_ فرار ! _

99.6K 1.9K 128
                                    

تخرج "سمر" من المرحاض بعد أن قامت بغسل وجهها و قد نجحت في إزالة آثار البكاء عنه ... لكنها لم تستطع أبدا طرد شعور البؤس و المرارة المهيمن عليها

كان "عثمان" يقف أمام الخزانة و قد أعطاها ظهره ، بينما صدر عن حذائها أصوات أنبأته بحضورها

إستدار لها باسما ..

-خلصتي أخيرا يا حبيبتي ؟ تعالي . تعالي أوريكي حاجة !

مشت "سمر" صوبه بخطوات وئيدة ، في حين مد "عثمان" يده داخل الخزانة و إلتفت إليها بعد لحظات و هو يحمل علبة كبيرة مغطاة بالمخمل الأسود ..

-أولا أنا بعتذر إن حاجة زي دي جت متأخر ! .. قالها "عثمان" بإبتسامته الجذابة الآسرة ، و تابع :

-دي هدية مني ليكي . كان المفروض أقدمهالك أول ما جينا هنا المرة إللي فاتت . لكن للآسف نسيت . طول ما أنا معاكي بنسي كل حاجة يا سمر . و ده إللي عاجبني في علاقتنا.

إبتسمت بإستهزاء ، فتنهد "عثمان" بضيق و فتح العلبة ليخرج عقدا من الماس المرصع باللؤلؤ و الزمرد ذا بريق يخطف الأبصار ، مع قرطين مماثلين و خاتم و سوار ..

-الطقم عليه توقيع Damas ! .. تمتم "عثمان" بتفاخر و أردف :

-كل قطعة منه نادرة ماتلاقيهاش بسهولة لا هنا و لا حتي في البلد إللي إتصنع فيها . دفعت فيه مبلغ كبير جدا .. بس مش خسارة فيكي.

سمر بإزدراء شديد :

-قولتلك مش عايزة منك حاجة.

رد "عثمان" بصوت هادئ عميق :

-هديتي ماينفعش تترد يا بيبي . و بعدين إنتي مش فاهمة . الطقم كأنه معمول عشانك . تعالي نجربه عليكي عشان تتأكدي بنفسك !

لامست أصابعه الدافئة رقبتها و هو يضع لها العقد ثم يعلق القرطين بأذنيها ، بعد ذلك جرها إلي المرآة كي يريها المجوهرات التي زينت صدرها و أذنيها ..

لم تكن "سمر" تتخيل أن يستطيع رجل ما أن يقودها كما يفعل هذا الرجل الآن ... زوجها الذي لا تعرف إذا كان زواجهما حق يعترف به أم باطل !!!

-إنتي جميلة أووي يا سمر .. همس "عثمان" من بين لفائف شعرها ، و أكمل و هو ينظر إلي إنعاكسها بالمرآة :

-أجمل من كل المجوهرات إللي في الدنيا دي . كنت فاكر إن هديتي هتزود جمالك .. لكن العكس إللي حصل . جمالك هو إللي كسب.

أبعدت "سمر" يده عن عنقها ببطء و قالت بإرتباك :

-شـ شكرا . بس أنا مش هينفع أقبل الهدية دي.

عثمان بحنق :

-ليه مش هينفع ؟

إلتفتت "سمر" له و أجابت بتوتر :

-عشان هي غالية زي ما إنت قلت و لو حد شافها عليا الموضوع ممكن يتكشف.

تآفف "عثمان" بنفاذ صبر ، ثم قال بحدة و هو يضع يديه علي كتفيها :

عزلاء أمام سطوة ماله ج ١.....للكاتبه الرائعه مريم غريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن