الفصل الرابع عشر & تناديه سيدي & صابرين شعبان

24.6K 863 12
                                    


الفصل الرابع عشر

جالسون حول طاولة الطعام يتناولونه بصمت  غير أن الأولاد ما أنفكوا عن الحديث عن كل ما رأوه هنا متحمسين للعودة و اخبار أصدقائهم عن كل ما رأوه .. مر وقت قصير بعد تناولهم الغداء  و أستعد الجميع لرحلة العودة  كان العمال الذين أتوا معهم قد ظل بعضهم في المزرعة و أتى الآخر ليعودون  معهم  مما جعل توفر  مقاعد كثيرة فارغة  ..صعد الجميع إلى الحافلة  أستعداد للرحيل  ، جلس الأولاد كما  عند مجيئهم  و نجمة جالسة جوار جميلة  ، لجلوس صبا بجوار زوجها  جلس محمود جوار السائق تاركا زوجته تجلس بجوار فريدة التي ودعت أم عبد الله واعدة إياها بالمجيء قريبًا لتظل بعض الوقت  صعد طِراد بعد أن أطمئن أن العمال الباقين يعرفون ما عليهم من عمل في المزرعة مودعا  الجميع موصيا إياهم على كريم .. كانت فريدة و سناء تثرثران دون إنقطاع  مما جعل نجمة تتعجب من أين يأتون بمواضيع يتحدثون بها دون إنقطاع ..أتجه طِراد للمقاعد الخلفية  جالسا وحده  حتى لا يكون تحت نظرات جدته طوال الطريق  حتى لا تلاحظ تعبه و تقلق أمر السائق بالتحرك  ليخرج السائق من المزرعة متجها إلى المدينة بهدوء أسند طِراد رأسه على النافذة  يشعر بأنه منهك  ليغرق في النوم حتى قرب وقت وصولهم  إلى المدينة ..قال تامر مقترحا ..
” عمي محمود لم لا تخبر السائق أن يوصلكم أولاً  فمؤكد أنك متعب من طول الطريق “
أجابه محمود  فهو حقاً يشعر بالتعب فهذا أول خروج لمكان بعيد و لساعات بعد إصابته ..” لا بأس بني كما تريدون “
وجه محمود السائق على الطريق  منزله  و هو يشير إليه إلى أين يتجه
كانت نجمة  تلتفت إليه من وقت لآخر قلقه فهو منذ صعوده لم يتحدث بكلمة واحدة  كان نائما مستندا برأسه على النافذة يهتز جسده كلما أهتزت الحافلة أو  غيرت طريقها كل هذا و لم يستفق لقد لاحظت اليوم أنه شاحب اللون و يبدو متعبا ..وصل السائق لمكان هبوطهم فنهضوا جميعاً مودعين الجدة و صبا و زوجها  قالت فريدة لنجمة و هى تقبلها ”سأنتظرك غداً لا تتأخري على “
التفتت لتبحث عن طِراد ليودع محمود و الأولاد فوجدته نائما فهتفت به ..” طِراد حبيبي أنهض “ و لكنه لم يظهر أنه سمع ندائها
أجابها محمود ينهيها عن ما تفعله قائلاً ..”  أتركيه سيدتي نائما  لا بأس و شكراً لك على هذا اليوم الجميل حقاً أنه لا  يعوض “
أجابته فريدة باسمة ..” على الرحب و السعة يا أبا نجمة لقد سعدت اليوم بصحبتكم أضعاف مضاعفة شكراً لكم أنتم على هذا اليوم “
ألقوا التحية على الجميع ثم ترجل و أبنائه و زوجته من الحافلة مودعين  تحرك السائق مرة أخرى فأخبره تامر أن يتجه لمنزل طِراد الآن  فقالت فريدة ..” أتركه يوصلكم أولاً بني  و أنا و طِراد فيما بعد حتى يستريح وسيم أنظر إليه عيناه تغلق و تفتح “
أجاب تامر بمرح ..” لا بأس جدتي مؤكد أنت متعبة  من الطريق و أنا و صبا لا نمانع  التأخر قليلاً و وسيم أيضاً يريد أن يرى منزلكم أليس كذلك وسيم “
أكد وسيم حديث والده رغم أنه لا يفهم شيئاً و عاد ليراقب الطريق من النافذة .. هزت فريدة رأسها موافقة و عادت لتنظر أمامها  ..
قال تامر لصبا ..” أجلسي بجوار الجدة لحين نصل “
شعرت صبا بالقلق فزوجها ليس من عادته فرض نفسه على أحد علمت أن هنالك شيء يخفيه فسألته بخوف ..” ماذا هناك تامر ماذا يحدث و تخفيه “
أشار بعينيه لطِراد الجالس في الخلف نائما  قائلاً بخفوت ..” أنه مريض يبدو أنه التقط بعض البرد أمس و لا أريد أن أعرف جدته ترينها كيف هى متعلقة به لذلك سنوصلهم أولا حتى نطمئن  عليهم ثم نذهب لمنزلنا و لكن أجلسي معها بدون إشعارها بشيء لحين أجعله يفيق  قبل أن نصل  “
قالت تسأله  بذعر و صوت خافت ..” هل هو فاقد الوعي “
أجابها تامر بضيق  ..” لا صبا هو فقط نائم  لأنه متعب  كما يحدث معي تذكرين و الآن كفي عن الجلبة يا امرأة و أذهبي إليها أنظري كيف تلتفت إليه  قلقة “
نهضت هازه رأسها قائلة ..” حسنا سأذهب للجلوس معها “
جلست صبا بجوار الجدة و ظلت طوال الطريق تتحدث في مواضيع عامة  لتلهي فريدة عن النظر لطِراد  الذي جلس تامر بجوار ليوقظه  بهدوء حتى لا يثير قلق الجدة ، اقترب السائق من المنزل فقام الحارس بفتح الباب لتدلف الحافلة للداخل  ليتوقف أمام المنزل ، نهضت صبا لتفسح للجدة لتخرج من الحافلة و لكنها بدلاً من ذلك التفتت لترى حفيدها  شعرت بالقلق و هى ترى تامر يجلس بجانبه يربت على وجنته  قائلاً ..” طِراد أستيقظ يا رجل لقد وصلنا إلى منزلك  “
فتح طِراد عينيه بتعب و قال ..” حقاً لما لم يوصلكم أولاً كما أخبرته “
مازحه تامر حتى لا يقلق الجدة و هى ترى شحوب وجهه و حالة الضعف التي تظهر عليه ..” نريد أن نرى بيتكم هل لديك مانع و الآن أنهض لتهبط و تريني إياه “
حاول طِراد النهوض  ليقف فشعر بقدميه لا تحملانه فأختل توازنه و كاد يسقط على المقعد فأمسك به تامر قائلاً بمزاح ..” هل مازلت نائما ألم يكفيك طوال الطريق لتستفيق
اقتربت منه فريدة  قائلة بفزع ..” حبيبي هل تشعر بشيء لما وجهك  شاحب هكذا هل أنت مريض “
تمالك طِراد نفسه و صلب قامته و قال يطمئنها ..” لا جدتي أنا بخير فقط لأني طوال الطريق نائما فلم أفق بعد و قدمي مخدرة قليلاً “
قال تامر ..” هيا يا رجل أمسك بي حتى تفيق السائق يريد أن يرحل “
أستند عليه طِراد  ممتنا ليهبط الجميع من الحافلة  و فريدة تنظر لحفيدها بخوف و هى تشعر بأنه  ليس على ما يرام  فتحت فريدة الباب ليدلف الجميع فمؤكد سهر قد ذهبت إلى بيتها باكرا لعدم وجودهم فى المنزل  .. دلف الجميع فقال تامر مازحا ..” ما هذا يا رجل أن بيتك يبدو  كالقصر من الداخل ماذا ستكون غرفتك حتما ستكون فاخرة “
لهنا قاطعتهم فريدة بفزع   فالوضع كله يثير الريبة و تامر يبالغ في الحديث و هذا ليس طبيعياً لما تعرفه عنه من صبا ..”  تامر أخبرني ما به حفيدي أن كان لا يريد هو أن يخبرني أخبرني أنت بالله عليك “
اقترب منها طِراد يضمها بعد أن ترك يد تامر  و قال بهدوء ..” أنا بخير جدتي صدقيني “
أمسكت بذراعه و رأسها على صدره و قالت بفزع ..” و لكنك دافئ ما بك “
قال يريحها من القلق ..” فقط بعض الحرارة و لا شيء أقسم لك “
قالت بحزم و هى تبتعد عنه  و تمسك بذراعه ..” حسنا هيا إلى الفراش و سأتي بالطبيب  على الفور هيا تحرك “
استسلم طِراد فهو حقاً منهك للغاية و لا يقدر على الجدال فقال..” حسنا جدتي سأذهب للنوم و لكن لا طبيب سأتناول الدواء و أستريح اتفقنا“
فقال تامر يستلم منها مقاليد الأمور ..” حسنا جدتي أنا سأخذه  لغرفته و أنت استريحي لا تقلقي سأعطيه مسكن و خافض حرارة و سيكون بخير “
صعد تامر و طِراد للأعلى وأمسكت صبا بيدها تجلسها  فجلس بجوارها وسيم يمسك بيدها قائلاً ..” لا تقلقي جدتي عمي طِراد رجل قوي كأبي و لن يحدث معه شيء “
كانت صبا تنظر إليه بحنان و فريدة تبتسم  و هى تربت على وجنته برقة  قائلة ..” أعلم حبيبي و لكنه القلق الطبيعي الذي ينتابنا  على من نحب و نخاف عليهم من الأذى “
جلسا بصمت إلى أن هبط تامر بعد قليل قائلاً ..” هو بخير الآن جدتي لقد أبدل ملابسه و أخذ بعض الدواء و غفى لا تقلقي عليه سيكون بخير في الصباح “
هزت فريدة رأسها قائلة بإمتنان ..” حسنا بني شكراً لك على إعتنائك بحفيدي “
نهضت صبا قائلة ..” حسنا جدتي سنتركك الآن لترتاحي أنت أيضاً من تعب الطريق و سنأتي غداً لنطمئن عليه “
أمسكت فريدة بيدها برجاء قائلة ..” عزيزتي لما لا تبيتان معي اليوم فالوقت تأخر على رحيلكم و أنتم كما ترون المنزل كبير و يسع قبيلة كاملة “
نظرت صبا لزوجها بتساؤل فأمسك وسيم بيد والده قائلاً برجاء ..
” أبي وافق أرجوك حتى لا تبقى جدتي بمفردها و عمي طِراد مريض “
أبتسم تامر قائلاً  ..” حسنا بني لا بأس أنا أيضاً أريد أن أطمئن على طِراد صباحا  و حتى لا نترك الجدة كما قلت وحيدة “
تنهدت فريدة براحة  و قالت ..” حسن بني أسترح لحين أذهب و صبا لنجهز لكم غرفة  أما وسيم فسيبيت معي في غرفتي فأنا أحتاج بعض الصحبة اليوم  لا مانع لديك وسيم “
هز الصبي رأسه موافقا و قال تامر ..” لا بأس بهذا جدتي “
فأكملت قائلة ..” إذن هيا صبا ننتهي بسرعة لنعود و نحضر العشاء فسهر رحلت منذ وقت طويل “
توجها اثنتيهم إلى الأعلى و جلس تامر و وسيم يتحدثان فيما رأه وسيم في المزرعة انتظار مجيئهم ...

تناديه سيدي ج1  قطعة من القلب  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن