الفصل الثامن ...

13.8K 278 8
                                    

من يراهم بتلك الفرحه يظن انهم قد حصلوا علي كنز ما او ربما لم يروا بعضهم منذ سنين.
ابتسمت الفتيات وصعدوا للصف ليتسامروا ويسئلوا فرحه عن احوالها
نظرت حزن طلت من عينها وهى تتزكر المعامله السيئه التي تلقتها من الجميع وذلك المدعو زوجها لم يرفع عنها ظلماً او يخفف عنها، هو له مطتلبات ايضاً وهي عليها تنفيذ الكل بصمت تام ورضا.
نظرت لها وعد بحزن وهي تمسك يدها وتخبر ان القادم ربما سيكون افضل
لتسئل فرحه عن احوال رفيقتيها والاجابات صادمه فكليهما ليسوا بحال افضل منها .
حزنت هي من اجلهم بشده وعانقوا بعضهم
قاطع عناقهم دلوف الطلاب ، تسلطت نظرات الجميع علي فرحه ، وهي كانت خجله للغايه وتنظر لموضع قدمها وتفرك يديها بشده كعاده لها عند توترها لتنظر راندا للطلاب المشاهدين لهم وتقول بغضب وصرامه: ما كل واحد يروح ويشوف هيتنيل يعمل ايه، ولا هتفضلوا واقفين متصنمين كده، جاتكوا البلاى
ليذهب الطلاب كل لموقعه وسط همهات وضحكات .
دلف رائد وعند دلوفه صمت الجميع ليرون ماذا سيحدث
نظر هو لهم بإستغراب ثم نظر للجالسات فوجد فرحه جالسه استغرب وجودها علي حد علمه انها قد تزوجت ، فهل سمح لها زوجها بالقدوم للمدرسه .....وهذا شيئ جديد ببلدهم.
رفعت نظرها لزوجين من العيون المسلطه عليها لتجد رائد
غضبت بشده وكادت دموعها ان تهبط وهي تتزكر ان كل ما حدث بسببه هو
هو من ظلمها واذاها ولم يبرئها،وبسببه فقط قد لاقت كل تلك المصائب والصعاب
تقدم هو نحوها لتنهض راندا بغضب ووعد تنظر صامته منتظره الاذن للإنفجار من جديد، لتقول راندا وهى تتقدم ناحيه رائد تاركه مقعدها: اتفضل روح مكانك وملكش داعوه بفرحه تاني لا بخير ولا بشر انت فاهم وعلي الله تفكر تأذيها
لينظر هو لها بهدوء ثم يقول ببرود : انتي مش محامى عنها، وانا اعمل اللي يحلالي
كادت راندا ان تصفعه ولكن دلوف المعلم هو من انقذ رائد من بين يديها
استغرب المعلم وجود فرحه وكانت هى محور الحديث طوال الدرس ففي كل سؤال يسئله يتبعه اسمها مثل فهمتي هل انتى معي ، وهل وهل وهي تمقت ذلك بشده كل ذلك الاهتمام هي لاتحب ان تكون محور الأحديث ، ولكن يبدوا انه من اليوم وصاعداً يجب ان تشاهد ما يحدث بصمت وتتقبل بصدر رحب بعد الحصه الثانيه ارسلت المديره بطلبها
خافت هي وبشده واذعنت بعد محاولات رفيقتيها معها.
توجهت نحو مكتب المديره ووعد وراندا يسيران معها ويتمازحان في محاوله لإعاده فرحه القديمه واخراجها من بئر الخوف الذي يحيط بها.
دقت الباب ثلاث فاذنت لها الجالسه علي كرسيها الدوار خلف مكتبها بالدخول
دخلت وامرتها هي ان تدلف وتغلق الباب خلفها
تقدمت بخطوات بطيئه الي ان امرتها المديره ان تجلس علي الكرسي جلست بهدوء
لتنظر لها المديره بإبتسامه ثم قالت بنبره رسميه : انا عرفت انك اتجوزتى يا فرحه
لتومئ فرحه برأسها بحزن لتتابع هي بهدوء: وطبعاً انا بتمنى ان ربنا يسعدك ، بس ....
صمتت هي وقلب فرحه يدق بعنف ويدها علي موضع قلبها لتتابع المديره في محاوله لتجاهل تلك الفتاه الجالسه حتي لا تحن وتلين وتقول: من قوانين الوازاره حطاها ممنوع تعليم البنات المتزوجات مع البنات اللي لسه متزوجوش، وانتى اكيد فهمتي قصدى
لتنظر فرحه لها بصدمه وهي تقول بصوت مرتجف: انا والله ما هتكلم مع حد منهم خالص، ولا حتي وعد او راندا بس عشان خطرى خليني اكمل علامى
لتنظر لها المديره بحزن وقد رق قلبها لتلك الفتاه لتقول: انا لو بإيدى كنت خليتك يا فرحه بس عندى حل حلو
لتنظر لها فرحه بإهتمام وامل لتتابع: انا هكتب جنب اسمك منقطعه واحولك منازل وتحضرى امتحانات بس، بس اوعي الكلام ده يطلع لحد ، انا هعمل نفسي معرفش انك اتجوزتى ، اوعي تقولي لحد يا فرحه لحسن انا اللي هضطر لو الموضوع وصل للوزاره.
لتومئ فرحه برأسها ،بشرود وكل ما يجول برأسها كيف ستزاكر دروسها بذلك المنزل هي كانت تاتى للمدرسه لكي تستطيع ان تلم بتلك الدروس مع مساعده رفيقتيها ولكن هكذا فهي لن تستطيع التعلم
لتنظر هي بدموع وتنهض الغرفه مغادره والمديره تهتف بإسمها وهي صامته ، حتي حلمها البسيط قد تحطم لماذا يحرمونها من كل شيئ طفولتها وقد اغتالوها وحلمها ودمروه ونفسيتها ومشاعرها تبعثرت وذهبت بإدراج الرياح خرجت ووعد وراندا يسيران خلفها في محاوله للإستفهام عما حدث وهي صامته تهطل دموعها بصمت وفقط ....
دلفت لفصلها وكان هادى بالصف يشرح لطلابه فوجئ بدلوفها بعد غيابها الطويل وعلمه بزواجها ولكن ما استغربه هو دلوفها من دون استئذان وحينما دقق النظر وجد نظراتها هائمه شارده
تعلقت الانظار بها ودلفت راندا ووعد خلفها وهما يستسمحون معلمهم ليأذن هو
توجهت فرحه نحو مقعدها وسحبت حقيبتها بصمت وقررت المغادره
لتمسكها وعد من يدها وهي تهزها بعنف لكي تقص ما حدث وهي صامته لإبعد مدى لا تريد الحديث يكفيها ما حدث
نزعت يد وعد من علي زراعها استغربت وعد من فعلتها وتوجه هادى نحوها ليرى تلك الفتاه الزابله ماذا قد حدث معها
ابعد هو وعد وراندا من طريقه وقال لها بهدوء ممكن تيجي ورايا يا فرحه
لم تبدى اى رده فعل
ليعيد هو علي اسماعها ما قاله من جديد
والاجابه كسابقتها صمتت ودموع كاللؤلؤ تهبط بصمت
لينهض رائد وقد قرر التدخل
ويتوجه هو نحوها وهو يقول بهدوء: فرحه
وهي مازالت علي صمتها
اعاد هو سؤاله مره اخرى لترفع هي راسها ببطئ ثم نظرت له بشده نظره ألم وحسره وجرح غائر هو المتسبب به
ثم دفعته بقوه وركضت متخطيه الجميع ركض رائد خلفها دون ان يستمع لصيحات معلمه وركضت وعد وراندا اما هادى كان يتمنى ان يذهب ليعرف ما بها ولكن كيف سيترك صفه الذي اصبح كخليه النحل بعد حادثه فرحه تلك
هبطت هي الدرجات مسرعه وهبط هو خلفها سارت متوجهه نحو البوابه لتعبرها وهو راكض خلفها ووعد وراندا ايضاً
كادت ان تخرج من المدرسه وهي واقفه امام البوابه لولا قبضه رائد التى امسكت زراعها بشده لتنظر هى له بغضب وغل وغيظ ليقول هو : انا اسف اسف قوى ياريت تسامحين.... قاطع كلماته صوت صريخ قوى بإسمها ارتجفت هي وكادت ان تسقط ارضاً
لتجد زوجها وهو يهبط من سيارته وقادم نحوها كالشرار ، ابعد رائد زراعه بهدوء ليقول وهو يتقدم للرجل : اناااا ، قاطع حديثه لكمه من رأفت قويه اسقطته ارضاً لتشهق فرحه بفزع ويتدخل حراس المدرسه ليساعدوا الشاب علي النهوض ويأخذوه للداخل وفرحه واقفه
ووعد وراندا امام الباب ومنعهما الآمن من الخروج بعد ما حدث بالخارج وهما تصرخان بإسم رفيقتهم
اما رافت فكان يغلي كالبركان نظر لفرحه بغضب وغل ثم توجه نحوها وجذبها من شعرها لتصرخ هي بشده وهي تخبره انها لم تفعل شيئ بل هي مظلومه والحكم عليها اصدر كسابقه والاجابه صفعات مدويه بوسط الشارع وحينما هم الناس ان يتدخلوا صاح هو بأنها زوجته وهو من له حق التصرف ،جذبها بشده والقاها بداخل السياره ليأمر السائق بالذهاب لقصرهم
توجه السائق كما امره سيده بينما هو ينظر لها بغضب وهو يتوعد لها وهي تبكي بصمت وتتألم
وصل للمنزل واخرجها كما ادخلها سحبها من شعرها وسط صرخاتها واجتماع جميع من بالمنزل علي صوتها
لتقول جدته وهي ترمق فرحه بغضب وتقول: عملت ايه الفاجره دى تانى
ليقول رأفت بغضب: انا هربيها كويس
صعد للأعلي سريعاً وتركها بوسط العائله وهي ترتجف خوفاً لتقول هند بغل: عملتي ايه ، رأفت بيه لو اتعصب يبقي خلاص اترحمي علي نفسك
لتقول سعاد متابعه: اكيد عملتي عامله ميتسكتش عليها والا رافت كان عمل كده ليه
بينما حامد ينظر لها بهدوء وكان شيئاً لم يحدث اجتمعت الخادمات وهم ينظرون لفرحه بحزن فهي طفله اولاً واخيراً ولم يروا منها شراً بل كانت تبتسم لهم او تصمت لم تؤذيهم بشيئ كزوجه الابن الأكبر تلك العقربه .
انتبه الجميع لصوت هبوط رأفت وهو هابطاً متوعداً لها لينظروا لما بيده وهو يقترب منها وهي ترتجف من الخوف وتبتعد للوراء وتبكي بصمت لتقول نوال وهي تنظر لرأفت: ادبها كويس يا ولدى
ثم تركته ودلودلفت للداخل
توجه هو نحوها وبرفقته حزام من الجلد غليظ ، يلفه حول يده
لتنظر هند بخوف وتقول لأول مره بصوت خائف: سامحها المره دى يا رافت بيه
لتنظر لها سعاد بغضب وهي تقول ملكيش دخل يا هند ويلا ادخلي لجوه.
لتدلف هند
بينما رأفت نظر لفرحه ثم امسكها من شعرها وهي تبكي وتساله ان يرحمها
امسك هو الحزام ورفعه عاليا. ثم هبط به علي جسدها لتصرخ هي بألم وتوالت الضربات وصراخها يشق عنان السماء فقدت هي الوعى بعد ان نزفت الدماء من جميع انحاء جسدها ليبثق هو عليها ويتركها ارضاً ثم يقول بصوت صارم تجمع اهل الدار جميعهم بالساحه بعد ان دلفوا لغرفها ليمنعوا اذانهم من سماع صراخها .
قال هو بصوت أمر وهو يشير اليها.
الحيوانه دى متاكلش ولا تشرب انا اللي هأدخلها الاكل واياك اعرف ان حد فيكم دخلها حاجه ثم قام بسحبها من قدمها وسط انظار الجميع المتعلقه بها بحزن وخوف علي تلك المسكينه .
ثم توجه لناحيه غرفه بالدور الأرضي كانت مخزناً سابقاً مملؤه بالغبار وبخيوط العنكبوت ولا يدخلها النور القاها بعنف وتركها غارقه وسط دمائها واغلق الباب ووضع عليه قفلاً واخذ المفتاح وانصرف.
......
في الطريق
كانت وعد تبكي لما رأته يحدث لرفيقتها وراندا صامته مصدومه ايعقل ان يكون هناك بشراً بكل تلك الوحشيه، ايعقل ان يعاقبها وهى لم تذنب ولم ترتكب اى كبيره ،مجرد ان رأها واقفه وذاك الرائد يمسك زراعها اصبحت هي المذنبه والجانيه، لم يسمعوها ولو مره واحده وحاكموها بدون ان تقترف يداها اي ذنب
قاطع طريقهم رائد وهو يضع يده علي راسه
لتقول وعد بغضب: انت اييييييه شيطان ومكفكش اللي عملته روح ربنا يحرقك بجاز
ليقول هو بنبره حزينه متألمه: انا عاوزكم تساعدوني اروح لجوزها ده واشرحله اللي حصل واقوله انها ملهاش اى دخل وانى انا المذنب ولو عاوز يضربني انا مستعد
لتنظر له راندا بألم وهي تقول: علي اساس انه هيصدقك البنى ادمين اللي زى الراجل ده حيوانات ثم شردت لتقول: انتوا الرجال كلكم كده حيوانات
لتنظر وعد لها بألم ثم تسحب رفيقتها وتغادر من امامه قبل ان تفعل شيئ لا يحمد عقباه واثناء عودتهم سيراً وجدوا جدولاً من الماء حوله صخور كثيره والمكان يبدوا انه خالياً من السكان وقفت وعد امامه ثم صرخت بعلو صوتها انا زهقققققققققت يا بشررررررررر
لتنظر لها راندا بألم لتقول وعد وهي تنظر لها يلا نصوت مع بعض
لتصرخ راندا انااااااا بكرهك يااااااا دنيااااا
لتقول وعد مكمله وانااااااا بكرهك يااااا بابا
لتتابع راندا انا بكرهكم يا صنف اااااادم بكرهكم كللللللكم
ليقاطع صراخهم صوت شخص قادم وهو يقول : الدنيا كلها كده ويمكن يكون في غيركم بيكره صنف حواء كمان
لتنظر وعد للقادم وهي تتزكر انها سمعت ذلك الصوت من قبل ليرفع رأسه لتقول وعد بسخريه: انت يلي اسمك ايه ..ههه تصدق انى نسيت ازكر اسمك
لتنظر لها راندا بعدم فهم
ليقول هو متابعاً بإبتسامه: وماله ، بس تصدقي انك لو زكرتيني كنت هدخل التاريخ، اهو بقي في ست بتكرهنى
ثم يعدل مصححاً او طفله
لتقول هي غاضبه مغادره من امامه : هاااو طفله قال الطفله دى علمت عليك
لينظر هو لها بنصف ابتسامه ويقول: بس انا ردتهالك برده اضعاف
لتنظر هى له بغيظ وتغادر ممسكه بيد راندا التى لا تفهم اى شيئ
واثناء سيرهم نحو المنزل اصرت راندا ان تعرف كل شيئ فقصت علي اسماعها كل ما حدث
ضحكت راندا وهي تقول: ربنا يستر عليكي متلعبيش بالنار انتى مش قدها ومتحطيش راسك براسه ده ظابط ويوديكي وراه الشمس وانتوا مش ناقصين.
وجلسوا يتسامروا طوال طريق عودتهم لمنزلهم
... ......
بالقبو بقصر الصاوى
نهضت هى وهي تشعر بأنها جسدها يؤلمها وبشده وتزكرت ما حدث فبكت بقهر وضعف صرخت وصرخت حتي بُح صوتها ولم يجبها احد، تنهدت بتعب لتجد الباب يفتح وتجد رأفت يطل عليها بعينيه الحادتين ثم دلف واغلق الباب خلفه وهو حاملاً بيديه مصباحاً صغيراً
لتضع هي يدها علي عينيها حاجبه الضوء
ليقول هو بوعيد، انتى لسه شوفتي حاجه ايامك الجايه كلها هتبقي اسود من الاوضه دى ثم اقترب منها وهو يقول واه صح نسيت اقولك انى كمان هاخد حقوقي ومش هنسي نفسي برده مهو انا متجوز واحده زيك عشان ايه.
.ووقع المصباح من يده وصعد صوت انينها وشهقاتها ..........
...............................................
استيقظت من نومها او كابوسها علي اصح تعبير وهى تسمع لصوت فوق راسها
نهضت لتنظر فوقها ولكن الظلام حجب عنها الرؤيه لتقول هي بصوت متألم مييين
لتسمع صوتاً هامساً وهي تقول انها هند
استغربت هى ونظرت لها لتجد ضوء بسيطاً قد ظهر لتنظر هى لنفسها ولثيابها الممتلئه بدمائها والممزقه وهي تدارى جسدها لتقول بأنين والم: انا معملتش حاجه حرام عليكوا
اخذت تأن وهي تقول تلك الكلمات لترى هند وهى تهبط وتجلس بجانبها وتقول: انا جيبالك مياه خدى اشربي بسرعه قبل ما حد يشوفنا
لتعطيها زجاجه من الماء لتلتقطها فرحه بسرعه وتشرب فهي كانت تحس بالظمأ الشديد والجوع القارس فهي لم تاكل شيئ منذ يوم كامل
لتنهض هند مغادره وهي تقول :اوعي جوزك يعرف لحسن هتبهدل.
ثم اغلقت الباب مسرعه وفرحه تنظر بأثرها بشرود ، هي لاتعلم لماذا كانت تعاملها بقسوه والان فقط تعطف عليها.
صمتت واوقفت تفكيرها وعقلها ونامت من الألم....
....................................

إنتقام بين نيران العشق - الكاتبه تنسيم القاضيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن