ما زالت الممرضة الشابة تباشر عملها بإتقان لا يخلو من الرقة ...
لا تعلم "سمر" هل الرقة طبع لديها أم أنها تصطنعها لأجل جذب إنتباه زوجها ؟ .. خاصة إنها ليست منطقية لأنها جلست أمامه و هو نصف عاري بدون خجل
بل راحت تتفرس في صدره الأسمر العريض و كتفاه و ذراعاه و تفاصيل وجهه الوسيم ..
أقرت "سمر" و لم تنكر شعور الغيظ الذي بدأ يجيش بصدرها قبل نصف ساعة و حتي الآن ، رغم أنها عجزت عن إيجاد مبرر له
و لكن ما أزاد الأمر سوءاً هو أن "عثمان" طوال هذا الوقت كان يحاول جاهدا منع الإبتسامة من الظهور علي وجهه و كأنه يقول لها أنه يفهم ما تشعر به
عاندته "سمر" و حاولت محو الحنق من عقلها كليا و تظاهرت بإستكشاف الهاتف الذي أهداها إياه ..
إنقضت بضعة دقائق أخري ، لتقوم الممرضة أخيــــرا و تقول برقتها المستفزة :
-خلاص خلصنا . ألف سلامة عليك يا عثمان بيه.
عثمان بإبتسامة :
-الله يسلمك . معلش تعبتك معايا.
-أه فعلا تعبتها أووي ! .. تمتمت "سمر" لنفسها دون أن تنظر له
الممرضة بلطف :
-مافيش تعب و لا حاجة ده شغلي . المهم حضرتك لسا حاسس بألم في كتفك ؟!
رفع "عثمان" يده السليمة و ربت علي كتفه المصابة ليختبرها ثم قال بإستغراب :
-لأ . مش حاسس بأي حاجة كأن الجزء مش موجود !!
-بس حضرتك بتعرف تحرك بقيت دراعك !
حرك "عثمان" ذراعه بسهولة و قال :
-أيوه فعلا.
الممرضة بتفاخر :
-ده سببه المخدر الموضعي إللي حطتهولك علي الجرح . و علي فكرة كان فكرتي أنا و الدكتور سمحلي بيه.
عثمان بنبرته المخملية :
-شكرا يا آنسة . بلغي سلامي للدكتور من فضلك.
الممرضة بنظرة مطولة :
-أكيد .. أكيد يا عثمان بيه !
و هنا رفعت "سمر" وجهها و رمقتها بغضب ، فتراجعت و هي تقول بإرتباك :
-آا طـ طيب عن إذنكوا ! .. و رحلت
ليلتفت "عثمان" نحو "سمر" و يطالعها بسرور :
-إيه يا حبيبتي ؟ .. كان صوته ناعما
سمر و هي تنقل بصرها عن الهاتف لتنظر إليه :
-إيه ؟! .. تساءلت بجفاء
عثمان بإبتسامته الجذابة :
-ماسمعتش صوتك يعني بقالي كتير !
أنت تقرأ
عزلاء أمام سطوة ماله ج ١.....للكاتبه الرائعه مريم غريب
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة الجزء الأول أظلم الكون من حولها فقدت كل شئ و أغلقوا الأبواب بوجهها لتلتفت و تأخذ المسار الإجباري و الوحيد مديده لها نثر وعودا واهية قبلت و ضحت بنفسها و توغلت أكثر في دربه المحفوف بالأشواك و الألغام خاضت مغامرة لا يقتحمها...