الفصل الثاني
" جدتي إلى أين أنت ذاهبة "
سألها طِراد عندما وجدها تستعد للخروج من المنزل فابتسمت له فريدة و هى تتلمس وجنته الخشنة بحنان .." قل صباح الخير أولا يا ولد و بعدها أسأل إلى أين أذهب "
مط طِراد شفتيه و قال بهدوء .." صباح الخير جدتي.. إلى أين أنت ذاهبة ..هل هذا جيد "؟؟
أمسكت فريدة بوجنته بأصبعيها تؤلمه قليلاً و هى تجيب .." كفاك سخرية مني يا ولد "
تذمر طِراد قائلاً .." لأنك تعاملينني كولد و لا ترين أني رجل كبير جدتي و الآن اجيبيني "
تنهدت فريدة و قالت فهو عنيد دوماً و صعب المراس منذ ذلك الحادث معه منذ سنوات .." سأذهب للسير قليلاً طِراد لماذا لم تذهب لعملك حتى الآن عزيزي "
أجابها بلامبالاة .." لا أشعر بالرغبة في العمل اليوم سأذهب لتفقد كريم قليلاً فقد اشتقت إليه و أعود لهنا "
فقالت مشجعة إياه للذهاب معها .." لما لا تأتي معي اليوم للسير و الجلوس في الحديقة و نتحدث معا ثم أذهب لرؤية كريم ما رأيك طِراد"
رد بحيرة .." لا أعرف جدتي أنا لا أريد الجلوس أمام أحد حتى لا ينظرون إلي و يتسألون في نفسهم عما حدث لي أو ينظرون بشفقة أو باشمئزاز "
ردت فريدة بغضب و هى تمسك بوجهه تديره إليها لينظر في عينيها ..
" طِراد لا تفكر هكذا .. حبيبي صدقني أنت تتوهم ذلك و لا شئ بك ليشفق عليك أحد أو يشمئز من رؤيتك هذه تخيلاتك أنت بني "
أجابها بهدوء فجدته لا تشعر به و بما يحدث داخله من ضيق أو ألم عندما يشاهد أحدهم جرح وجهه .." حسنا سأتي لأخذك من هناك فقط هاتفيني و دعى السائق يوصلك إلى هناك لا تسيري كثيرا جدتي الصغيرة حتى لا تؤلمك قدميك "
ابتسمت فريدة بحنان و دنت منه تقبله على جرح وجهه فهو يعاملها كالطفلة الصغيرة التي يخشى عليها أن تصاب بخدش .." حسنا صغيري سأذهب الآن مادامت لا ترغب في المجيء معي و سأنتظرك لتأتي لأخذي و أنت أسترح قليلاً و أذهب لكريم مرة أخرى "
هز رأسه و هو يودعها شاردا فيما حدث معه منذ سنوات ثلاث هناك في مزرعته التي ورثها من جده زوج جدته فريدة و هما والدا أمه الراحلة لقد كان يمضي بها معظم وقته عندما كان صغيرا فهو كان متعلقا بحيواناتها التي كان يربيها جده من خراف و أبقار و أحصنه و دجاج الذي كان يتذكر دوماً غضب جده عندما يدخل لديهم القن و يترك بابهم مفتوحا ليخرجا منتشرين في الخارج و يقوم هو بتكسير بيضهم و مضايقة صغارهم شرد في ذلك اليوم الذي كان يساعد في ولادة مهرة لديه هناك و ما حدث وقتها له منذ ثلاث سنوات رفع يده يمر بها على وجهه مغلقا عينيه بألم ...
أنت تقرأ
تناديه سيدي ج1 قطعة من القلب
ChickLitجرحٌ تلقاه فدُمِغت به روحه بفعل يدٍ غادرة... فنأى عن البشر إلا عن قلبٍ دافئ بحكمته الآسرة.. فجاءت لتعلل جرحه و ترمم أجنحته المتكسرة.. ليحلق في سمائها و تغدو في حياته أميرته الآمرة... #تناديه_سيدي