الخوف من المجهول

9K 842 157
                                    

#الحكم_بالحياة_بعد_الاعدام
#الجزء_الثاني_عشر
كان الصباح في اوله صوت العصافير وقفت همسه الى جانبي رمقتني بنظره غضب بينما كان نعمان يجلب الحقائب من السياره
نادى بأعلى صوته علوان ، خرج شخص مسرعا عندما التقى بي انا وهمسه اخفض رأسه ومر من جانبنا وهو يلقي التحيه
( السلام عليكم بويه ) كانت خطواته سريعه لم يمنحنا الفرصه للرد
التفت واذا به بجانب نعمان يحمل الحقائب ،كان رجل يبلغ العقد الخمسين من العمر ذو بشره سمراء بنيه تكشف عن هويته كمزارع فالتضاريس التي حفرت وجهه بعمق تدل على تعب وشقاء وعيون غائره يبرز منها ضوء بلمعه كلمعه عيون القطط لم يكن اللون واضح هل هو الاخضر ام الازرق
وقوه تضاهي عمره الحقيقي فقد كان يحمل الاغراض بهمه تفوق همة نعمان الذي يصغره بكثير ،اكثر ما لفت انباهي في هذا الرجل الابتسامه الي رسمت على وجهه عندما خرج فرحا بوصولنا وعندما التقى بي انا وهمسه فاخفض رأسه وهو يغض البصر احتراما لحرمه الدين
شئ بداخلي تحرك نحو ذلك الرجل قد يكون فقداني لوالدي تخيل لي انني لامست شعور الابوه من ذلك الرجل الذي حرص على ادخالنا بينما يقوم نعمان بدفع الاجره
كان يمشي محني القامه امامنا وهو يلوح بيده نحو الطريق كي لا يلتفت كان الطريق ملئ بأشجار البرتقال والزيتون والليمون والرمان
عند منتصف تلك المزرعه رأيت منزلا كبير حتى وصلنا طرق الرجل الباب
وكان نعمان من خلفنا يحمل ماتبقى من الاغراض
عندما فُتِحَت الباب رايت امامي فسحه كبيره دخلت بعد همسه واذا بي ارى
بيت يشبه حرف الU بجانب الباب حمام بتصميم بدائي يليه مطبخ كبير اما على الطرفين اليسار من الباب كانت غرفه كبيره تسمى الديوان ما ان توجهنا نحوها حتى برز امامنا جلال ، فزعت من دون وعي عندما رأيته
انتبه هو لذلك كانت ملامحه غاضبه في بادئ الامر لكن ما رأه من شعوري بالخوف منه جعل ملامحه تتغير بسرعة وكأنه تذكر ما فعل بي وعلم اني اكن له الحقد ولم انسى فعلته
تقرب مني هامسا ( اشتاقيتلج )
لم التفت اليه دخلت خلف همسه مسرعة ، كان هنالك كثير من الاشخاص
رجال ونساء تعرفت الى عمة نعمان وزوجها اما اولادها وبناتها واحفادها وزوجات الابناء فكان امر حفظ اسمائهم صعب اكتفيت بالابتسامه فقط
دخل نعمان وجلال الذي توجه نحوي وطلب من همسه ان تزيح له المكان ليجلس بجانبي تلك الحركات جعلتني اشفق عليه لا اعلم ان كان يحبني حقا وانا اتلاعب بمشاعره
كان يلتفت لي  بأستمرار وانا اتجاهله مدعيه الانصات لحديث الجميع
احسست بتلك الاصابع تتسلل الى وسط ظهري  التفت له نصف التفاته
وانا ازفر الهواء  بغضب ( نزل ايدك )
( شبيج بعدج زعلانه مني غير من غيرتي عليج واختج الله يسلمها ما من اول ما دخلت حجتلي سبب التأخير جان كل هذا ما صار )
( خلص ما اريد اسمع اي شي ولا اريد اتذكر )
( راح نعيش اني وياج هنا بالجنه اگابلج وتگابليني )
_( يوش يواش بويه جلال من لكى احبابه نسى اصحابه )
_اخذت اصابعه طريقها الى اعلى رأسه مبتسم لزوج عمته الذي مازحه بتلك  الكلمات
حتى اجابت العجوز بغل ( لا يغرك يبو سلمان التمسكن الله لا يراويك
وحدتهن من تكيد تذبك بهبيه ( بمصيبه ) )
_التفت نعمان لها يرمقها بنظرات تحذير ، في الوقت ذاته التفت انا لهمسه وهي التفتت لي احدانا تنبه الاخرى  بوجود امر جعل نعمان يحذروالدته
واكدت شكوكنا عندما اسرعت لتغيير رأيها بي وب همسه
_( احنه النسوان كيدنا عظيم وهالبنيات يتيمات بحسبه بناتي انه شبدر منهن
احبنهن لان على قلبي انه اميمتهن والله من دخلن قلبي صار هالكبر من الفرحه )
_( حكج يا ام نعمان هن بعد وليداتهن وليداتنا اكيد هن بعد بنياتنا )
_كانت عمه نعمان امرأه هادئه طلبت من احدى الفتيات اخذنا الى الغرف التي نقيم فيها ما ان وقفت حتى وقف جلال مدعا سيقوم بنقل الامتعه للغرف
اعترضت العجوز خرجت انا وهمسه والاولاد عدت الى وسط ذلك البيت كان بجانب الديوان الكثير من الغرف وفي الجهه المقابله ايضا غرف كثيره
كانت الفتاه لطيفه تكهنت بالفضول الذي شغل  تفكيري بخصوص كل تلك الغرف اشارت لي
الغرفه التي كانت بجانب الديوان كانت للفراش ( النضده ) والغرف التي تليها هي لاخوتها وزوجاتهم وكذلك بعض الغرف التي امامنا اشارت الى غرفه والتفتت الى همسه
( انت ونعمان بهالحجره تنامون )
( وانت ويانا اني واخواتي بذيج الحجره ) كانت الغرفه تقع في المنتصف
الشئ الجميل في هذا المكان هو البستان الذي امامي جاء صوت جلال من خلفي
وهو يسأل همسه
( وين غرفتكم حتى انقل غراضكم ) حتى وصل الى جانبي
( ليش ما تخلينا نعقد ونكعد اني وياج بغرفه )
( ها والله بعد الي سويته تصور بعد اكدر اامن بيك )
( هسه بعدين نحجي ، خلي اجيبلكم الغراض ونطلع انه وياج للبستان
نتمشى ونتفاهم )
بعد ساعة سمعته يناديني  وانا في داخل الغرفه مع بنات عمته الاربعه بينما اتناول الفطور مع همسه امامهن
فاطمه تكبرني ب٤ اعوام ورقيه بعام وزينب اصغر مني بعام وخديجه ذات العشر اعوام نتبادل  الحديث واتعرف عليهن 
عندها وقفت لافتح الباب
واذا بي اجده في منتصف الباحه
( نعم )
( امشي اشوفج البستان بين ما يصير وقت الغده)
كان الفضول يقتلني لاكتشاف هذا المكان لم ارفض دعوته
خرجت مسرعة بملابس البيت
سألته ( عادي يفترون بالدشداشه )
( اي عادي ماكو احد غريب كلهم اهلنا هاي البيوت الي دشوفيها واحد بجانب الثاني بنص المزرعه نفسها هذول اخوته واخواته وهاي المزرعه
كلهم مشتركين بيها كلهم يتعاونون نسوان وزلم )
بدأت بالسير معه كنت المح نظرات بعض الاشخاص والنساء لي
كأنهم يدرسون تفاصيل هذا الغريب الذي يتجول في ارضهم مع جلال
والذي جعلني افهم استغرابهم اكثر كانت النساء تضع غطاء على الرأس
وانا من دون ذلك الغطاء
حتى ان جلال انتبه لنظراتهم
( هسه بس شافوج عرفوج بت بغداد ما شفتيهم مركزبن ويانا )
( انتبهت بس لو گايلي لازم اخلي شي على راسي شو خجلت من نظراتهم )
( والله يا بت الناس ردت اكلج بس خفت تضوجين وانت كارهتني من ذيج السالفه عاد تكرهيني اكثر )
لا اعلم مالذي جعلني اشعر بالتعاطف معه ، بينما انا اسير بجانبه وهو يشير لي على الاشجار وثمارها
ويحدثني عن عادات اهل القريه التي كانت تدعى قريه ( عبد الحميد)
كنت افكر قد يكون جلال شخص جيد لو انني منحته فرصه للتقرب مني
قد اكتشف فيه صفات جيده قد استطيع ان اتقبله بعيوبه قد يكون هذا الشخص هو الامل الوحيد لي بعد ان اضعت كمال
-( ها نرجع ترى هنا يتغدون من وكت مو مثلنا ببغداد ... هنا النسوان يصحون ب الاربعه الصبح يحلبن ويعجنن العجين ويخبزنه على الخمسه
متريگين وطالعين للبستان يشتغلون )
_( يعني حياتهم اكل وشغل ونوم والمدارس )
_( لا ليش عدهم ناس يخلون بناتهم وولدهم يكملون دراسه بس حسب
هسه رجل عمتي واهله شوي عقلهم مال ايام قبل البنيه تزوج وتصير لبيتها ورجلها والولد يتعلم يزرع كاعه لان بيها رزقه وعيشته )
_عند وصولنا انا وهو الى باحه المنزل رأينا نعمان يزفر غاضبا
( وين جنت انت وياها العالم دينتظروكم على الغده )
( افترينا بالبستان )
( وانت تفتر بيها بالبستان بهذا وضعها )
( وانت شنو دخلك عليك بمرتك )
-استغربت تلك النظرات بين الاثنين
واسلوب جلال الحاد مع نعمان جعلني احاول ان امسك رداءه من الخلف
واسحبه كحركه لتنبيهه بأن يصمت ولا يستمر كي لا تحدث مشكله
التفت لي
-( روحي يم البنات تلگيهن هناك بالمطبخ )
-دخلت عليهن كان المطبخ ملئ بالنساء عشره نساء من بينهن همسه وانا الحاديه عشر لم ادخل اكتفيت بالوقوف عند الباب كي افسح المجال لهن بالحركه لتحضير وجبه الغداء
سألت ان كانت احداهن تحتاج مساعدتي نطقت فاطمه
( هسه تنگلين الاكل ويانا )
بعد ان وضعنا الطعام على الارض والتف حول المائده افراد الاسره جميعا
ماكان بوسعي غير ان اقول في قلبي بسم الله ما شاء الله لعدد الكبار والاطفال الموجودين في تلك الغرفه
قضيت وقت ما بعد الغداء بالنوم والجلوس مع الفتيات حتى تحين الثامنه
يخلد الجميع الى النوم
كانت ليلتي الاولى في هذا المكان اتقلب في فراشي يمينا ويسار والفتيات الاربع ينامون بالقرب مني
كل واحده في زاويه نائمه ، الا انا اطالع في فراشي ضوء القمر من النافذه
استنشقت الهواء وزفرته اخذني الحنين الى تلك الليه التي رايت فيها كمال يجلس في الحديقه يطالع القمر حتى اتاه زياد وجلس معه
لا يعلم انه اصبح بالنسبه لي ذلك القمر الذي ينير لي ليالي ، والان ها هو امامي انظر اليه وهو لا يراني وانا مختبئة بين هؤلاء الناس
تكمله الجزء غدا بأذن الله

الحكم بالحياة بعد الاعدام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن