سلطة القلب

7.6K 992 218
                                    

( جاوبي شو ساكته ) بينما هو يمد يده ليسلمني الكوب بعد ان
شرب العصير تذكرت نهله
التفت ونظرت الى كف يده اليمنى لم يكن يرتدي خاتم الخطوبه
رفعت نظري اليه
( شجاوبك وانت شخص مرتبط ليش ردت اعرف مشاعرك وصارحتني بيها وانت راح تكمل حياتك ويا انسانه ثانيه ،للحظه شكيت ان يكون كلامه مو حقيقي مجرد ديختبرني
كمال الي كدامك مو فيض الطايشه حاليا اني انسانه ثانيه ماممكن اتقبل مشاعرك هاي واكو انسانه بحياتك الافضل نسد هالموضوع وبعد ما ينعاد )
( علاقتي بنهله منتهيه من جانبي من اول يوم سمعت بموضوع التبرع وبدت تحجج بظروف تمنعها ان توصل للمستشفى ويا خالتي الي جانت جيتها تسجيل حضور لا اكثر )
( يعني اني بنظرك بديل لنهله لان هي خذلتك ولان اني حاليا دا اداريك
معنى هذا مو حب انت متوهم ، سرحت للحظه وتذكرت ،
قبل ما تخطبها
اني شايفتك وياها كدام بيتهم وجانت وگفتكم تكول اكو علاقه حب
وبأذني هاي سامعتك بالتلفون تتغزل بيها وتعبر عن اشتياقك لاتصور اني طفله وتكدر تضحك عليه بكلمتين حب )
التفت وخطوت بعيدا عنه وانا اوجه له الكلام الافضل تدخل وتصعد ترتاح
( فيض فيض مو دا احجي وياج تعالي )
دخلت بكبرياء عالي لم يبدو علي التأثر لا اعلم السبب قد يكون، قلبي مؤمن بصدق مشاعر ذلك الرجل او ان عقلي يخاف ان ينخدع بما كان يحذرني منه من ألاعيب الرجال وامطار النساء بالكلام العذب كي ينال من قلبها او من جسدها
دخلت غرفتي كنت دائما اقف امام المرأه في تلك المواقف كمن يحاول ان يفكر مع نفسه وجها لوجه
وقفت اتأمل وجهي وجسدي لقد تغيرت كثيرا اصبحت بهيئه امرآه علي ان انتبه لنفسي من طمع الرجال
لا اعلم سبب الخوف والقلق الذي اجتاحني احساس مزعج تملكني سلبني
براءتي
لم التقي به حتى عصر ذلك اليوم
حين رن جرس الباب كنت اجلس في غرفه المعيشه مع عمي واولاد عمي زيد وزيدون ونضال نشاهد التلفاز
دخل عمي ومن خلفه نهله ووالدتها رأيت  نظره عدم الرضا تنبعث من نضال بتوتر
توجهت كلتا المرأتين خارج غرفه المعيشه بغايه الصعود لشقه كمال
التفتت لي نضال
(يبوو على ذني عاد يوميه راح يلفن سوي جاي وصعدي خلي اروحلهن )
بعد اكثر من نصف ساعة
دخلت الشقه احمل الشاي ارتجف جسدي ألما حين رأيت نهله تجلس بجانب كمال وتضع الساق على الساق واحدى تلك الساقين تلتصق بساق كمال وهو
يتحدث لها بتركيز وانتباه تام حتى انه لم ينتبه لدخولي
كانت تبدو بمنتهى الاناقه والاغراء
ترتدي قميص ابيض بربع كم وتنوره زرقاء قصيره ما لفت انتباهي حينما دخلت مع عمي لون شعرها قد تحول من الاسود الى الاشقر
اصابني الاحباط وتأكدت لي الشكوك ان مشاعره لم تكن صادقه كانت نوع من الاختبار
حتى مررت من جانبه لمحت التفاتته قدمت الشاي للسيده ولنضال
واما الاثنين لم ارغب برؤيه احد منهما
وضعت الشاي على الطاوله القريبه منهم ، تجاهلت النظر له وانا اتركه وخطيبته خلفي
سمعت صوت المرأه الكبيره
( شنو هاي ما قدمتلكم الجاي ) ردت الاخرى بلئم
( لا ماما موقصدها هي لان تعرفني صاحبه البيت تعاملت ويايه مثل ما تتعامل ويا كمال من اهل البيت )
استغربت لغضب نضال
( هاي شنو خاله البنيه سوت الجاي وتعنت وصعدته وجابته لحد عندج )
تكلم معي كمال
( روحي فيض عاشت ايدج تعبناج )
نزلت الى الاسفل احاول حبس الدموع وانت اعاتبه بيني وبين نفسي
(الى هذا الحد سلبتك عقلك
حتى انك لم تحاول الدفاع عني)
قررت لحظتها ان القن كمال درس لتلاعبه بمشاعري
في صباح اليوم التالي
وكعادتي اخذت اليه الفطور
صباح الخير وضعته على الطاوله
صباح النور (ترى البارحه )
( كمال راح اعتبر نفسي ما سمعت اي شي من الكلام الي اعترفتلي بي البارحه
وترجع علاقتنا مثل قبل بحدود غير هذا اني ما ابقى بهالبيت )
( فيض شصاير شو وضعج اليوم مقلوب بدر مني شي زعجج )
( مصاير شي بس هذا الوضع المناسب الي يخليني اكدر ابقى بهالبيت
مطمئنه )
( مطمئنه من شنو )
( كمال انت رجال مرتبط ماكو داعي نتناقش بموضوع منتهي من رخصتك )
مر اكثر من اسبوعين وانا اتجنب الخوض في الحديث مع كمال كان الكلام
بيننا يقتصر على القاء التحيه والسؤال ان كان يحتاج لشئ
اما بالنسبه لنهله ووالدتها دخلتا في صراع مع نضال لان الاخيره اتصلت
على نهله تبلغها ان الدكتور منع كمال من استقبال الضيوف خوفا على سلامته ( لان المريض في هذه الفتره مناعته تكون ضعيفه لضمان عدم تعرضه لاي فايروس او عدوى تسبب مشاكل صحيه امر كمال بالالتزام
والتقيد بالتعليمات التي تامره بعزل نفسه عن الاشخاص )
الان ان نهله ووالدتها استمرتا بزياره كمال عنادا بنضال، كانت السيده الكبيره تتقصد الصعود لشقه كمال من البوابه المستقله
في ذلك اليوم حين كنت اجلس انا والجميع في غرفه المعيشه وكانت نضال تجلس على الكرسي المقابل للنافذه   واذا بها  تتحرك كمن يود التأكد من شئ
استشاطت غضبا وهي تقف مسرعة وتتجه خارج غرفه المعيشه وتصعد الى الاعلى   ..سمعت صوتها يعلو
انتابني الفضول صعدت خلفها ووقفت عند الممر اتنصت
( نهله اني مو اتصلت عليج وبلغتج بتعليمات الدكتور ادري
انت متخافين عليه مو بالكوه طلع من الموت ترى هو عمليته خطره مو شي هين وبعد كدامه بالشهر يله يكدر يشد حيله ويرجع لحياته الطبيعيه )
( طبعا اخاف عليه لو ما اخاف واقلق مجان اجيت اطمئن ثانيا اني لو ادري بيه اي شي مجان اجيت بس الحمد لله سليمه يعني وجودي امان عليه
ولان اعرف بي يشتاقلي ويحتاجني اكون ويا بهالظروف امر اغيرله جو
ولو عاقدين هاي امي كدامج گتلها جان رحت بقيت ويا بالشقه اداري
حتى الاكل اني اوكله بأيدي ، بس مترهم بهذا وضعنا )
( لا اطمئني اني وفيض ما مخلي يحتاج اي شي المهم نلتزم بالتعليمات حتى
يكوم بالسلامه بدون مضاعفات وهاي اليوم شفتوا بعد شهر ان شاء الله هو يجيج للبيت كضوها تلفونات )
( كمال شو انت ساكت عاجبك حجي نضال )
( والله يا نهله نضال دتحجي مو من نفسها هاي تعليمات الدكتور والصدك من گلي المضاعفات وممكن توصل للموت مجبور التزم التزام تام ،الايام الي شفتها بالمستشفى صعب تنعاد عليه اعتبري نفسج عندج ظروف مثل الظروف الي صارت ومنعتج تمريلي للمستشفى قبل العمليه )
بدأت نهله بالتبرير تدخلت  والدتها اخيرا
( امشي ماما انت شكو دتبررين يعني فوك ما خايفه عليك وجايتك انت
تأيد كلام اختك شنو دتطردونا )
( خاله انت ليش تفهمين الامور غلط )
( لا مفهومه وواضحه  ونيشانكم اليوم يوصلكم وكلمن يروح لحال سبيله )
اخر ما استمعت اليه صوت نهله
( ماما هاي شدتحجين ليش هيج كبرتي المشكله .كمال شو انت محجيت شي )
( ماعندي شي احجي )
( يعني شنو )
( يعني افتهمي هذا فلم هو واخته سووا حتى يفركشون الخطبه )
( خاله انت لا تبقين تألفين قصص كتلج الولد مريض ليش گومتي الدنيا وما كعدتيها )
( كافي ويله انت امشي كدامي على شنو مجلبه بي وهو يتعيقل براسج شو
هم معلعل وهم ما على حاله حال فوكاها )
بعد ان خرجتا   سمعت نضال تحاول تبرير الموقف
(بله هاي شبيها شو متستحي شنو ما على حاله حال شتقصد وشنو معلعل هياتك مثل الورد لا اديرلها بال خلي تولي والله ازوجك اغاتها )
( كافي نضال اني لا اريد اتزوج ولا مقهور الحمد لله من انتهت السالفه لهالحد اني اصلا جنت انتظر فرصه وافسخ الخطوبه  طلعت منهن )
بعد ان استمعت لكل تلك التفاصيل وادركت انه لم يكن يكذب بشأن مشاعره تجاهي وانه كان يفكر بأنهاء الخطبه
تراقصت فرحا وازهرت حقول قلبي من جديد الان يمكنني ان اطلق العنان لمشاعري لم تعد تلك الفتاه كالسور الذي يقف  بيننا
كل شئ حدث لي بسرعة لم اكن افكر برويه وتركيز ،مشاعري استحلت كل شئ بي
الى ان دخلت غرفتي عند منتصف الليل وجلست امام النافذه انظر الى الحديقه وضوء القمر
عليك التأني يا فيض لا تجعلي مشاعرك تسيطر على عقلك   فقد يخيب ظنك ويكسر قلبك
لقد سمعتي ما قال ( لا ينوي الزواج ) قد يكون صادقا في مشاعره وقد تكون تلك المشاعر مؤقته فلقد  كان يحب نهله في السابق
وكنت تستمعين لحديثه معها بأذنيك  وها هو الان ينسى ذلك الحب
قد يكون كمال شخص نرجسي يحب اثاره اهتمام الفتيات من حوله  وحين
يمتلك قلب احداهن يصاب بفتور المشاعر فيتركها ويبحث عن اخرى
كما انه يعمل في وظيفه  حكوميه  حساسه  كيف له ان يتزوج فتاه في سجلها العائلي بصمه سوداء
تمالكي قلبك يا فيض سيطري عليه الان قبل ان يضيع
عدت من جديد لتجنب كمال والحديث معه الا بشئ قليل يكاد يذكر
اذكر ذلك اليوم  حين انفجر بمشاعره امامي
بعد اكثر من شهر
سمحت زوجه عمي لبناتها  ان يبيتن كعادتهن القديمه ليله الخميس على الجمعه
كانت الساعة الواحده ظهرا عندما نزل كمال لتناول الغداء معنا في المطبخ
كنت لوحدي  ارتب الطاوله دخل وجلس على الكرسي  وانا اقوم بنقل الصحون  امامه على الطاوله
( فيض)
( نعم )
( كافي )
( شنو الكافي )
( كافي هيج تتعاملين ويايه بهالجفاء )
( ليش قصرت وياك بشي ؟)
( اني مدا اقصد على العنايه تعرفين شنو اقصد ، جانت حجتج برفض مشاعري لان جنت مرتبط وانتهى هالارتباط وانت بعدج مثل حالج )
( ليش انت تريد تحملني ذنب فسخ خطوبتك ،يعني بسببي انت نهيت الموضوع )
( اتصور من قبل ما ابوح بمشاعري حجيتلج موقف نهله بالمستشفى وگتلج
انتهت بالنسبه الي لان الانسان احيانا رب العالمين يشوفه حقيقه الناس الي
حوله ، يعني تحصيل حاصل بكل الاحوال جان انتهت الخطبه  لكن جنت انتظر الفرصه  ولعلم طلعت منهن 
ولان بلحظه صار عندي تأنيب الضمير احب انسانه ومرتبطه بثانيه ممكن اكون ظالمها ويجوز شكي مو بمحله ويكون صدك كان عدها ظروف حبيت اختبرها
بلغتها ان اني ما املك اي شي حاليا حتى البيت بعته لنضال وراح ابقى عايش على الراتب ، وخالتي لكت مشكله نضال من الله لان اظاهر الي سمعته من بتها ما عجبها وبدليل ذكرته وعيرتني بي  هالشي ثبتلي هالارتباط فاشل لان مبني على طمع ومصلحه ولعلمج حتى لا تصورين ظلمتها حتى النيشان ما رجعوا ونضال تعرفيها بعد بالماديات ما تسكت
اتصلت على نهله حتى تفهم منها الموضوع  باقيه ويايه لو هاهيه كلمن بطريقه وحتى تطلب منهم يرجعون النيشان
نهله متعاركه ويا نضال وگايلتلها فوك ما انتو الي فسختوا الخطبه وسويتولكم فلم تريدون نرجع النيشان لا والله هذا حقي اخوج وكف حالي كم شهر من خطبني لو ما مخطوبه اله جان هسه  انخطبت لغيره ومتزوجه
من زمان  ،الصدك مجنت اعرف بهالجدال الصاير بس من بلغتني اتصلت بخالتي وتنازلت عن الذهب ونهيت الموضوع بيناتنا مهما يكون هي خالتي
فيض اني لو ما احس اكو مشاعر الي بداخلج مجان فتحت وياج الموضوع
بس بديت انتبه على امور ما جنت منتبهلها قبل 
وجود نهله جان يضايقج  وتصرفتي تصرف غير عن عادتج خلاني انتبه وصورتي الي جنت اشوفج واگفه كدامها اكثر من مره  والفتره الي داريتيني بيها  اكو مشاعر وصلتني يمكن من دون ما تحسين بيها لكن صدگي اكو مشاعر متبادله بيناتنا )
شعرت بالخجل من المواقف التي ذكرها وكان منتبه لها كنت اظن انه لا يلحظ تلك الامور  هذا الرجل في كل مره يصدمني بشئ  جديد في شخصيته )
( دصيح على الكل خلي يجوون لا الاكل يبرد واترزل بسببك )
( فكري بالكلام الي حجيته اليوم )
( ماعندي وقت افكر بنات عمي راح يجون يباتون )
( منو گال )
( اختك بلغتني )
وكان عصر ذلك اليوم بدايه شراره الحب بيننا
خرجت من الحمام  واذا بي اسمع  صوت نضال
( ها فيض طلعتي من الحمام ، خلي قوري الجاي وسويلنا فد كيكه
ذولي هسه على جيه )
حتى اتاني صوته ( فيض سويها كيكه برتقال مشتهيها صار هواي مماكلها وخلي عليها جوز الهند )
اتاني صوت نقاشه هو ونضال لانها اعترضت على رغبته واخبرته ان لا احد يحب هذا النوع من الكيك غيره
حتى اتاني صوتها (فيض كيكه عاديه )
اعددت القالب الاول ومن ثم بدأت بتجهيز قالب صغير لكمال
وضعت القالبين في الفرن الغازي
خرجت من المطبخ كان في طريقه للصعود  التفت لي  وهو يحمل لحاف
(نشفي شعرج الجو بارد )
( هسه انشفه بالمنشفه )
( بالسشوار )
( ماعندي سشوار )
( اصعدي ويايه اخذي السشوار الي بالحمام خلي يمج )
ذهبت من خلفه حتى دخل وتقدم ليستلقي على الاريكه  ، التفت لي وهو يلف
جسده باللحاف
ففه شغليلي التلفزيون )
التفتُ له غير مصدقه ما سمعت حتى بدا علي الارتباك والخجل  كان يبتسم
كمن تقصد ان ينطق اسمي بتلك الطريقه التي تخطف القلب
شغلت الجهاز ثم اخذت  مجفف الشعر وخرجت
تذكرت  الفرن ذهبت مسرعة  جهزت كل شئ
دخلت غرفتي بدأت بتجفيف شعري بدا متموج وكثيف  احببت النتيجه  صففته ووضعت جزء من الجهه اليمنى على الجهه اليسرى كان وجهي يبدو اكثر استداره  وبروز
ارتديت الاقراط  لم اكن اعلم ان  ما انا به من شغف وبهجه كان من اثر تلك الكلمه التي دخلت على مسامعي كالمعزوفه
كنت ارتدي يومها بجاما من القطن الثخين بلون فيروزي كلون الحجر الذي يتوسط القرط
خرجت على صوت نداء نضال التي ما ان رأتني حتى لمحت منها نظره الانبهار
( ولج فيض طالعه حلوه شمسويه بروحج ) ابتسمت
( والله عمه بس رتبت شعري )
( ولج لايكلج مطلعج غير شكل ، روحي افتحي لباب يمكن عمج لو وحده من البنات )
كانت جوان وزوجها من خلفها  دخلت كالعاده بطريقتها المزعجه
( هههه هاي شمسويه بروحج مدري شلون طالعه )  تركتها ودخلت
بعد اكثر من ساعة كان الجميع يجلس في غرفه المعيشه  بنات عمي وازواجهن وعمي واولاده ونضال  يتناولون الشاي
ويتحدثون والصغار في الحديقه ...
خرجت وجلست على الارجوحه  وانا اتحدث مع الصغار حتى حاول احدهم العراك مع الاخر ذهبت اليه وانا  أحذره  بصوت عالي  
( لحد يضرب الثاني ترى اكلها لعمه نضال عليكم بعد متخليكم تلعبون بالحديقه )
واذا بي التفت لاعود للارجوحه  رأيت شخص يمسك بالستاره بيده ويضع الاخرى على النافذه ليتگئ جبينه عليها وهو ينظر لي ،نظره شوق وتمعن
ابتسم لي واشار لي ان اجلس على الارجوحه
جلست حتى اصبحت امامه وهو لم يحرك ساكنا سوى النظر لي
كأن عيناه  تتحدث لي بشئ تمنيت لو بأستطاعتي ان افهمه  واذا به يختفي
حتى رايت باب شقته يفتح
نزل السلالم حتى جلس على السلمه التي يمكن له ان يراني  من خلالها من خلف السور  كان ينظر امامه الى الشارع بعيدا عني
حتى التفت لي مبتسما
( كلهم وصلوا )
( اي جوه ملتمين )
( وانت حبيبتي ليش كاعده وحدج )
( طلعت يم الصغار اتفرج عليهم )
( انت من الي ينطبق عليهم كلما تكبر تحلى ) كان يجاهد كبرياءه ويتحدى خجله ليحاول ان يوضح لي ما بداخله من مشاعر
وقف
( يله فوتي )
( كمال انزل سويتلك كيكه )
التفت لي  ( صعديلياها )
بعد دقائق كنت امامه  وانا احمل الصحن
( اخليها بالثلاجه لو هنا )
تقدم الي واخذ الصحن  عاد ليضعه  على الطاوله
التفت للخروج
( لحظه )
وقفت والتفت له نعم
( تقدم مني وهو يرفع يده كنت اراقب بحذر اين سترسو كفوفه  حتى تلمست شعري
وقام بتغيير التصفيفه بدأ بتمشيط شعري من الامام بأصابعه وباليد الاخرى
يجمعه  من الخلف 
(مشايله  شي اربط  شعرج بي )
نظرت اليه بأرتباك واستغراب
( ليش خربته عمه نضال كلتلي حلو )
( والله حلو وحاولت اصير اريحي واتحمل فكره رياجيل البنات راح ينتبهون على هالشكل الحلو بس شعور مزعج  حاولت انشغل عنه طلعت كعدت وياج برا  ازداد الشعور 
فحتى ارتاح قررت اخربه  ولو انت بكل الحالات تبقين حلوه  )
( كمال شنو الولد اول مره يشوفوني مو دائما جانو يجون لبيت عمي )
( ها يعني انت متفهمه حالتي كلامج هذا يأكدلي انت هم تبادليني المشاعر )
( خلي انزل لا احد يصيحني ) ضحك
( انزلي واربطي لخاطري  التسريحه مطلعتج  جذابه واكبر من عمرج )
( ماشي ماشي راح اربطه والترجيه هم انزعها )
( مو اكلج تحبيني الي يحب واحد يدور راحته ) خجلت بشده تمنيت ان اختفي حينها
( كمال شجاك اليوم )
( والله ما ادري دا احس متأذي منج اكو شي مامريحني من جانبج
تصرفاتج  واسلوبج ويايه مدوختني  ساعة احس اكو مشاعر متبادله وساعة تتجنبيني  وحتى الكلمه  تطلع منج بالكوه اسحبها سحب )
ابتسمت من تلك الاعترافات وهو يصيغها بتذمر وقله حيله
لم استوعب لحظتها انني مصدر قلق لرجل شغل عقلي وقلبي منذ وقت بعيد كأنني في حلم كل شئ  لا يشبه الماضي حتى الرجل الذي امامي اراه بهيئه جديده ( ريح عقلك اني ماعندي بالدنيا غيرك يشغلني ويهمني )
قدم اذنه الي
( كملي)
( شكمل واضحه )
( يعني عمو كمال  من صار كمال معنى احساسي صح
جانت بدايه  لمشاعر بداخلج ، جاوبي   )
( تصبح على خير خرجت مسرعة حتى سمعت صوته من خلفي
هسه نازل وراج اليوم اكابلج لحد ما اسمعها منج )
يومها  اختفى اثر ذلك الرجل وتحول الى طفل يتبع امه اينما ذهبت متحججا
( كمال والتالي وياك  ترى راح ينتبهون  اكعد بالهول تبقى تباوعلي
اجي للمطبخ تجي ورايه  وتدري البيت مليان مو وقت نفتح هالموضوع
الله عليك ارجع للهول  هسه راح ابدي ب العشا وترى جلنار وزياد على جيه
لاتفوت البنيه وتلگاك ويايه
( واذا ليش قبل مجنت احجي وياج وابقى وياج بنفس المكان نسوالف وادك باب غرفتج اسألج عن الدروس او محتاجه شي او اكون اني محتاج شي
وتصعدين يمي تنظفين الشقه وتبقين ويايه اكثر من ساعة  الامر عادي
الشي الوحيد الي تغير مشاعرنا وهالشي مراح يخليني اتعدى حدودي وياج
وعد خليج مرتاحه ويايه معاملتي الج تبقى نفسها  ويشهد الله اخاف عليج
واحرص عليج  لحد يوم الي تصيرين الي بالحلال  اتصرفي طبيعي )
هذه المره كانت الصدمه اكبر من استيعابي كل  شئ  حدث بسرعة
الاعتراف وسيل المشاعر والتفكير بالارتباط
بعد ان احس بأرتباكي ابتعد عني بنظره وانشغل بالحديث مع الجميع  بعد العشاء قدمت جلنار طبق حلوى اعدته بنفسها 
وبينما انا انظف المطبخ نادى علي 
ذهبت اليه 
( نعم )
( تعالي اكعدي  اكلي )  جلست قدمت لي جلنار قطعه بصحن  تناولتها
ومن ثم عدت للمطبخ 
حتى سمعت صوته يسأل عمي فاروق ان قام بتبديل الخزان العلوي قبل
ان يشتد البرد
خرجت له  ومددت راسي لأرى  ان كان بجانبه احد
كان لوحده
همست له كمال ... التفت لي وهو يفرك بيديه تحت الماء
يجيبني كاللص بهمس وهو يتلفت تكهن بأنني قررت ان اعيش معه دور الحبيبه من نظراتي وملامح الخجل والارتباك والامتنان  ليسهل علي ما يود ان ابوح به
( ها عيني )
( احبك)
( ادري ) نفض الماء الذي بكفيه  بوجهي مبتسم
هسه اصعد انام مرتاح  تصبحين على خير )
وانت من اهله )

الحكم بالحياة بعد الاعدام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن