكت عقله ، لينتبه لصوت الضوضاء بالخارج ليذهب هو ناحيه باب القصر هو وحامد
وتخرج نوال وسعاد وبعض الخدم بتلك الاثناء بعد صوت الضوضاء القوى الذي نقل اليهم هم الاخرون.
فتح رافت الباب وكانت الصدمه من نصيبه هو وحامد لينظر كلاً منهما للأخر بعدم فهم لما يروه امامهم.
................. ...... ........................
كانت جالسه وامامها بعض الصور وهي تتفحصها بعنايه ، ثم قالت للجالس بجوارها: انت متأكد يا هادى
ليبتسم هادى وهو يقول: متأكد يا وعد متقلقيش، انا عامل حساب كل حاجه.
لتنظر له وعد بإبتسامه وهى تقول: انت مستحملني ليه يا هادى
ليبتسم هو الاخر ويقول: عشان حاسس باللي انتى حساه ده مش اكتر
لتقول هي بإستفهام: ازاى، انت محكتليش اى حاجه من حياتك ممكن تحكيلي .
لينظر هو اليها بألم وهو يعود بزاكرته لسنوات عديده ويقول: من عشر سنين بالظبط حصلت نفس قصتك دى بس معايا انا يا وعد، ويمكن قصتك متجيش فيها حاجه، عارفه يعني ايه، اب يقتل بنته
لتحدق هي فيه بقوه وهي تنظر له بخوف وتقول :ازاى.
ليقول هو بألم: بابا قتل اختي يا وعد عشان صور ليها مع ولد ، للأسف الولد ده كان بيستغلها واخد الصور دى غصب عنها، وهي خبت وبعدت عن الولد وقالتله اعمل اللي يحلالك ، وهو بعت الصور لبابا وبابا في يوميها حبسها وفضل يضربها لحد ما ماتت ، بعدها بابا اتحبس كام سنه كانت اسوء سنين عمرنا ، بعد موت ساره ، واكتشفنا حجات كتير. ان بابا متجوز واحده تانيه وجات تطالب بحقها في البيت وطردتنا منه لان بابا كان كاتبهولها بأسمها، عشنا انا وامى في شقه اوضه وصاله وفجأه اتفاجات بموت بابا في السجن مكملش شهرين وماما ماتت هى كمان بمرض وحش مكنتش اعرف انه عندها وبعدها لما بدات افتش في الاوراق واكلم واحد محامى صاحب بابا اتكشفت كل حاجه علي حقيقتها مراته كانت مزوره الورق ده وامى عشان كانت علي نيتها وكانت ست أميه صدقت الست وسابت البيت خوفاً من المشاكل، ومن هنا الميراث اتوزع وانا اخدت طبعاً النصيب الاكبر وهي اخدت فتافيت يعتبر وبس وبقيت زى ما انتى شايفه كده، كان قدامى ادخل كليات تانيه بس قررت ادخل تربيه، قولت يمكن الاقي طلاب كتير زيى واقدر اساعدهم، وليقتكم انتوا الثلاثه انتى وفرحه وراندا وللاسف مقدرتش اساعد غيرك انتى بس
لتنظر هى له بألم وتقول: انا اسفه لو خليتك تفتكر حجات مش عاوز تفتكرها.
ليقول هو بحزن: لا انا مبنساش اصلاً عشان افتكر..
لتقول هى بسؤال خطر علي بالها: يعني انت جوازك منى مجرد شفقه مش كده.
لينظر هو لها بصمت ثم قال وهو يقترب منها: لحد دلوقتي معرفش، حاجه بتقولي لا مش مجرد حكايه مشابهة وقولت ما اخليش الزمن يقررها، او يمكن بقول لا السر اكبر من كده، كان ممكن اساعدك من غير ما يبقي جواز رسمى ، كان ممكن نعمل ورقه كده ومن واره الناس وكله هيصدق
لتنظر هى له بشرود
ليقول هو وهو يرمقها بنظرات حانيه:او يمكن كمان اكون حبيت برائتك وقوتك وشجاعتك، وحبيت شخصيتك دى، يمكن اكون حبيتك يا وعد.
بتنظر له وعد بصدمه وهي فارغه فاهها
ليبتسم هو علي منظرها ويغلق فمها وهو يقول: متنحيش كده، ايييه
لتظل هي على وضعيتها تلك
ليقول هو بضحك: ايه هو انتى علقتي ولا ايه يا بت.
لتفيق هي من شرودها وتتصاعد الحمره القانيه لوجهها وتنظر لموضع قدماها
ليضحك هو علي حديثها ويقول: هو احنا مش ناويين بقي ولا ايييييييه
لتنظر هى به بعدم فهم وهى تقول: مش ناويين ايه ...
ليقول هو بحنق: هيبقي مش ناويين ايه، انتى مفيش فهم خالص..
لتنظر هى له بحنق وتقول: لا وانا هفهم بالاشارات يعني ما تتكلم
ليقول هو بحنق: مش ناويين نفكر كده ونجيب بيبي مثلاً ويقولنا بابا وماما
لتنظر هى له بدهشه وتقول: ما تجيب حد قالك ما تجيبش حلوه دى
لينظر هو لها بحنق قد بلغ اقصاه ويقول: اجيب ، ليه هو بيتقدم عليه
لتقول هي بتفكير: تصدق صح، طب ما نروح نقدم مع بعض علي عيل صغير، ولا نجيب الواد مراد يسلينا.
ليقول هو بحنق: نقدم علي عيل ، ونجيب مراد، انتى واثقه انك وعد المدحلبه اللي اعرفها
لتتنهد هي بحنق وتقول: ما تخلص يا هادى طلعت روحى، هنقدم علي العيل ولا نجيب مراد
ليقول هو بغيظ: نقدم علي عيل ميييين، التقديم قفل خلاص ومبقاش في غير العيال المضروبه .
لتحرك هي راسها يمنه ويسرى وتقول: يعني الناس اختاروا خلاص واحنا اللي هناخد الفياضه، لااا بلاش، خلينا في مراد اضمن
لينهض هو ويقول: صبرنى يااااارب علي ما بلتنى بيه ، يا مرارتى اللي اتفقعت.
لتنظر هى له بعدم فهم وتقول: هو ماله ده، من شويه كان زعلان فجاه قلب وبقي مقروف كده ليه.
ليتجه هو ناحيتها وهو يقول: انا بقول هفهمك كل حاجه عملي النظرى مينفعش
وحملها علي زراعه وهي تصرخ بضحك وتقول: هادى الله يكرمك نزلني ياااااا هاااااااادى
وانقطع صوتها وانغلق الباب بشده، وتاه الاثنان معاً ليبداء حياتهما معاً من جديد. ..............................................
كانت جالسه وتتحدث بعصبيه مع والدها وهى تقول بحنق : هتجوزه يعني هتجوزه يابابا.
لينظر هو لها بغضب وهو يقول: وانا قولت لا، انتى فاهمه انتى لسه صغيره والجواز مش بيبقي رسمي.
لتقول هي بسخريه: صغيره، مادام انا صغيره رمتنى وحدى ليه في شقه وحديا في بلد تانيه بعيد عنك، مادام انا صغيره سبتني اواجه الدنيا كلها وحدى ليه، هااا ممكن ترد عليا.
والاجابه صمت كالعاده
لتقول هى بالم: انا صغيره في السن اه، بس روحى كبرت وعجزت قوى من كتر اللي بشوفوه، وانا بقولك يا بابا لو موافقتش انى اتجوز هشام، انا هتجوزه من وراك، ثم خرجت من الغرفه مسرعه لتجد زوجه والدها تقف بجانب الباب لترمقها هى بنظرات حانقه وهي تقول: اقنعيه انتى يا حيزبونه، مهو هو مش هيرفضلك طلب، وبالمره الجو يخلالك وترتاحي منى خالص.
ثم رمتها بنظرات ساخره وغادرت ودموعها تجرى انهاراً علي خدها وهي تتذكر حياتها الأليمه تلك وما سببته لها من عناء ...
.................................................
احتلت الصدمه ملامحهما وتقدم رافت بهدوء ناحيه احد الضباط وهويشاهد عدد سيارات الشرطه الكثيره التي تحيط بمنزلهم وعدد الناس المتجمهرين يراقبون الوضع عن كثب وهو يقول: خير يا حضره الظابط.
ليقول الضابط برسميه : انت مين
ليقول رافت بتكبر: انا رافت الصاوى
لينظر له الضابط بتهكم وهو يقول: طيب يا رافت بيه، عندنا امر بدخول القصر ده حالا.
ليقول رافت بزهول: دخول القصر، ليه وايه اللي حصل عشان تدخلوا القصر
ليقول الظابط وهو يشير لقواته بالتقدم: هتعرف حالاً يا رافت بيه ثم قام بإزاحته من طريقه هو وحامد الواقف متصنماً من هول ما رأه ودلف الضابط بصحبه القوه للقصر، لتفاجئ سعاد ونوال ويشهق الخدم في فزع ، لتبتسم فرحه وهى تنظر لهند بإمتنان، لتنظر لها هند وتغمز لها بعينها وهى تقول: ارجعي بسرعه ، مستنياكى
ثم تركتها ووقفت بجانب حماتها وهي تقول بتمثيل: يخرااابي، ايييه اللي بيحصل ده .
ليرون الظابط وهو ينظر لهم بتفحص ويقول: فين فرحه.
لتشير لها هند بتمثيل وهى تقول: هي دى مقصوفه الرقبه يا حضره البيه ، اكيد عملت بلوى ولا مصيبه من مصايبها.
لينظر لها الشرطى بحنان ثم توجه ناحيتها وهو يقول: تعالي يا بنتى معايا
لتقاطعهم نوال وهي تقول: واخدها علي فين يا حضره الضابط، دى تبقي حرم رافت الصاوى، وحامل بوريث العيله ، ازاى تاخدوها كده، هي عملت ايه لده كله
ليقول الشرطى بتهكم: عملت كتير، وانتوا تعالوا وحصلونا وهتعرفوا هي عملت ايه.
ثم قامت بألإشاره لفرحه لتتقدم هي امامه وسط حراسه من افراد الأمن، لتخرج وسط انظار رافت المسلطه عليها، لتتظر هي له نظرات اجتمعت فيها كل المعاني الكريهة بذلك العالم لتقول: قولتلك دى اخر لمه لينا يا رأفت ..
ثم تركته وتوجهت نحو احدى سيارات الشرطه.
ليقول رافت بحنق: انتوا واخدينها علي فين كده.
ليقول الشرطى بإبتسامه ساخره: مهو حضرتك هتشرف معانا برده .
ليقول له رافت بعصبيه: انت بتستهبل انا مش هتحرك من هنا الا لما اعرف انتوا عاوزين ايه، انت عارف انا مين، انا ممكن اشيلك من مكان بتليفون صغير مني.
ليقول الشرطى بصرامه: احترم نفسك، انا اقدر اوديك وراه الشمس بتهمه سب وقذف ضابط شرطه والبسك تهمه اعتداء كمان وانت واقف، حضرتك عشان صورتك الحلوه متتشوهش قدام الناس هسمحلك تلحقنا علي المحكمه، ثم اشار لفريقه ليعود كل منهم الي سيارته ويغادروا في خلال ثوانى معدوده مخلفين ورائهم حاله من الاستهجان ...
لينظر رافت لحامد وهو يقول: يلا نلحقهم.
ليقول حامد طيب بس هقول للحاجه وهاجى علي طول.
بعد عده لحظات خرج رافت وأمر الحراس بعدم السماح لأى شخص بالخروج او الدخول من او الي القصر.
وركب سيارته وامر السائق بالاسراع نحو المحكمه...
......................


إنتقام بين نيران العشق - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن