الفصل التاسع& تناديه سيدي & صابرين شعبان

27.4K 873 19
                                    

الفصل التاسع

” أهلاً بك بني أسعدني التعرف عليك “ قالها محمود و هو يربت على قدم طِراد ، كانا قد أتيا في موعد الغداء بناء على طلب سناء والدة نجمة ،حتى يمكثان فترة طويلة ليتاح لها التعرف على الجدة فريدة التي ما تنفك نجمة في الحديث عنها .
أبتسم طِراد بهدوء و هو يجيب ..” أنا أسعد عمي أتمنى أن لا نكون ضايقناك وجدتي بوجودنا .“
رد محمود بعتاب ..” لما تقول هذا بني منذ وقت و أنا أريد التعرف عليك و على جدتك و لكن لم تتاح فرصة لذلك سوى الآن ، تعرف جلسات علاجي كانت متعبةً لي الفترة الماضية، و لكن ها أنا في تحسن و قريبًا سأعود للعمل مجدداً و ستعود نجمة لدراستها ، أليس كذلك نجمة ؟"
سألها والدها كانت جالسة بجوار الجدة فريدة تتحدث بهمس كعادتها معها دوماً و انضمت للحديث الآن والدتها التفتت لوالدها قائلة ..” نعم أبي كما تريد “
عقد طِراد حاجبيه مفكرا ..هل ستترك العمل مع جدته إذا، ألن يراها مرة أخرى في بيتهم ، الن تتناول معه الفطور ثانيا ، الن يسمع مزاحها مع جدته ، الن يشعر بالضيق من همساتهم الجانبية ، الن يشعر بالغيرة من وجودها قريبة من جدته ، الن يراقبها خلسة و هى غير منتبهة لوجوده
و كأنها علمت بما يدور في ذهنه قالت تكمل بمزاح و هى تضم جدته فريدة بقوة مقبلة وجنتها ..” و لكني لن أبتعد عن جدتي أو أتركها سأذهب كل إجازة لأراها و إن اشتقت إليها ذهبت إلى منزلها أليس كذلك جدتي “
ابتسمت فريدة واضعة يدها على يد نجمة الملتفة حولها تربت عليها بحنان ..” نعم نجمة من سيسمح لك بالابتعاد من الأساس يا فتاة “
ابتسم محمود و سناء و نظر إليهم طِراد بغموض متعجبا متى أحبت جدته هذه الفتاة بكل هذه القوة تكاد تماثله أو حتى تتخطاه لدى جدته ،عاد الجميع لتبادل للأحاديث المختلفة و طِراد يتذكر لقائه بأخوة نجمة لقد تناولوا الغداء معا دون أن يحدث شيء أو ينظر إليه أحد بغرابة أو بتعجب أو بشفقة لجرح وجهه حتى ظن أن نجمة قد نبهت عليهم في ذلك إلى أن دلف شقيقها ياسين إلى الغرفة و عندما رأى جدته أندفع يضمها مرحباً و هو يقول ..” جدتي أنت لدينا هنا متى أتيت لمَ لم تخبرنا نجمة أنك أتيه سأذهب لأخبر ممدوح “
أمسكت به جدته فريدة و هى تعرفه ..” هذا حفيدي طِراد تتذكره من أخبرتك عنه من قبل ألق عليه التحية “
أتجه ياسين يمسك بيد طِراد قائلاً ..” أهلاً بك لقد أخبرتني عنك الجدة من قبل “ ثم بدأ يضحك فاحتقن وجه طِراد ظانا منه أنه يضحك على مظهره عندما أكمل ياسين بمرح ..” جدتي لم لم يأتي وسيم حتى يلعب معنا و حفيدك
ضحكت فريدة و أحمر وجه نجمة و قالت بتحذير ..
” ياسين “
نظر إليهم طِراد بعدم فهم لما يحدث عندما قطعت فريدة حيرته و هى تخبره بما قالته نجمة عندما علمت أن لديها حفيد ..صمت قليلاً ثم ضحك بدهشة و هو يلقي نظرة على وجهها المحتقن ، تنهد طِراد براحة عندما مر الوقت على خير و جاء وقت رحيلهم عندما سألته جميلة
” هل حقاً لديك مزرعة و بها خيل و أبقار “
رد عليها بهدوء و قد زاد وجه نجمة خجلا لعلمها أنه سيظن أن هى من أخبرتهم بذلك ..” أجل لدي و بها أيضاً ماعز و خراف و دجاج “
سألته بلهفة ..” هل هى بعيدة عن هنا “
قاطعتها سناء قائلة ..” و لم تسألين جميلة أصمتي كفاك أسئلة “
صمتت جميلة و ظهرت خيبة أمل على وجهها فابتسمت فريدة قائلة بحماسة ..” ما رأيكم في أن نذهب جميعاً يوم العطلة فلي وقت طويل لم أذهب و سندعو وسيم و صبا و والده أيضاً ما رأيكم “
تحمس الصغار فقالت نجمة ..” لا جدتي لا نستطيع الذهاب إلى ..“
قاطعها طِراد بهدوء ..” لا تشغلي عقلك سأتي لأخذكم “
ثم التفت إلى محمود قائلاً ..” ما رأيك عمي ستأتي أنت أيضاً معنا “
ابتسمت محمود ..” لا بني لا نريد إزعاجك “
أجابه طِراد ..” أنت لن تزعجني عمي أرجو منك الموافقة “
أبتسم محمود قائلاً ..” حسنا فليذهب الأولاد و سناء إذا أحبت و لكن لا أستطيع الآن شكرا لك بني “
قالت فريدة بحماسة حسنا ..” سنبلغ وسيم و والديه أيضاً أتفقنا “
تحمس الأولاد فرحا و مر باقي الوقت و هما يخبران فريدة ماذا يريدون أن يروا أولاً. كانت نجمة تهرب بعينيها من نظراته المتفحصة .
جلست أمامه بخجل و هى تقول برجاء ..” إن لم يكن هناك مانع أرجو منك إعطائه لي فمنذ فترة لم نتقابل و أريد و جدتي دعوتهم للذهاب معنا في نزهة ستضم العائلة فهل تستطيع “
تعجب هارون من هذه الفتاة فهى للأن مازالت تهتم بالصبي الصغير رغم علمها أن والده بات يهتم به ذكرته بمنصور و إصرار نسيم على الذهاب معه و إيصاله لوالديه بنفسها ..” حسنا يمكنني ذلك بالطبع و لكني ظننت أنك تعرفينه من المرة الماضية “
ابتسمت نجمة بخجل ..” لا فوسيم لم يخبر عنوانه لذلك الرجل الذي ذهب ليأتي بوالده أمامي و أنا حقاً لم أهتم بسؤاله لأني و جدتي كنا نراه كل إجازة و لكن لنا أسبوعين ننتظر مجيئه و لم يأتي كما اعتاد لمقابلتنا في الحديقة لذلك شعرنا بالقلق “
فتح هارون بعض الأوراق أمامه يقلب بها ثم تركها و فتح أخرى و نجمة تنتظر بلهفة .. قبل أن يهتف بصوت من وجد ضالته ..” ها هو العنوان “
ثم أمسك بورقة فارغة و قلم و دون عليها العنوان ثم أعطاها لنجمة قائلاً ..” تفضلي آنستي “
أمسكت نجمة بالورقة و هى تنهض شاكرة بامتنان ..” شكراً جزيلا لك سيدي أسمح لي بالرحيل “
أشار إليها هارون بالرحيل قائلاً ..” تفضلي إلى اللقاء آنستي “
خرجت نجمة فأخرج هارون هاتفة النقال من جيبه ليجري اتصالا بزوجته بعد ثوان أجابت نسيم بفرح ..” حبيبي جاي في السكة أجهز عشان نخرج زي ما أتفقنا “
أبتسم هارون و قال بصدق ..” وحشتيني قوي يا نسيمي “
سمع صوتها المتذمر من الطرف الآخر تقول ..” يبقى مش خارجين طالما وحشتك مش كده يا هارون و أنت تسكتني بكلمتين “
ضحك هارون بقوة و قال بمرح ..” حبيبتي أد ايه إنتي بتفهميني من غير ما تكلم “
( مطلوب الذئب )
ردت بغضب ..” طيب أقفل بقي عشان أنا متنرفزة دلوقتي مش كفاية أبنك إلي مش بيبطل زن على دماغي طول الوقت “
ضحك هارون بمرح ..” طالع لجده يا حبيبتي مهو مخدش اسمه بس “
شعر في صوتها ببسمتها لحديثه فسألته قائلة ..” طيب قولي عايز إيه دلوقت يا هارون الرشيد عشان بتتصل بيا قبل معاد رجوعك بنص ساعة“
تنهد هارون بهدوء و قال بجدية ..” حبيبتي أنا عايز أروح أشوف منصور إيه رأيك نروح لهم زيارة أنا و إنتي و شكرى الصغير قولتي ايه“
قالت نسيم تجيبه بلهفة ..” معنديش مانع يا حبيبي أنا كمان عايزة أشوف مها طيب تعالى بسرعة هنجهز و نستناك “
أبتسم هارون و قال برقة ..” أنا قلتلك أني بحبك قوي قبل كده“
ضحكت نسيم ..” اه يا قلبي كتير بس و أنت مش في القسم “
ضحك هارون فقالت نسيم بلهفة ..” تعال بقي بسرعة مستنياك“
أغلق الهاتف و نهض ليرحل ذاهبا لنسيمه .
               ( بعتذر على التشتيت ما بين الفصحى و العامية في الرواية بس هارون دمه هيبقى تقيل لو أتكلم )         ( فصحى )

تناديه سيدي ج1  قطعة من القلب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن