"يمكنك فعل هذا!"
ابتسمت ابتسامة خافتة ثم أمسكت بمقبض الباب لبضع ثواني، استجمعت أنفاسي لأفتح الباب
أصدر الباب الخشبي رنينا خافتا لكنه يُسمع إثر الصمت الذي يعم المكان؛
توجهت نحو السلالم و احتكاك كعبيَ العالي مع الأرض الخشبية ينصدر بعد كل خطوة،
لمحت في آخر السلالم ذكرا بأكتاف عريضة و بدلة رسمية ؛
إنه إيدوارد؛
اقتربت منه من الخلف ، لأستنشق عطره المسكر؛
أجهل فعلا ماذا يحدث أو كيف ظهر إيدوارد بعد هذه المدة ، لكنني لا أريد معرفة ذلك الآن ، كل ما أريده الآن هو استنشاق هذا العطر المسكر و أن أتركه يتجول بين رئتاي، أريده فقط أن يحتضنني لأشعر بالدفىء مجددا؛
لم أصارح نفسي قط حول حقيقة مشاعري تجاه إيدوارد لكن غيابه هذه المدة ترك فراغا داخلي ؛ أجهل هذا الشعور الغريب لكن ما أعلمه هو أن هذا الشعور مميز.
التفت عندما شعر أنني خلفه
ابتسم ابتسامة دافئة و حزينة ، أمسك رأسي بين يداه ثم قبّل جبيني ؛
ابتعد قليل ثم قام ببسط ذراعه نحوي لينحني قليلا ،
"ماليسيا كاترين أندرسون ، أتقبلين بي كرفيق لك هذه الليلة ؟"
ابتسمت بخفة ثم أمسكت يده :
"إيدوارد كريستوفر والكر ، نعم أقبل بك كرفيق لي، لكن ليس هذه الليلة فحسب"
تلاشت ابتسامته بعيدا لكن سرعان ما رسم ابتسامة حرينة على وجهه ليضمني إليه و يقوم بوضع بضع خصلات شعري خلف أذني ؛
قام الخجل بتلوين خداي ، لأبتسم ابتسامة خجولة ؛
"هيا لنذهب" قال ليقوم بشبك يديه بخاصتي ثم توجه نحو البوابة؛
نظرت حولي ليستقظ إدراكي، إن الوضع يزداد غرابة ، لِما الصمت يعم البيت، و أين ألكس؟ أين الجميع؟
ماذا يحدث هنا؟نظرت لإيدوارد الذي يمسك مقود السيارة باليد اليمنى و اليد الأخرى مسترخية على زجاج النافذة كعادته؛
هل أسئله؟ لا أريد إفساد هذه الليلة ، سأنتظر حتى طريق العودة.
وضع يده على ذقنه ، ثم قام بترطيب شفتاه بلسانه ؛ نظر إلي فجأة لأقوم بإبعاد نظري نحو الطريق بشكل جلي
يا لغبائي!
"لا بأس يمكنك التحديق بي، فأنا أحب نظراتك علي."
ابتسم بكل فخر ، أما أنا فوضعت يدي على جبيني لكي لا يلمح تعابير وجهي المحرجة ..
التفت لينظر إلي مطولا
"يا إلهي إيدوارد انتبه للطريق!"
قمت بوضع يدي على رأسه لأدوره نحو الأمام
ابتسم ثم حاول عض يدي لكنني أزلتها بسرعة
"إيدوارد !" قمت بإطلاق صرخة و الابتسامة ارتسمت على شفتاي؛ إني أعشق إيدوارد الطفولي،،
ابتسم ابتسامة عريضة ليقول:
"آسف، لا أستطيع امتناع نفسي عن تناول السكريات!"
ابتسمت بخفة، يا للطفاته؛
"لكن وزنك سيزداد و ستختفي عضلاتك و ستفقد وسامتك ، و لن تقبل بك أي أنثى"
ابتسم ثم قال:
"و أنتِ؟ هل ستظلين تحبينني إن أصبحت بشعا؟"
ماذا؟ هل قال للتو أنني أحبه؟
"و من أخبرك أنني أحبك في الأصل؟"
قلت بنبرة هادئة لأشعر بحرارة إيدوارد جانبي ، لا بد أنه سيصاب بنوبة قلبية بعد قليل
قمت بكتم ضحتي بين يداي لينظر إلي
"أنا أمزح" قلت لكن تعابير وجهه لم تتغير
"ماذا بك لقد قلت أنني أمزح" قلت مجددا لكنه أمسك المقود بكلتا يديه و بدى مركزا على الطريق ولم يعر اهتماما لما أبوح به قط؛
"ماذا الآن أستلعب دور الفتى صعب المنال؟"
لم ينظر إلي و لم يعرني أي اهتمام بل شغل الراديو و بدأ يدندن بصوت خافت؛
تعابير وجهي كانت تبوح بشكل جلي عن دهشتي ؛
قمت بإطفاء الراديو ؛ "رأسي يؤلمني"
نظر إلي نظرة حادة ثم قام بتشغيله مجددا بصوت أكثز ارتفاعا من قبلُ؛
نظرت إليه بدهشة ، أيريد لعب هذه اللعبة الآن!
كانت الموسيقى أجنبية و مشهورة و لسوء حظه فأنا كنت أعرف الكلمات؛
"SO ROCKABYE BABYYY ROCKABYE"
بدأت بالغناء بتزامن مع ألحان الأغنية، ليقوم بوضع يده على شفاهي قبل أن أتمم
"-اللعنة اصمتي ! ما هذا الصوت البشع !"
"-هذا جزاء من يعاندني" قلت ثم أطلق ضحكة صاخبة، أما أنا فاكتفيت بالنظر إليه و لغمازاته ؛ غرقت في تأملي : شعر مصفف نحو الوراء و بذلته الرسمية التي تجعله يبدو مثيرا للغاية ، و قرطه الأسود في أذنه ، لوهلة نسيت أننا ذاهبين لمكان ما ؛ توقفت عن التأمل لأبادر بالسؤال: " بالمناسبة، إلي أين؟"
"-لقد وصلنا" قال ليقوم بركن سيارته في موقف سيارات لمطعم ما؛
"هيا، انزلي!"
قال لأمتثل له ثم أنزل من السيارة تزامن معه ، قمت بالتحقق من مظهري من زجاج السيارة ، قمت بتعديلي أقراطي و التحقق من إحكامها، ثم قمت بوضع يدي على قلادتي التي تتوسط صدري، ابتسمت بخفة ثم انضممت لإيدوارد؛
قام إيدوارد بشبك يده بخاصتي قبل أن ندخل المطعم لأبتسم بخجل؛
"مرحبا بكما ، تفضلا بالدخول "
قال فتى في العشرينات عند فتحه للباب الأيمن من البوابة الزجاجية ذو المقبضين؛
قمنا كلانا بإيماءة خفيفة كلفتة لطف ؛
كانت تتوسط المطعم ثريا فاخرة ، و النوادل ببزة بيضاء
لا يتوقفون عن الحركة من طاولة إلى أخرى في تلك المساحة الواسعة ، تحف معلقة تزين المطعم و تزيد من أناقته ، نافورة من الرخام تتوسط المطعم و تزيد من جماليته، هناك من يجلس وحده و يأتنس بالموسيقى الهادئة و هناك من يرقص على ألحان تلك الموسيقى مع شريكه؛ تحققت من الساعة لأجدها 9 مساءا؛ كانت دهشتي واضحة على ملامحي فأنا لم آتي لمثل هذه المطاعم قط؛
ابتسم إيدوارد و كانت يدانا لا زالتا متشابكتان؛
ظهر نادل من العدم في الأربعينات ،شعر مصفف نحو الوراء، بزة بيضاء و وبطة عنق سوداء ، سروال أسواد وكذلك الحذاء؛ بابتسامة عريضة قال:
"مرحبا بكم في مطعم"Le Classique "، لقد جئتم في الوقت المناسب! الطاولة جاهزة! أنا سام و سأكون نادلكم هذه الليلة ! تعالوا معي"
ابتسم ثم بادر بالمشي لنقوم بتتبعه أنا و إيدوارد؛
حتى وقف فجأة قرب طاولة مزينة ببضع شموع زجاجية و رائحة ياسمين تفوح من المكان!
أنت تقرأ
اِسْتِياء ☈
Teen Fictionالدوار هو العشق، هو الوقوف على حافة السقوط الذي لا يقاوم، هو التفرج على العالم من نقطة شاهقة للخوف، هو شحنة من الإنفعالات والأحاسيس المتناقضة, التي تجذبك للأسفل والأعلى في وقت واحد، لأن السقوط دائما اسهل من الوقوف على قدمين خائفتينّ.. فهل ستقاومين أ...