_ إحتياج ! _

88K 2K 63
                                    

  

يخرج "عثمان" من غرفة أمه و هو يتنهد بآسي ... تأتي "صفية" في هذه اللحظة حاملة كأس من الماء و بعض من الحبوب العلاجية

صفية بملامح ذابلة كئيبة :

-مامي عاملة إيه دلوقتي يا عثمان ؟

عثمان و هو يفرك وجهه بكفاه :

-كويسة . يدوب كلت من إيدي بالعافية .. ثم نظر لها و أكمل بصوت لا حياة فيه :

-صافي مش عايزك تسيبي ماما خالص . خليكي جمبها طول الوقت و لو إحتاجت لأي حاجة تبلغيني فورا.

صفية بدموع :

-حاضر يا عثمان .. و أخفضت رأسها حتي لا يري دموعها المتدفقة بحرارة

عثمان بضيق :

-كفاية يا صفية . كفاية أبوس إيدك أنا مش ناقص و عايزة تدخلي لماما و إنتي بالشكل ؟!

صفية و هي تكفكف دموعها بعزم :

-خلاص يا عثمان . خلاص أنا مش هعيط تاني.

نظر لها بحزن و شدها إلي حضنه ، ثم قال بهدوء :

-أنا عارف إن حياتنا إتغيرت أو إتقلبت بمعني أصح . بس أنا و إنتي لازم نحط خطوط حمرا لمشاعرنا طول الفترة الجاية خصوصا قدام ماما يا صافي . ماما مش دريانة بأي حاجة . أنا مش قادر أشوفها كده . لازم نعمل المستحيل لازم نساعدها عشان تخرج من إللي هي فيه . إحنا مابقاش لينا غيرها.

وافقته "صفية" بإيماءة صغيرة :

-عندك حق يا عثمان . صدقني أنا بمسك نفسي قصادها جامد أوي . بس بردو هي حالتها أسوأ مننا بكتير . دي مانزلتش دمعة واحدة كاتمة في نفسها و ده إللي مخوفني عليها.

عثمان بثقة :

-هتبقي كويسة . إن شاء الله هتبقي كويسة بس محتاجة شوية وقت .. ثم قال و هو يمسح لها دمعة بأنامله :

-يلا إدخليلها . و زي ما قولتلك إوعي تسيبيها أبدا.

صفية بهمس :

-أوك !

و دلفت إلي أمها ، بينما نزل "عثمان" إلي الأسفل ليوافي "مراد" في الصالون الصغير

كان يحتسي فنجانا من القهوة عندما أقبل عليه ..

-عثمان ! فينك مستنيك بقالي ساعة .. قالها "مراد" و هو يرجع فنجانه إلي الطاولة

عثمان بصوت جاف :

-كنت عند أمي .. ثم جلس قبالته و أكمل :

-عملت إيه مع رئيس التحرير ؟

مراد بجدية :

-خلاص الموضوع إنتهي و هو فهم رغبتك خلاص.

عثمان بخشونة :

-مش مهم يفهم رغبتي . المهم يفهم إني ممكن لو حبيت هوديه في ستين داهية و هقفله الجريدة خالص.

عزلاء أمام سطوة ماله ج ١.....للكاتبه الرائعه مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن