_ منومة مغناطيسيا ! _

80.6K 1.8K 151
                                    

  لحسن حظها أنها كانت تضع الحچاب علي رأسها تحسبا لجميع الإحتمالات ... لكنها وجدت نفسها تصفع الباب بعنف في وجهه ثم تستند إليه بظهرها و هي تلهث بشدة

-إيه إللي جابه هنا الحيوان ده ؟ .. تمتمت "سمر" لنفسها و جسدها ينتفض بقوة ، و أكملت بحيرة :

-عايز إيه ؟ .. طيب أفتحله و لا لأ ؟!

أخذت نفسا عميق و زفرته ببطء ، ثم تشجعت و إستعدت لمواجهته و هي تقول ببأس و قوة :

-ماتخافيش يا سمر . إنتي في بيتك و وسط جيرانك مش هيقدر يعمل حاجة . شوفيه جاي ليه و خليكي شجاعة إوعي تباني ضعيفة قدامه !

ثم إلتفتت ... و مدت يدها إلي مقبض الباب لتفتحه ثانيةً ..

كان "عثمان" لا يزال واقفا بمكانه ، لم يتحرك قيد أنملة ، حتي إبتسامته اللعوبة لم تفارق ثغره الدقيق

حدجها بنظرات مبهمة و هو يقول بنعومة :

-إيه يا سمر ! ينفع كده تقفلي الباب وشي ؟ ده أنا ضيفك بردو !

سمر بحدة :

-أفندم يا عثمان بيه ؟ خير إيه سبب زيارة حضرتك إللي علي غفلة دي ؟!

عثمان و هو يبتسم بجاذبية :

-طيب مش تقوليلي إتفضل الأول ؟ و لا إنتوا هنا متعودين تكلموا ضيوفكوا علي الباب ؟!

تنهدت "سمر" بنفاذ صبر ، و لكنها لم تجد حلا أخر

تنحت جانبا مفسحة له الطريق ، ليتقدم هو بخطواته المختالة المغرورة ..

إجتاز المدخل القصير و هو يعاين الشقة بنظراته الفاترة

كانت بسيطة جدا و مرتبة و نظيفة ، إنما من وجهة نظره هو كانت حقيرة جدا و أشبه بجحر الفئران

لكن بخلاف كل هذه الأمور أي بيت عادي مثل هذا يساوي لا شئ بالمقارنة بقصر آل "بحيري" الذي نشأ و ترعرع فيه حتي بلغ الثلاثين من عمره ..

-بيتك حلو أوي يا سمر .. قالها "عثمان" بمجاملة زائفة ، لترد "سمر" التي وقفت بجانب باب الشقة المفتوح :

-شكرا . ده من ذوقك.

إلتفت "عثمان" نحوها و هو يقول بدهشة :

-إنتي واقفة كده ليه ؟ ما تقفلي الباب ده و تعالي عشان نتكلم !

سمر بصلابة :

-أنا كده كويسة . و حضرتك تقدر تقول كل إللي إنت عايزه عادي . أنا سمعاك.

رمقها "عثمان" و هو يرمقها بنصف إبتسامة ، ثم تقدم صوبها و أمسك بمسند الباب قائلا بهدوء :

-سمر .. متخافيش أنا مش هاكلك . أنا جاي أتكلم معاكي و بس.

سمر و هي تنظر إليه بجرأة واهية :

عزلاء أمام سطوة ماله ج ١.....للكاتبه الرائعه مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن