تحتفل معك روح اللّيالي و توقد بسمتك الشمع الغاوي و تشتعل الألعاب النارية من فتيل لمعان عينيك إنه ذلك اليوم...يوم مولد قمري، مولد الفرحة في قلبي و عمري، يوم أن تلاقت الأقدار فكان هو قدري يوم أن عبرت الكلمات فكان هو شعري
كل عام وأنت لقلبي مصدر النور، كل عام و أنت لروحي مصدر الفرح، كل عام وأنا أجمع كلمات الحب لكي أصنع منها قلادة أهديك إياها بمشاعر خالية من التزييف و لازالت لا تكفي لوصف مقدار حبي لكبعد مرور ما يزيد عن الشهر في حالة من السكون و الهدوء النسبي على جميع الأحداث فتوبال لازال يحاول إيجاد تلك الثغرة التي سيقتحم بها حصون عائلته المنيعة تجاهه و لكن بلا فائدة فالجميع بات رافضاً رفضاً قاطعاً المصالحة معه و كأنه ألد أعدائهم و من جهة أخرى بدأت الفتاة ذات الشعر الأحمر تستجمع قواها النفسية و قررت العودة إلى باسونيس التي هجرتها إجبارياً لمدة طويلة الأمد
و في إحدى أيام شهر يونيو تناثرت خيوط أشعة الشمس المضيئة في سماء إسطنبول و على الفور أصابت سهام الضوء أعين بُنية اللون ففتحتهما بياض الثلج بإنزعاج واضح و كأنها لم تكن راضية عن فكرة سطوع الشمس و الإستيقاظ و لأنها لم تكن قد حصلت على حصتها الكافية من النوم أدارت جسدها إلى الطرف الآخر المعاكس للنافذة و حينها ظنت أن جزئيات النوم سيتحدان و يأخذونها في رحلة أحلام جديدة و لكن قلبها كان له رأياً مخالفاً لظنونها فتعالت نبضاته و ثبتت عينيها على تقاسيم وجهه الأسمر النائم بإرتياح
أي نوع من الوسامة هذا الذي تحمله ملامحه؟ أي نوع من السحر تخفيه عينيه المغلقة ؟
أي نوع من الحنان و الاطمئنان يحمله مجرد وجوده ؟
أي نوع من الدفء يسكن قلبه ليكن حضنه مريحاً كالجنة هكذا ؟
لم تفهم البرتقالة ما يحدث لها تحديداً في هذه اللحظة فهي ليست تحت سيطرة العقل و المنطق في هذه اللحظة لتستطع ترجمة سبب شوقها المجنون لرجل ينام بجانبها بالفعل...بل و إنه لم يرتكب أي شيء يجعل أدرينالين الحب ينفجر منها بهذا الشكل..!
إنه نائم...نائم فقط...فهل نومه شيء جميل و جذاب لهذه الدرجة أم إنها هي وصلت إلى أقصى درجات العشق و الهيام ليصبح نومه جميلاً في عينيها لهذه الدرجة ؟...أم كلاهما ؟
في الحقيقة هي لم تمعن التفكير كثيراً في أسباب حبها الشديد لهذا الأسمر الوسيم و بدلاً من هذا رفعت أناملها الرقيقة تلامس خصلات شعره الأسود ثم جبهته مروراً بوجنتيه و لحيته المهندمة حتى هبطت في النهاية فوق شفتيه الساخنة لتجد يدها تلامس كل إنش من شفتيه بشكل أبطأ و أكثر رقة و كأنها ترسمه في خيالها و تحاول عدم نسيان أي تفصيلة فيه
و بينما هي على هذه الحالة الثملة زار في عقلها تاريخ اليوم لتفتح عينيها الجميلتين على إتساعهما بحماس و سارت الإبتسامة العريضة بسرعة البرق لترسى فوق شفتيها في نهاية المطاف و بعد هذا تحركت عضلات لسانها ناطقة بهمس
- مثل اليوم منذ ثلاثين عاماً جئت إلى عالمنا من حسن الحظ أنك ولدت... من حسن حظي أنك موجود..!
كانت البرتقالية الحامل تهمس في أُذن زوجها بحب و حنان و لكن عندما أنتبهت لما تفعله ضغطت على شفتيها بغضب من حماسها الذي كاد أن يزداد عن اللازم و يوقظه مدمراً كل مخططاتها التي تسعى إلى تنفيذها في هذا
اليوم
فرفعت عينيها لترى أن زوجها العزيز مازال يغط في نوم عميق فتنهدت بأريحية و بدأت ترتب و تنظم افكارها
تريد فكرة مختلفة و مميزة فهذا عيد ميلاده الأول و هما متزوجان و يجب أن يصبح ذكرة مميزة كما انه عندما يقوم بمفاجأة لها يخطط و يخطط حتى تخرج للعلن مفاجأة تقطع الأنفاس و يجب عليها أن تفعل هذا هي أيضاً
اغمضت كلتا عينيها و تنهدت تنهيدة طويلة دلت على غرقها في التفكير حتى فتحتهما بعد ذلك بدقائق معدودة و قد باتوا يلمعان بإنتصار و حماس فقد رسمت للتو خطة محكمة لعيد ميلاد السينيور إبيليكيجي
و في الحقيقة كان الحماس أصابها لدرجة كبيرة لتلك الدرجة التى حثتها على النهوض و البدء بالعمل على مفاجأتها فوراً و لكن ذراعه الضخم الذي يحاصرها لم يساعدها على هذا أبداً و حين حاولت إزاحته من فوقها سمعت صوته الأجش يتكلم
- إلى أين تودين الهرب في صباح الباكر دفنة هانم ؟
لاح شبح إبتسامة دافئة على ثغرها المحمر و حركت رأسها تجاهه مرة أخرى لترى إن حبيبها الأسمر مفتوح العينين و يبدو أنه لم يستيقظ للتو و لكنه كان مستيقظاً منذ فترة و يراقبها
يراقبها!! يا إلهي ماذا لو إن أكتشف ما تخطط له من حماسها الزائد او من تلك الإبتسامة البلهاء البازغة على شفتيها ؟ فإنه عمر صاحب الدهاء الجبار و الذي دائماً ما يكتشف ألاعيبها
- لن أهرب...فقط لم يبقى لديّ ذرة نوم فإبنتك العزيزة تجعلني أنام منذ العاشرة مساءً
تكلمت الحمراء عن إبنتها ممازحة زوجها من جهة و محاولة منها أن تبدو طبيعية و غير متحمسة من جهة أخرى فرأت إبتسامة بسيطة تظهر على شفتيه و هو يلامس بطنها المنتفخ برفق
و كان الزوجين مستمعان جداً بذلك الهدوء الذي يعم عليهم و هم يتجاذبون أطراف الحديث عن إبنتهم الصغيرة عندما دقت عقارب الساعة مشيرة إلى الساعة السابعة و النصف لتخرب هدوء عالمهم و تلزم الزوج على النهوض فطبع قُبلة صغيرة على شفتيها و هو يزيح الغطاء كاشفاً عن أقدامه التي تحركت لتلامس الأرضية ثم تكلم بهدوء
- سأعد بعض الطعام من أجل الفطور قبل ذهابي إلى باسونيس...هل تريدين شيئاً معين؟
حركت المرأة الحمراء أصابعها داخل خصلات شعرها البرتقالي كحركة إعتيادية إعتادت على فعلها عندما تغرق في التفكير في شيء ما و بعدما شعرت بإنها إستردت شجاعتها نهضت من فوق الفراش و وقفت أمام زوجها صاحب الطول الفارع متكلمة بتردد نسبي
- هل يمكنني العودة إلى باسونيس ؟
نظر الرجل إليها بإمعان و بشكل مطول و كأنه يتأكد من تلافيها لكل ما مرت به في الآونة الأخيرة و إستعدادها نفسياً و جسدياً للعودة إلى روتين حياتها اليومي و لكنه لم يستطع التأكد من هذا أبداً لأن نظراتها و صوتها مترددان للغاية و كأنها تنتظر رفضه لتتراجع عن قرارها فوراً و حتى يتأكد كلياً أقترب منها و أخذ وجهها الجميل بين راحتيه يديه و تسائل بحنو بالغ بعدها
- Emin misin ?...Hazır mısın yane ?
" هل أنتِ مُتأكدة؟...هل أنتِ جاهزة يعني؟ "
صمتت عن الكلام لعدة دقائق لتتأكد للمرة الاخيرة من رغبتها في تنفيذ هذه الفكرة و عندما تأكدت من رغبتها في العودة إلى العمل قررت طمأنة زوجها عليها خاصةً حينما لاحظت نظرات القلق بشأنها في عينيه فتحركت بشفتيها لتُقبل كفيه المحتضنان وجهها بعدها رفعت ذراعيها و ضيقت الخناق حول عنقه ثم همست و هي تلامس مؤخرة عنقه من الخلف برقة
- نعم أنا جاهزة...لقد مللت من الجلوس في المنزل و أشتقت إلى باسونيس و مكتبي و التصميم
كان السينيور إبيليكيجي سيكتفي بهذه الأدلة التي قدمتها البرتقالة و سيرضخ لرغبتها و التي أوضحت تخطيها لكل الصدمات التي تعرضت لها أخيراً و لكنه قبل أن يتكلم شعر بأناملها تفك الحصار عن رقبته و تتحرك لتلمس خصلات شعر ذقنه الأسود القصير و يدها الأخرى تزحف نحو قلبه فقرر إخفاء علامات الإقتناع و الإستمتاع برؤية تصرفات
تلك الفتاة الحمراء لإقناعه
و من جهة البرتقالية فلم تردد أبداً في إستخدام أقوى أسلحتها و التي هي على علم تام بإنها ستنجح في إقناعه بما تريد من خلالها
- كما أنني أشتاق إليك كثيراً عندما تذهب للعمل و أبقى أنا هنا وحدي...و لكن إذا عدت إلى باسونيس سأطفئ شوقي لك كلما أراك و ستكون بجانبي طوال اليوم...مجرد تنفسك الهواء ذاته سيشعرني بالأمان...أنا أحبـ...
لم تكن كلماتها قد تمت بعد و لكن بركان مشاعره لم يحتمل هذا الكلام الجميل ففاض بجنون و أوقفها عن الحديث حين إنحنى بإتجاهها ليضع فوق شفتيها قبلة عميقة قاومتها دفنة قليلاً لمفاجأتها بها و لكن سرعان ما استسلمت لها في النهاية
و بعد ما يقترب لدقيقة إنفصل العاشقان بأنفاس مجنونة و متسارعة قبل أن ترتسم البسمة التائهة على ثغرها الصغير و هي تنظر إلى عينيه المعتمة و قبل طرح إستفسارها عن رأيه تكلم هو بإبتسامة عريضة
- Anlaştık o zaman...yeni hoşgeldin canım...Defne İplikçi muhteşem döndü
" إتفقنا إذاً...أهلاً وسهلاً بكِ من جديد يا روحي...عودة دفنة إبيليكيجي العظيمة "
أبتسمت ذات الشعر الأحمر بغرور مصطنع و هي تتحرك ببطء تجاه غرفة الملابس مقررة أن تنتقى أكثر قطع الملابس المريحة لها في حالتها تلك
أنت تقرأ
أميري العاشق.
Romansaهل تؤمنون بهذا الشعور الساحر هل تؤمنون بألم الاشتياق هل تؤمنون بنار الغيرة علي حبيبكِ هل تؤمنون بمتعة ولذه الامتلاك هل تؤمنون بالسعادة التي تأتي مع العشق هل تؤمنون بالعشق او بمعني أدق هل تؤمنون بالعشق من الاساس