الحادي والعشرون
لم يكن يريد حفلا كبيرا و لكن جدته أصرت قائلة إنه حفيدها الوحيد و لن تقيم زفافا كل يوم ..جالسة بجانبه في ثوبها الأبيض بطبقاته المرصعة بالفضة بأكمامه الطويلة الضيقة و فتحة صدره التي على شكل قلب شعرها مرفوع فوق رأسها مزين بتاج مرصع بالألماس و زينة وجهها الهادئة و التي لا تحتاج إليها ببشرتها المحمرة خجلا و هى جالسة تحت نظرات المدعوين التي لا تعرف منهم غير عائلتها و عائلة صبا ..كانت تبدو متوترة تنظر إلى الوجوة الباسمة بقلق ..أمسك بيدها برقة يقربها منه لتلتفت إليه و ابتسامة شاحبة تزين ثغرها الوردي ..لا يعرف هل هى من نظرات الجميع و تحديقهم بها أم هى قلقة من زواجها منه ..رفع يدها لفمه يقبلها في لمسة طمئنة لها فأحمرت خجلا و أحنت رأسها تهرب من نظراته الراغبة ..كانت جدته قد أخبرته أن يأخذها و يذهبا صباحاً للمزرعة ليبقيا بعض الوقت وحدهما ..فوافق
طِراد على الفور فهو في أمس الحاجة للبقاء معها بمفرده ..فبعد ذلك اليوم في الحديقة لم يحاول أن يراها فقد كان مزاحة معكرا بسبب رؤيته لتلك الحمقاء ندى و خشى أن ينعكس سلباً على نجمة أن راها فقد ذهب اليوم لجلبها من منزلهم فجدته قد أحضرت لها مصففة للشعر في المنزل و لم ترد أن تذهب لإحداهن في الخارج لرغبة الجميع في الجلوس معها طوال اليوم و انضمت صبا إليهم هناك ..مال على أذنها يسألها ..
" هل تريدين الرحيل الآن أم ننتظر قليلاً بعد "
قالت مرتبكة من قربه منها فدنت منه هى الأخرى حتى يستمع لصوتها وسط هذا الضجيج السائد حولهم ..
" بل ننتظر قليلاً بعد حتى لا يتضايق أحد لرحيلنا باكرا "
ابتسم طِراد و هز رأسه موافقا فهى رغم عدم رغبتها في الجلوس أمام الحضور المحدق بها إلا أنها تراعي أن جدته تريد أن تستمتع بيوم زفافه هى و عائلتها ..عادت لتنظر إلى الجميع ترسم على شفتيها ابتسامة رقيقة تاركة يدها في حضن يده لعلها تشعر بالأطمئنان قليلاً من قربه ..تقبلا التهاني من الجميع من تعرفه و من لا تعرفه و التقطا بعض الصور مع العائلة ..ليمر الوقت سريعًا ليبدأ الحضور في الانصراف فقال طِراد .." هل نذهب الآن للمنزل أعتقد أن جدتي أرهقت من الجلوس مثلنا "
هزت رأسها موافقة فنهض طِراد ليمسك بيدها ليقترب من جدته و والدي نجمة و أخواتها و صبا و تامر و وسيم الواقف بجوارهم يتثاءب هو و ممدوح الصغير قال بهدوء .." عمي محمود السائق في الخارج سيوصلكم للمنزل و يوصل تامر أيضاً و جدتي ستذهب معي "
قالت فريدة باسمة .." لا حبيبي أذهبا أنتما أنا اليوم سأذهب لدى سناء سأبيت معهما الليلة فلا تقلق على "
قالت نجمة .." لما جدتي تعالي معنا "
ابتسمت سناء و قالت بمزاح .." حبيبتي لا تقلقي عليها لن نأكل منها شيء أذهبي أنتِ مع زوجك و لا تشغلي بالك بشيء سنهتم بها و الآن أذهبا فقد تأخر الوقت "
قبل طِراد جدته و صافح والدي نجمة اللذين ضما ابنتهما بقوة و والدتها تبكي فرحا و بعد أن تركاها ضمتها فريدة و صبا و قبلتها جميلة و ياسين و ممدوح و وسيم الذي ضمها قائلاً .." أحبك نجمة أختي "
صافح طِراد تامر و أوصاه عليهم جميعاً ليوصلهم أولا للمنزل فضربه هذا الأخير ممازحا و هو يطمئنه .." لا تقلق عليهم يا رجل أذهب أنت و كفاك ثرثرة معنا "
ودعوا الجميع و فريدة تتمتم .." أتمنى لكم السعادة حبيبي تصبحان على خير "
أشارا إليهم و رحلا معا إلى المنزل الذي سيكون لهم وحدهم اليوم "
أنت تقرأ
تناديه سيدي ج1 قطعة من القلب
ChickLitجرحٌ تلقاه فدُمِغت به روحه بفعل يدٍ غادرة... فنأى عن البشر إلا عن قلبٍ دافئ بحكمته الآسرة.. فجاءت لتعلل جرحه و ترمم أجنحته المتكسرة.. ليحلق في سمائها و تغدو في حياته أميرته الآمرة... #تناديه_سيدي