رحلة إلى الخيال

1.4K 44 9
                                    

لو أن الحب مثل الورود لجن النحل من رحيقها، و لو أن الحب مثل الشجر لإحتضنت الأرض جذورها، و لو أنّ الحب مثل البحر لما هاج الموج على شواطئه، و لو أن الحب مثل السماء لما أظلمت ليلة واحدة و هكذا هو الحب يبعث في النفس البهجة و الشوق و الحنين

تزايدت أشعة الشمس قوة مبلغة عن بداية يوم جديد و قد نجحت تلك الأشعة في الدخول إلى غرفة نوم الزوجين اللذان كانا ينامون بعمق و خصوصاً تلك الفتاة الحامل التي كانت تنام على جانبها مُحتضَنة مِن قِبل زوجها و تنام بكل براحة بعدما عَملت رائحته العطرة عمل المنوم بالنسبة لها و جعلتها مرتاحة و في سلام تام
و بعد عدة محاولات نجح الضوء في إفاقة الرجل الأسمر من سكرته و فتح عينيه بتمهل و بطء لتقع عيناه على زوجته النائمة على الفراش بجانبه فبدأ يوزع قبلات متفرقة على جبينها و وجنتيها لتصدر البرتقالة أنين خافت متضايقة من هذه الأفعال فأبعد الرجل شفتيه عن وجهها و لكنه كان كالمسحور فلم يستطع الإبتعاد عنها كلياً بل إبتعد لبضع إنشات قليلة فقط و لامس شاه السمر خصلة رقيقة من شعرها الأحمر البراق و هو ينعم بنعومة ملمسه ليتنهد مبتسماً بعدها و يأخذ في مراقبتها باستمتاع فقد كانت حركاتها اللطيفة و العشوائية تجعلها تبدو كأنها كطفلة صغيرة
أستمر في ملامسة شعرها الناعم مستمتعاً بروعة لوحته الفنية لفترة وجيزة و من بين تلك اللمسات كان أحد اللمسات التي استشعرتها ذات الشعر الأحمر ففتحت عيونها و هي تأخذ شهيقاً عميقاً من أنفها لتقع عينيها عليه لاستلقائه بجانبها على فراشهما.
- Ne kadar güzelsin!
" كم أنتِ جميلة! "
همس الرجل بصوت أجش مازال متأثراً بالنعاس و لكنه نابع من قلبه حقاً فإزدادت نبضات قلبها و أكتست وجنتيها بحمرة الخجل و أخذت تحدق في عينيه السوداء تستمتع بجمالها الفاتن و مازال عقلها لا يفهم كيف لرجل أستيقظت للتو أن يكون بهذه الرومانسية و أن يكون عقله بهذا الصفاء..!
و عندما فكرت في حبيبها بهذا الشكل ظهرت إبتسامة رقيقة على ثغرها و لكنها لم تستطع التعقيب على كلامه لأنها كانت راغبة في إستكمال نومها بشدة فحركت رأسها من مكانها لتطلب الاستلقاء فوق صدره فلبى عمر طلبها على الفور و استلقى على ظهره لتضع هي رأسها فوق صدره و تطوق خصره بذراعاها.
و على الفور أخدت أنامله تسمح على كتفها و خصلات شعرها بحنان ساهم بشكل مباشر في خروج تنهيدة طويلة الأمد من شفتيها دلت على إرتياحها لتلك اللمسات و إستمتاعها بها
و بعد مدة قصيرة من الصمت غرقت فيها الحمراء في التفكير في إبنتها التي تكبر داخل رحمها يوماً بعد يوم حتى باتت في شهرها السابع من الحمل
- Emine iki ay sonra artık dünyaya gelecek, inanıyor musun!
" ستأتي أمينة إلى الدنيا بعد شهرين، هل تصدق! "
تكلمت الفتاة بحماس بالغ ترك أثره على شفاه السينيور التي تقوست راسمة إبتسامة عريضة مشرقة و قبل أن يعلق الرجل على كلام إمرأته عقدت حاجبيها قبل أن تتكلم بنرة طفولية
- عمر، أنا جائعة...جداً!
أصدر الشاب الأسمر ضحكة خافتة على تلك الفتاة التي شعرت بالجوع بشكل فجائي هكذا و قبل مرور ساعة واحدة حتى على إستيقاظها و لكنه سرعان ما حاول الإنتهاء من الضحك سريعاً حتى لا تكشتف أمره زوجته و يقع تحت طائلة غضبها الناتج عن تخبط هرناموتها و حساسيتها الشديدة بسبب الحمل
- هل تريدين تناول الطعام هنا أم في الخارج إذاً ؟
لم تفكر البرتقالية أكثر من ثلاث ثواني فقط قبل أن تلمع عيونها العسلية بحماس و تجيبه متكلمة و هي تدفعه من فوق الفراش بكلتا يديها لتجبره على النهوض
- هنا...و من صنع يديك...هيا
لم يستطع السينيور منع ضحكته هذه المرة على هذه الطفلة الصغيرة فأخفضت رأسه مستغرقاً في الضحك لدقيقة تقريباً قبل أن يتكلم مازحاً و هو يخرج من الغرفة بالفعل
- إنظروا ماذا يفعل الجوع بها!...رمتني فوراً
بعد ذلك هبط الرجل إلى المطبخ بحثاً عما يسد جوع زوجته فلم يجد خياراً أفضل من الثلاجة فإنحنى بجذعه ناظراً داخلها بإمعان إلى أن رصدت عينيه العديد من المكونات و على أثر ذلك بدأت يديه في العمل على إخراج ما سيحتاجه في إعداد الفطور من الثلاجة و لكن ما إن رفع رأسه ليضع الأطعمة على رخامة المطبخ تفاجأ بأميرته الحمراء هي من تجلس على الرخامة مرتدية فستان أبيض رقيق خاص بالحوامل و تأكل بعضاً من الكرز

أميري  العاشق.  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن