سر ذلك الجرح

8.7K 974 206
                                    

_ في صباح اليوم الثاني عندما غادر الجميع المنزل
بعد انت اتممت التنظيف  دخلت لارتب غرفتي رأيت الكيس
تذكرت ذلك الثوب لم اجربه
ذهبت لاغلق باب غرفتي ومن ثم عدت وبينما احاول ارتداء الثوب رأيت
الجرح تقربت امام المرآه كان مكان التقطيب قد غرس اثر ملحوظ
تضايقت للحظه من وجود ذلك الاثر الذي شوه صفاء ذلك الجزء
اردت ان انسى امره ارتديت الثوب وبدأت اتمايل انظر له وهو يلتف على جسدي
كأنه خيط لي خصيصا
اصابني الغرور وتخيلت ان اقف امام كمال بهذا الشكل
ابتسمت لفكره ان لا يطيق صبرا حتى يعانقني ويثني على جمالي بهذا الثوب المغري
عدت اتمايل وارقص امام المرآه بدلال مقلده حركات الاغراء التي تتبعها هند رستم والكثير من الفنانات في الافلام
كان مايسيطر على تفكيري حينها امتلاك كمال الى الحد الذي يجعله لا يستطيع التخلي عني
انهيت الوقت وانا امام المرآه اجرب المكياج واسرح شعري بطرق مختلفه
واطلي اظافري
حتى سمعت صوت الجرس ... فزعت وغيرت الثوب بالبيجاما
خرجت مسرعة لافتح الباب
كان عمي يبدو متعب شاحب الوجه
فتحت الباب بسرعة ...
( شلونج بابا )
( هلو عمو ) دخل اغلقت الباب ومن ثم ذهبت الى غرفه المعيشه خلفه
رأيته يستلقي على الاريكه
( عمو خيرك )
( ماكو شي شويه تعبت كلت ارجع ارتاح )
بينما انا اقترح عليه ان اصنع له شئ ياگله او يشربه قفز بسرعة وخرج من جانبي الى الحمام
بدأت اسمع صوته وهو يتقئ قلقت عليه
حدثته من خلف الباب
( عمو اتصل على كمال يجي ياخذك للدكتور) اجابني بنفس مقطوع
وبصوت تعب
( لا بابا ما يحتاج )
خرج كان يبدو عليه التعب وهو يستند الى الحائط لاول مره يصيبني الخوف والقلق على عمي
وقفت بجانبه وعرضت عليه ان يستند علي كي يستطيع الوصول الى غرفه المعيشه
الا انه رفض مبررا السبب خوفه من ان يسبب ليز ضرر لان جرحي لم يمض عليه ستة اشهر
بدأ يسير وهو يستند الى الحائط حتى وصل الى الاريكه استلقى عليها
بدأت افكر
هل اتصل بأحد ام انتظر عودتهم
خرجت مسرعة احضرت له غطاء صوفي كان قد وضع يده على جبينه وهو مغمض العينين جلست بجانبه ووضعت اللحاف على طرف الاريكه
خلعت عنه الحذاء والجوارب رفع يده ورأسه القى علي نظره امتنان
( الله يبارك بيج بنيتي بعد بس غطيني وروحي اخذي راحتج اني راح انام )
بعد ان رفع الغطاء على وجهه تركته ليرتاح ذهبت الى المطبخ وعقلي يفكر في حال عمي القلق كبل يدي تركت كل شئ وعدت لاطمئن عليه
دخلت الى غرفة المعيشه كان لا يزال يخبئ نفسه تحت الغطاء تقربت لاسمع
صوت تنفسه حتى رأيت بطنه تعلو وتنخفض ارتحت
قررت ان اجلس على الكنبه الصغيره بالقرب منه اتابع حالته قبل ان تتفاقم
المشكله
مر الوقت وانا اسند رأسي على مسند الاربكه الخلفي مكتفه اليدين شعرت بالتعب اثنيت ساقي الى الاعلى على الاريكه
وبدأت انظر الى ميل الساعة وهو يصدر صوت ملحوظ وسط هذا السكون
طوال نظري للساعة كان الوقت لا يمر بسرعة ... حتى اكتفيت من الجلوس
ومتابعه تنفس عمي المستقر
عدت الى المطبخ حاولت ان اشغل نفسي بشئ
تذكرت عمي يحب سلطه الخيار واللبن ... اعددتها له وكالعاده فتحت كيس الخبز الجاف واخرجت قطعه بللتها بالماء حتى ترطبت وبدأت بطحنها
في صحن
خرجت الى الحديقه متوجهه الى شجره الزيتون وضعت الصحن اسفلها
كي تأكل منه الطيور
عدت الى الداخل سمعت صوت ركضت مسرعة الى مصدر الصوت
رأيت عمي مغمى عليه بالقرب من باب الحمام
انتابتني حاله من الفزع والارتباع بدأت بالبكاء والصراخ اطلب المساعده
تقربت منه وانا انادي عليه ليستفيق
عمو عمو
فكرت ان اتصل بكمال ليحضر دخلت الى غرفه المعيشه بغرض الاتصال بكمال الا اني غيرت رأيي قد يكون عمي بحاجه لعون سريع اخذت عباءة نضال التي تضعها دايما خلف باب المطبخ و
خرجت مسرعة وانا ارتدي العباءة حتى وصلت الى باب بيت الجيران لحظتها كنت مرعوبه
بدأت بطرق الباب بقوه واضغط بيدي الاخرى على زر الجرس
حتى خرجت لي السيده مفزوعه وهي تقول
( منومنو )
خمنت خوفها من نبره صوتها وهي تستفهم من على الباب
اجبتها
( خاله عمي واكع بالكاع واني وحدي بالبيت )
فتحت لي الباب ونادت على ابنتها التي تقف عند باب المطبخ
( ولج حور اركضي دكي الباب على بيت خالتج صيحي واحد من الولد بسرعة ابو زياد متخربط )
لمحت الفتاة الصغيره وهي تخرج امامي وتركض مبتعده عن ما يقارب السبع منازل حتى وقفت امام باب وبدأت بطرقه
اخذت السيده يدي وهي تقول لي  تعالي خلي نشوف الرجال بين ما احد من بيت اختي يجي يساعده )
كنت مخدره بحاله صدمه سلبتني التفكير في اتخاذ اجراء صحيح اخر
دخلت مع السيده وقفت لا اعرف ما افعل وخائفه ان يكون عمي قد فارق الحباه اقتربت منه السيده وتحسست نبضه حتى تحركت مسرعة ودخلت الى الحمام عادت بسرعة تحمل وعاء الحمام الصغير فيه ماء( وعاءالذي نستخدمه احيانا في الشتاء لنقل الماء الحار من القدر الذي نغلي به الماء
الى حوض الاستحمام لتدفئه الماءالبارد )
بدأت بمسح وجه عمي حتى سمعت صوت رجالي
( يا الله ) دخلت الطفله قبله
( ماما حمزه واگف بالباب يدخل )
امرت السيده صاحب الصوت بالدخول لم انتبه له لانه دخل مسرعا اقترب من عمي وحمله بمساعده السيده ..
( خاله ساعديني اوصله للسياره حتى اودي للمستشفى )
( انت بنته ) فاجئني بالسؤال ابعدت نظري عن عمي ونظرت الى الشاب
مرتبكه خرجت مني الكلمه بأستعجال
( اي ) تعالي ويانه
( خاله وين تجي ويانا منو يبقى بالبيت هسه اهله على جيه غير يبقى احد ينطيهم خبر
( خاله لعد اخذ الرجال بله صار عليه شي غير اكو احد من اهله ويايه
يعرف عنه شي معلومات اني اخذه حتى اسمه الكامل ما اعرفه اعرفه بس ابو زياد )
توترت من النقاش وانا ارى الوقت يمر ولا يزال عمي مغمى عليه
اجبت الشاب بعصبيه
( اني اجي وياك بس خلي ناخذه للمشفى راح يروح من ايديه وانتو دتتناقشون )
جلست وبجانبي عمي في الخلف اسندت راسه على ساقي بعد ان
تركنا السيده وابنتها في المنزل
وانا والشاب في طريقنا الى المشفى كنت طوال الطريق اضع اصابع يدي تحت عنقه استشعر نبضه لاطمئن بعد ان يفتح عينه لثواني ثم يعود ليغمضها
انه لا يزال على قيد الحياة
وصلنا الى المشفى ترجل الشاب من السياره وطلب المساعده من شخص كان قريب
بعد ان دخل عمي الى المشفى وانا من خلفهما ...
بدأ الدكتور بأجراء الفحص وبدأ يتكلم الى الممرضه سأل الشاب سؤال
اشار الشاب الي وهو يجيب الدكتور
البنيه بنته اني جيرانه ما اعرف شي عن حالته
بدأ الدكتور بالاستفسار مني عن بدايه الاعراض ذكرت له ما شاهدته منذ دخوله المنزل الى ان دخلت ورأيته على
ملقى على الارض
طلب مني الدكتور بعد ان اخذ جميع المعلومات الانتظار في الخارج
جلست في الحارج وتقدم الشاب ليجلس بجانبي
( لا تخافين ان شاء الله مابي شي )
( ان شاء الله )
( يعني انت بت اخو مو بنته سمعتج ذكرتي هالشي للدكتور)
( اي بت اخو ... عفيه حمزه اريد اتصل على البيت اخاف هسه رجعوا ويقلقون )
( انت ابقي هنا حتى الدكتور من يطلع يلگى احد ونفتهم منه حالة عمج
انت انطيني الرقم واني اروح اتصل صدك هو انتِ شسمج )
( اني فيض )
ذكرت له الرقم حتى اعاده على مسامعي ثلاث مرات ليتأكد انه حفظ  الرقم
ذهب من امامي حتى اختفى
بعد ان رأيت ملامحه عن قرب
(شخص بملامح مريحه ... بشوش الوجه
كان يشبه كثيرا المطرب رائد جورج صاحب بشره بيضاء لكن الاختلاف كان في الشعر الاسود ولون العين الاسود الغامق  )
عندها رأيت شخص يدخل الى غرفه الفحص وخرجت بنفس الوقت الممرضه وقفت وسألتها
( عفيه طمنيني عمي شلونه )
( هو حاليا وضعه احسن وهسه راح ياخذوله عينه دم ويسووله تحليل  لا تخافين )
شعرت بأحدهم يقف خلفي التفت كان حمزه يستمع الى حديث الممرضه
بعد ان ذهبت عدت للجلوس اخبرني بأنه اتصل 
وبدأ  يختلق الحديث بيننا
( انت جايتهم زياره )
( لا اني عايشه ويا عمي )
( بس اكيد مصار فتره طويله  لان ما اتذكر فد يوم شايفج  لان اعرف كل بناتهم وولدهم )
( لا صار فتره طويله بس اني ما اطلع غير للمدرسه او بالسياره فأكيد محد شايفني )
( متوسطه لو اعداديه )
( لا اعداديه )
انتبهت لحركته وهو ي رفع رأسه لينظر خلفي التفت لرأى ما الذي ينظر له رأيت كمال ونضال وزياد قادمين بأتجاهنا
عندما اقتربت نضال
( وج فيض عمج شبي ) اجاب حمزه
بعد ان رد تحيه زياد وكمال
( خاله لاتخافين قبل شويه الممرضه طمنتنا عليه فوتي شوفي واطمئني )
دخل زياد ونضال وانتظر خلفهم كمال خارج الغرفه  كان يستمع الى الحديث بينهم وبين الدكتور من خلال باب الغرفه المفتوح
بعد دقائق عاد ليقف الى جانبي وانا جالسه 
بدأ بشكر حمزه  الذي كان يقف امامه بمسافه عني
( شكرا ما قصرت رحم الله والديك )
( لا يمعود احنه اهل )
التفت لي قلق سحبني من يدي كي اقف  وقفت امامه همس لي بصوت منخفض
( ليش ما اتصلتي عليه )
( لان ما بقى عندي عقل وصلت يم التلفون دا اتصل عليك وخفت تتأخر ويموت ركضت على الجيران بدون عقل ولو مو الولد الله ينطي جان الله اليستر )
( لا تخافين فد شويه تطلع نتيجه التحاليل ونطمئن عليه امشي للكافتريا
اخذي شي تاكلي )
( لا ما اريد بس مي ) 
قريب ان نصل الى الكافتريا  وضع كفه ممسدا  على  ظهري يحاول ان يخفف عني
( بس تطلع التحاليل ارجعج للبيت وارجعلهم )
( اي والله ياريت لان تعبت )
بعد نصف ساعة تقريبا كنت انا وكمال وحمزه الذي رفض الذهاب قبل ان يطمئن على وضع عمي
نجلس بأنتظار نتيجه اختبار تحليل الدم
بعد ان وصلت التحاليل دخل كمال للغرفه  بعد دقائق اخرج كمال نضال وهي منهاره تجهش بالبكاء
فزعت من المنظر للحظه خمنت ان عمي قد فارق الحياه  سألت كمال وهو يحاول ان يجلس نضال
وقلبي يكاد ان يتوقف
شبي عمي
( مابي شي ان شاء الله )
( لعد شبيها عمتي  ) بدأت بالبكاء
( مو كتلج مابي شي شكو انت هم دتبجين )
( امشو ارجعكم للبيت وارجع لزياد ) رفضت نضال العوده بعد ان عادت الى الغرفه دخل معها كمال لدقائق ثم عاد لي
( امشي ارجعج للبيت حتى ارجعلهم ) 
تطوع حمزه ان يقوم هو بأيصالي ... رفض كمال
( لا حبيبي رحم الله والديك ما قصرت اخذ راحتك ممنونين
لازم ارجع اجيب للحجي وللاهل شغلات يحتاجوها تبقى يمهم هنا لان راح يبقى بالستشفى اليوم يحتاج ينقلوله دم )
غادرنا معا توجه الشاب الى سيارته وانا جلست بجانب كمال في سياره
زياد
التفت له
( هسه گلي شبي عمي )
( مابي)
( مو كلت للولد راح يخلوله دم )
( عنده فقر دم حاد ويحتاج دم )
( الله عليك احجي الصدك )
( انت يعني بالكوه تريدين تفاولين على الرجال مو كتلج فقر دم حاد كم يوم و
يرجع طبيعي ان شاء الله )
( ان شاء الله )
بعد ان وصلنا الى المنزل طلب مني ان اجهز لعمي  ونضال بعض الاغراض ليأخذها معه
_عرضت علي ان تسخن الغداء لي في بدايه الامر رفضت  ثم غيرت رأيي
وتصرفت بصوره طبيعيه امامها وامام الاولاد لاطمئنهم ان لا شئ مقلق
حاولت ان اخبئ حزني وقلقي على فاروق بعد ان كشفت نتيجه التحليل  بوجود مرض خبيث في خلايا الدم ( سرطان الدم ) 
بعد ان تناولت الغداء مع الثلاثه  شعرت بضيق وتعب بسبب استفساراتهم
المتتاليه عن وضع فاروق واستمراري بخلق الاكاذيب قررت حينها ان استعجل بترك المنزل
طلبت من فيض ان تجلب لي الحقيبه 
بعد دقائق حملتها وطلبت منها ان تغلق الباب خلفي  كانت تسير
خلفي وهي تمتم بالكلام
( اني حافظتك واعرف دتكذب لان دتحجي شي ووضعك يكول غير شي)
خرجت من باب غرفه المعيشه خطوه نحو الكراج التفت لها  قبلت جبينها
( ماكو شي ان شاء الله  ديري بالج على  زيد اخاف هذا الجحش يطلع العصر ويعوفكم وحدكم قفلي الباب زين ما تفتحيها لاحد لحد ما نرجع  )
( ان شاء الله )
بعد اكثر من ساعة جاءت جلنار والاولاد تجلس  معنا لنشاهد التلفاز
اغلب الوقت بعدها اعددنا العشاء ثم بدأ الصغار بالبكاء قررت ان تعود الى شقتها بعد ان فشلت جميع محاولاتها في ان ينام الصغيران
( حبيبتي اني راح اروح انيم الصغار اذا تحتاجين شي بس دزي زيدون )
بعد ان غادرت جلنار ذهب زيد الى النوم وصعد زيدون لغرفته
جلست وحيده اترقب عودتهم تعدت الساعة العاشره ...حتى رن جرس الباب
ازحت الستاره استرق النظر
رأيت يد تمتد من الاسفل انفتح الباب دخل كمال بينما هو يغلق الباب
فتحت انا باب غرفه المعيشه
كان يبدو متعبا عندما التفت لي
( شو بس وحدك )
( زياد ونضال اليوم يباتون ويا فاروق ... وين الولد ) تقدم بأتجاهي
( واحد نام والثاني بغرفته ) رفع كفه الى خدي
فوتي حبيبتي سويلي لگمه وكوب جاي لان هلكان من التعب وراسي ديفتر )
_عندها دخلت ودخل هو من خلفي واغلق الباب
( ليش بقى عمي ما طلعوا )
مر من جانبي من دون ان يجيب
رمى جسده على الاريكه بوضع بين الاستلقاء والجلوس
كان رأسه واحدى يديه تستند على الاريكه من الاعلى والاخرى على المسند الجانبي للاريكه واحدى ساقيه ممدوده على المقعد والاخرى تلمس الارض
( نقلوله دم ولازم يبقى اليوم )
( كمال احجيلي الصدك عمي شبي )
( بس لا تكلبيها كأبه ونوح ترى ومن الصبح لحد هاللحظه انكرب قلبي من ورا نضال يعني هو امر الله لازم الانسان يرضى بي
عمج عنده ( مرض خبيث بالدم ) ويحتاج يتعالج واحتمال يحتاج عمليه بعد
الدكتور هو يحدد هالايام مرحله المرض كلامه جان مطمئن ان شاء الله
اكو امل يتعالج )
عندما سمعت الخبر كان كالصدمه لم يبدو علي التأثر او انني لم استوعب الموضوع لان كمال قد ذكره لي بصوره مبسطه وطلب مني ان لا اخبر
اي شخص اخر الى ان يقررا زياد ونضال
دخلت الى المطبخ وبدأت بأعداد العشاء لكمال كنت افكر في حاله عمي
حتى بدأت بالبكاء خشيه ان افقده
بعد ان انهيت تجهيز الطعام ناديت على كمال لم يجيب ... ذهبت لغرفه المعيشه لاناديه
وجدته يغط في نوم عميق كان يبدو عليه التعب
همست له ننبصوت هادئ وانا اربت على كتفه
كمال كمال
فتح عينه بتعب
( اكعد تعشى اجيبلك الاكل هنا) نهض وجلس بأعتدال فرك وجهه
( والله ياريت بين ما اغسل )
مر من امامي وقف امام الحوض يغسل يديه ... دخلت الى المطبخ
احمل اليه العشاء
وضعته امامه كان ينظر لي بتركيز
( انت باجيه صح )
( والله انقهرت على عمي مو بيدي )
( تعالي تعشي)
( تعشينا جانت جلنار يمنا بس الصغار زعجوها مقبلوا ينامون هنا راحت )
( والله نسيت امرلها ابلغها زياد اليوم يبات ويا ابو )
( اني هسه اروحلها انت تعشى )
بعد اكثر من ساعة عدت الى غرفه المعيشه كان كمال قد عاد لينام على الاريكه اطفئت التلفاز وذهبت لاحضر له غطاء
ثم تأكدت من جميع الابواب دخلت الى غرفتي منهكه اتلهف لاضع رأسي على الوساده واخلد الى النوم
استمر هذا الحال ثلاثه ايام يذهب كمال عند العاشره ويعود زياد ليرتاح وعند الليل يعود كمال بعد ان يحضر زياد الى المشفى ليسهر مع عمي
حتى الصباح
اما نضال فقد عادت مره واحده استحمت واخذت بعض الاغراض وعادت
كانت منكسره وشاحبه هذا الموقف جعلني ادرك مدى حبها لعمي كانت تبدو غير تلك السيده القويه انسانه اخرى هادئه تنظر لزيد بشفقه وتحاول اخفاء حزنها الا ان الدموع تفضح ما بداخلها
قبل ان تخرج طلبت مني الاعتناء بزيد طلبت منها ان لا تهتم لامره
سيكون بخير معي
بعد عودت عمي الى المنزل حضرن بنات عمي وازواجهن لزيارته
بعد ان رفضت نضال مبيت اي منهن وحددت لهن مدة الزياره ساعتين فقط
بعد الساعة السابعه وعند الثامنه طلبت مني ان اجهز العشاء
استمر هذا الروتين لفتره كان كل منا يذهب الى فراشه عند التاسعه بدأ عمي رحلة العلاج
نقل كمال اوراقي للمدرسه القريبه من المنزل عدت الى مقاعد الدراسه
وبدأت انشغل عنه بالدراسه لا اراه الا عند المساء بعد ان ابتدأ هو وزياد
العمل بالمشروع الجديد
كان يعود ليتناول الغداء وينام ساعة ثم يخرج للعمل لا يعود الا عند الثامنه ونصف يتناول العشاء ومن ثم يجلس معنا قليلا بعدها يذهب الى النوم
دخل فصل الشتاء وبدأ البرد يشتد كان زياد يقلنا الى المدرسه احيانا
حينما يكون الجو عاصف او ماطر
وبعد ان اشترى كمال سياره استلم المهمه بدلا من زياد ، اصبح وقت وصولي للمدرسه بعد ان ينزل زيد وزيدون وقت اظهار المشاعر والتحدث في ما بيننا كحبيبين
بدأ كمال يستعيد حيويته بعد ان تحسن وضعه المادي
اتذكر في ذلك اليوم حين عاد بعد صلاة المغرب الى البيت جلس مع الجميع في غرفه المعيشه على ضوء الفانوس يتبادلون الحديث خرجت الى الحمام احاول تشغيل الموقد لاسخن الماء كي استحم
اتى من خلفي وبخني لاني كنت اضع  الفانوس على الارض قريب مني بينما اقوم بتشغيل العين الغازيه
( هاي شلون تخلين الفانوس قريب منج وانت تشغلين البريمز )
التفت له بأبتسامه وهمست له
( شبيك اليوم وين ما اروح تلحگني وتالي يجيك احد وترجع لمكانك
احجي بسرعة ماطول ملتهين )
اخرج من جيبه مبلغ وهو يدخل ليجلس بجانبي
( هاي خليهن جوه ايدج اخاف تحتاجين شي وخري اني اشغل البريمز
هو انت اصلا شعندج سابحه هسه انتظري الكهرباء بعد ساعة تجي يشتغل السخان وراها فوتي )
( من يتأخر الوقت بعد اتعاجز اسبح واتمرض من يبقى شعري مبلل للصبح )
( وليش متسبحين الظهر يله يله باجر اسبحي من ترجعين من المدرسه )
مازحني حين امسك بشعري واستنشقه
( والله نظيف وريحته طيبه يله يله اطلعي عوفي البريمز باجر اسبحي )
( اهو كمال وخر اني اشغله )
( انت ليش عنوديه متسمعين الكلمه )
( بين ما اروح اضم الفلوس حباب ارجع الگاك مشغله )
عدت بعد دقائق
فتحت باب الحمام كان قد اوقد النار وفوقه قدر مملوء بالماء
عدت لاجلس معهم في غرفه المعيشه كانت نظراته تميل بين الحين والاخر
نحوي وسط اضاءة الفانوس
بعد ان عادت الكهرباء تنير المنزل من جديد ...عاد زياد وجلنار لشقتهم
وعمي ذهب الى النوم
اما  البقيه كانو يشاهدون التلفاز
اخذت ملابسي. ودخلت الى الحمام كان ضوء الحمام يبدو خافت من شده البخار وحراره الحمام ....
بعد مده وانا اسكب الماء الحار على جسدي بدأت اشعر بدوار وخلل في التوازن اطفئت النار واستمريت بشطف شعري حتى بدأت اتنفس بصعوبه
واشعر بدوار وقفت محاوله ارتداء الملابس حتى اخرج سقطت ارضا اصبحت اتنفس بسرعة وددت ان اصرخ لا استطيع بدأت اشعر انني سأفقد الوعي
طرقت بيدي على الباب عده طرقات
حتى سمعت صوت نضال
( فيض رايده شي ) كان هذا اخر ما سمعت
_ تركت غرفه المعيشه وانا في طريقي الى الصعود وصلت الممر سمعت صوت نضال تصرخ وصوت الطرق عالي
( ولج فيض رايده شي
فيض فيض هاي وينها 
ولج جاوبي
ولك زيدون تعال الحگ بت عمك راح تموت جوه ما الها صوت )
_عدت مسرعا من غير ان اشعر نزلت عدت سلالم قفزا وصلت بخطوات
قليله حين رأيت 
رأيت زيدون يحاول كسر الباب .... صرخت به
( وخر واخذ اخوك وفوت بالصاله ) بدأت بضرب الباب بقدمي حذرا
وخوفا من ايذائها وامسك مقبض الباب بكفي
حتى انكسر الباب دخلت كان البخار كثيف وهي مستلقيه خلف الباب
فاقده للوعي ... دخلت نضال من خلفي تصرخ
( يبو البنيه ماتت )
( جننت عند سماعي لتلك الكلمات صرخت بها
( جيبي شي الفها بي ) اختفت من خلفي نضال فتحت الباب لم يكن هنالك احد
حملتها لاخرج بها وسحبت المنشفه وانا احاول ان الفها بها رأيت اثر جرح
وقفت بها امام الحوض بدأت انثر على وجهها الماء البارد حتى قربته من
الحنفيه بدأ الماء البارد  ينساب بغزاره شهقت
اكملت بها طريقي للمطبخ  بعد ان جلبت نضال شرشف لففتها به فوق المنشفه كانت قد بدأت تستفيق
فتحت باب الممر الخلفي خرجت بها كان الجو باردا جدا
بدأت تستنشق الهواء ارتجف جسدها المبتل بعد ان طلبت من نضال ان ترفع الشرشف عادت الى وعيها كانت تعبه
لا تستطيع الحراك
خجلت مني حتى نظرت الى المنشفه التي تحيط بها
التفتُ الى نضال طلبت منها ان تلفها جيدا بالغطاء كي اعود بها الى غرفتها
تسللت احد يداها الى عنقي تسند جسدها خوفا من الوقوع كما تظن
ادخلتها الى غرفتها ... وضعتها على السرير
( فيض شدتحسين .... تعالي غيريلها ملابسها دا اخذها للمستشفى بسرعة )
كانت تتكلم بتعب
خرجت انتظر امام باب الغرفه حتى سمعت صوت نضال
( تعال اخذها)
دخلت وحملتها الى السياره كانت نضال من خلفي ترتدي العباءه السوداء
اسرعت بها الى الطوارئ
بعد اكثر من نصف ساعة عادت الى وضعها الطبيعي
واتضح انها عانت من هبوط حاد في الدوره الدمويه واختلال الضغط بسبب
حراره المكان والبخار
بعد ان استفهمت الدكتوره عن الشخص الذي قام بأسعافها وما الذي فعلته اثنت علي (على الرغم
انني تصرفت بالفطره من دون ادراك او وعي عندما حملتها الى الخارج
كي تستنشق الاوكسجين  اتضح ان صدمه البرد ساعدتها مع استشاق الهواء
على الافاقه )
سألتها ان كانت تحتاج المبيت
( لا ما يحتاج وضعها تمام ) 
عند العوده فتحت لها الباب كي احملها خرج الجميع يسألون عن حاله
فيض اجابت نضال
( الحمد لله ماكو شي الله لطف )
كنت اثني جسدي داخل السياره عندما رفضت ان احملها
( كمال اكدر امشي والله )
( زين انطيني ايدج اساعدج تنزلين )
اخذ يدي وسحبني حتى وقفت امامه همس لي قبل ان اخطو
( شنو هذا الجرح )

الحكم بالحياة بعد الاعدام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن