أوقات خالدة

1.9K 56 127
                                    

ما أجمل الحب عندما يكون أفعالاً وليس مجرد كلمات تنطقها شفاهك فقط ....ما أجمل يومنا عندما يتلون بلون الحب.... ما أجمل أن يزين الحب أوقاتنا فتصبح أوقات خالدة ...

عاد عمر إلى الوسادة مجدداً وسحب دفنه إلى حضنه واضعاً رأسها موضع قلبه
- لن يتكرر ما حدث مجدداً... سأخرجها من حياتي إلى الأبد
- أخاف أن تؤذيك
- لا تتعبي عقلك بها الآن... لا يهم سوانا
أقتربت من رقبته وهي نستنشق رائحته ثم قبلتها عدة قبل رقيقة وإبتسمت لأنها تعلم أنه يتحسس من عنقه وبالفعل أبعد رقبته عنها
- دفنه
تظاهرت بالبراءة وهي تبتسم
- ماذا؟!
- توقفي عن تقبيل رقبتي... أتحسس
إبتسمت بمرح وقبلتها مجدداً قبل أن تبتعد وتبحث عن ساعة في الأرجاء حتى وجدت ساعة على الطاولة
- أنها العاشرة مساءاً ولم نتناول الغداء ولا العشاء!!! ويجب التغيير على جرحك
- أرجوكِ دفنه حقاً لا أريد أكل شيء
- حسناً أنتظر سأحضر علبة الإسعافات الأولية
أومئ عمر بهدوء وجلس على حافة السرير وبدأ يفك أزرار قميصه.... نزلت دفنه إلى الطابق الأول وبالتحديد المطبخ وبدأت في البحث عن العلبة وبعد دقائق من البحث وجدتها حملت العلبة وصعدت إلى غرفة النوم دخلت ولكنها وجدت أميرها يتنفس بصعوبة ومغمض عيونه بألم وضعت الإسعافات الأولية جانباً وأسرعت إليه وهي تمسك وجهه بكلتا يديها
- هل عادت الالام ؟! سنذهب إلى طبيب.. هيا
ولكن عمر لم يجيب وأمسك بيدها وقبلها مطولاً قبل أن يهمس بتأوه
- آآه...يؤلم
- سيمضي حبيبي..... بقى القليل
مررت دفنه يدها على صدره وهمست
- سنغير عليه وارتاح قليلاً بعدها
جلبت الإسعافات الأولية وبدأت تزيل الضمادة برفق حتى لا تؤلمه وألقت بها في سلة المهملات وأمسكت بالدواء وقطعة قطن صغيرة وسكبت القليل منه فوق القطن وفور أن وضعت القطن على جرحه أرجع رأسه للوراء قليلاً وأغمض عينيه متألماً ولكن شعر بدموعها مما جعله يفتح عينيه ويسحب وجهها جاعلاً إياه يلاقي وجهه ومسح دموعها بإبهامه
- لما تبكين ؟! لا تبكي لا أحب رؤيتكِ تبكين
- أنت تتألم كثيراً وأنا أزيد ألمك بوضع هذا الشيء الأحمق عليه
- سيمضي لا تحزني هكذا ... أتفقنا؟؟!
- حسناً .....سيمر
ثم عادت دفنه تكمل عملها وهي تقبل صدره وتعتذر كل ثانية تقريباً وأخيراً أنتهت وبدأت في وضع الضمادة حين سحب يدها وقبلها
- أشكركِ حبيبتي
أقتربت منه وطوقت رقبته
- يوجد طريقة أجمل لكي تقول أشكركِ
أغمضت عينيها الجميلتين وبدأت في الأقتراب من شفتيه مقبلة إياها بدفئ وإبتعدت مبتسمة بمرح
- ما رأيك سينيور إبيليجيكي؟!
ولكنه لم يجيب او يفتح عينيه حتى بل شدها إليه مجدداً وأعاد تقبيلها بهيام ثم حملها وأجلسها على قدميه وبدأ يمسك بخصلات شعرها الناري ويتأمل عسليتها غارق في محيط حبهم وتلاعبت إبتسامة صغيرة على شفتيه ....طوقت رقبته وهمست
- هيا لكي ننام حبي
أستلقى عمر وسحب أميرته إلى حضنه ولكنه تفاجئ أنها لم تعانقه
- دفنه..... ماذا حدث؟! ... عانقيني
- أخشى أن تؤلمك يدي أذا ضغطت على جرحك وأنا نائمة
- لا تخافي هكذا حبيبتي
حاوطت خصره بيدها ونظرت في عيونه كأنها تتطلب الإذن بوضع يدها على صدره
إبتسم عمر كأنه قرأ عقلها
- لا تخافي دفنه .....لمساتك تريحني كثيراً
وضعت يدها على صدره
ليلة سعيدة حبيبي
.....................
في صباح اليوم التالي في غرفة دينيز ترامبا كان يحتسي القهوة بهدوء حتى جاءه إتصال هاتفي من ليث المحامي الخاص به
- مرحباً سيد دينيز يؤسفني قول ذلك ولكن لقد تم تقديم أعتراف مسجل من عامل الكراج بالإضافة إلى شريط كاميرا المراقبة الاحتياطي وتم إدانتك والشرطة تبحث عنك
- ماذا؟! ما الذي تهذي به؟! ومن سجل الإعتراف
- لا أعلم... ولكن السيدة إيز عندما تم سؤالها بعد رؤية الأعتراف قالت أنك أنت من دبرت كل شيء
- ماذا ؟!! ...حسناً أذهب إلى السيد شينول أنه طبيب صديقي سيعطيك ورق يثبت أنني كنت في المستشفى وقت وقوع الحادث
- حسناً وماذا عن إيز والعامل
- أتركهم لي أنا
أغلق دينيز الهاتف وأتصل بأحداً من مساعديه
- مرحباً علي
- مرحباً سيد دينيز
- أريد سماع خبر موت عامل الكراج اليوم
- سيتم التنفيذ فوراً
أغلق دينيز الخط وإبتسم
- كان يعتقد بأنه سيهزمني حقاً .....أحمق
وكان الإتصال الأخير هو إتصاله بإيز
- هل تعتقدين أنكِ نجوت منها عندما قلتِ أنكِ لم تفعلين شيئاً؟! حتى ولو نجوت منها فلن تنجو مني ستكون نهايتك على يدي... الهروب ليس بهذه البساطة
- ولكنني لم أفعل شيء.. أنت المذنب الوحيد أمام القضاء والصحافة والجميع وليكن بعلمك لن تستطيع الإنتقام مني أو من اي أحد ....أنا من يدبر دائماً
أغلق دينيز الخط وهو يشتعل من الغضب
- أنتِ لا تعلمين دينيز الحقيقي إيز.... لا تعلمين غضبي وكم تستطيع نفوذي تدميرك
ولكن جاءه إتصال من علي معلناً عن وجود مفاجأة أخرى في أنتظاره..إبتسم دينيز ببرود
- أسمعك علي
- لقد غادر العامل تركيا مساء أمس
- ماذا ؟؟! كيف غادر؟؟!
................
أستيقظ عمر بعد مداعبة الشمس لعيونه النائمة ونظر إلى أميرته النائمة بهدوء مبتسماً
- أميرتي لقد أتعبتك معي كثيراً... آسف حبي
نهض عمر بهدوء و أرتدى قميصه ثم نزل إلى الطابق الآسفل وتوجه إلى المطبخ ثم بدأ يعد فطوراً خفيفاً وبعد أنتهائه أخرج إلى الأطباق إلى الطاولة الموضوعة في الحديقة وأخذ يتجول في الحديقة ....أما في الداخل وبالتحديد في غرفة نومهم كانت دفنه بدأت تفتح عيونها بنعاس ولكنها لاحظت أن الجانب الآخر من السرير فارغ مما جعلها تترك السرير بلهفة وتهبط مسرعة إلى الطابق الأول ولكنها لم تجده فقررت مناداته
- حبيبي...... عمر
ولكنه لم يجيب وقفت دفنه قليلاً تمعن النظر في الأرجاء قبل أن تدرك أن الفطور موجود على الطاولة في الحديقة مما جعلها تبتسم بحب وتخرج إلى الحديقة وأستمرت بالمشي حتى أصبحت خلف عمر تماما وطوقت خصره بيديها
- صباح الخير حبيبي.... كيف حالك ؟!
أدار نفسه حتى ينظر إلى وجهها ليس ينظر بل يتأمل وجهها ومسح على وجنتيها بحب
-لما استيقظتِ مبكراً هكذا؟!
- أنها السابعة صباحاً حبيبي
- أعلم ولكن أنتِ تعبت كثيراً البارحة ..أرتاحي
عانقته دفنه وأقتربت من أذنه
- هل سأرتاح بعيداً عنك؟! أنا بخير بجانبك
- لقد أتعبتك البارحة كثيراً... أنا آسف ولكن
وضعت دفنه أصبعها على شفتيه وتحدثت بتعجب لا يخلو من أثار غضبها من اعتذاره
- أنت تعتذر لأني كنت بجانبك أتمزح؟! أنت تفعل كل شيء من أجلي وتعتذر لأنني معك
- دفنه أنتِ....
قبل أن يكمل كانت قبلة دفنه تصمته إبتسم بهدوء وبادلها حتى إنقطعت أنفاسهم
- لا تعتذر.حبيبي... أنا بخير.... لأني معك
- هيا الطعام سوف يبرد
جلس عمر وقبل أن تجلس دفنه كان ساحباً إياها إلى حضنه ضمها بحب وأجلسها على قدميه وبدأ كلاً منهما يطعم الآخر
بعد أنتهاء الطعام نهضت دفنه متوجهة إلى المطبخ حتى تصنع كوبين قهوة وقرر عمر أن يطمئن على صحة سائقه
- مرحباً سيدة قدرية..أنا عمر..هل شكري بخير
- مرحباً عمر كيف حالك ؟!
بخير شكراً لكِ.. ماذا عن شكري؟!
- أنه بخير يريد التحدث معك
أخذ شكري الهاتف من زوجته وتحدث
- مرحباً سيد عمر... هل قرأت الجرائد؟!
- لا لم أقرأ شيء.... ماذا حدث؟!
- السيد ترامبا متهم بحادث سيارتك والشرطة تبحث عنه لأنه المذنب الوحيد أمام القانون
- المذنب الوحيد!! ولماذا هو تحديداً ؟!
- حسب أعتراف عامل الكراج.. هذا ما كتبته الصحف فقط
- فهمت.... حسناً شكري... أتمنى لك الشفاء
ونظر عمر إلى أميرته القادمة إليه ومعها القهوة أخذ كوبه من يدها وإبتسم
- هل قدمتي الإعتراف للشرطة؟!
- بعد خروجي من الكراج مساء أمس
- وماذا سيحدث للعامل؟!
- لقد علمت من أصدقائه أنه هاجر إلى أنجلترا
- أحد ساعده!!... كنت أعتقد أن ترامبا سيقتله
- في الحقيقة وأنا أيضاً ولكن لا أعلم من أنقذه
- أتمنى نهاية هذا الأمر حقاً
..................
في منزل إيز كانت جالسة تأكل بعضاً من قطع التفاح وتفكر في كيفية جعل قلب عمر ملكاً لها لأنها ترى نفسها أكثر الأشخاص حق في كل ما يملكه عمر ..فكرت في تكرار محاولة قتل دفنه مجدداً ولكنها خافت أن تفشل للمرة الثانية وينتهي الأمر.. فكرت في التعاون مع سنان ولكنه كان يرفض علاقتهم منذ الثانوية وبالطبع لن يقبل بها الآن وبوجود هذه الفتاة المدعوة بدفنه وعند تذكر إيز كلام عمر عن دفنه أمامها شعرت بدمائها تغلي وصرخت
- أنا من تستحق أن تكون بجانبه وليست هي .. أنا من يستحق كل أملاك عمر وليست هي
أنا من يجب على الجميع منادتها بسيدة إبيليجيكي وليست هي.... إيز هي من تستحقك عمر وليس دفنه.. هل تعتقد أنك تستطيع نسياني؟! لا نحن إيز وعمر سأجعلك تقع في حبي مجدداً سأجعلك أسير عشقي سأريك أنني أنا من تسكن قلبك
ولكن قطع صراخها ووعودها صوت الهاتف الذي أعلن أن هناك أتصال من إيليف المساعدة الشخصية لها
- مرحباً أيليف ماذا هناك؟!
- لقد تم سرقة تصاميم الأزياء الخاصة بنا وأعلنت شركة Moda الإيطالية عن التصاميم بأسم شركتها
.................
في المساء كان عمر يجلس في الحديقة يشاهد النجوم ويبتسم بهدوء ويهمس بصوت يكاد لا يسمع
- عندما نحب نصبح نجمة تلمع في السماء
ولكنه سمعها تتحدث وهي تجلس واضعة رأسها على كتفه الأيمن
- وهل أصبحت نجم إذاً ؟!
- منذ أن تعرفت عليكِ وأنا نجم عاشق يلمع
أراحت دفنه رأسها على كتفه أكثر ولكنها لم تنتبه إلى يدها التى ضغطت برفق على جرحه سوى عندما أزاح يدها عن جرحه قليلاً
- أنا آسفة حقاً لم أقصد ابداً
- إهدئي حبيبتي لم يؤلمني كثيراً
ثم قرر إثارة فضولها قليلاً
- سأخبركِ سراً
- أنصت لك... هيا ...أخبرني
- ولكن هناك شرط
- موافقة
- ولكنك لم تسمعيه بعد
- موافقة مهما يكن
إبتسم عمر بخبث
- حسناً.... قبليني
أقتربت دفنه من شفتيه وقبلته قبلة سريعة ولكنه سحبها إليه وقبلها قبلة طويلة
- لقد قبلتك.....أخبرني
- هذه هي المرة الأولى التي أشعر أنني لا أريد للمرض أن ينتهي... لا أريد عودتك إلى منزل جدتك ....الجرح يؤلمني كثيراً أحياناً ولكن مازال سحر يديكِ قادر على إيقاف ألمه... لا أريدكِ أن تذهبين من هنا ابداً..هذه الأيام ستكون لحظات خالدة في حياتي
................
من ساعد العامل؟!
كيف ستحاول إيقاع عمر بحبها؟!
من سرق التصاميم ؟؟!

أميري  العاشق.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن