احلام اليقظه

55.3K 1.8K 290
                                    

#الحكم_بالحياه_بعد_الاعدام
الجزء الاول .... اماسي الليل
حقوق النشر محفوظه
في الطابق العلوي ( السطح ) من منزل عمي ....
جلست وبين يدي  صحن الرز ازيل عنه الحبات البنيه والشوائب
بعد اكثر من خمسه عشر دقيقه
شعرت بألم في رقبتي ... اخذت قسط من الراحه لثوان
لمحت ظلي
انا كما انا بالصوره لكن من الداخل كم تغيرت.... كم افتقد براءتي الجميله وكم تعلمت دروسا فرضتها الحياة علي
سرحت بالذكريات
الي زمن بعيد
تذكرت اول يوم وصلت فيه الى هذا المنزل قبل سنوات كنت حينها في الرابعه عشر
اتذكر تلك الليله التي تم فيها اعتقال والدي واخوتي الثلاثه ... بتهمة تهريب الاسلحه
يومها انتظرنا انا وزوجتا اخوي والصغار عوده الثلاثه ... لكن من دون جدوى لم يعد ايا منهم حتى جاء
صباح اليوم التالي
وجدت نفسي وحيده في ذلك المنزل الكبير ي
بعد   ان غادرت كل من زوجتا اخوي المنزل عائده الى منزل ذويها لم افهم  لحظتها مالذي جرى
شعرت بالخوف والوحده فلم يكن امامي
الا ان اتصل
ب اختي الكبيره لاخبرها بالحاله التي انا عليها
حين رفعت السماعه كنت مطمئنه
لكن حين تحدثت اليها
فاجئتني بردها ( حبيبتي فيض ما اكدر اجيبج يمي نعمان من سمع بالخبر گلي اطلگج اذا عرفت متواصله ويا اهلج... تريدين تعيشين ويايه ويا اهلي تنسين اهلج وفضيحتهم.... راح اتصل بعمي يشوفلج حل)
بعد الانتهاء من المكالمه  وضعت سماعة الهاتف كانت دموعي تتساقط بغزاره
لحظتها لم يخطر ببالي احد الا امي
ازددت حقدا وحنقًا عليها
كانت السبب بتعاستنا وب ضياع اخوتي
الى يومي هذا لم اتخيل اي قلب تملك تلك المرأه لتتخلى عن اولاد ها من اجل الحصول  على الطلاق ولتتزوج قريب لها بعد العده
تلك القصه
سمحت
لعائلة والدي ان تحيطها بدائره الشك والاتهام 
حتى تجرأ احدهم ليخبر والدي بما  يظن الجميع بطليقته ( انها كانت على علاقه بقريبها حين كانت متزوجه منك لذلك يجب عليك ان تتأكد  من نسب اولادك )
كل ما كان يقال بشأن امي  لم يكن ليثير شيئا عند والدي كان لا يجيب احد
فقط ينصت ويلتزم الصمت
الا عندما شكك جميع افراد اسرته بنسبنا
استشاط غضبا وقاطع الجميع ومن حينها انقطعت العلاقات بيننا وبين اسره والدي اعتزلنا الجميع .) شعرت بالبرد ارتعاش جسدي
اخرجني من الفوضى التي بداخلي
لا اعلم كم مر من الوقت وانا جالسه على الارض مثنيه الساقين ومحنيه الرآس وحيده بين البكاء والخوف
وبين التفكير والنظر الى نقطه واحده على الارض
قطع رنين الجرس خلوتي ومحاولتي
للتفكير بالمستقبل
وبحركه سريعه وقفت مفزوعه
و كفوف يدي من الخوف استقرت على اعلى صدري
ترددت ان اخطو
خطوات بطيئه بأتجاه نوافذ غرفه الضيوف
حتى اقتربت أزحت الستاره البنيه بزخرفه ذهبيه
استرق النظر لاكشف عن هويه الطارق
فُتِحَت باب الكراج ودخل احدهم
اختبأت خلف الستاره سمعت صوت خطوات عدت لانظر بطرف احد عيني
كان رجل كبير ومعه شاب
اغلقت النافذة والستاره وانا ارتجف خوفا من هذين الرجلين
  سمعت صوت طرقات على باب المطبخ
ونداء الرجل الكبير بأسمي اكثر من مره ....
فيض فيض
بدأت اسيطر على تنفسي ونبضات قلبي وهي تعتدل
بعد ان تبدد شعور الخوف في داخلي
حين سمعت صوته الذي كان يشبه صوت والدي كثيرا
وهو يعرفني على نفسه
( افتحي الباب عمو اني عمج فاروق )بخطوات سريعه ... ذهبت لأفتح الباب
رأيته ... يقف امامي تجولت بنظراتي على وجهه وانا انظر الى ملامح هذا الرجل الذي يشبه والدي الى حدا كبير
تأكدت انه عمي
اما الشاب الذي  كان معه خمري اللون وسيم الملامح غامض الشخصيه متعجرف لم اتعرف على هويته ،
استقبلني عمي بوجه عابس من دون ترحيب
_( يله حضري ملابسج دتجين ويانا)
دخلا الاثنين للانتظار في غرفه المعيشه بينما
اجمع امتعتي للذهاب معهما ،
حين انتهيت ... حملت حقيبتي الثقيله وخرجت
توجهت نحو
غرفه المعيشه لاخبرهما انني جاهزه 
حين اقتربت خطواتي
وقع على مسامعي بعض الكلمات التي كانت اشبه بطعنات
ألمتني واخافتني وانا اتخيل مصيري  بينهم .
( مجبور الفيها ببيتي.... بس هاي نضال ما تفهم اذا اترك البنيه وحدها ما الها احد تالي يقشمرها واحد وتمشي بدرب الغلط ... العالم تاكل وجهي ...لان محسوبه عليه بت اخويه كدام العالم .... محد يعرف بسالفه امها )
ايقنت حينها  ان تلك القصه لم تنتهي الى الان وانه
يشك بنسبي كأبنه لا خيه ولانني احمل اسم العائله  فهو مجبر على مساعدتي ،
لم اسمع رد الشاب ولا موقفه مني
لانه سرعان ما لمحني  وأرسل اشاره الى عمي يعلمه بوجودي خلفه
استدار لي عمي
بصوت هادئ اخبرته
انني جاهزه
خرج الاثنان من غرفه المعيشه من دون ان يحمل  اي  منهم الحقيبه
احكمت أغلاق كل شي خلفي حملت حقيبتي الثقيلة ... بخطوات بطيئه خرج عمي والشاب
من المنزل وقفت مكاني اخذت  المح المكان كأني اودعه واحتفظ بصوره للغرف والاثاث في ذاكرتي
وصلت الى باب المطبخ بينما كنت اتجول بنظري  مودعةً المكان شعرت بكف احدهم فوق كفي  تسحب الحقيبه  مني
التفت بسرعة على اثر الحركه كان الشاب قد حملها و ابتعد  عني عده خطوات وهو يأمرني
(اغلقي الباب ويله بسرعه تعالي) لم ارى ملامح وجهه لأتعرف على
نبرة صوته ان كان غاضب ام لا 
اخذت المفاتيح من درج خزانة المطبخ واحكمت اغلاق النوافذ والستائر التي كانت من قماش الشيفون الابيض المطرز بخيوط من حرير على شكل زهور صفراء و حمراء كبيره على جانبيها اوراق خضراء ...
اطفئت مصباح المطبخ أغلقت الباب من خلفي بأحكام ...
بخطوات سريعه خرجت من الكراج الى السياره جلست في المقعد الخلفي
اعاد عمي  كفه لي وهو يبسطه امامي   ليطلب مني
( انطيني المفتاح ) اخرجت المفتاح من جيبي ووضعته في راحة يده

الحكم بالحياة بعد الاعدام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن