الثاني و العشرون & تناديه سيدي & صابرين شعبان

30.8K 867 38
                                    


الثاني و العشرون

تجلس صبا في المشفى تستند على كتف زوجها  .. و هى تشهق بالبكاء من شدة رعبها على والدتها فهى منذ رأتها و هى تسقط أمامها منهارة و لم تتمالك أعصابها للأن  من شدة الخوف ..كان تامر قد أسرع في طلب سيارة إسعاف و إتصل بوالدها ليخبره إلى أين هم ذاهبون  ..و قبل أن تأتي السيارة بقليل نبه على وسيم أن يجلس ينتظرهم بهدوء و لا يفعل شيء حتى لا تتضايق والدته  التي كانت تضم والدتها لصدرها و تبكي..فلم يشأ أن يأخذ وسيم معهم للمشفى  خشية أن تحدث مشاداة بين زوجته و والدها هناك .. كان يربت على قدمها يحاول طمئنتها ..و هو يستمع إليها تتمتم بعذاب ..” أنا السبب تامر أنا السبب فيما يحدث أنا من تحدثت معها بقسوة و جعلتها تنهار ..لم يكن ليحدث شيء لها لولا ضغطي عليها بحديثي القاسي أي ابنة أنا لأفعل هذا بوالدتي .. لن أسامح نفسي أبدا لما فعلته بها .. أن حدث شيء لها سأموت تامر  “
لف ذراعيه بحنان حول كتفها يطمئنها ..” لا تخافي عليها حبيبتي ستكون بخير وعكة بسيطة و ستمر فقط ندعوا لها ..و لا تحملي نفسك ذنب ما حدث هذه مشيئة الله حبيبتي  ..مثلما كانت مشيئته في إبتعادنا كل هذه السنوات لخطأ صغير من كلانا  “
قالت صبا باكية ..” أتمنى فقط أن تكون بخير تامر و سأصلح كل شيء .. يا الله لقد سامحتها و لا أحملها شيء و لكن فقط أجعلها بخير لأجلي “
ضمها تامر مهدئا ..” إن شاء الله حبيبتي ستكون بخير “
تنظر إلى والدها أتيا هرولا و قد ظهر عليه الإرهاق و كبر السن و قد أنتشر الشعر الأبيض في رأسه يكسوه  صدمت صبا لما آل إليه حال والدها في هذه السنوات الأخيرة ..وقف أمامها ينظر إليها بتساؤل و الحزن يكسوا وجهه .. أنتظرت أن يقول شيء و لكنه لم يفعل فقط ينظر إليها بحزن و ألم ..سالت دموعها غزيرة و هى تقول برجاء ..” بابا “
فتح زيدان ذراعيه فأندست صبا بينهم بألم و هى تضم والدها و هى تتمتم  قائلة ” أسفة بابا أسفة أنا سبب ما حدث لها أنا من حدثتها بقسوة سامحني بابا “
ضمها زيدان  بقوة ..” لا بأس حبيبتي ستكون بخير  زوجتي سهير إمرأة قوية و ستتخطى الأمر  أنا أعرفها  يكفي أنها تحملتني كل هذه السنوات “
ضحكت صبا بخفوت على صدر والدها الذي نظر لتامر يسأله ..
” هل أخبركم الطبيب شيء“
أجابه تامر بهدوء ..” لا عمي لم يخبرنا بشيء فقد أتينا منذ عشر دقائق فقط “
هز زيدان رأسه بصمت فقال له تامر و هو يرى مظاهر الإرهاق مرتسمة على وجهه ..” أجلس عمي أسترح لحين خروج الطبيب “
أجلست صبا والدها و هى تسأله ..” لم تبدو متعبا هكذا بابا أجلس قليلاً“
قال زيدان يجيبها بحنان فهو قد أطمئن على ابنته أخيراً و أنها بخير و سعيدة ..” أنا بخير يا ابنتي لقد أصبحت بخير الآن بعد رؤيتك و سأكون أفضل عندما أطمئن على والدتك “
ظلوا ينتظرون بصمت خروج الطبيب و صبا تدعوا بصمت أن لا يحدث شئ لوالدتها ..خرج الطبيب فنهضت صبا تسأله بلهفة ..
” كيف هى والدتي دكتور  “
طمئنهم الطبيب قائلاً ..”  حمدا لله على سلامتها هى بخير الآن فقط بعض الإرهاق و سوء التغذية أهتما بها و ستكون بخير “
زفر تامر راحة و ضمت صبا والدها فرحا قائلة ..” حمدا لله  .. أبي أمي بخير “
سأل زيدان الطبيب ..” هل نستطيع رؤيتها “
أجابه الطبيب ..” أجل بالطبع تفضلا و يمكنها الرحيل بعد أن تستريح قليلاً “
شكر تامر الطبيب حامدا الله على سلامتها حتى لا تنهار  زوجته أن حدث لوالدتها شئ  ..” شكراً لك دكتور “
ابتسم هذا الأخير و هو ينصرف ليتركهم  يدلفون لغرفة سهير  التي كانت مستلقية على الفراش شاحبة قليلاً مغمضة العينين تخرج أنفاسها هادئة  فقال زيدان بهدوء ..” سهير عزيزتي “
فتحت عينيها تنظر إليه بعتاب قائلة بألم و هى تمد يدها إليه وتعود للبكاء  ..”  لن تسامحنا ابنتنا زيدان أنظر إليها لا تريد أن تدعني أرى حفيدي أو اقترب منها “
دنت منها صبا لتمسك بيدها الأخرى و هى تقبلها  باكية ..” أسفة أمي سامحيني  على ما فعلته “
قال زيدان يقاطعها بندم ..” بل سامحاني أنتما الإثنان  أنا من تسبب في كل هذا العذاب للجميع  أنا هو المذنب الوحيد  لا أنت و لا هى و لا حتي زوجك .. أنا المخطئ سامحاني ..سامحاني جميعاً “
جلس منهارا بجوار زوجته على الفراش  يضمها باكيا فقد أضاع بغروره و كبريائه ..سنوات من عمر ابنته بعيداً عن عائلتها و تسبب في الفرقة بينهم جميعاً ..أحاطتهم صبا بذراعيها بحنان و هى تبكي قائلة ..
” أنا أسامحكم  بابا  و لكن لا تبتعدا عني مرة أخرى ..تامر معه حق ..وسيم يحتاج جديه بجانبه و أنا أريد والدي بجواري “
قال زيدان بحزم و هو ينظر لتامر ..” ستأتيان للعيش معنا منذ الآن  ..نحن لا نستطيع أن نبتعد عنكم الآن و لا عن حفيدي “
ابتسم تامر براحة قائلاً ..” سيحب وسيم ذلك أن يكون لديه منزلان ليبدل بينهما كلما مل من الآخر “
ضحكت صبا من وسط دموعها قائلة ..” أجل هو كذلك و لكننا لن نبتعد عن بعضنا منذ الآن “
أبتسم الجميع راحة و تامر يقول ..” إذن لنرحل من هنا فوسيم حتما يشتاق لجديه

تناديه سيدي ج1  قطعة من القلب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن