الجزء العاشر

43 2 0
                                    

أمسكت يدي فجاة و بدات تركض و تسحبني : هيا أنيس !! تعال أريد أن أريك شيئا !! أنا : ماذا !! ما الأمر !! ندى : فقط تعال معي !! إنصدمت لما فعلت لكنني لم أتوقف و تبعتها حتى وصلنا إلى حديقة إسمها " ساكورا " باليابانية أو بالإنجليزية " cherry blossoms " أشجار  الكرز شجرة ذو أوراق وردية أو بنفسجية تتخلف في ذلك حسب النوع !! لم أكن أعرف أن هذه الحديقة موجودة  ... دخلنا إلى الحديقة و لازلنا نركض و هي ممسكة يدي لكنني لم أسألها مجددا أين أرادت الذهاب لم أكترث لذلك و نسيت أمر كل شيء في العالم فقط تلك الأشجار الساحرة عندما تضربها الرياح فتسقط أوراقها الوردية و تطفو في الهواء بكل بطئ !! ليسقط بعضها أرضا و البعض يسقط في شعر ندى ليعلق هناك !! لقد كان أجمل ما رأيت في حباتي كلها !! توقفنا أمام أكبر شجرة ساكورا (شجرة الكرز) في الحديقة ! ندى : إعتاد أبي أن يحضرني إلى هنا كل يوم في صغري ! هنا تماما تحت تلك الشجرة !! هاي هل تسمعني ؟! نظرت إلي و إنفجئت لما كنت عليه كنت أنظر إلى تلك الشجرة و عيناي كانت تلمعان لشدة جمالها !! كأنني كنت في عالم آخر !!  ضربتني ندى ضربة خفيفة على رأسي و قالت : ههه هيا إنهض !! نهضت من ذلك الحلم ! نعم كأنني كنت في حلم و لا أريد الخروج منه ! قلت : آسف لقد شردت للحظة !! نظرت إلى ندى  ثم ضحكة خفيفة إرتسمت وجهي ... ندى : مابك !! لماذا تضحك ؟! أنا : ههه لا شيء ! إنه فقط شعرك مملوء بالأوراق تبدين جميلة هكذا ههه !! ندى : ههه آه لم ألحظ ذلك شكرا !! أنزلت رأسها للأسفل ثم رفعته و نفظت شعرها البني الطويل  فتطايرت تلك الأوراق ثم نظرت إلي و بدأت تبتسم و تضحك ثم قالت : ههه أنت أيضا تبدو جميلا بتلك الأوراق و هي عالقة في شعرك !! أنا : ههه حقا !! نفظت شعري ثم فجأة رأيتها تنزع حقيبتها و تستلقي في الأرض المليئة و المغطاة كلها بأوراق ساكورا ثم نظرت إلي و قالت : هيا أنيس ! إنضم إلي !! لم أفكر بتاتا و نزعت حقيبتي إستلقيت عل الأرض بجانبها و أنا أراها مغمضة العينين و تسبح في بحر تلك الأوراق الوردية تساؤلت كيف ؟! كيف تفعل ذلك دائما مبتسمة و متفائلة !! ... قلت : ههه ندى ماذا قلت لي منذ قليل ؟! آسف لم أسمعك !! ندى : ههه لا بأس ! أعرف ذلك الشعور أن تشرد بجمال ساكورا و تفقد الإحساس بكل حواسك ! كأنك عالق في قفص تتمنى البقاء فيه طوال حياتك !! في صغري إعتاد أبي أن يحضرني إلى هذه الحديقة كل يوم بعد حضوره من العمل و كان يستمتع بمشاهدتي ألعب و أسبح وسط هذه الأوراق المتساقطة تماما تحت هذه الشجرة الكبيرة !! منذ ذلك الوقت و  أمر كل يوم  بعد المدرية بهذه الحديقة و أجلس تحت هذه الشجرة بالضبط !! أنا : يبدوا ذلك ممتعا جدا !! ندى : بالطبع !! إن لم تسمتع بالأشياء البسيطة في الحياة فما عساك  أن تفعل ^-^ !!! أنا : صحيح ! إن لم تفعلي ذلك تصبح الحياة ككوب قهوة مرة !! و هي مغمضة العينين إبتسمت و قالت : صحيح ! أوافقك الرأي !! و الدموع تسقط من أعيني إبتسمت ثم أمسكت يديها و قلت : شكرا ندى ! شكرا على كل شيء !! لقد جعلتي فعلا حياتي مليئة بالألوان !!! من دون تسألني لماذا شكرتها فلقد رأتني مبتسما و أعيني مغمضة و الدموع تسقط منها فلقد فهمت ماكنت أحاول إخبارها .. نظرت إلى السماء و قالت لي : لا تشكرني !! هذا ما يفعله الأصدقاء !!!....يتبع

إبتسمت لي في حلم ذات مرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن