_ قصر عائم ! _

93.6K 2K 120
                                    



تحت نهار شتوي ساطع ... تخرج "سمر" من بيتها ، يداهمها خوف غريب من مواجهة الجمهور

تشعر أن كل من سينظر لها و هي تسير سيعرف بالحقيقة .. إلي أين هي ذاهبة ؟ ماذا فعلت ؟ و ماذا ستفعل ؟ .. الجميع سيدري بالجريمة التي إرتكبتها !!!

ضمت ياقتي ردائها الصوفي حول عنقها و هي تشعر بإرتجافة في جسدها بسبب التوتر لا البرد الذي يغلف الأجواء

و بينما هي تمر من أمام محل الجزارة ، سمعته ينادي بإسمها ..

-أنسة سمر !

إلتفتت "سمر" إلي الصوت المألوف ، لتجده "خميس" يبتسم و هو يهرول صوبها بسرعة ..

-إصباح الخير يا أنسة سمر .. قالها "خميس" بنيرة تزخر باللهفة و السرور

لترد "سمر" بصرامة ممزوجة بالجفاء :

-صباح الخير يا خميس . نعم عايز حاجة ؟؟

أجفل "خميس" و هو يجيبها بإرتباك واضح :

-آا لأ مـ مش عايز . أنا بس كنت حابب أتأسف علي إللي حصل بيني و بين الأستاذ فادي . أنا ماكنش قصدي أتعارك معاه و الله بـ آاا ..

-حصل خير يا خميس .. قاطعته "سمر" بجمود ، ثم قالت بإقتضاب :

-أنا لازم أمشي دلوقتي . عن إذنك.

خميس و هو يرمقها بحزن :

-إتفضلي !

مشت من أمامه مسرعة ، بينما وقف بمكانه يتابعها بعيناه في تخاذل حتي توارت تماما ..

-بردو مش هزهق يا سمر .. تمتم "خميس" لنفسه ، و أكمل بإصرار :

-أنا بحبك . طول عمري بحبك و محدش هيقدر ياخدك مني أبدا !

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في قصر آل"بحيري" ... يستيقظ "مراد" من نومه و ينزل للأسفل فلا يجد أحد من أهل البيت و مائدة الفطور فارغة بصورة غير إعتيادية

يهز كتفاه بعدم إكتراث ، ثم يتجه إلي غرفة "عثمان" و يدخل دون أذن كعادته

ليجده في غرفة الثياب خاصته يقوم بإعداد حقيبة صغيرة بعد أن إنتهي من إرتداء ملابس عصرية جدا مؤلفة من كـِـنزة صوفية بيضاء ، و سروال من الچينز القاتم ، و حذاء جلدي ذو رقبة أسود اللون من العلامة التجارية Geox ..

أطلق "مراد" صفيرا عاليا و هو يقترب منه و يقول بدعابة :

-إيه الشياكة إللي علي الصبح دي يا جدعان ! أكيد مش ممكن تكون رايح الشركة باللبس الشبابي ده يا چان عصرك . أومال فين البدلة يا عم ؟ و إيه الشنطة دي ؟!

حدجه "عثمان" بنظرة جانبية و هو يقول :

-من الذوق و الأدب إنك تستآذن قبل ما تدخل علي حد أوضته . يا قليل الأدب.

عزلاء أمام سطوة ماله ج ١.....للكاتبه الرائعه مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن