بعد مرور عده ايام....
اصوات زغاريط انتشرت في منزلهم الصغير المتهالك ، وارتسمت الفرحه علي الوجوه رغم ما يعتليه الصدر من حزن وهموم، واشرقت العروس بطلتها وهي ترتدى ثوب زفافها الابيض الطويل وتقف بجانبها اختها الصغرى نيفين لتنظر لها وعد نظرت تجمعت بها كل المشاعر المتناقضه فرحه وحزن وحب واشتياق لتحتضنها نيفين بقوه ثم ينظرون للتى تتقدم نحوهم بهدوء لتتركهم نيفين وحدهما لترفع وعد نظرها لوالدتها وهي تقول بألم: مش هتسامحيني بقي وتباركيلي يا ماما
لتهطل دموع والدتها بغزاره وهي تقول بألم: انتى طفله يا وعد لسه طفله مكملتيش ١٦ سنه هتتجوزى ازاى، وهاتى سبب مقنع يا بنتى ، حرام اللي بتعمليه في نفسك ده والله.
ليتقدم منهم عمار وقد لاحظ تغير ملامح وجه اخته ليقول مخففاً من وطئه الحديث: خلاص يا ماما متزعليهاش بقي، اللي حصل حصل .
لتفتح والدتها لها زراعاها فتلقي وعد بنفسها بين احضانها، ابتسمت وامتزجت دموعها مع كحل عينيها لتمسحه والدتها سريعاً قبل ان يلطخ وجهها...
بعد عده لحظات اتت راندا وتقدمت من وعد وهى تقول بحزن : انتى خلاص هتتجوزى كده، انتى بتستهبلي يا وعد ، امال فين احلامك اللي كانت اكبر من كده بكتير .
لتقول وعد بألم محاوله اخفائه: كلها هتتحقق قريب قوى يا راندا ، كلها هتتحقق متقلقيش
لتبتسم راندا وهي تقول: عارفه ان مكنتيش قولتيلي كنت عملت فيكي ايه، اينعم قولتيلي من يومين ولسه زعلانه برده، بس مش هعاتبك النهارده
ثم تتزكر وهى تقول :الا صح ، هو مين العريس .، حد نعرفه ولاااا.
لتبتسم وعد بحزن وهي تقول: العريس يبقي.ه.......
وقاطع صوت صوت اطلاق للالعاب الناريه بالخارج معلنه عن قدوم عريسها .
تلبكت هي بشده لتحتضنها راندا وهي تقول بمزاح: كلكوا اتجوزتوا وانا اللي هبقي عانس .
لتضحك نيفين التي اتت علي صوت الالعاب الناريه وهي تقول: عانس وانتى لسه مكملتيش١٦ سنه يا هبله.
لتنفجر الفتيات بالضحك ويصمت الجميع عقب صعود العريس وهو يحمل باقه ورد بيده لينظر الجميع اليه
ابتسم هو لها فأبتسمت هي بحرج ثم نظرت لراندا المتسمره بجوارها وهي تقول: مستر هادى يا راندا هيبقي جوزى
نظرت لرفيقتها التي تعلقت انظارها بهادى بصدمه وهي تشير لها بكفها، لتفيق راندا من شرودها وتبتسم لرفيقتها بصمت
تقدم هو وقام بإلقاء التحيه علي راندا واحتضن كفه كف وعد وجلسا سوياً علي الاريكه المخصصه لهما بعد عده دقائق كتبوا احدى الورقات التي تضمن حقوقها وسط توقيعه وتوثيقه لها ووجود الشهود ووليها اخيها.
وارتفعت الزغاريط بالاجواء معلنه عن اول فرحه بذلك المنزل ...
والعرس تقليدى كعاده مدن الريف، رقصت بعض الفتيات وغنوا معا منشدين الاغانى ، ثم غني لها عمار هو ورفاقه وكان غنائهم رائعاً، واثناء ذهابهم نظرت وعد لراندا التي كانت شارده وهي تقول لها: مالك يا راندا هو في اى
لتبتسم راندا بسخريه وهي تقول: مفيش يا وعد مفيش حاجه ، مبروك ليكي وللمستر.
ثم غادرت هي اولاً بسياره الاجره التي كانت تنتظرها.
لتهبط وعد وهي شارده بأثر رفيقتها ، لتفيق علي صوت اخيها احتضنته بشده وودعته واحتضنتها نيفين ثم اخيها الصغير مراد، وقبلت والدتها وبكى الاثنان معاً بشده.
بعد عدة لحظات ابتسم هادى وهو يقول: ايه يا جماعه كلها يومين وهتجيلكوا وتقعدوا مع بعض متخافوش مش هاكلها
ليبتسموا بشده والتقط هو كفها بيده وهبط الاثنان معاً وركبوا سيارتهم متجهين نحو منزلهم ...
مضى بعض الوقت حتي وصلت لبيتهما معاً، منزل جميل مكوناً منطابقان كبيران، ومزين من الخارج بالاشجار ويحوى حديقه صغيره، ابتسمت هى بحزن ودلفت معه بهدوء للداخل.
صعد الاثنان واخذها هو بجوله ليريها منزلهم، لتبتسم هي بهدوء ليسحبها هو من يدها ويجلسها بجانبه وهو يقول: انا عارف اننا اتجوزنا بسرعه وده كان رغبتك انتى مش رغبتي انا ، انا كان عندى استعداد استناكى لما تخلصي ثانوى، وانتى قولتيلي علي السبب، بس انا مش فاهم برده كل حاجه
لتقول وعد بألم: انا وافقت ، وهعمل اللي انت عاوزه ، والمقابل ، اهلي يا هادى، مش عاوزاهم يتعذبوا اكتر من كده في منطقه زى دى ، انا خايفه علي نيفين قوى وخايفه علي ماما ، مش هقدر استحمل استني اما يحصلهم حاجه
ليبتسم هادى بهدوء وهو يقول: انا كنت هساعدك من غير مقابل يا وعد، وانتى عارفه كده، ولو علي اهلك انا هشوف البيت اللي قصدنا وهاخده ليهم وهكتبه بأسمك
لتنظر له وعد بسعاده ثم تحتضنه بشده وهي تقول: ربنا يخليكي ليا.
ليضحك هو وهو يتأملها عن قرب ويقول: اخيراً نطقتي، ده انا كنت هتشل في الشهر ده .
لتبتسم هي بإحراج
لينهض هو وهو يقول بضحك: لا احنا مش هنقضيها سهارى .
لتنظر هى اليه بخجل وهى تقول : احممم طيب انا داخله الحمام، اغير هدومى
ليبتسم هو ويقول طيب وانا هدخل التانى عشان ننجز.
دلف كل منهما للمرحاض وقاما بتبديل ثيابهم وارتدت وعد ثوب وردى اللون قصير الي ما قبل ركبتها وفوقه روب طويل.
نظرت لنفسها بخجل ثم خرجت وهي تتلفت حولها بهدوء واتجهت نحو دولابها سريعاً لتخرج اسدال الصلاه وترتديه سريعاً, وجدته امامها فالتقطته اصابعها بسرعه، وارتسمت بسمه خجله علي وجهها ثم قامت بمحاوله ارتدائه لتجد يد ما كانت الاسرع اليه منها وقامت بسحبه من بين اصابعها ببراعه، لتلتفت هي اليه وهى تنظر اليه بدهشه ثم ما لبثت ان تغيرت نظراتها اليخجوله للغايه اثر نظراته المثبته عليها وتفحصها بعنايه، لتتراجع هي قليلاً للخلف وهي تقول بنبره خجوله:ممكن الاسدال ،فيقول هو بنبره ضاحكه: اسدال، هتعملي بيه ايه ان شاء الله، انتى كده فل قوى .
لتنظر هى لموضع قدماها ويتقدم هو ناحيتها ويقول بسحبها نحو احد المقاعد ويجلسها عليه وهو يقول بهدوء: انا عمرى ما هجرحك ولا هجبرك علي حاجه يا وعد انتى زى بنتي، ثم ضحك الاثنان ليقول هو بمزاح: مش لدرجه بنتى يعني ده انا عندى٢٢ سنه مش عجوز قوى للدرجه دى نخليها زى اختي الصغيره.
لتبتسم هى بشده وهى تقول بشرود: يعني عمرك ما هتزهق ولا تتخلي عني
لينظر هو له بهدوء وهو يقول: عمرى
لتقول هى بنبره متألمه: وهتساعدني في اللي هعمله زى ما اتفقنا
لينظر هو لها بهدوء وهو يقول: هساعدك يا وعد متقلقيش.
ثم قام بسحبها ناحيه الفراش وهو يقول بضحك: كده كتير قوى انتى عندك استعداد ترغي الليل كله.
لتضحك هي بخفوت ...
قاطع انسجامهما صوت جرس الباب وهو يرن بإزعاج متواصل
لينهض هو ويرتدى قميصه بتأفاف وهو يقول: مين الرزل اللي بيرن دلوقتي، هما ميعرفوش انى عريس، هو ايه النحس ده.
لتضحك وعد بقوه، ليرمقها هو بنظرات حانقه وهو يقول: اضحكي اضحكى مهو جيالك علي الطبطاب بس مش هنولهالك يا وعد.
لتنهض هي سريعاً وترتدى الروبوتهبط في أثره
ليفتح هو الباب وكانت المفأجاه التي عقدت لسانهما معاً ....
.....
كانت جالسه علي فراشها وهي تتزكر كل ما حدث بحياتها ويمر السيناريو كشريط لفيلم طويل قاسي اوله عذاب واوسطه جحيم ونهايته ضبابيه متلحفه بالسواد ...
ليقاطعها صوت طرقات الباب فابتسمت هى بسعاده لترى الطبيبه قادمه بصحبه هند.
لتنظر الطبيبه لها بهدوء ثم تقول لهند الواقفه: ممكن تسبيني اقوم بشغلي
لترمقها هند بنظرات حانقه وتخرج وتغلق الباب خلفها بإنزعاج .
لتقول الطبيبه وهي تنظر لفرحه : ازيك يا فرحه اخبارك ايه النهارده.
لتبتسم فرحه بهدوء وهي تقول: انا كويسه قوى يا دكتوره، وحضرتك عملتي ايه
لتقول الطبيبه بهدوء: كله تمام زى ما اتفقنا ، المهم النهارده اخر خطوه عشان محتاجاها في شغلي، وبعدين كله هيبقي مظبوط، وزى الفل.
لتبتسم فرحه بهدوء وهى تقول: انا متشكره قوى يا دكتوره
لتنظر لها الطبيبه بود وهي تقول: علي ايه يا فرحه، انا كنت غلطانه زيي زيهم ؛ وصدقت كلامهم عليكي بانك مش كويسه ومش متربيه، وانك مش عاوزه ابنك وعاوزه تنزليه عشان مش حابه تحملي ، ومردتش اشغل عقلي واقول ليه طفله تعمل كده او ازاى، والحقيقه موصلتليش الا لما شوفت بعيني، اللي عملوه فيكي وكميه البهدله اللي شوفتها بالصدفه، واللي الخدامه حكتهولي.
لتنظر لها فرحه بألم وهي تقول: هو انا قدامى قد ايه واولد.
لتقول الطبيبه بحنان: شهر يا فرحه بالظبط او اقل كمان وتولد وترتاحي خالص، وانا هبقي جنبك علي طول متقلقيش.
ثم قالت بسرعه: يلا نعمل اللي اتفقنا عليه ، عارفه هتقولي ايه بالظبط وهتعملي ايه
لتومئ فرحه براسها لتقول الطبيبه طيب تمام يلا بقي قبل ما حد ييجي....
........................
كان جالساً بهدوء وهو يقول لشخص ما ملثم : لازم تشوفلي صرفه في البيه ده، كده امورى ملخبطه يا مسعد ، والبت دى كمان عاوز اخلص منها خالص، زى ما اتفقنا.
ليقول له الملثم: تمام يا باشا، في ظرف يومين كله هيحصل بالتمام والحادثه قضاء وقدر
ليقول الرجل بنبره شيطانيه: ايوه كده يا مسعد ظبطلي الدنيا وليك الحلاوه.
ثم ينهض مغادراً.....
...............................
وببيت اهل وعد كانت والدتها جالسه حزينه شارده وهى تراقب مراد يلعب بالعابه
لتقول نيفين التي تجلس بجوارها: تتوقعي وعد مش هتندم علي اللي عملاه ده ياماما
ليقول عمار مقاطعاً: هي اللي اختارت الطريق ده، وبحجه انه استاذها وهيساعدها، ومردتش تعيش هنا معانا، عشان عيشتنا علي ادنا ومبقتش عجباها، هي حره يا نيفين، بس برده وقت ما تحتاجنا هتلاقينا جنبها
لتقول نيفين بحزن: استحاله وعد متكونش عجباها عيشتنا يا عمار،وعد عملت كده عشانا كلنا ، وعد عملت كده عشان تخفف عن الحمل اللي علي اكتاف ماما واكتافك انت كمان، وعد عملت كده عشان انت تقدر ترجع لموسيقتك وغناك، وانا اقدر ادرس كويس ومراد يقدر يجيب لعبه، وعد عملت كده عشانا احنا
لتنظر لها والدتها ببكاء وهي تقول: انا كنت عارفه كده، ومردتش امنعها، مع انى رفضت وعارضت، وجربت معاها القوه، بس في الاخر وافقت كان ممكن امنعها غصب عنها، بس قولت وليه امنعها ما يمكن حياتها معاه تكون احسن من الغلب ده، يمكن يحافظ عليها، ويحبها ... يمكن كل ده يحصل
ليحتضن عمار والدته وهو يقول بألم: ربنا هيفرحها يا امى متقلقيش، زى ما هى عملت عشانا اكيد هتلاقي خير كتير...
.................
بقصر الصاوى
ذهبت الطبيبه مودعه فرحه بهدوء وخرجت لتقول لهم وهي تراقب ملامحهم جميعاً: كده وضعها الي حد ما احسن، ووضع الجنين التانى اتعدل، بعد بكره تجبوها المستشفي عندى هكون موجوده هناك وانا هقولكم علي نوع الطفل بالظبط.
لتقول سعاد بسعاده: طيب يعني ممكن يكون واد مش كده يا دكتوره.
لتقول الطبيبه بإشمئزاز: ممكن وليه لا يعني.
ثم تركتهم وانصرفت بهدوء
....................
كانت تسير وهي مغطيه وجهها بوشاحها لتذهب ناحيه مبني قديم خالي من سكانه وتقف لبضع دقائق منظره قدوم الشخص الاخر الذي سيقابلها.
لتجده قادماً بإتجاهها
لتقول هي بهدوء وهي تعطيه بعض الاوراق: دى بقيه المعلومات كتبتهالك كلها وجمعتها عنهم وعنه هو كمان بالذات
وفيها مواعيد تواجده امتى وامتى هينزل بالظبط، خلي بالك، انا مدتلكش حاجه ولا اعرف عنك اى حاجه اتفقنا، ثم قالت: ودى اخر مره نشوف بعض فيها ،لان المحروس بداء يراقبني، وعلي فكره هي كمان بدأت بدورها وهتقوم بيه شكلها بالمظبوط، ومن هنا انا سلمت النمر ..
لبقول هو بهدوء :تمام قوى، وكفايه عليكي لحد هنا، وانا اللي هكمل المهمه دى انتى دورك هيخلص بعد يومين بالظبط زى ما اتفقنا وهتعملي اخر حركه وكله هيبقي كش ملك.
لتبتسم هي وهي تغطي رأسها من جديد وتقول: خلي بالك بقي ، عشان الدنياهتولع .
ثم غادرت مسرعه، لينظر هو بأثرها بحزن وشرود وهو يقول: انا دورى جه خلاص ولازم استعد ...
................. ..................... ...............
بمنزل هادى ووعد
عقدت الصدمه ملامحهما معاً ليقول الواقف علي الباب بصوت هادئ : ايه مش هتدخلونا ولا ايه، معلش الوقت مش وقته بس يلا انا مش هنام الا لما اشوفكم انتوا الاتنين كده مع بعض.
لينظر هادئ بعدم فهم ثم يقول: احم طيب ادخلوا
ليقول الشخص الاخر مقاطعاً: لا انا همشي انا كنت بوصلها بس، بعد اذنكم ، ثم نظر للواقفه متخشبه خلف هادى بنظره غريبه ثم نظر للواقفه بجواره وهو يقول: انا ماشي .
ثم غادر مسرعاً
.......
لتنظر لهم الفتاه بهدوء وهي تدلف للداخل ثم جلست علي الانتريه وهي ترمق المنزل بتفحص وتقول: امممممم، عشان كده اتجوزتيه بسرعه قوى كده يا انسه وعد ثم
ضحكت بقوه لتقول: انسه ايه بقي ؛ خلاص بقيتي مدام وعد حرم الاستاذ هادى.
لتنظر لها وعد بعدم فهم ثم تقول بنبره هادئه عكس ما يدور بذهنها: ممكن تفهميني في ايه عشان انا مش فاهمه اى سبب الزياره دى وايه الاسلوب ده وانتى كنتي بتعملي ايه مع البني ادم اللي بره ده ايه بليل.
لتنظر لها الجالسه بهدوء ثم تنهض وتقترب منها وهي تقول بألم وجرح وهي تنقل نظراتها بينها وبين زوجها : سبب الزياره يا وعد عشان ابينلكم حقيقه بعض اللي متغرفهوش عن بعض يا قلبي، انا هنا عشان احط النقط علي الحروف بس، وبعدين انتوا احرار ايكش تولعوا في بعض
............
أنت تقرأ
إنتقام بين نيران العشق - الكاتبه تنسيم القاضي
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه تنسيم القاضي صفحه الفيس بوك الخاصه بالكاتبه بأسم (رواياتى& تسنيم القاضي) **ملخص** حينما يشتد الظلم ويختفي النور وتضيع الحقوق ويموت الضعيف قهراً، حينما تتأخر العداله وتهضم الحقوق وتصبح السلطه لأصحاب النفوذ،حينما تموت الإ...