الفصل الثاني

25.6K 417 1
                                    

وكان الكف الذي اعطته اياه كان المؤشر لصمتهم جميعاً، ليدلف في تلك اللحظه معلم جديد وهو يقول السلام
كان اتيان المعلم بتلك اللحظه المنقذ الإلهي لفرحه ورفيقاتها...
نظر رائد لهم بغل وخص بنظرته تلك فرحه وقال بهمس وهوينهض، انا هوريكي يا فرحه.
لتنظر فرحه له ببرود وتصمت ويذهب كلٌ الي مقعده
ليقول المعلم الشاب وهو يلاحظ منذ ان دلف حركات شد وجذب بين تلك الفتاه وذلك الشاب: انا مستر هادى ، جاى هنا تربيه عملي انجلش هديكوا الانجلش باذن الله،واتمنى ميحصلش مشاكل طول ما انا موجود، وشدد هو علي تلك الكلمه ثم قال وهو يرمق تلاميذه بتفحص، باذن الله تحبوا الماده معايا ويكون الانجلش ماده ممتعه
لتقول وعد بهمس وهى هائمه: يخربيت حلاوتوا ده يتاكل اكل
لتضحك راندا بصوت مرتفع ومعها فرحه
فيرمقهم هو بنظرات ناريه لتصمت كلتاهما
ليقول هو بتنبيه: وياريت يا ثالثه اعدادى مسمعش نفس في حصتي.
ليصمت الجميع بينما الفتيات ترمقه بنظرات حالمه
وفرحه تمسك كراستها وتدون ما يقوله هو حتي يسهل عليها استزكاره بمنزلها.
اخذ يسئل بعض الأسئله وفرحه كانت المتصدره دائماً فهي عند الدراسه تنسي العالم بما فيه ابتسم هو لها واثنى عليها واعطاها قلماً جميلاً زهرياً كهديه لتفوقها.
رمقتها راندا بنظرات لئيمه وهي تقول: يااا بوى عليكي ، بت قدره خلتيه يديكي قلم من اول حصه، ربنا يستر في اللي هيحصل بعدين لتقول وعد بحزن مصطنع: وانا اللي بقول هلقطلي عريس ، شكل كله هيروح لست فرحه
لتضحك فرحه وهي تقول : لا يا اختي انتى وهي انا متنزله ليكم عليه، لا عوزاه ولا عاوزه غيره، كل اللي عوزاه ابقي في حالي واكون دكتوره زى الدكتوره نهاد
لتقول راندا بفرح: الدكتوره دى بحبها قوى ، كل ما اتعب وابويا يوديني عندها بتقعد تضحكلي، بجد لو كان عندها عيال كان زمانهم عيشين في جنه
لتقول وعد بحزن: ربنا يفرحها ويسعدها يا رب، انا بقول نزاكر احسن بدل ما احنا فشله في بيوتنا ومبنعرفش نزاكر..
...لتذهب الفتيات للمعلب بالاسفل وسط الزهور والزرع الذي يخطف الانفاس ويستزكرون دروسهم في جو من المرح والالفه ، جو طفولي لأبعد مدى....
..........
انتهي اليوم وانصرف الطلاب لمنازلهم
واثناء سيرهم تركتهم راندا بمنتصف المسافه فبيتها بنفس بلده المدرسه ، ودعت الفتيات بعضهم البعض ، واكملت وعد وفرحه طريقهما للمنزل.
وصلت فرحه علي ناصيه شارعها فأشارت لوعد مودعه، غادرت وعد لمنزلها
بينما فرحه فكانت تمر من امام محل المكواجي لترى اخاها يجلس مع شخص ما قامت بمحاوله لإخفاء نفسها حتي لا يلاحظها اخاها ويأمرها بفعل بعض الأعمال بدلاً عنه ولكن بأءت محاولتها تلك بالفشل
ليقول اخاها مشيراً لها ان تتقدم اليه
ذهبت فرحه بخطوات متثاقله وهي تتقدم ناحيته ودلفت للمحل لتفأجأ بشخص ما كبيراً بعض الشيئ يجلس علي كرسياً ويبدوا عليه الثراء وانه ليس من قريتهم
قال لها اخاها بأمر: سلمى عليحامد بيه يا فرحه
لتمد فرحه يدها بإبتسامه مرتعشه لتسلم عليه ليلتقط هو يدها وهو يرمقها بنظرات كريهه ويقول: امممم اسمك فرحه ماشاء االله ووشك مكتوب عليه الفرحه كمان.
لتهز فرحه رأسها ولا تنطق وتسحب يدها وهي تقول موجهة حديثها لأخاها: ابيه هو انت عاوز حاجه مني ولا اروح البيت
ليقول اخاها بإبتسامه نادراً ما ترسم علي وجهه وهو يقول: لا يا فرحه روحى البيت وخلي الحاجه تبعتلي مشروب للضيف
لتومئ فرحه برأسها وتغادر مسرعه وكان هناك من يلاحقها.
ومازالت انظار ذلك الأشرف تلاحقها
ليقول اخاها ها يا اشرف بيه ، اتفقنا ولا لسه.
..............
طرقت علي الباب سريعاً لتفتح لها والدتها مبتسمه كعادتها الدائمه في إستقبالها، لتسئلها والدتها عن يومها فتخبرها فرحه بما حدث معها ماعد ذكر ذلك الرائد فهي تخشي من تعنيف والدتها لها علي شيئ لم تقصد ارتكابه .
ثم تزكرت ما رأته بمحل اخيها لتقول لوالدتها: اه صح ياما انا شوفت راجل غريب عند عماد بالمحل
لتقول والدتها بهدوء: تلاقيه واحد من الزباين يا فرحه وانتى متعرفهوش
لتقول فرحه نافيه: لا ياما ده راجل شكله غريب وبصراحه مرتحتلهوش
لتبتسم والدتها وهي تربت علي كف طفلتها لتقول: انتى دايماً بتكبرى الحاجه يا فرحه
لتقول فرحه متزكره:اه صح عماد عاوز مشروب للضيف
ما لبثت ان انهت تلك الكلمه لتفأجأ بطرقات علي الباب اسرعت فرحه بفتحه لتجد والدها العابث كعادته
لتقول والدتها بترحيب وهى تضع الخف علي الارض ليرتديه زوجها: اهلا يا حج نورت الدار
لينظر والدها لفرحه ويقول بنبره خشنه: انتى لسه راجعه من المدرسه ولا ايه يا بت لتقول فرحه بإرتباك: لا يابا انا رجعت من شويه وعماد ندهلي في المحل وجيت علي هنا علي طول
ليقول والدها بنبره قاسيه: امتحاناتك قربت مش كده، اهي اخر سنه وتاخدى الاعداديه وتقعدى في البيت وتشوفي طلباته، بلا علام بلا هم ، واحنا هناخد ايه من العلام والكلام الفاضي ده.
لتومئ فرحه برأسها بحزن وتدلف لغرفتها
لتقول والدتها لزوجها: براحه علي البت يا سيد ، البت لسه صغيره ومش حمل الهموم دى
ليقول سيد بنبره عاليه وهويصيح بزوجته: صغيره ، دى اللي في سنها متجوزين ومخلفين ومعاهم بدل العيل تلاته، ولا انتى نسيتى انى اتجوزتك وانتى بعمرها كده.
لتقول والدتها حنان بحزن: ودى حاجه تتنسي برده يا حج، بس فرحه شاطره ماشاء الله عليها وكل اللي في المدرسه بيشكروا فيها، مانخليها تكمل وتبقي دكتوره اد الدنيا
ليقول زوجها منهياً الحديث: معنديش بنات انا تطلع من بلدها وتتعلم ان كان الراجل الكبير متعلمش هي اللي تتعلم .
ثم يغادر منهياً الحوار دالفاً الي غرفته
بينما زوجته تنظر بأثره بحزن، هي ايضاً شابه بعمر الخمس والثلاثون تزوجت بالخمسه عشر من عمرها وانجبت عماد وهي بالسادسه عشر ، وبعدها بعامين انجبت ابنتها الكبيره منه التي تزوجت منذ عام مضي ولا تعلم عنها اى شيئ فقد اخذها زوجها وسافر لبلده بعيده عن اهلها ثم بعد انجابها لمنه بعامين انجبت فرحه تلك البهجه التى انارت حياتها، هي رفيقتها وطفلتها،تمنت ان تكون حياتها مليئه بالفرحه كأسمها ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه...
....
في منزل ريفي دافء
كانت تجلس وعد وهى تمشط شعرها لتجد والدتها واخوتها ينظفون البيت بهمه ونشاط علي غير عادتهم
لتسئل نفين اختها الصغرى التي تصغرها بعامين عن ماذا يحدث، لتخبرها بأن والدها سيعود بالغد.
استنكرت هي تلك المظاهر وذهبت للمطبخ حيث تعد والدتها نبيله الطعام والمحاشي المنمقه لإستقبال زوجها الذى يغيب لشهور ويعود ليجلس بضعه اسابيع ويغادر من جديد لعمله تاجراً يسافر لبلدان مختلفه
لترى اخاها الاكبر عمار الذى يكبرها بثلاثه اعوام وهو بالثانويه الآن يقف امام المطبخ لتقف هي بجواره وتقول له مراقبه حركات والدتها السريعه والنشيطه لإعداد الطعام : يا حسره معرفش بتعمل كل ده ليه وهو في الأخر بييجي ياكل لقمتين وينام وميعبرهاش بكلمه شكر حتي
ليقول عمار بسخط: معرفش انا العيشه دى، لو علي الفلوس تغور في داهيه احنا مش عوزنها،
لتأتى نفين وتقول وهى تحمل احدى الأوانى: يا عم ادينا بنستنفع من كل سفريه ليه بيجبلنا حجات جديده
ليأتى الصغير مراد، ذو الخمسه اعوام وهو يقول بنبره سعيده: بأبا هيجبلى عربيه بريموت.
لتنظر له وعد بألم ، هل الحنان يعوض بالمال والهدايا وفقط....
لتقول وعد وهي تدلف للمطبخ موجهه حديثها لأمها: هو حضرته هيشرف بكره
لتنظر والدتها لها معاتبه وهي تقول: وعد ده مش وقت عتاب ولا وقت نفتح في القديم ايدك معايا يلا عشان نفين بتتعب بسرعه ومفيش حد يعمل معايا .
لتذهب وعد لغرفتها وهى تتمتم بحنق
لينظر عمار لأخته بحزن ، ويغادر هو الأخر بينما نيفين ذهبت لتساعد والدتها...
بعد عده ساعات متواصله من التنظيف المستمر والتجهيزات لإستقبالهم والدهم
اتى هو بسيارته وهبط عمار بعد الحاح من والدته ، ليستقبل والده بإبتسامه تمنى ان تكون نابعه من قلبه ليحتضنه والده ويناوله بعض الحقائب ، بينما وعد كانت واقفه بجوار نيفين ووالدتها نبيله لإستقبال والدهم وزوج الأخيره ليمر مراد من بينهم محاولاً افساح الطريق وهو يقفذ بسعاده ليذهب راكضاً لأحضان والده الذي ما ان راه الا وتبسم واحتضنه واخذ بتقبيله بشده.
ليرفع عيناه ليجد زوجته وابنتيه ينظرون اليه بسعاده يراها هو...
انزل السائق الحقائق وقام بحملها عمار مع مساعده السائق ووالده.
حتي اغلق الباب ذهبت نفين اولا واحتضنت اباها بحب ليحتضنها هو ويقبلها بجبهتها، ومن ثم نظر لوعد التي تقدمت منه متناسيه كل ما كان يجول بخاطرها لتحتضنه وكم تمنت ان يطول احتضانه لها بعد عده ثوانى تركها وذهب وقبل رأس زوجته وفقط
انتهت حفله الترحيب، ليفتتح هو الحقائب ويعطي كلاً منهم نصيبهم من الهدايا، ليقول عمار بطلب وهو يمسك ساعه اليد: احممم بابا
ليلتفت له والده وهو ينظر له بإستفهام ليقول عمار بطلب: هو حضرتك جبتلي الكمان اللي طلبته
ليضحك والده بشده ويقول بسخريه: هو في ولد بيعزف علي كمان، انتبه لدراستك احسنلك وبلاش كلام فاضي
لتنظر وعد لأخاها بمواساه، هي تعلم كم هو موهوب بالعزف علي الآلات المختلفه كم يعشق الانغام ويحب ان يعزفها ، كم اخذ منه الوقت لتجميع مصروفه لإحضار كمان ليغني ويعزف وبعد ان احضره كانت هي تريد بعض المصارف لدروسها فقام بإرجاعه واعطائها المال لتذهب لدروسها دون ان تستدين والدتها المزيد من المال حتي يأتى زوجها.
نظرت لهديتها التي كانت عباره عن فستانان انيقان وابتسمت بسخريه واخذتهما لتضعهم بغرفتها هي واخوتها
ليدلف عمار وهو حزين لتبتسم له هي بسعاده وتقول: متقلقش هنحلها وهنجيب الكمان يا سيدى وانا عندى افكار عشان نجيب الفلوس
ليبتسم لها عمار وهو يقول: مش مهم كمان يا بنتى المهم انتوا حواليا وده يكفينى
قاطع حديثهم دلوف مراد وهو يقفز من الفرحه وبيده بعض الالعاب كقطار وسياره
ليريهم لوعد التي ابتسمت له وهى تقول: الله جمال قوى يا مراد
صاحت والدتهم لهم طالبه ان يأتوا ليتناول الجميع طعام العشاء ...
............................
بمنزل اخر هادئ نوعاً ما يبدوا انه راقياً من اثاثه كانت تجلس بغرفتها وتتطلع لنفسها بالمرأه وهي تتزكر حديث ذلك الرائد ، وغيره الكثيرون
تنظر لحواجبها الكثه الغير مهذبه علي الأطلاق ولشعرها المجعد وبشرتها الباهته، هي لم تكن جميله يوماً، ليست كوعد ذات الجسد النحيف والوجه السمح والعيون البنى والشعر الأسود الناعم، وليست بمثل فرحه ذات الشعر البنى الطويل والعيون الخضراء والبشره القمحاويه متأثره بمناخ بلدتها،
هى ليست جميله علي الأطلاق ولن تكن جميله ابداً. .
نهضت متوجهه لغرفه والدها وهى تطرق الباب ليأذن لها والدها بالدخول
لتدلف هي بنظرات حزينه ، ليقول والدها وهو يمسك بعض الاوراق بيده ولم يكلف نفسه عناء رفع نظره اليها:ها يا حبيبتى فلوسك خلصت وعاوزه تانى ولا ايه.
لتقول راندا بنبره حزينه: بابا وهو لازم لما اجيلك ابقي عاوزه فلوس
ليقول والدها بإنشغال ظاهر: امال عاوزه ايه يا حبيبتى
لتقول راندا بفقدان امل: عاوزه ابقي زي وعد وفرحه، عاوزه ابقي حلوه زيهم
ليترك والدها ما بيده وهو يقول بإستغراب لحديث ابنته الذي لم يسمعه من قبل : مهو انتى حلوه اهو ايه اللي ناقصك وعندك اللي مش عند فرحه ولا وعد كمان، وكل طلباتك مجابه
لتقول راندا بحزن: معنديش ام يا بابا ومعنديش جمال زيهم معنديش الا حاجه ومش عوزاها في مقابل انى ابقي جميله او يبقي عندى ام انا معنديش الا فلوس وبس ، فلوس وبس يا بابا
ثم تترك والدها شارداً بحديث ابنته وتغادر هي لتغلق بابا غرفتها من جديد........
.........
بمنزل فرحه اخرجت ذلك القلم الزهرى الذي حصلته كمكأفئه من استاذها وهي تنظر اليه بإبتسامه، ما لبثت ان تغيرت حينما فتح الباب بعنف ليظهر اخاها عماد
لتخبئ هى القلم مسرعه خلف ظهرها وتنظر له بتوتر
ليقول عماد بغضب: بت انتى ، هو موركيش الا النوم والمزاكره قومى فزى وتعالي عشان عاوزك توصلي هدوم للزباين
ثم ينظر ليدها التى تخبئها خلف ظهرها وهو يقول : ايه اللي مخبياه وراه ظهرك
لتقول فرحه بخوف وهي تخرجه ببطئ: ابدا يا ابيه ده قلم
ليأخذه اخاها وينظر للقلم بتمهل ويقول بنبره هادئ كالتى تسبق العاصفه: وجبتيه ده منين يا حلوه
لتقول فرحه بتوتر وتلجلج: ده .. ا...اخدته هديه من الأستاذ
ليقول اخاها بنبره كريهه: امممم الاستاذ ثم قام بكسر القلم امام ناظريها وهو يقول: انا بفكرك بس ان اخرك الاعداديه وهنخلص منك بعديها ثم القي القلم علي الارضيه ليسقط القلم متعاقباً مع سقوط دموعها
ليقول هو وهو يغادر:يلا البسي بسرعه عشان تودى الهدوم للزباين ومش عاوز تلكعه
لتأتى والدتها وهى تقول لأبنها: يا عماد حرام عليك دى بنت وصغيره تمشيها وحدها في انصاص الليالي الناس تقول ايه
ليقول عماد بنبره مرتفعه: لااا واسيب الشغل متلتل واروح انا اوصل الهدوم، مهى لو كانت ولد كان زمانها شغاله شغلانه تنفعنا، بس دى قلتها احسن
لتأتى فرحه وهي ترتدى عبائتها السوداء وتجمع شعرها علي هيئه جديله لتقول لأخاها بحزن : خلصت يا ابيه
ليمسك هو من زراعها ويقودها خلفه كالبهائم وكادت ان تسقط عدت مرات علي السلم واثناء سيرها الا انه كان يجذبها بعنف لتتفادى تلك السقطات
اعطاها بعض الملابس في سله وكلُ منها عليها عنوان صاحبها.
اخذت هي السله وحملتها بضعف واخذت تسير بالطرقات وتدق الابواب ليفتح قاطنى المنازل ويتناولون منها الثياب ويعطونها النقود بإبتسامه.
وها هو اخر منزل ستقرع جرسه وتذهب لمنزلها لتستريح من عناء السير مسافات كبيره
دقت جرس الباب وانتظرت امام الباب بضع ثوانى حتي فتح لها صاحب المنزل
وهنا كانت الصدمه لها
والسعاده من نصيبه هو وهو يقول بنبره ماكره: فرحه بحالها عندى وادام بيتى وفي الوقت ده، لا مش مصدق....
................... .......... ............... .....

إنتقام بين نيران العشق - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن