الفصل الخامس عشرأرتعشت يد نجمة التي تمسك بيد فريدة و شحب وجهها فشكوكها كانت في موضعها و هو فعلاً مريض كما ظنت أمس سألتها نجمة بخوف .." ما به سيدي جدتي "
لاحظت فريدة رعشة يدها و قد علمت أن نجمة تكن بعض المشاعر لحفيدها فقالت تطمئنها .." لا شيء حبيبتي هو فقط لديه بعض الحرارة و الطبيب أعطاه الدواء و أخبرني أنه سيكون بخير "
فقالت صبا تقاطعهم حتى لا يسترسلون في هذا الحديث و تعود فريدة للقلق و البكاء مرة أخرى .." أخبريني نجمة هل هذا موعدك لبدء العمل"
أشاحت نجمة بوجهها عن الجدة تنظر لصبا بعدم راحة قائلة ..
" لا لقد أتيت باكرة اليوم لأطمئن على الجدة بعد رحلة الأمس "
تفحصت فريدة ملامحها بدت شاحبة قليلاً و كأنها لم تأخذ وقتاً كافيا من النوم فمطت شفتيها تخفي بسمتها فيبدو أن نجمة شعرت أن حفيدها ليس على مايرام بالأمس و لذلك أتت مسرعة صباحاً ..
هزت صبا رأسها بتفهم و قالت .." حسنا تعالي معي نعد الفطور لحين يهبط تامر من عند طِراد فهو يعطيه الدواء و يطعمه "
تركت فريدة يدها قائلة .." أذهبي حبيبتي معها فسهر لم تأت بعد و حتماً وسيم جائع "
فسألتها نجمة .." أين هو لم أره "
أجابتها صبا .." مع والده فوق ، هيا بنا و أنت جدتي كفي عن القلق و أستريحي بعد تناولك الفطور يمكنك الصعود و رؤيته "
أومأت فريدة بصمت فأنصرفت كلتاهما لتعدان الفطور .******
تجلس على الطاولة تتلاعب بطعامها شاردة غير منتبهه لنظرات تامر الماكرة و لا فريدة المتفائلة و صبا الحائرة لما ترى من هذان الإثنان زوجها و الجدة فريدة و لما ينظران لنجمة بطريقة غريبة ، كانتا تعدان الطعام عندما أتت سهر لتقول ببرود .." إذا سمحتما أنا سأقوم بإعداد الطعام و لا داعي لتتعبان نفسيكما "
فخرجت كلتاهما و صبا تسأل نجمة .." لما هى غاضبة هكذا لقد وفرنا عليها المزيد من العمل لليوم "
هزت نجمة كتفيها بلامبالاة و هى تقول .." لا أعلم هى دوماً هكذا يبدوا أنها لا تحب أن يتدخل أحد في عملها هنا فهى دوماً ما تتضايق عندما أفعل شيء هى مكلفة به "
غمغمت صبا بتعجب .." غريبة حقاً "
عادت من شرودها على صوت فريدة و هى تسأل نجمة .." عزيزتي لما لا تتناولين طعامك هل تناولته في المنزل قبل مجيئك و خجلت من اخباري حتي لا أتضايق "
رفعت نجمة رأسها عن طبقها و قالت بهدوء تحاول التخفي خلفه حتى لا يظهر شعورها بالقلق و اللهفة على رؤيته ذلك القابع في الأعلى.. تحاول التماسك حتى لا تطالب الجدة بالصعود له و رؤيته .." لا جدتي و لكني لا أشعر بالجوع ، هل تسمحين سأذهب للجلوس في الخارج قليلاً لحين تتناولي طعامك "
نهض وسيم بدوره قائلاً و فمه ملئ بالطعام .." سأتي معك نجمة رأيت كوخ بالأمس تتسلق عليه نبته أريد أن أراه مرة أخرى "
نهضت نجمة باسمة و هى تمد يدها إليه .." هيا بنا و سأخبرك ما إسم النبتة "
خرج كلاهما تاركين الصمت سائد بين الجالسين على الطاولة و الذي قطعته صبا متسأله بجدية .." هل لكما أن تخبراني لما كنتما تنظران لنجمة هكذا و كأنها كائن فضائي " و عندما لم يجيب أحدهم التفتت لزوجها قائلة .." تامر "
تنحنح تامر مشيرا لها بعينيه تجاه الجدة وأن تمتنع عن الحديث الآن و لكن فريدة أنتبهت لإشارته فقالت بهدوء .." بني هل تعلم شيء لا أعلمه عن نجمة و طِراد "
نظر إليها تامر بتعجب و سأل .." شيء مثل ماذا جدتي لا أفهم "
تنهدت فريدة و قالت بلامبالاة .." حسنا بني على راحتك لن أجبرك على شيء "
سألته صبا بحزم رغم أنها لا تفهم لما تربط الجدة بين نجمة و طِراد في سؤالها و لم كانا ينظران إليها بغرابة و كأنهم يعرفون عنها شيئاً ..
" تامر أخبرني هل هناك شيء تعلمه هل حدث شيء بينهما ، أنا أرى نجمة شاردة صامتة على غير العادة ماتفسير ذلك "
تذمر زوجها و قال بصوت لاذع .." و لما لا تسألينها هى ...هى صديقتك أنت لا أنا و لا يجب أن تحادثيني عن إمرأة أخرى فأنا ليس لي شأن بإحداهن "
نظرت إليه بسخرية و قالت تجيبه ببرود .." يال زوجي المستقيم "
ضحكت فريدة و قالت .." كفاكما مجادلة أنا لا أريد أن أعرف شيئاً لقد كان سؤال بريء من ناحيتي ، لا تتشبثين بعنق زوجك لتخانقيه و كأن الفرصة أتت إليك على طبق من ذهب لتفعلي "
لوى تامر شفتيه ساخرا و زمت صبا شفتيها بضيق صامتة ..فضحكت فريدة قائلة .." إذن كان معي حق في حديثي يالك من إمرأة محبة للنكد "
نهضت صبا بتذمر و قالت بحنق و هى تلقى على زوجها نظرة متوعدة ..
" أنا سأذهب للجلوس مع نجمة في الخارج قليلاً قبل رحيلنا، و أنا لست محبة للنكد كما تقولين "
خرجت مسرعة تسبقها صوت ضحكاتهم المرحة عليها ..
التفتت فريدة لتامر قائلة بخبث .." هيا الآن أخبرني بما كنت ستخبره لزوجتك عندما ترحلان لمنزلكم من هنا ، هل تعرف شيء عن حفيدي لا أعرفه " ؟؟
اربتسم تامر بمكر و قال .." هل تعرفين أنت شيء جدتي ربما ما تعرفينه أنت يكون هو نفسه الذي أعرفه أنا "
قالت فريدة بتحذير كما فعلت صبا منذ قليل .. " تامر "
فتنهد قائلاً بهدوء .." أعتقد أن حفيدك يحب نجمة جدتي و أنه أخبرها بذلك و هى لم تقبله "
انتبهت إليه فريدة بكل حواسها و قالت بجدية .." لما تقول ذلك و لما تقول أنها رفضته بني "
قال تامر يجيبها بهدوء .." لقد سمعت حديثه عن الأمر أمس صباحاً في المزرعة حين ذهبت لأوقظه "
قالت فريدة بإهتمام .." أخبرني بما سمعته "
سرد لها تامر بما كان يهذى به طِراد في نومه و ما يظنه قد حدث ..بعد أن أنهى حديثه صمت فتنهدت فريدة بحزن قائلة بشرود .. " هذا إذن ما يقض مضجعه هو يخشى أن ترفضه إذن "
ثم عادت و انتبهت لتامر تكمل بجدية .. " لا لم يخبرها بني و لكن أعتقد أن هذا ما يقلقه إن أخبرها هو يخشى أن ترفضه أي امرأة لجرح وجهه و ليست نجمة فقط و لكن قلقه هذا ظهر في شخص نجمة لأني قد حادثته عن رغبتي في أن يتزوج ، قال لي عندما أخبرته أنه لا يريد أن يجازف و يتقرب من امرأة و يقابل بالرفض كما حدث له منذ سنوات "
قال تامر يسألها بإهتمام .." هل لديك مانع في اخباري ما حدث مع طِراد و كيف أصيب بهكذا جرح في وجهه "
أجابت فريدة و قد شعرت حقاً أنها في أمس الحاجة لإخراج ما بداخلها من ألم لأحد لربما خفف عنها حزنها على ما حدث مع حفيدها ..
" حسنا بني سأخبرك و لكن عدني ألا تخبر صبا بما ستعلمه حتى لا تخبر نجمة فأنا أريد التأكد من شيء قبل أن أطلع نجمة على ما حدث مع حفيدي "
قال تامر يسألها .." و هل نجمة طلبت منك إخبارها عن ما حدث مع طِراد "
هزت رأسها إيجابا فأبتسم تامر قائلاً .." ألا يدل ذلك على شيء سيدتي "
نظرت إليه بتساؤل فقال موضحاً .." يدل على اهتمامها به سيدتي إذا أرادت أن تعلم ما حدث له فهى حقاً تهتم به "
ثم أكمل بحزن .."نحن نريد أن نعلم كل شيء عن الأشخاص الذين نهتم بهم هذا ما أكتشفته مؤخراً أنا و زوجتي مررنا بالكثير و لكن لم أكتشف أني لم أكن أهتم بها حقا سوى بعد عودتها الآن أتعجب كيف كنت أحبها لهذا الحد و لم أحرك ساكنا عندما تركتنا و أختفت منذ سنوات و لذلك سيدتي صدقيني الإهتمام من رأى الآن أنه يفوق الحب و هذا عن تجربة شخصية ، و الآن أخبريني ما حدث مع طِراد و جعله يظن أنه لا أحد سيقبل بالتقرب منه بسبب جرح بسيط "
تنهدت فريدة قائلة .." سأخبرك "
أنت تقرأ
تناديه سيدي ج1 قطعة من القلب
ChickLitجرحٌ تلقاه فدُمِغت به روحه بفعل يدٍ غادرة... فنأى عن البشر إلا عن قلبٍ دافئ بحكمته الآسرة.. فجاءت لتعلل جرحه و ترمم أجنحته المتكسرة.. ليحلق في سمائها و تغدو في حياته أميرته الآمرة... #تناديه_سيدي