لم يطول مكوث "سمر" بالمشفي ... و بناء علي طلب "عثمان" و إلحاحه كتب لها الطبيب تصريحا بالخروج ، لكنه شدد علي وجوب الإعتناء بها و عدم قيامها بأي مجهود لمدة إسبوع علي الأقلمن جهة أخري كلف "عثمان" أخته بالذهاب للسوق التجاري لإستكمال تجميع بقية ملابس إبنه ، رحبت "صفية" بطلبه و إصطحبت "صالح" معها كما فعلت بالمرة السابقة
إشترت أشياء كثيرة جدا ، ضاع النهار كله في التسوق و إنتهي عندما شعرت "صفية" بالتعب و أشفقت علي حالة "صالح" أيضا فهو لا يزال في طور النقاهة
لم يسترجع قوته كاملة بعد ، لذا لا يجب أن تحمله فوق طاقته خاصة و أنه لم يبدي تبرما أو إنزعاجا حتي الآن مخافة أن يغضبهاإبتسمت "صفية" له بحب ، و شبكت يدها بيده ، ثم إنطلقا عائدان إلي البيت ..
البيت الذي بدا مبهج لأول مرة منذ أشهر عديدة ، و السبب إنضمام فرد جديد لعائلة "البحيري" و ليس أي فرد ، إنه النسخة المصغرة من جده ... "يحيى" الصغير
الملاك الذي جلب معه السعادة و المودة و الحب للجميع ، و الشفاء إلي جدته
لم تتركه "فريال" أبدا منذ خروجهم من المشفي ، كانت مسحورة به و أبت أن يفارقها و لو لثانية واحدة .. و هذا أمر أغضب "سمر" للغاية ...
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
و في إحدي الليالي ...
تستقبل "سمر" زوجها فور دخوله من باب الغرفة بعبارة حادة :
-لو سمحت تروح دلوقتي حالا و تجبلي إبني !
رمقها "عثمان" بنفاذ صبر ، ثم نظر إلي "تانيا" و قال :
-بليز يا مس تانيا !
خدي ملك لأوضتها عشان تنام . it's late ( الوقت إتأخر ).قامت "تانيا" التي كانت تجلس بـ"ملك" علي مقربة من أختها و أخذتها لتوصلها إلي مخدعها كما أمر "عثمان" ..
و بينما توجه هو صوب غرفة الملابس ، إستشاطت "سمر" غيظا لأنه عمد أن يتجاهلها
تحاملت علي نفسها و نهضت لتتبعه و هي تزمجر بغضب :
-إنت بتتجاهل كلامي و عامل مش سامعني ؟
بقولك عايزة إبني . عايزاه دلوقتي هاتهووولي.يضع "عثمان" البيچامة التي أخرجها من خزانته علي الكرسي ، ثم يلتفت إليها و يقول بصوت هادئ :
-إيه يا حبيبتي ؟ مالك بس ؟ كل يوم لازم تسمعيني الإسطوانة دي ! تقوليلي فين إبني أقولك عند أمي
هي لعبة و لا سيناريو مقرر كل ليلة يا سمر ؟!سمر بحدة :
-مش لازم يكون عند مامتك علي فكرة . ده إبني أنا و لازم يكون معايا أنا ده من يوم ما إتولد ماشفتوش إلا كام مرة يتعدوا علي الصوابع . في شرع مين إللي بيحصل ده ؟؟!!
أنت تقرأ
عزلاء أمام سطوة ماله ج ١.....للكاتبه الرائعه مريم غريب
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة الجزء الأول أظلم الكون من حولها فقدت كل شئ و أغلقوا الأبواب بوجهها لتلتفت و تأخذ المسار الإجباري و الوحيد مديده لها نثر وعودا واهية قبلت و ضحت بنفسها و توغلت أكثر في دربه المحفوف بالأشواك و الألغام خاضت مغامرة لا يقتحمها...