ماليسيا POV:
ما باله؟
فور مناداتي له بالمختل يصبح أكثر جنونااحمرَّت عيناه ، و تغير مزاجه..
ظهرت أوردة ذراعيه بشدة ..
كان يضع يده اليمنى فوق عجلة القيادة
و اليسرى يحمل بها سيجارةينظر إلي، بين الحين و الآخر، بنظرة حادة ..
ألست أنا التي يجدر بها أن تغضب؟
لكن لم أجرأ على محادتثه لأن كان يبدو كشخص آخر فعلا..جمعت أنفاسي لأقول:
"إلى أين ؟"ابتسم ليلقي بسجارته من النافذة ،و يقول:
"إلى الجحيم""عذرا؟" أجبته بنبرة متسائلة
و أضفت :" أتعتقد أنني أمزح؟"ضحك ليقول ساخرا:
"نعم، فالحياة مجرد مزحة تتلاعب بنا كما شاءت""احتفِظ بدروسك الاخلاقية لنفسك و قدني إلى البيت حالا" قلت بغضب..
"نفذ صبري" ركن سيارته جانبا، و لا أنكر أني ذعرت فعلا..
كنا أمام بحيرة ما .. لا بد أنها حوالي الخامسة زوالا..
التقط ذراعي و ألقى بي أرضا،
لا أعلم إن كان يتهيأ لي لكنه بدى كشخص آخر
كوحش يتشوق لينقض على فريسته....
وضع مخالبه بين عنقي ليقول
"ستمكثين برفقتي منذ الآن"كنت أتنفس بصعوبة.. استطعت البوح ببضع كلمات بصعوبة:
"اتركني..حالا"أزال يده، كأنه يشمئز من نفسه، تائها..
أنا جلست في مكاني و لم أتحرك بتاتا..أيعقل أن يكون مريضا نفسيا؟
أو مختلا حقا؟كان لي صديق في الجامعة يعاني من اضطرابات نفسية إثر ما مرت عليه من معاناة؛
كان يكون لطيفا و طيبا ، لكن عندما يغضب، يفقد عقله ..
لكن ماذا قصد ب"ستمكثين برفقتي"
أ أُعْجِبَ بي في غضون أسبوع؟وكيف لشخص ألا يعجب بي..
أعلم أنه ليس الوقت المناسب لتفكير كهذا..
لكنني ابتسمت و كان كبريائي قد غلب علي؛أيعقل أني مختلة أيضا؟ يا للهول..
لا أعلم ماذا أصابني من سذاجة، لذا سئلته:
"أ أُعجبت بي؟ رغم أنك أعجبت بي فليس بمقدوري المكوث مع غريب .."توقف لينظر إلي و أدركتُ مدى غرابتي حالا..
"م..ماذا؟"قال بتعجب؛
يا لغبائي ، الآن أنا المختلة.
اقترب وقال:
"أنا فقط أشعر بالشفقة لِما تَعَرَّضْتِ له بسببي، ولا بد أنهم يلاحِقونك لذا فلتمكثي معي لبعض الوقت... ،صَمَتَ وأضاف،
و بالمناسبة أنا لا اكن لك أية مشاعر، لذا لا تقلقي"أ تعرضت للرفض للتو؟
أجهل ماذا حدث
لكن كيف يجرأ على البوح باعتراف غبي كذاك؛قمتُ و أدركت مدى غبائي لأصعد في السيارة و قلت قبل أن أغلق الباب:
"جيد إذا".اِنْضَمّ إلي بعد بضع ثواني مبتسما ابتسامته الجانبية الغبية تلك..
أنا أيضا لا أكن له أية مشاعر
كيف لي أن أحب مختلا في الأصل
و لا يعجبني مظهره بتاتا؛جلسنا لبقية الوقت في صمت غريب و لا أعلم أين سنذهب و لا أكثرت ..
فلم أترك خلفي سوى شقتي التي لم أدفع أجْرها بعدُ؛توقف أمام مبنى و كانت هناك لافتة في الجانب:
"فندق المودة"قلتُ بين أسناني
"أي مودة يا ترى"و لأول مرة أرى ابتسامته و غمازاته..
ضحك و كان يبدو وسيما للغايةأ يعقل أني أعجبت به؟
----------------------------
A/N:
شكرا على قراءة البارت .أجمل ما في الحياة ، قلباً تحكي له ما تشاء. - نجيب محفوظ
❤️
أنت تقرأ
اِسْتِياء ☈
Teen Fictionالدوار هو العشق، هو الوقوف على حافة السقوط الذي لا يقاوم، هو التفرج على العالم من نقطة شاهقة للخوف، هو شحنة من الإنفعالات والأحاسيس المتناقضة, التي تجذبك للأسفل والأعلى في وقت واحد، لأن السقوط دائما اسهل من الوقوف على قدمين خائفتينّ.. فهل ستقاومين أ...