_ الوجه الأخر للثعبان ! _

79.9K 1.9K 69
                                    



إلتفتت "سمر" وراءها بوجه عاصف لتري الشخص الذي نادي بإسمها

لتتسمر بمكانها فجأة و تتبدل ملامحها الثائرة إلي أخري ذاهلة ..

-أسـ أستاذ عـ عثمان ! .. قالتها بشيء من الإضطراب و قد أربكها ظهوره المفاجئ أمامها ، ثم أردفت بإستغراب :

-حضرتك إيه إللي جابك هنا ؟

عثمان و هو يجيبها بإسلوبه اللبق الذي نادرا ما يستخدمه في تعاملاته مع الآخرين :

-إبن عمي عامل حادثة و كل العيلة هنا .. إنتي بقي إيه إللي جابك هنا ؟؟!

إنتبهت "سمر" إثر سؤاله للسبب الرئيسي الذي جاءت من أجله إلي هنا ، فشددت ذراعيها الملتفين حول شقيقتها و أجابته :

-أختي حرارتها عليت فجأة ماعرفش ليه ! فخدتها و جريت بيها علي هنا .. ثم أطرقت رأسها في تخاذل ، و أكملت :

-بس بيقولولي مالهاش مكان !

عثمان عاقدا حاجبيه في إستنكار :

-مين إللي قالولك ؟؟؟

-الأنسة دي .. و أشارت له برأسها نحو موظفة الإستقبال

ليتجاوزها "عثمان" و يتوجه إلي الموظفة بصوته الغليظ :

-لو سمحتي يا أنسة ، معانا طفلة هنا حرارتها عالية ، محتاجين دكتور ، يا ريت تطلبيلنا حد دلوقتي حالا.

الموظفة بهدوء مستفز :

-أسفة يافندم ، الأماكن هنا كلها مشغولة و الدكاترة كمان مشغولين.

عثمان و هو يتبجح برعونة مستهجنة :

-يعني إيه حضرتك ؟ بقولك البنت حرارتها عالية و إنتي ملزومة تدخلينا و تستدعيلنا دكتور يشوفها كمان.

الموظفة ببرود :

-و الله أنا ليا في إللي في شايفاه قدامي ، مافيش أماكن فاضية و مافيش دكاترة متوفرين حاليا ، أديك حضرتك شايف قسم الطوارئ و المستشفي كلها زاحمة إزاي !

إرتعشت شفتيه المزمومتين من الغضب ، ليستدير في اللحظة التالية نحو "سمر" قائلا بإقتضاب آمر :

-إتفضلي معايا يا أنسة سمر ، هنروح مستشفي تانية .. ثم عاد ينظر إلي الموظفة ثانيةً ، و قال بحدة شديدة :

-إحنا ماشيين يا أنسة ، بس أوعدك الموقف ده مش هيعدي علي خير أبدا ، و بالذات عليكي إنتي.

و غادر "عثمان" المشفي كلها بخطواته المتغطرسة مصطحبا في إثره "سمر" و أختها الصغيرة ..

بينما أتت موظفة الإستقبال الثانية ، و سألت زميلتها :

-في إيه يا بنتي ؟ كنتي بتتخانقي مع مين ؟؟

الموظفة الأولي بعدم إهتمام :

عزلاء أمام سطوة ماله ج ١.....للكاتبه الرائعه مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن