الجزء الرابع عشر

36 2 0
                                    

و أنا أجري و النفس يكاد ينقطع عني ! أرجوك كوني بخير .. أرجوك كوني بخير .. أرجوك كوني بخير !! وصلت إلى قسم ندى ثم فتحت الباب فوجدتها مستلقية على الأرض و لينا بجانبها تمسح الدماء من على رأسها و تمسك بيدها و تبكي و الطلاب محيطون بها قالت : أرجوك إستيقظي ندى !! ... ذهبت مسرعا أتدافع بينهم لكي أراها : هيا إبتعدوا ! أفسحوا المجال دعوني أمر !! قلت : ماذا حدث لها لينا ؟! لينا : لا أعرف ذهبت لتحل معادلة في السبورة نهضت من طاولتها فجأة تداعت و سقطت فإرتطم رأسها بالأرض بقوة ... أنا : ليتصل احدكم بالإسعاف ! قال أحد الطلاب : لقد ذهب الأستاذ إلى الإدارة لفعل ذلك ... أنا : لماذا يأخذ كل هذا الوقت !! فجأة بدأ وجهها بالإصفرار و إزرقت شفتيها تجمدت لينا من الخوف و الدموع تسقط من أعينها قالت : هااي ندى ارجوك إستيقظي أرجوك إستيقظي أرجوك !! وصل رفيق و قال : مالخطب هل هي بخير ؟! أنا : لا أعلم لكن أظن  أن حالتها تزداد سوءا ! آخخ لقد طفح الكيل !! جلست على ركبتاي بجانب ندى ثم أمسكت بيدها و همست : لا تقلقي ستكونين بخير !! لينا : ماذا يجب أن نفعل ؟! أنا : سنأخذها تحت إلى الإدارة ربما يستطيعون فعل شيء و سننظر هناك حتى حضور سيارة الإسعاف !! رفيق : لكن كيف سنأخذها ؟! أنا : هذا سهل ! سأحملها !! أفسحوا المجال !! حملتها بكلتا يداي و خرجت بها من القسم و تبعني رفيق و لينا و بعض من الطلاب .. و نحن نركض في الرواق بإتجاه الإدارة حتى إلتقينا بالأستاذ في طريقنا !! قال لي : في الوقت تماما ! هيا أسرع لقد أتى الإسعاف !! أوصلتها إلى سيارة الإسعاف و وضعتها في السرير المتنقل و شاهدتها تذهب إلى المستشفى !! و إذا بزميلة ندى في القسم دنيا تنظر إلي من بعيد سقطت على ركبتاي و بدأت أنظر إلى يداي الملطختان بدماء ندى عندما حملتها و أنا مصدوم كأنني في غيبوبة قلت في نفسي : ما هذا ؟! هل أنا في حلم !! ماهذا الذي في يدي ؟! إنها دماء لكن كيف.....!! ما..م..مالذي حدث ؟! أتت إلي لينا و قالت : هيا لنذهب و ننزع عنك كل هذا !! لكن بدون جدوى لم أسمعها كأنني كنت محتجزا في غرفة عازلة للصوت لا أسمع أي شيء من الخارج !! عالم آخر بالكامل !! إنصدمت لينا لرؤيتي بتلك الحال انظر إلى يداي المليئتان بالدم نظرة خوف فحاولت أن تجعلني أفطن !! لينا : هااي أنيس ! هل أنت بخير إنهض !! هل تسمعني ؟! سمعتها هذه المرة لكن كأنها كانت تتكلم من بعيد أحسست كأنني في أعماق المحيط أغرق أغرق لم أسمعها جيدا  لكن ببطء كان يرتفع صوتها المشوش و يصبح أكثر صفاءا !! قالت : رفيق أنظر إليه ! لا أدري ماذا أصابه !! إنه لا يسمعني !! هل تظن أنه بخير ؟! جلس رفيق على ركبتيه في الأرض و قابلني ثم قال : أعرف مالذي سيوقظه !! فجأة و بدون سابق إنذار صفعني صفعة قوية جعلتني أفطن و أستيقظ مما كنت فيه !! رفيق : هيا يا صاح تمالك نفسك لا تقلق ستكون بخير !! قالت لينا : نعم أنا متأكدة من ذلك !! هه لا تستهن بها إنها أقوى مما تبدو !! رفيق : هيا يا صديقي إنهض ! أنظر إلى نفسك هيا لنذهب إلى المرحاض يجب أن تغتسل !! ذهبت لأغتسل  ثم عدنا للينا قرب الإدارة و قلت لرفيق : هاي إسمعني يجب أن نذهب إلى المستشفى الآن هيا بنا !! لينا : أوافقك الرأي !! خرجنا من الثانوية و ذهبنا نحن الثلاثة أنا و رفيق و لينا مسرعين إلى المستشفى الذي أخذت إليه ندى !!
وصلنا إلى المستشفى ثم ذهبنا إلى مكتب الإستقبال فسئلت الموظفة هناك : عذرا ألم يحظروا منذ قليل فتاة في السادسة عشر من العمر شعر بني طويل و تبدوا في طولي تقريبا ؟! الموظفة : ممم دعني أرى ! نعم لقد أحضروها منذ 45 دقيقة تقريبا !! إنها في الطابق الثالث الغرفة (B17) !! رفيق : هيا بنا لنذهب !!! صعدنا إلى الطابق الثالث و بحثنا عن غرفة ندى إلى أن وجدناها و عند إقترابنا من الغرفة خرج الطبيب منها فذهبنا إليه و هاجمناه بالأسئلة عن حال ندى و ما إن كانت بخير فتنهد تنهيدة طويلة ثم أجابنا قائلا !!! قال ......يتبع

إبتسمت لي في حلم ذات مرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن