البـارد

9.2K 477 43
                                    


لم يكن متفاجئاً بها بقدر ما كانت ..
ولكنها كانت واجسه وهلعه وبالتأكيد رأت في عينيه تلك النظره المرعبة كأنه كان يتذكر حينما اخبرته
انها تشعر بالشفقه علي جنس الرجال لانه منهم !

سرعان ما تدارك الأمر وترجل عن المكتب ليقول :
" انتِ مجددا ، ماذا تريدين ؟ "

تنهدت وقالت :
" ان هذه حقاً صدفه انا فقط اردت العمل "

نظر لها بقسوه قائلاً بعصبيه
" من ارسلكي واللعنه ؟ "

ازدادت توتراً ثم قاومت :
" لم يرسلني احد ،وكف عن اهانتي لانك تتمادي "

اقترب اكثر وقال :
" هذه الضجه لانكِ اردتِ العمل فحسب ! "

شعرت لازورد بالتوتر وكأن احشائها تدغدغها .. ولكنها كعادتها تحاملت وابتعدت بخطوات واثقه اكتر وهي تتحدث :
" صدق او لاتصدق ولكني البارحه وبصدق انفقت أموالا طائلة في شراء ازياء تناسب الوظيفه ومع انني لو كنت اعلم أن الرئيس هو انت وانكم ستلقون بي خارجاً دون حتي التحدث معي لما كنت فعلت شيئاً من هذا .. فرصه ليست سعيده ولست سعيده
مثلها وداعاً يا سيد ! "
اقتربت يد لازورد من الباب وقبضت عليه لتفتح ولكن هذا الرجل العصبيّ كان اسرع منها وبكثير بحيث اغلق الباب في صفقه قويه أودت بأعصابها

ارتجفت لازورد تتيجه للصدمه وتهدلت بعض الخصلات علي وجهها بفوضويه
اقتربَ اكثر ليضع يده الأخري علي الباب ، كان محاصراً لها ، يداً من هنا والأخري من هناك .. احمر وجهها خجلاً وتوتراً واحست شيئا غريباً يحدث

اقترب منها وظل يقترب وبجانب اذنها همس حتي استطاعت ان تشعر بدفئ أنفاسه :
" تبدين كالسيدات وانتِ وديعه هكذا ! "

فتحت عينيها بصدمه :
" م ماذا ؟ "

ابتعد عنها وتابع :
" السيدات اللائي اعرفهن لا يرفعن اصواتهن حتي يصيبن الأشخاص من حولهم بثقب في الاذن "

ما ان سمعت لازورد ما يقوله شعرت انها فعلياً تريد أن تبلعها الأرض
يطعن بأنوثتها كلياً !
هربت منها حروف اللغه كلها لدرجة انها لا تستطيع حتي تكوين جمله مفيده ..
حمحمت بهدوء وقالت :
" ولكن أذنَك ما زالت سليمه برأيي ! "

ابتسم بخبث ثم قال لها :
" كوني هنا غداً السابعه صباحاً .. "

خفق قلبها في عنف
لقد قبلت في الوظيفه وستأتي غداً في السابعه صباحاً ، ياله من حلم !!
قاطع خيالها صوت البارد مره أخري

" هل تريدين شيئاً بعد "

نظرت له بجفاء وتعجب ثم انسحبت للخارج
لم تسأل احد شيئاً وتجاهلت كل الموظفين
تجاهلت تلك التي اشتعلت معها مشكله وتجاهلت الأمر برمته وشعرت في ذلك الوقت بشعور غريب وكأن حياتها كلها ستأخذ منحدر آخر
لم تعرف ان شعورها كان صحيحاً مئه بالمئه ..

lazord حيث تعيش القصص. اكتشف الآن